الخجل لدى الأطفال

هناك أولاد يصعب عليهم الشعور بارتياح في حالات اجتماعية. في أحيان كثيرة نقول إنهم خجولون بطبيعتهم. إذا كان ابنكم خجولا، يمكن أن تدعموه في حالات اجتماعية، تشجعوا السلوكيات الاجتماعية التي تتطلب جرأة، وتعلموه كيف يتصرف في حالات اجتماعية مختلفة.

الخجل: المبادئ الأساسية

يُولد كل الأولاد مع مزاج أو طبيعة خاصة. المزاج هو الطريقة التي يتواصل عبرها ابنكم مع العالم. “الخجل” هو نوع من أنواع المزاج. يميل الأولاد الخجولون إلى الشعور بعدم ارتياح في مواقف اجتماعية، وقد يتجنبون أحيانا حالات اجتماعية. يبقى معظم الأولاد قريبين من والديهم أحيانا، أو يتغير اقترابهم هذا أحيانا. لا يزول الخجل بمرور الوقت، ولكن يستطيع الأولاد تعلم كيف يثقون بأنفسهم ويقيمون علاقات مريحة أكثر مع الآخرين.

الخجل ليس سيئا

يميل الأولاد الخجولون إلى “التغلب على الخجل” أكثر عندما يعرفون الأشخاص الذين يتواصلون معهم أو المواقف التي يواجهونها. أي إنه يستحسن وصف ولد كهذا على أنه “يتغلب على الخجل ببطء” بدلا من أن نصفه بأنه “خجول”. قد يؤدي وصف الولد بأنه “خجول” إلى أن يشعر أن شيئا ما ليس كما يرام، أو أنه لا يمكنه القيام بأي شيء للتغلب على الخجل. بدلا من ذلك، قولوا: “شريهان تحتاج إلى القليل من الوقت حتى تتغلب على الخجل. تحب أن تلعب عندما تشعر بارتياح”. هكذا تنقلون رسالة إلى ابنتكم والآخرين أنكم تفهمون كيف تشعر، وأنه يمكنها التغلب على الوضع عندما تشعر بارتياح. لا يصبح كل الأطفال والأولاد الذين يكونون “خجولين” في صغرهم عندما يكبرون خجولين.

دعم الولد الخجول

من المرجح أن ترغبوا في مساعدة ابنكم على أن يشعر بأمان وارتياح في حالات اجتماعية، ولكن لا ينجح كل الأولاد بالقيام بذلك بشكل طبيعي. الأولاد الذين يتغلبون على الخجل ببطء يتدربون على المهارات الاجتماعية بخطوات صغيرة يمكن الاعتياد عليها. بهدف مساعدة ابنكم على التدرب عليها وتعلمها، ساعدوه على أن يكون على مقربة من الأشخاص الآخرين، شجعوا وامدحوا السلوك الاجتماعي “الشجاع”، أظهروا له كيف يجب التصرف في حالات اجتماعية، وادعموه في مثل هذه الحالات، ولكن لا تحاولوا حمايته أكثر مما يجب.

نصائح للأطفال الصغار

إليكم بضع نصائح ستساعدكم على التغلب على الخجل لدى الأطفال، الرضع، والأولاد في سن الروضة في حالات اجتماعية:

