الأطفال الذين يبكون كثيرا وليسوا قادرين على أن يكونوا هادئين، يتم وصفهم أحيانا بأنهم أطفال يعانون من "مغص الرضع" - غازات في البطن وفق ما هو شائع. لا نعرف ما هو سبب حدوث مغص الرضع، ولكن نعرف أنه يصعب مواجهته.
علامات مغص الرضع
إذا كان لديكم طفل، من المرجح أنكم تعرفون علامات مغص الرضع – البكاء والانزعاج. بعد وقت معين من وصول الطفل إلى المنزل – بعد مضي بضعة أيام أو أسابيع – يبدأ الطفل بالبكاء.
يكون الطفل منزعجا وعصبيا، ويبدو أنه لا يمكن أن يكون لديه روتين من النوم والأكل. يصعب على الكثير من الوالدين مواجهة عدم القدرة على توقع ما سيحدث.
يُحتمَل أن الطفل يأكل بشكل مبالغ به، ولكن بعد وقت قصير يكون جائعا ثانية. قد لا يأكل جيدا، ويكون منزعجا أثناء الرضاعة أو الأكل.
قد لا يكون ابنكم هادئا أو يتذمر طيلة فترات طويلة، ويبكي أحيانا بصوت عال جدا. عندما يبكي الطفل، يضع قدميه قريبا من بطنه، وكأنه يشعر بألم. يصعب تهدئة الطفل في مثل هذه الحال، ويبدو أن كل ما تفعلونه لا يساعد. قد يستمر البكاء والتذمر ساعات طويلة، وغالبا ما يزدادان في ساعات المساء.
هناك لدى جزء صغير من الأطفال الذين يظهرون علامات مغص الرضع مشاكل طبية، لذلك يُستحسن التوجه إلى طبيب الأطفال.
البكاء والتذمّر: ما الذي يمكن توقعه
يبكي الأطفال ويتذمّرون ما معدله ثلاث ساعات يوميا، وربما أكثر لدى جزء منهم. يصل البكاء إلى ذروته لدى بلوغ ستة أسابيع، ويقل كلما كبُر الطفل.
يظهر البكاء والتذمَر في ساعات المساء الباكرة غالبا، ولكن تتغير أوقات ظهورها.
يبكي الأطفال الصغار بسبب طبيعتهم، دورات النوم، ونمط الأكل. يبكي الأطفال عندما يكبرون بهدف التواصل معكم أو للتعبير عن شيء معين حولهم. لذلك، قد يحدث البكاء طيلة اليوم.
البكاء والتذمّر هما جزءان طبيعيان من النمو، ويتحسنان غالبا مع مرور الوقت. لا تربطهما أية صلة بطريقة تصرّفكم كوالدين. يواجه الوالدون، حتى أكثرهم ثقة بالنفس وهدوءًا، ظاهرة البكاء الكثير لدى الأطفال.
مُسببات حدوث مغص الرضع
ليس لدينا الكثير من المعلومات حول أسباب حدوث مغص الرضع. هناك من يعتقد أن الحديث يدور عن حالة طبية لدى الطفل. بينما يعتقد الآخرون أن سبب ذلك هو قلق الأمهات والآباء – أنه أمر مفهوم ضمنا، ولا سيّما، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لديهم طفل ليس هادئا!
ليست هناك أدلة قاطعة على وجود سبب واحد مسؤول عن مغص الرضع. يبكي جزء من الأطفال أكثر من غيرهم، وكذلك يصعب عليهم أكثر أن يهدأوا مقارنة بالأطفال الآخرين، وهذا يشبه تماما الأطفال الذين ينامون أكثر من غيرهم.
من المعروف أنه ليس هناك سبب جسماني أو طبي واضح لحدوث البكاء لدى معظم الأطفال الذين يعانون من ألم في البطن بسب المغص.
يُحتمَل أن يقول الآخرون لكم إنّ البكاء ناتج عن الأمور التالية:
- تقنيات الإطعام – إطعامه حليبًا أقل أو أكثر مما يجب، أو إطعامه بشكل غير صحيح.
- مشاكل شعورية لدى الأمهات.
- طفل يعاني من مزاج صعب.
- حدوث الكثير من غازات البطن، رغم أنه لم يُثبت أنها تؤدي إلى البكاء أبدا. من المرجح أن نفترض أن الغازات ليست السبب للبكاء بل نتيجته – يؤدي البكاء إلى أن يبتلع الطفل هواء.
نقدم لكم جزءا من الأسباب الطبية للبكاء والتذمّر:
- مشاكل في المعدة والأمعاء – مثلا، ارتجاع معدي مريئي (ارتجاع الأكل من المعدة إلى المريء) أو فائض الغازات في الجهاز الهضمي.
- تلوثات – مثلا، تلوثات في الأذنين أو التهاب في المسالك البولية.
- فتاق – مثلا، فتق إربي أو فتق السرة.
