“أرغب في” – ما الذي يمكن القيام به عندما يطلب الأولاد؟

يطلب الأولاد طلبات مختلفة كل الوقت. يتعلم ابنكم من الطريقة التي تتواصلون معه عبرها كيف يمكن التواصل بنجاعة وتهذيب، ويتعلم أن يتنازل.

كيف يمكن التعامل مع الطلبات

عندما يطلب ابنكم طلبات مختلفة، سواء كنتم ستقولون “نعم”، “لا” أو “ربّما” جربوا الخطوات التالية:

1‏. أولا، يجب أن يكون رد فعلكم وفق طلبه

إذا طلب ابنكم بتهذيب، فامدحوه على ذلك. هكذا توضحون له أنه عندما يتصرف بتهذيب، يحظى باهتمام فوري – حتى عندما لا تستجيبون لطلباته كل الوقت. من المرجح أن يؤدي رد الفعل هذا إلى التصرف بشكل مهذب في المستقبل أيضا. إذا بدأ ابنكم بالإلحاح، التوسّل، أو التهديد، فأوضحوا له أن عليه أن يطلب بأدب. مثلا، قولوا له “وسام، كف عن البكاء. تصرف جيدا”، أو “هل يمكن أن تطلب دون أن تبكي؟”.

2‏. أنصتوا

إذا طلب ابنكم بتهذيب، فتوقفوا لحظة، ثم حاولوا فهم ما الذي يطلبه. دعوه يلاحظ أنكم أصغيتم إليه وفهمتم طلبه – هكذا من المرجح أن يوافق أكثر على إجابتكم. يُستحسن دائما إبداء التعاطف. مثلا، “أفهم لماذا من الصعب عليك النوم دون رؤية والدك. هذا صعب حقا”.

3‏. فكروا ثم قرروا

احذروا من ردة الفعل العشوائية والإجابة بـ “لا”. إذا انتظرتم للحظة قبل التعبير عن ردة فعلكم، يمكن أن تفكّروا في طلبه وتقللوا من الضغط، وهكذا يتعلم ابنكم أنكم تفكّرون في طلبه. اسألوا أنفسكم، “هل عليّ أن أجيب بـ “لا” أو بـ “نعم”؟ إذا لم أجيب بـ “نعم” هل عليّ بدء المفاوضات؟”. أحيانا، يمكن أن تجيبوا بـ “نعم”. في حالات أخرى، يمكن أن تبدأوا مفاوضات مع ابنكم والتوصل إلى حل مقبول عليكما. على أية حال، تساعد ردود الفعل المتتالية والمنطقية ابنكم على تعلّم كيف يطلب طلبات مختلفة بشكل إيجابي وناجع.

الإجابة بـ لا

إن القدرة على قبول الإجابة “لا” هي مهارة اجتماعية وشعورية هامة. على الأولاد أن يتعلموا مواجهة الفشل. عندما تجيبون بـ “لا”، تظهرون لابنكم متى وكيف يمكن أن نكون حازمين. يصعب علينا، أحيانا، أن نجيب بـ “لا” لأننا نرغب في أن يشعر أولادنا بالسعادة. ولكن لا يمكن دائما تلبية كل رغباتهم. هكذا يمكن أن تجعلوا الإجابة بـ “لا” تجربة أكثر إيجابية:

  1.  أولا، عليكم التوضيح.إذا قررتم الإجابة بـ “لا”، أوضحوا أولا ما هي الأسباب لذلك. هكذا يمكن أن يفهم ابنكم قراركم. مثلا، “علينا أن نذهب الآن قبل أن يغادر القطار. سنشتري هذا الكتاب في فرصة أخرى”. إذا شعر الأولاد بالإحباط من الإجابة التي حصلوا عليها، قد لا يقبلون السبب الذي أدى إليها.
  2.  لتكُن لاتعني لا، لا ربّما“.إذا قلتُم “لا” ثمّ خضعتم، سيتابع الأولاد الإلحاح أكثر في المرّة التالية أملًا في أن تخضعوا لهم.
  3.  اقترحوا بدائل. إذا كان الأمر ممكنا فاقترحوا بدائل. مثلا: “لا أستطيع أن أشتري لك كعكة لأنها غالية جدا، ولكن نستطيع أن نحضّرها في البيت معا”.
  4.  كونوا حازمين. إذا غيّرتم رأيكم، يتعلم ابنكم أن الإجابة بـ  “لا” ليست نهائية ويُستحسن المساومة معكم. لا تخضعوا، ولا سيّما إذا لم يتصرف ابنكم بتهذيب.
  5.  أعطوا ابنكم تغذية مرتدة بناءة. إذا وافق ابنكم على الإجابة “لا” فامدحوه جدا. مثلا، “كم أنا مسرورة لأننا نجحنا في التفاهم معا”. إذا دعت الحاجة، ذكّروا ابنكم كيف يطلب بشكل أفضل في المرة القادمة. مثلا، “سامي، اطلب مني في المرة القادمة مرة واحدة فقط”.