  •  امنحوا ابنكم وقتا كافيا حتى يشعر بارتياح. لا ترغموا ابنكم على أن يسمح لبالغ لا يعرفه كفاية أن يحتضنه. بدلا من ذلك، شجعوا البالغ على اللعب بألعاب ابنكم، والتحدث معه بصوت هادئ.
  •  ابقوا إلى جانب ابنكم الحالات الاجتماعية مثل مجموعات اللعب أو في الحديقة، وشجعوه على التعرّف إلى البيئة. عندما يشعر ابنكم بارتياح أكثر، يمكن أن تبتعدوا تدريجيا لفترات قصيرة. عندما يبدأ ابنكم بالشعور بقلق، اقتربوا منه ثانية، لتكون التجارب التي تجرأ على خوضها إيجابية.
  •  لا تحاولوا أن تحافظوا على ابنكم أكثر مما يجب لئلا تنقلوا له رسالة أنكم تعتقدون أن هذا موقف مخيف. هكذا، قد تكافئون خطأ على خجله.
  •  امدحوا سلوكه “الشجاع” مثلا عندما يلبي طلب الآخرين، يتواصل بصريًّا مع الآخرين، أو يلعب بعيدا عنكم. امدحوا بشمل محدد- مثلا، “لميس، قد أحببتِ جيدا عندما قلت “إلى اللقاء” للولد في البستان. هل لاحظت أنه ابتسم عندما تحدثتِ معه؟”
  •  حاولوا أن تعرضوا سلوكا اجتماعيا آمنا، لينظر ابنكم إليكم ويتعلم منكم. مثلا، عندما يقول لكم شخص ما إلى اللقاء، فردوا عليه.
  •  أعربوا عن ثقتكم بقدرة ابنكم على مواجهة المواقف الاجتماعية، حتى إذا كنتم قلقين قليلا من أن يكون منزعجا.
  •  إذا قال أشخاص آخرون لابنكم إنه “خجول”، فصححوا أقوالهم بلطافة أمام ابنكم. مثلا، “إنه ليس خجولا – لكنه يحتاج إلى بعض الوقت حتى يشعر بارتياح. سينضم إلى الأولاد بعد قليل”.

نصائح للأولاد في سنّ المدرسة

إليكم بضع نصائح ستساعدكم على التغلب على الخجل لدى الأولاد في سن المدرسة في حالات اجتماعية:

  • شجعوا ابنكم على المشاركة في لقاءات اللعب، في منزلكم أو في منزل الأصدقاء. إذا كان ابنكم مدعوا للقاء في منزل صديق، فربما يشعر بارتياح أكثر إذا انضممتم إليه في المرة الأولى. يمكن أن تقلصوا تدريجيا الوقت الذي تقضونه في منزل الأصدقاء الآخرين.
  •  إذا كان يتعين على ابنكم أن يقف أمام أولاد صفه ليقدم عرضا شرائح، فدعوه يتدرب في المنزل. هكذا تساعدونه على أن يشعر بثقة أكبر.
  •  شجعوا ابنكم على المشاركة في نشاطات ما بعد المدرسة. حاولوا أن تجدوا نشاطات تشجع السلوك الاجتماعي – مثلا، النشاطات المعدة للشبّان أو ألعاب الرياضة.
  •  أرشِدوا ابنكم كيف يتعامل مع مواقف اجتماعية. في حالات معروفة، ذكّروه أن يقوم بأمور يعرفها مثل التواصل البصري، أن يوجه جسمه نحو الشخص الذي يتحدث معه، وأن يجيب عن الأسئلة بصوت يمكن سماعه. مثلا، يمكن أن تقولوا: “تذكر أن تنظر إلى فاتنة عندما تتحدث معها”.
  •  تجنبوا المقارنات السلبية بين الإخوة أو الأصدقاء ذوي ثقة الأعلى بأنفسهم. بدلا من ذلك، شجعوا ابنكم على تطوير تقييمه الذاتي، وتغلبوا على الخجل من خلال خطوات صغيرة.

أحيانا، لا يرغب الأولاد الخجولون أن يلاحظهم الآخرون. يستحسن أن يعرف ابنكم أن الأشخاص قد ينتبهون إليه تحديدا عندما لا يتحدث، وليس عندما يعبّر عن ردة فعله على أقوالهم.

هل يشكل الخجل مشكلة؟

الخجل السليم

هناك مجال واسع من السلوك الخجول السليم. مثلا، من الطبيعي أن يكون الطفل قريبا جدا من والديه، يبكي في حالات اجتماعية جديدة، ويحاول تجنب المواقف الاجتماعية – يوجه رأسه جانبا، يبتعد، أو يغمض عينيه.

قد لا يتحدث الطفل في سن الروضة مع الغرباء الذين يقتربون منه، قد يختبئ خلف والديه، أو يتجنب الانضمام إلى اللعب.

