اليرقان لدى الأطفال الصغار

اليرقان الطفيف لدى حديثي الولادة شائع جدا. يظهر لدى %60 من الأطفال الذين يُولدون في الوقت المتوقع، ولدى نحو %80 من الأطفال الذين يُولدون ولادة مبكّرة. من المرجح أن يحدث في اليوم الثالث بعد الولادة. يتم تسريح معظم المواليد البريئين من المستشفى خلال 36 حتى 48 ساعة. ويظهر اليرقان، غالبا، بعد التسريح ولذلك على الوالدين أن ينظرا إلى جلد ابنهما عبر ضوء النهار. لا يكون اليرقان لدى الأطفال ضارا غالبا، ويختفي بعد مرور أسبوع حتى أسبوعين.

أسباب حدوث اليرقان لدى الأطفال الصغار

اليرقان لدى الأطفال شائع جدا، ويظهر في اليوم الثاني أو الثالث من الولادة، ويحدث بسبب تفكك كريات الدم الحمراء. تطلق في هذه العملية مادة كيميائية تدعى بيليروبين يؤدي إلى اصفرار الجلد. هناك لدى الطفل حديث الولادة كريات دم حمراء أعلى من كميتها لدى البالغ، وتتفكك بسرعة، ولكن الكبد لدى الأطفال غير متطوّر كفاية للتخلص من فائض البيليروبين. نتيجةً لذلك، تؤدي مستويات البيليروبين المرتفعة إلى أن يصبح جلد الطفل وملتحمة العينين (الجزء الأبيض من العين) صفراوين. معظم حالات اليرقان ليست خطيرة، ولكن الارتفاع الحاد في مستويات البيليروبين قد يؤدي إلى ضرر لدى الطفل.

هناك الكثير من الأسباب لحدوث اليرقان لدى حديثي الولادة:

اليرقان الناتج عن عدم ملاءمة في أنواع الدم

يحدث أحد أنواع اليرقان الشائعة عند عدم وجود ملاءمة بين دم الأم ودم الطفل. يدور الحديث غالبا عن دم من نوع ‏A، B‏ و ‏O‏ أو عن عدم ملاءمة بين فئة ‏RH‏ لدى الأم والطفل.

قد يحدث اليرقان بسبب عدم ملاءمة في فئة‏ABO ‎‏ أثناء الولادة الأولى، وبينما يحدث اليرقان بسبب عدم ملاءمة RH بعد الحمل الأول، أو الإجهاض المبكّر، اللذين يؤديان إلى تطوّر أجسام مضادة في الدم لدى الأم وتنتقل إلى الطفل.
يحدث هذا اليرقان بسبب تفكك مفرط لكريات الدم الحمراء لدى الطفل، بسبب الأجسام المضادة التي انتقلت من دم الأم.

نقص إنزيم ‏G6PD‏ (حساسية للفول)

يؤدي نقص في إنزيم G6PD، المعروف أيضا أنه يؤدي إلى حساسية للفول وأدوية معيّنة، إلى تفكك متزايد لكريات الدم الحمراء لدى الطفل في الأيام الأولى من حياته، وقد يؤدي إلى اليرقان.

رتق القناة الصفراوية – انسداد مسالك المرارة

رتق القناة الصفراوية هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى اليرقان لدى الأطفال. يحدث عند انسداد الأنابيب الصغيرة التي تنقل عصارات المرارة من الكبد إلى الأمعاء. قد يكون لدى هؤلاء الأطفال براز شابح وحتى أبيض مائل إلى الرمادي أيضا. خلافا لليرقان العادي لدى حديثي الولادة، فإن هذا النوع من اليرقان لا يختفي بعد أسبوعين، وهناك أهمية كبيرة للتشخيص المبكّر، لمنع حدوث إصابة صعبة وذات أهمية في الكبد.

الجفاف

قد يعاني الأطفال الذين لا يتناولون كمية كافية من الطعام، ولا سيّما الأطفال ذوي قدرة الامتصاص غير الفعالة، من الجفاف والهبوط في الوزن، أكثر مما هو متوقع في الأيام الأولى بعد الولادة، وقد يطوّرون بسبب ذلك يرقانا، بسبب نقص التخلص من البيليروبين عبر الجهاز الهضمي بشكل كاف. العلاج في هذه الحالات هو إعطاء تغذية كافية، واستشارة حول الرضاعة الجيدة للأم المرضع.

اليرقان الناتج عن حليب الأم

يعاني الكثير من الأطفال الرضّع من اليرقان الناتج عن حليب الأم. يظهر هذا اليرقان في وقت لاحق مقارنة بأنواع اليرقان الأخرى، في الأسبوع الثاني من حياة الطفل، وهو ناتج عن مادة في حليب الأم، تعرقل تخلّص جسم الطفل من من البيليروبين. يختفي هذا النوع من اليرقان من تلقاء نفسه غالبا بعد بضعة أسابيع ودون علاج. في حال كان ابنكم يعاني من اليرقان الناتج عن حليب الأم، فلا داعي للتوقف عن الإرضاع. يكون هذا اليرقان، غالبا، طفيفا ويتحسن تلقائيا كل الوقت. إذا كنتم قلقين، حددوا دورًا لزيارة ممرضة في مركز رعاية الطفل أو طبيب الأطفال.

