الإطراء، التعزيز، والمكافآت

بغضّ النظر عن عمر أولادكم، يساعدهم المديح والتعزيز على الشعور بشكل إيجابي لأنهما يزيدان تقديرهم للذات وثقتهم. إذا أردتم تعزيز سُلوك حسَن، يجدر بكم أحيانًا استخدام طريقة المكافآت.

الإطراء

حين تمدحون ابنكم، تقولون له ما تحبّون به وبسُلوكه. فالإطراء يُساعد ابنكم على الشعور بشكل إيجابي.

المديح الوصفيّ هو وصف دقيق لما تحبّونه في ما يفعله ابنكم.  مثلا: “أحببتُ كثيرًا أنك شاركتَ الليجو مع أخيك الآن”. المديح الوصفيّ جيّد لزيادة احترام الذات وإنتاج سُلوك حسَن، فحين يُمدَح ابنكم على السلوك الحسَن، يُرجَّح أن يرغب في متابعة التصرّف بطريقة حسنة.

يمكن مدح الأولاد من جميع الأجيال على أمور مختلفة. يمكنكم أن تمدحوا ولدًا صغيرًا على موافقته على الخروج من المتنزه حين يُطلَب منه ذلك، أو على محاولته ربط حذائه وحده. فيما يمكن مدح الشبّان على عودتهم إلى البيت في الساعة التي حدّدتموها، أو بدئهم بإعداد الفروض المنزلية دون تذكير.

كيفية استخدام المديح لتغيير السلوك

يمكن استخدام المديح كوسيلة لتغيير سُلوك مُستفِزّ، واستبداله بالسّلوك المرغوب فيه. الخطوة الأولى هي البحث عن أوقات يتصرّف فيها ابنكم بالشكل المطلوب. وحين ترون أنه يتصرف هكذا، أو يتصرف بطريقة أخرى تحبّونها، حاوِلوا فورًا جذب انتباهه.

بعد ذلك، قولوا له بالضبط ما أحببتم في سُلوكه. يمكنكم أن تُثنوا على الجهود التي فعلها وكذلك الإنجازات – مثلا: “استخدمتِ الكلمات بطريقة رائعة لطلب اللعبة!”. يمكن أن تُكافئوه على السلوك المرغوب فيه بطُرق أخرى – مثلًا: بمعانقته أو تقبيله.

حين تبدأون باستخدام الطريقة، امدحوه كلّ مرة ترَون فيه السلوك المرغوب فيه. حين يبدأ ابنكم بالتصرّف هكذا في أحيان أكثر، يمكنكم أن تمدحوه أقلّ قليلًا.

التعزيز

التعزيز هو مدح على جهد – مثلا: “عملتَ باجتهاد شديد على الفروض المنزلية في الرياضيات”. يمكن أن تشجّع كلمات المديح على الجهد ابنكم على الاجتهاد أكثر في المستقبل. يمكن استخدامها لمساعدة ابنكم قبل النشاط وخلاله، أو حين يكون عليه التصرّف بشكل مُعيَّن.

مثلا: “تعالَ أرِنا كيف تعرف جمع الألعاب”، أو “أعرف أنك مضغوط بسبب الامتحان، لكنك درستَ جيّدًا جدًّا. لا يهمّ ماذا تكون العلامة، أعرف أنّكَ بذلتَ أقصى جهدك”.

يحتاج بعض الأولاد، خُصوصًا الأولاد الذين لا يثقون بأنفسهم كثيرًا، إلى تعزيزات أكثر من غيرهم. التعزيزات مهمّة بشكل خاصّ للأولاد الأكبر سنًّا.

المكافآت

المُكافأة هي نتيجة سُلوك حسَن. يمكن أن تكون هذه طريقة لقول أحسنت بعد أن يفعل ابنكم أمرًا بشكل جيّد أو يتصرّف بشكل جيّد. يمكن أن تكون المُكافأة دلالًا صغيرًا، مفاجأة، أو إذنًا للقيام بأمر خصوصي.

يمكن أن تحسّن المكافآت نجاعة المديح والتعزيزات وتعزيز السلوك الجيّد. يتأثّر معظم أنواع السلوك بالعواقب، فإذا كافأتم ابنكم على سُلوكه، يُرجَّح أن يتصرف أكثر بهذه الطريقة في المستقبل.

أحيانًا، يكون الانتقاد أسهل من الإطراء. السلوك “السيء” أوضح من السلوك “الجيّد”. فيُرجَّح أكثر أن تنتبهوا إلى ولد يصرخ من ولد يقرأ كتابًا بهُدوء. حاوِلوا أيضًا الانتباه إلى السلوك الحسَن!

