التفاوُض مع الأولاد

قد تقولون: "حان وقت النوم"، "حان وقت الذهاب"، "حان وقت إتمام الفروض المنزلية"، أو "حان وقت الأكل!" لكنّ ابنكم يُجيب: "بعد خمس دقائق". مللتم من قول "لا"، ومللتم من المجادلة. ماذا تفعلون؟ هل تستسلمون؟ تنفجرون؟ أو تُديرون مُفاوَضات؟

شئنا أم أبينا، كثيرًا ما تتطلّب الحياة مع الأولاد مُفاوَضات. يمكن أن تشكّل المُفاوَضات بين الوالدين والأولاد تجربة تعلُّم بالنسبة للأولاد، وأن تعلّمهم كيف يواجهون “العالَم الحقيقيّ” بشكل بنّاء، وكيف يعملون مع الآخَرين من أجل تحقيق الأهداف، عبر التوصّل إلى تسويات.

مع ذلك، يمكن أن تنطوي عملية التفاوُض مع الأولاد على الكثير من التحدّي. “على الوالدين أن يتعلموا كيف يواجهون مشاعرهم وإحباطاتهم. من مُراقَبات قُمنا بهم لأشخاص من جميع الأعمار يُجرون مُفاوَضات، اكتشفنا أنّه حين تكون المشاعر عاصفة، تهبط مهارات التفاوُض بشكل غريب”، يقول براون، الذي عمل على حلّ الخلافات في أرجاء العالم. قبل أن تبدأوا بالتفاوُض القادم مع ابنكم (ما يمكن أن يحدث بعد خمس دقائق!)، إليكم بعض النقاط الهامّة في إدارة المُفاوَضات مع الأولاد.

نصائح لتفاوُض ناجح

ابتدئوا بتوافُق، لا بادّعاء. صوغوا طلبكم بحيث يتمكن ابنكم من قول “نعم”. إذا صُغتم الفكرة آخذين حاجة ابنكم إلى السيطرة والاستقلالية في الاعتبار، وبطريقة تُتيح إلى الاختيار، يُصغي إليكم بانتباه أشدّ. يُرجَّح أن تحظوا بتعاوُن أفضل إذا قُلتُم “هل تريد أن تضع على الطاولة الصحونَ أو الملاعق؟”، بدل أن تقولوا: “أعِدّ الطاولة فورًا!”

شارِكوا ابنكم في القرار. إذا حان وقت النوم، يمكنكم أن تقولوا: “إلى كم دقيقة تحتاج لإنهاء المشروع والذهاب إلى النوم في الوقت؟”.

أوضِحوا وجهة نظركم. يمكنكم أن تقولوا: “علينا أن نترك الملعب لأنني أحتاج إلى إعداد وجبة العشاء”.

المُفاوَضات لا تعني الخُضوع. حين تُجرون مُفاوَضات حول شراء سيارة جديدة، لا تكونون تخضعون بل تُساوِمون. تذكّروا أنّ التفاوُض لا يُفترَض أن يؤدي إلى غالب ومغلوب، بل إلى توافُق ما بين الطرفَين.

أجروا مُفاوَضات ملائمة لسنّ الولد. إذا كان ابنكم في سنّ المدرسة ولا يحبّ البازيلاء، يمكنكم أن تسألوه: “أية خضار تفضّل بدلًا منها؟” إذا كان ابنكم في الروضة ولا يريد تناوُل الطعام أبدًا، حاوِلوا بدل الجدال أن تقطّعوا الشطيرة بطريقة ظريفة ومُثيرة للاهتمام، لتجعلوها جذّابة أكثر.

أجيبوا عن النقد بسؤال منطقي. إذا طلب ابنكم منكم أن تكفّوا عن النقّ بشأن ترتيب الغرفة أو الدخول إلى الحمّام، يمكنكم أن تقولوا: “تعالَ نقرّر معًا ما هو الوقت الملائم للاستحمام”. أو “كيف تريد أن يتم ترتيب غرفتك، وكيف يمكن التأكّد من حصول ذلك”.

خذوا بعض الوقت للاسترخاء. إذا أغضبكم ابنكم أو أثار جنونكم، اذهبوا إلى غرفة أخرى واهدأوا قبل أن تتابعوا التحدّث معه. فغالبًا ما لا يحلّ الردّ العاطفيّ الخلافَ، بل يفاقمه فقط.

دعوا ابنكم ينتصر أحيانًا. اختاروا معارككم بحكمة وتذكّروا أنّ تغيير رأيكم لا يعني بالضرورة هزيمتكم. فيمكنكم أن تقولوا: “حسنًا، أوافقك. لكن لنتّفق: في المرّة التالية، ستُصغي لي قبل أن تنفجر”.

تذكّروا أنكم الوالِدون وأنّ من حقكم أن تقولوا الكلمة الأخيرة. لا يجب أن يتوافق الجميع في كلّ تفاوُض. فأحيانًا، على شخص ما اتخاذ قرار. من المهمّ الإصغاء إلى وجهة نظر ابنكم والتحلّي بالموضوعية، ومع ذلك يُفترض أن تكون كلمة الوالدين هي الأخيرة. يتعلّم الأولاد أن يحترموا ذلك، حتى لو لم يحبّوا النتائج دائمًا، إذا فهموا أنّ هذا عادل.

للتفاوُض وقت، ولعدم التفاوُض وقت

لا أحد منّا لديه الوقت للتفاوُض حول كلّ خلاف، لكننا جميعًا نفعل ذلك دائمًا، سواء انتبهنا أم لا. لذلك، فالسؤال ليس: “هل عليّ التفاوُض؟” بل “متى وكيف؟”. تذكّروا أنّ هناك أمورًا لا يجب التفاوُض حولها (مسائل الأمان والصحّة، على سبيل المثال)، وأنّ هناك أوقاتًا ليس مناسبًا فيها التفاوُض إطلاقًا. اختاروا بحكمة موضوع المُفاوَضات مع الأولاد ووقتها.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network