علامات اليرقان لدى الأطفال الصغار

يؤدي اليرقان لدى حديثي الولادة إلى أن يكون الجلد والملتحمة (الجزء الأبيض من العين) لدى ابنكم صفراوين. تبدأ علامات اليرقان، غالبا، في الوجه والرأس. إذا ارتفع مستوى البيليروبين، ينتشر اللون الأصفر في سائر أعضاء الجسم. كذلك، قد يعاني ابنكم من نعاس وصعوبة في الإطعام.

متى يجب التوجه إلى الطبيب

لا يكون اليرقان لدى حديث الولادة – ضارا غالبا، وهو ليس مرضا معديا، ولكن يُستحسن أن تفحص ممرضة أو طبيب ابنكم في كل الأحوال التي يظهر فيها اليرقان، وأن يفكرا في فحس مستوى البيليروبين في الدم لدى ابنكم. تشكل مستويات عالية من البيليروبين خطرا على دماغ الطفل، وقد تؤدي إلى الصمم، وحتى إلى ضرر دماغي إذا لم تتم معالجتها فورا.

توجهوا برفقة ابنكم إلى الطبيب في حال:

  •  لا يشعر ابنكم جيدا، لا يأكل كالمعتاد، ولا يزداد وزنه.
  •  ‏إذا كان برازه شاحبا (أبيض مائلا إلى الرمادي)، وأصبح البول لديه غامقا.
  •  ‏أصبح اليرقان ظاهرا أكثر بعد مرور أسبوع.
  •  لم يزُل اليرقان بعد أسبوعين.

فحوص اليرقان لدى الأطفال الصغار

إذا استمر اليرقان لدى ابنكم أكثر من أسبوعين، ولا سيّما إذا كان برازه شاحبا أو البول لديه غامقا، سيحتاج إلى اجتياز فحوص دم لفحص مستويات البيليروبين المتجمع في دمه. قد يحتاج الطفل إلى اجتياز فحوص إضافية لأداء الكبد.

علاج اليرقان لدى الأطفال الصغار

يعود علاج اليرقان لدى الأطفال حديثي الولادة إلى حدة المرض وأسبابه. يحتاج الأطفال الذين يُطوّرون اليرقان بعد عدة أيام من الولادة، غالبا، إلى مراقبة مكثّفة، وإلى إجراء فحوص دم بهدف المتابعة، أحيانا، وفحوص مستويات البيليروبين في الدم.

إذا كانت مستويات البيليروبين لدى طفلكم مرتفعة، قد يحتاج إلى المعالجة الضوئية (علاج بالضوء) لبضعة أيام. يُقدم هذا العلاج في المستشفى، من خلال استخدام ضوء فوق بنفسجي يساعد على تفكيك البيليروبين في الدم. يُوضع الطفل عاريا في سرير تحت مصباح ذي لون أزرق مثلا لمدة يومين حتى ثلاثة أيام، وتكون عيناه مغطاتين لحمايتهما.

يجتاز معظم الأطفال العِلاج بالضوء جيدا. هناك أعراض جانبية قليلة لهذا العلاج فقط، رغم أن ابنكم قد يعاني من طفح خفيف وإسهال لمدة بضعة أيام. يؤدي العلاج إلى فقدان السوائل بكمية أكبر من جسم الطفل، لذلك عليكم الاهتمام بإطعام ابنكم بكميات أكبر وعلى فترات أقرب أثناء العلاج.

قد يتطلب اليرقان الحاد، الذي تكون فيه مستويات البيليروبين عالية جدا ويشكل خطرا كبيرا، المعالجة بتغيير الدم. في مثل هذه الحال، يتم تبديل دم الطفل بدم سليم من متبرع دم. بعد التسريح من المستشفى،‏ يحتاج ابنكم إلى أن يتابع طبيب أو ممرضة في العيادة مراقبة مستويات البيليروبين في دمه.

منع حدوث اليرقان لدى الأطفال الصغار

يمكن تجنب اليرقان الناتج عن عدم ملاءمة في فئة Rh مسبقا. إذا كانت فئة دم الأم من نوع Rh سلبي، فعليها أن تتلقى بعد الحمل الأول، أو بعد الإجهاض، علاج Anti- D. لا يمكن منع أنواع اليرقان الأخرى، عدا اليرقان ذا الصلة بالتغذية غير الكافية، ولذلك، يجب الحرص على الإرضاع والإطعام في فترات متقاربة في الأيام الأولى من حياة الطفل.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.