يُولد الأطفال بأشكال وأحجام مختلفة، ولكنهم ينمون وفق المراحل ذاتها منذ سن 8 - 9 أشهر. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟
كيف يتطوّر الأطفال في سن 8 حتى 9 أشهر
يحدث الكثير من الأمور الآن في حياة ابنكم: يلوّح بيده من أجل التحية، يشير، يُتمتم، يصفق، يزحف، ويرفع جسمه نحو الأعلى. أصبح دماغ ابنكم متطورا جدا، وبدأ ابنكم بإقامة علاقات جديدة وكثيرة. ذاكرته آخذة بالتحسن وتساعده على التعرّف والارتباط أكثر بالأشخاص الذين يحبهم، بالألعاب والكتب.
قد يُفضّل أيضا شخصا معينا – أنت أو شريكك أو شريكتك، قريبًا من أقرباء العائلة، أو المربية في الروضة. ما زال “قلق الانفصال” شائعا جدا في هذا العمر، ويكون ابنكم قلقا أحيانا عندما لا تكونون على مقربة منه، أو عندما يكون على مقربة من أشخاص غرباء. يشكل قلق الانفصال والخوف من الغرباء جزءا طبيعيا في مراحل النموّ.
يبدأ التعرّف على شخصية ابنكم، وأنتم تحظون بنظرة خاطفة على طبيعته في المستقبل. تتطور مشاعره وتنمو أيضا – قد يعبّر عن خوف، يقرأ تعابير وجهكم، ويرد عليها.
يبدأ طفلكم بالربط بين الكلمات ومعناها وفهم لغة جسدكم. مثلا، عندما تشيرون إلى غرض معين، ينظر نحوه. ما زال يُتمتم وقد يقول كلمتَي “أمي” أو “أبي” دون أن يعرف معناهما. إذا بدأ ابنكم بالتحدث باكرا، ربما سمعتموه يقول كلمة أو كلمتين. كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:
- تقليد أصوات أو إسماع ضجة للحصول على انتباهكم
- فحص مهاراته في تناول الطعام – الإمساك بالطعام، قضمه، وابتلاعه
- النظر عن قرب إلى كل غرض يمسك به – مثلا، أن يقرع الجرس، يجعل المكعبات تلامس بعضها بعضا، ويجد أغراضا مخبأة
- المشي بينما يتكئ على يديه أو على الأثاث، وربّما يمشي دون دعم أبدا.
كيف يمكنكم أن تساعدوا طفلكم على النموّ
إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعدكم على تطوّر طفلكم:
- تحدثوا إلى الطفل: يهتم بالمحادثة، ولذلك يُستحسن التحدث معه عن مواضيع يومية وعن أعمال تقومون بها، لمساعدته على فهم معنى الكلمات.
- أصغوا إلى تمتمة الطفل واهتموا بها: لمساعدة ابنكم على بناء مهاراته اللغوية، التواصل عبر القراءة والكتابة، ومنحه شعورا أنه يحظى باهتمام، محبة، ويتم تقديره. من المهم الاهتمام به عن طريق التعبير الكلامي أو إسماع أصوات بطريقة ودية وبمحبة. يتمتع الطفل بسماع صوتكم ينخفض ويرتفع، ويحب رؤية تعابير وجهكم عندما تتحدثون.
- العبوا معا: غنوا أغاني، العبوا لعبة “كوكو ريكو”، رنوا جرسا، خبّئوا ألعابا، وأطلقوا أصواتا مضحكة وأصوات حيوانات. في هذا العمر، يتمتع ابنكم بشكل خاص باللعب بألعاب اجتماعية وتقليد ما تقومون به. يجعل اللعب المشترك ابنكم يشعر أنه محمي وآمن.
- اقرأوا كتبا معا: اقرأوا كتبا، قصصا، وتحدثوا عن الرسومات في الكتاب لمساعدة ابنكم على تطوير خياله وتشجيع بناء الأسس اللغوية.
- شجعوا الطفل على التحرك: تساعد الحركة والتعرّف على البيئة الطفل على تطوير الاستقامة وبناء عضلات جسمه، وتشجع الحركات الأساسية الأكثر تعقيدا مثل الزحف،الوقوف، والمشي. يُستحسن فحص كيف يمكن جعل البيت آمنا من أجل تنقل ابنكم فيه. ستتفاجأون عندما تعرفون المسافة التي يكون قادرا على التدحرج فيها أو المكان الذي قد يصل إليه.
قد لا يرغب الطفل أحيانا في أي من الاقتراحات التي نقترحها – مثلا، إذا كان متعبا كثيرا أو جائعا.
أن نكون والدين لطفل عمره تسعة أشهر
تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. كلما كبُر الطفل ونما، تتعرّفون على احتياجاته أكثر وعلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها.
فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!
صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين.يُهمل الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور إذا اهتممتم بنفسكم.
إذا شعرتم بأنكم محبطون، مضغوطون، أوغير قادرين على المواجهة، ضعوا الطفل في مكان آمن – مثلا في القفص – وابتعدوا عنه وقتا قليلا حتى تهدأوا. كذلك، يمكن أن تطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت قصير.لا تهزوا الرضيع أبدا.قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وأحيانا إلى ضرر دائم في الدماغ. يُسمح لكم بطلب المساعدة.
متى يجدر طلب المُساعَدة
حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر تسعة أشهر:
- لا يتواصل معكم عبر النظر
- لا يُتمتم
- لا يبتسم أو يستخدم تعابير الفرح، ولا يظهر مشاعر
- لا يعبّر عن ردة فعل عند سماع صوت، ابتسامة، أو تعابير وجه أخرى
- لا يتقلب
- لا يجلس وحده
- يستخدم يدا واحدة أو قدما أكثر من اليد أو القدم الأخرى
- تنظر إحدى عينيه نحو الداخل أو الخارج معظم الوقت
- لا يتابع بعينَيه رؤية الأغراض المتحركة
- لا يهتم بالحروف
- يخسر مهارات كان قد اكتسبها بشكل واضح ومتتال.
حددوا لقاء مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة لدى الأم. تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة اختصاصي.
ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network