تقليص الحاجة إلى الإجابة بـ لا

إحدى الطرق الجيدة لمساعدة ابنكم على مواجهة كلمة “لا” هي ألا تستخدمها أكثر من اللزوم. عندما تستخدمون كلمة “لا” في قرارات هامة حقا، يتعامل ابنكم معها بجدية أكبر. إليكم بعض الأفكار لتقليص عدد الإجابات بـ “لا”:

  •  حددوا بعض القواعد الأساسية. مثلا، قبل أن تذهبوا للمشتريات، أوضحوا لابنكم لماذا عليكم إجراؤها. أوضحوا له ما الذي تتوقعونه منه وكيف عليه أن يطلب الطلبات. هكذا يمكن أن تقلصوا عدد الإجابات بـ “لا”. مثلا، “يمكن أن تطلب نوعين من البسكويت فقط”، أو “لا تطلب شراء شيئا ما اليوم”.
  •  عندما يطلب ابنكم طلبات مختلفة، توقفوا وفكّروا في إجابتكم. ليست هناك حاجة للرد فورا. احذروا من ردة الفعل العشوائية والإجابة بـ “لا”.
  •  فكّروا كيف يمكن أن تقول الجملة ذاتها دون أن تستخدموا كلمة “لا”. “يمكن أن تلعب مع أخيك في لعبة المونوبولي، هذه فكرة جيدة، يمكن أن تبدأوا باللعب بعد أن تُنهي فروضك المنزلية”.
  •  أجيبوا بـ نعم“.إذا كنتم قادرين على الإجابة بـ “نعم” وهذا حسن، فلمَ لا؟
  •  بدلا من الإجابة بـ لا، تفاوضوا. فكّروا في أن تتحوّل الإجابة بـ “ربما” إلى إجابة بـ “نعم” – إذا كان ابنكم مستعدا للتفاوض والتنازل. مثلا، “سأعطيك نصف المبلغ، وستدفع أنت النصف الثاني من مصروفك”، أو “لا يمكننا أن نذهب اليوم إلى دورة الرسم، ولكن يمكن أن نذهب غدا”. فكّروا كيف تطلبون من أولادكم أمورا مختلفة، وكيف يتعلمون المساومة على هذه الطلبات.

التعرّف على الطلب

غالبا، يطلب الأولاد ببساطة كل ما يرغبون فيه. ولكن، قد يكونون أحيانا جازمين، ويستخدمون تقنيات مختلفة وغريبة. يمكن أن يستخدموا التهديدات لإقناعكم (“إذا لم توافقي… سأحاول…!”)، أن يحاولوا إقناعكم بادعاء أن شخصا ما قد وافق (“ولكن أبي يسمح لي!”)، أن يعدوكم بالقيام بشيء ما في المقابل، أن يمدحوكم، أن يستغلوكم شعوريا (“إذا كنت تُحبينني حقا…”)، وغيرها. إذا لاحظتم ما الذي يحاول ابنكم القيام به، يمكن أن تكونوا مستعدين أكثر.

كيف يؤثر عمر الأولاد ونموهم في طلباتهم

غالبا، تتحسن قدرة الأولاد على طلب الطلبات واستخدام تأثيرها مع التقدم في العمر. أي أنه من المتوقع أن يجيب الوالدون إجابات إيجابية أكثر على طلبات الأولاد كلما كبروا.

يستخدم الأولاد الصغار جدا استراتيجيات أساسية مثل إطلاق أصوات وإشارات. إذا لم تتم تلبية رغباتهم من المرجح أن يتذمّروا أو يُصابوا بنوبة غضب.  يميل الوالدون إلى الإجابة بـ  “لا” على طلبات الأطفال الصغار والإصرار عليها.

عندما يصبح الأولاد في المدرسة الابتدائية يفهمون كيف يمكن إدارة مفاوضات والتنازل. يبدأون بفهم وجهة نظركم، أي أنهم يتحسنون في إيجاد حجج لإقناعكم. اكتشف الخبراء أن مهارات التأثير تتحسن تحسنا ملحوظا في سن ثماني سنوات تقريبا.

يتعلم الأولاد التوقع لماذا يجيب الوالدان بـ “نعم” استنادا إلى تجارب الماضي. يعني ذلك أنهم يصبحون ذوي قدرة أكبر على الإقناع ، وعليكم أن تكونوا يقظين وأن تجيبوا بـ “نعم” بشكل منتظم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network