- عدم نضج الجهاز العصبي – مثلا، جهاز عصبي حساس أو غير متطور.
- حساسية للطعام الذي تتناوله الأم أو حليب البقر الذي في بدائل الحليب.
- حساسية الحفاظات ومصادر حساسية أخرى.
قد يكون مغص الرضع محبطا جدا لكم، ويؤدي أحيانا إلى الإحباط لدى مقدمي العلاج الآخرين، مثل الأطباء والممرضات. إذا شعرتم أنكم متوترون أو قلقون، فهذا ليس سبب بكاء الطفل وتذمّره – رغم أن هذا قد يزيد من البكاء. من الطبيعي جدا أن تقلقوا بسبب بكاء الطفل. يبكي الأطفال الذين يعانون من مغص الرضع أقل بكثير في عمر ثلاثة حتى خمسة أشهر. هذا مؤقت وسيختفي قريبا.
ماذا عليكم أن تفعلوا إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يعاني من مغص الرضع
الخطوة الأولى هي فحص الطفل لدى ممرضة مركز رعاية الطفل أو طبيب الأطفال، والتأكد أنه معافى جسمانيا. سيطمئنكم الفحص ويسهّل عليكم تجربة طرق أخرى لتهدئة الطفل.
الخطوة الثانية هي الاهتمام بأنفسكم: أن ترتاحوا، تناموا كفاية، وتجدوا وقتا للاهتمام بأنفسكم.
بصفتنا والدين، من السهل علينا أن نشعر بأننا ملزمون أن نمتلك قدرات خارقة وبطريقة ما أن نهتم بطفلنا اهتماما تاما، نحافظ على منزل نظيف، نعمل ونشتري الأغراض، نطبخ، ونتابع القيام بالأمور ذاتها التي قمنا بها قبل ولادة الطفل. ولكن ببساطة، هذا ليس ممكنا. سيعاني الجميع – أنتم، العائلة، ولا سيما الطفل – إذا شعرتم بالتوتر لأنكم تعملون الكثير من الواجبات.
إذا خصصتم وقتا للاهتمام بأنفسكم وللراحة، سيكون وضعكم أفضل وستكونون قادرون على الاهتمام بالطفل أكثر.
عشر نصائح لمواجهة مغص الرضع
كما هو معروف لدى معظم الأطفال، فإن البكاء والتذمّر هما جزءان طبيعيان من النموّ. سيختفي ذلك مع مرور الوقت. إليكم بعض الأفكار التي تساعد على تقليص وتيرة البكاء والتذمر، مدتهما، وقوتهما:
- افحصوا إذا كان ابنكم يشعر بالراحة. ربما هناك حاجة إلى تبديل حفاظه، أو أنه يشعر ببرد أو حرارة.
- اقترحوا عليه طعاما إذا كنتم تعتقدون أنه جائع، أو إذا كانت المرة الأخيرة التي تناول فيها الوجبة قبل أكثر من ساعتين.
- اقترحوا عليه مصاصة أو رضاعة. لا يكون الطفل جائعا أحيانا، بل يريد امتصاص شيء ما.
- تكلموا إلى الطفل بهدوء، غنوا له، أو شغلوا موسيقى هادئة. يُحتمَل أنه يريد معرفة أنكم قريبون منه، وقد يجعله صوتكم مطمئنا.
- هزوا الطفل بنعومة أو ضعوه في حمالة – قد يهدأ الطفل بفضل حركة الهز ووجود الوالدين بقربه. يهدأ قسم من الأطفال عند التنزه معهم وهم في العربة. رغم ذلك، لا يُستحسن إبقاء الطفل نائما في العربة دون رقابة.
- عندما يبكي الطفل وتصعب تهدئته، حاولوا فهم ما يريده. هناك أطفال يشعرون بالملل ويحتاجون إلى إثارة من خلال رفعهم، هزهم، أو التحدث إليهم. يعاني أطفال آخرون من فرط الإثارة بسهولة ويحتاجون إلى الهدوء والطمأنينة. يمكن أن تجربوا خفض الأضواء وأن تكون البيئة التي تتواجدون فيها هادئة أو أن تكون الأصوات في الخلفية منخفضة مثل وتيرة صوت المروحة.
- حاولوا تدليك جسم الطفل. في كثيرِ من الأحيان، يجعله التدليك هادئا، ويساعده على الارتياح. يعزز أيضا العلاقة بينكم وبين الطفل.
- قد يهدئ الحمام الدافئ الطفل ويمكّنه من النوم.
- حاولوا إيجاد نمط ثابت من الأكل والنوم، ليعرف الطفل ماذا يمكن توقعه ومن ثم يطور طرقا للانضباط الذاتي.
- اطلبوا مساعدة من ممرضة مركز رعاية الطفل. تستطيع الممرضة الإجابة عن أسئلتكم حول صحة الطفل، فحص طريقة إطعامكم له، وتقديم نصائح جيدة وتوجيهات لمعالجة الحالة الخاصة بكم. تساعدك ممرضة مركز رعاية الطفل على بناء برنامج يومي.