نصائح لاستخدام الإطراء، التعزيز، والمكافآت

  •  حين يُفرحكم ابنكم بسلوكه، أخبِروه بذلك. حاوِلوا قول بعض كلمات المدح والتعزيز لابنكم يوميًّا. مع الوقت، تتراكم الأمور الصغيرة التي تقولونها وتؤثّر فيه كثيرًا.
  •  صِفوا بالضبط ما تحبّونه. يُدعى هذا المدح “مدحًا وصفيًّا”. فحين تقولون بالضبط ما يُفرحكم، يعرف ابنكم ما تقصدون. مثلا: “أحببتُ الطريقة التي رتبتِ فيها الغرفة. لقد وجدتِ تمامًا المكان الصحيح لكلّ شيء!” أو: “أُحبّ الرسمة التي رسمتِها. لقد نسّقتِ الألوان بطريقة رائعة”. الوصف الدقيق لما تحبّون مُقنع وحقيقيّ أكثر من مجرّد المدح العامّ مثل “أنتَ ولد طيّب”.
  •  امدحوا ابنكم على صفاته القويّة. لكلّ ولد نقاط قوّة ونقاط ضعف خاصّة به. قدّروا النقاط الإيجابية لدى ابنكم. حاوِلوا تجنّب مقارنة ولد بغيره، لأنّ المقارنة قد تؤدي إلى سخط وغضب أو خلق توقّعات غير واقعية.
  •  عزِّزوا السلوك الجيّد عبر الإطراء، بدل أن تذكروا السلوك السيء. أي حاوِلوا أن تمدحوا أكثر من الانتقاد.
  •  يُطلَب الكثير من المدح لتجاوُز انتقاد واحد. يدّعي الخبراء أنه يجدر مدح الأولاد ستّ مرات مقابل كلّ انتقاد.
  •  ابحثوا عن التغييرات والنجاحات الصغيرة. إذا انتظرتم حتى يفعل ابنكم أمرًا كاملًا لتمدحوه، فقد تنتظرون إلى الأبد.
  •  اقبلوا واقع أنّ كل شخص مختلف عن سواه، وأحبّوا الفوارق. شجّعوا كلّ ولد على تنمية مجالات اهتمام مختلفة ومحبّتها. ساعِدوا ولدكم على تنمية الشعور بالفخر والأمان في اختياراته ونشاطاته.
  •  فاجِئوا ابنكم وكافِئوه على السلوك الحسَن. مثلا: “شكرًا على جمعكِ الألعاب، لنذهب الآن إلى المتنزه ونحتفل”، أو “شُكرًا على مساعدتكَ لي على إعداد العشاء. يمكنك الآن أن تختار الحلوى”.
  •  امدحوا الجهود وكذلك الإنجازات. ميّزوا جهود ابنكم وامدحوه عليها، مثلًا: “لقد عملتِ بجدّ على هذا العمل”، أو “شُكرًا على أنكَ تذكرتَ تعليق المعطف على العلّاقة”.

أسئلة شائعة

هل سيصبح ابني متكبّرًا إذا مدحتُه أكثر من اللازم؟

هناك والِدون يقلقون من أنّ مدح ابنهم أكثر من اللازم سيجعله متكبّرًا أو متعجرفًا. يشعر الأولاد بشكل أفضل ويميلون أكثر إلى تكرار التصرّفات التي تجعلهم يحظون بالإطراء، كما ينمّي المديح تقديرَهم للذات وشعورهم بالأمان. الخطر الرئيسي هو مدح ابنكم أقلّ من اللازم، لا أكثر من اللازم.

هل سيحتاج ابني إلى المدح ليشعر أفضل؟

قد تقلقون من أنّ ابنكم سيبدأ بالشعور بالحاجة إلى مصادَقة من الآخرين حتى يشعر حسنًا، لكنّ الأمر ليس كذلك. في الواقع، يميل الأولاد الذين يُنتقَدون دون توقّف إلى البحث عن مُصادَقة الآخرين ليشعروا حسنًا. حين تستخدمون المدح، تُظهرون لابنكم كيف يفكّر ويتكلّم بشكل إيجابي. فأنتم تساعدونه على تعلّم تمييز تصرّفه بشكل حسن، وكيفية الإطراء عليه.

لماذا يبدو المدح عملًا صعبًا إلى هذا الحد؟

يمكن أن يتطلّب المدح جهدًا، حتى أن يجعلكم تشعرون شعورًا غريبًا بعض الشيء في البداية. لكن إذا كنتم تفعلون ذلك بانتظام، فسرعان ما تبدأون بالشعور بشكل طبيعي. حاوِلوا ملاءمة المديح لسُلوك ابنكم، لا لمشاعركم. قد تكتشفون أنّ شعوركم يتحسّن بعد السلوك، فكلّما بحثتم عن سُلوك حسَن جدير بالمدح، تشعرون شعورًا إيجابيًّا أكثر.

هل يؤدي المدح أكثر من اللازم إلى فقدان تأثيره؟

ينجح استخدام المديح الوصفيّ لأنكم تُخبرون ابنكم بالضبط ما أحببتم في سُلوكه. قد يفقد الإطراء تأثيره إذا كان ضبابيًّا وليس مُوجَّهًا، أو إذا كنتم تستخدمونه حتى إذا لم يفعل ابنكم شيئًا، لأنه قد يتعلّم أن لا حاجة إلى فعل شيء للحصول على المدح.

هل تُعادِل المكافأة الرشوة؟

يشعر والدون كثيرون أنّ مدح أبنائهم على السلوك الحسَن يبدو مثل الرشوة، لكنّ الرشوة تختلف عن المُكافأة. فالفرق هو أنّ الرشوة تُعطى قبل السلوك المطلوب، أو تُخبرون الولد مسبقًا بأنه سيحصل على شيء قبل إنجاز المهمة، فيما المكافأة تُعطى بعد السلوك المرغوب فيه، ودون إشعار مُسبق. تعزّز المكافآت السلوك الحسَن، لكنّ الرشوة لا تفعل ذلك. مثلا، كمكافأة على إبقاء غرفته نظيفة ومرتّبة، يمكنكم أن تعرضوا على ابنكم أن يختار ما سيأكله في العشاء.

يمكن أن تكون المكافآت أنجع (لا سيّما كبداية)، لكن ليس عمليًّا استخدامها أكثر من اللازم. إذا كنتم تحتاجون إليها في كثيرِ من الأحيان، ربما يجدر التفكير مُجدّدًا في الوضع – هل يمكنكم أن تجرّبوا طرقًا جديدة تعزّز السلوك المرغوب فيه؟ هل المهمّة أو السلوك صعبان جدًّا بالنسبة لابنكم؟

لمزيدٍ من المعلومات حول طرق وأفكار أخرى، اقرأوا المقال: 15 نصيحة لتشجيع السلوك الحسن.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network