قد يتجنب الولد في سن المدرسة أحيانا الإجابة عن الأسئلة في الصف، يصعب عليه إقامة علاقات اجتماعية جديدة، وقد يُفضّل الجلوس وحده والنظر إلى الآخرين وهم يلعبون، أو يتجنب ممارسة النشاطات الجديدة.

متى قد يشكل الخجل مشكلة

اسألوا أنفسكم إذا كان الخجل لدى ابنكم يشكل له (أو لكم) مشكلة كبيرة. مثلا، لا ينجح ابنكم في أن يرد على “التحية” عندما يتوجه إليه أحد، أو أن ينظر إلى شخص وهو يتحدث معه. ربما يحظر عليكم الخجل أو على ابنكم الذهاب إلى أماكن مختلفة.

قد يعرب الأولاد الذين يظهرون خجلا عن قلق في حالات اجتماعية مثل الحفلات، لقاءات اللعب، النشاطات المدرسية، والنشاطات الرياضية. كذلك، قد يتحدثون عن شعور الوحدة، ويبدو أنهم معنيون بأصدقاء آخرين، ولكن لا يعرفون كيف يمكن التغلب على الخجل. إذا كان الخجل لدى ابنكم يزعج أداءه في المدرسة، أو يؤثر في علاقته مع الأصدقاء، ربما يشكل مشكلة.

ينمي جزء من الأولاد الخجولين قلقا. لذلك إذا كان الخجل لدى أولادكم هاما ويصعب تغييره، يستحسن التحدث مع مهني مثل أخصائي نفسي.

هل يدور الحديث عن خجل أو حالة أخرى؟

يتصرف الأولاد الذين يعانون من تأخر لغوي، توحد، أو إعاقات سمعية أحيانا بشكل شبيه بحالات الخجل – مثلا، قد لا يتواصلون عبر النظر مع الآخرين أو لا يشاركون بمحادثة بسيطة. يستحسن التحدث مع طبيب الأطفال، ممرضة مركز رعاية الطفل (فيما يتعلق بالأطفال والرضع)، مربية أو معلمة ابنكم (فيما يتعلق بالأولاد في سن الروضة أو الأولاد في سن المدرسة)، للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى وراء سلوك ابنكم.

مثلا:

  •  قد يبدي الولد الذي يعاني من تأخر لغوي علامات على أنه يريد التحدث مع الآخرين – مثلا أن يتواصل عبر النظر أو أن يحاول إقامة علاقات اجتماعية – ولكن قد يبدي إحباطا عندما لا يفهمهم الآخرون.
  •  قد يُظهر الولد الذي يعاني من إعاقة سمعية علامات قليلة أنه يسمع ما يتحدث به البالغون (بما في ذلك والداه). كذلك، قد يصعب عليه اتباع التعليمات أو قد لا يسمع عددا من الأصوات.
  •  قد يصعب على الولد الذي تم تشخيصه ضمن مجموعة الطيف التوحدي قراءة العلامات الاجتماعية، أو اللعب مثل الأولاد الآخرين وألا يهتم بإقامة علاقة اجتماعية.

كيف يشعر الوالدون حيال خجل أولادهم

يشعر الكثير من الوالدين بفشل وحتى بإحباط، لأن أولادهم يتغلبون على الخجل ببطء. يرغب معظم الأولاد في أن يشعر أولادهم بارتياح في التعامل مع الآخرين وأن يظهروا ثقة في حالات اجتماعية. إذا كان ابنكم يخاف من حالات اجتماعية، فأنتم لستم السبب ولا هو. يُحتمَل أن هذا الخجل جزء من شخصيته. يُستحسن التركيز على الخطوات الإيجابية التي تستطيعون أنتم وابنكم اتخاذها للتغلب على الخجل.

إذا كنتم أنتم أيضا خجولين وغير واثقين من كيفية مساعدة ابنكم، يُستحسن أن تتحدثوا مع مهني مثل أخصائي نفسي.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network