لن تُوقف كل هذه الطرق بكاء الطفل بشكل عجيب ولكنها تساعد على جعل الوضع أفضل، حتى يكبر الطفل ويستطيع أن يقول لكم ما يحتاجه.
تساعد طرق مختلفة الأطفال المختلفين. كذلك، قد لا تساعد طريقة تعمل جيدا اليوم في يوم غد، فقد تحتاجون إلى تجربة شيء آخر. تختلف الأيام واحدها عن الآخر.
يمكن محاولة كل من هذه الطرق وفق أي ترتيب. يمكن أن تجربوا وتفحصوا ما هي الطرق التي تساعد في وضع ابنكم الخاص. إذا توقفت الطريقة التي اخترتموها عن العمل، فجربوا طريقة أخرى.
انتبهوا، لن يصبح الطفل مدللا إذا رفعتموه، هززتموه، أو تحدثتم معه. أطعموا الطفل عندما يكون جائعا، وارفعوه للتخفيف عنه عندما يبكي.
العلاجات التي يُتوقع أن تحل المشكلة
إذا كان ابنكم يعاني من مغص الرُضّع، يُفضّل الاستعانة بعلاج جسماني لا يؤدي إلى ضرر، لا بعلاج دوائي.
الأدوية والإضافات
لا يُوصي الأطباء غالبا لمعالجة مغص الرُضع باستخدام أدوية تحتاج إلى وصفة طبية، أدوية دون وصفة، المداواة الطبيعية، أو المعالجة المثلية.
ليست هناك أدلة أن الأطفال الذين يعانون من مغص الرُضع يعانون أيضًا من غازات أو إزعاجات في الأمعاء، بحيث لا أساس علميا للإضافات الهادفة إلى معالجة مغص الرضّع. لا يوُصى بها كبدائل – أو حتى كإضافة – للنصائح التي ذكرناها أعلاه.
رغم أن أطفالا كثيرين يعانون من أعراض ارتجاع معدي مريئي، مثل التقيؤ أو إخراج الحليب من الفم أو انحناء الظهر، هناك القليل من الأدلة أن الدواء المعد لعلاج الارتجاع المعدي المريئي يقلل من البكاء والتذمّر.
إضافات الطعام وعلاجات أخرى
لا تساعد الإضافات البروبيوتية والمعالجة اليدوية (الكيروبراكتيكا) الأطفال الذين يعانون من مغص الرضع.
تغذية الأم
هناك أدلة قليلة أن الأطفال يبكون بسبب حساسية لمواد تتناولها الأم وتنقلها إلى الطفل عبر حليب الأم. يعني ذلك أنّ تغيير طعام الأم المرضعة ليس مفيدا غالبا، إلا إذا كانت هناك أعراض أخرى مثل الإسهال.
تلاحظ الأمهات المرضعات أحيانا تغييرات في سلوك الطفل بعد تناول طعام معين. في حال حدوث ذلك، يُستحسن الامتناع عن ذلك الطعام.
تركيبة طعام الأطفال
هناك أدلة قليلة أن الأطفال يبكون بسبب حساسية لمواد معينة في طعام الأطفال. ظاهرة الحساسية الحقيقية للحليب ليست شائعة. أي أنه في حال كان الولد يتناول الطعام عبر القنينة، فإن تغيير نوع الطعام لن يساعد على التغلب على مغص الرضع. إضافة إلى ذلك، قد يكون تغيير نوع طعام الأطفال باهظا.
متى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال
يُستحسن التوجّه إلى طبيب الأطفال في أسرع وقت ممكن، عندما يبدأ الطفل في إبداء عدم راحة طيلة وقت. يجري طبيب الأطفال فحصا جسديا لاستبعاد عوامل طبية أخرى. يستطيع الطبيب أيضًا أن يُقدم لك نصيحة عمليًّة.
توجهوا إلى الطبيب في حال:
- لم تُحسّن كلّ الطرق التي جرّبتموها الأعراض.
- كان يعاني الطفل من مشاكل أو صعوبات أخرى.
- خفتم من أن يتضرر الطفل.
- كنتم قلقين لأي سبب آخر.
فحوص إضافية
يحتاج ابنكم إلى إجراء فحوص فقط إذا كان الطبيب يعتقد أن هناك مرضًا أو تلوثًا يؤديان إلى البكاء، وغالبا ليست هناك حاجة إلى فحوص إضافية.
منع مغص الرضع
يبدو أن مغص الرضع هو مرحلة منتشرة يمر فيها غالبا معظم الأطفال ويصعب منعها.
يميل الأطفال الصغار جدا الذين يتم حملهم وقتا طويلا أو وضعهم في حمالة الأطفال حتى عندما لا يبكون إلى البكاء والتذمّر أقل.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.