النوم

نقضي ثلث حياتنا ونحن نائمون، إذ إن النوم ضروري لتطوّر دماغنا وجسمنا. يُشكّل فهم النوم وأنماطه نقطة بداية تتيح لكم أن تساعدوا ابنكم على تنمية عادات نوم صحيّة ونظرة إيجابية تجاه النوم.

ما هي أهمية النوم؟

يقضي بنو البشر ثلث حياتهم وهم نائمون، ولكننا نعرف القليل نسبيا عن سبب حاجتنا إلى النوم، ما الذي يحدث خلاله، ولماذا نشعر وكأننا “وُلدنا من جديد” بعد أن ننام جيدا.

رغم ذلك، نعرف أن هناك تأثيرات حادة لقلة النوم، لأن جزءا كبيرا من العمليات في جسمنا ودماغنا يحدث أثناء النوم. عندما نكون في الظلمة مثلا، ينتج جسمنا كمية أكبر من الميلاتونين الذي يساعده على التطوّر، وهو ذو أهمية في أداء خلايا الجسم وأنسجة العضلات. كرد فعل على إنتاج الميلاتونين، ينتاب جسمنا شعور بالنُّعاس. إن النوم ضروري لتطوّر دماغنا وجسمنا. هذا هو أحد الأسباب لنوم الأطفال الصغار وقتا طويلا.

مراحل النوم السليمة

يدمج النوم السليم لدى الإنسان العادي بين النوم الهادئ والنوم الفعال (عندما يحلم الإنسان أثناء النوم). يتكوّن النوم الهادئ بحد ذاته من دورات نوم عميق ونوم أكثر سطحية.

النوم الفعّال والنوم الهادئ

يتنفس الأطفال أثناء النوم الفعّال تنفسا سطحيا وغير منتظم، يحركون أذرعهم وأقدامهم، وتتحرك أعينهم بسرعة خلف جفونهم المُغلقة. في الحقيقة، تكون عضلات الأطراف مشلولة مؤقتا أثناء النوم الفعّال. تزداد وتيرة نظم القلب، وكذلك ضغط الدم.

يُدعى النوم الفعّال نوما ذا حركات العين السريعة أو REM بالإنجليزية. النوم الفعّال هو نوع من النوم الخفيف.

أثناء النوم الهادئ، يستلقي الأطفال وهم هادئون ويتنفسون بعمق. أحيانا يتحركون أو يقفزون قليلا. يشبه النوم الهادئ النوم ذا حركة العين السريعة لدى الأطفال الأكبر والبالغين. قد يكون نوما خفيفا أو عميقا.

النوم الخفيف والنوم العميق

قد يكون النوم الخفيف نوما خفيفا جدا – قد لا نلاحظ أحيانا أننا نائمون – ويمكن أن نستيقظ منه بسهولة. من الأصعب إيقاظ إنسان يمر في مرحلة النوم العميق. وعندما نوقظه، قد يعاني من النُعاس جدا. يكون النوم العميق أكثر هدوءا وراحة. يُظَنّ عادةً أن جسمنا يكبر ويتعافى أثناء النوم العميق.

دورات النوم

أثناء النوم، يمر البالغون والأولاد بدورات من النوم الفعّال والنوم الهادئ في الليلة ذاتها. غالبا، يكون معظم نومنا في بداية الليل هادئا (نحو 80%). بعد ذلك، قُبيل منتصف وقت النوم، تتغيّر دورات النوم. ففي الوقت المتبقي حتى ساعات الصباح، يكون معظم النوم نوما فعالا. لذلك من السهل أكثر إيقاظنا قريبا من نهاية النوم.

دورات النوم لدى الأطفال والأولاد

تستغرق دورات النوم الهادئة والفعالة لدى الأولاد 30 حتى 50 دقيقة، وتزداد طولا تدريجيا مع الوقت. ينام جزء من الأطفال والأولاد نوما عميقا بسرعة كبيرة. ينام الآخرون نوما خفيفا، يتحركون، ويتمتمون حتى 20 دقيقة قبل أن يدخلوا في مرحلة النوم العميق.

غالبا، يستيقظ الأولاد وقتا قصيرا عند نهاية كل مرحلة من مراحل النوم. يُشكّل ذلك جزءا سليما من النوم، ويمر به كل الأولاد. هناك أولاد يستيقظون ويصرخون ويحتاجون إلى المساعدة للنوم ثانية، إلا أن الأولاد الذين ينامون نوما مُستقلا ينامون ثانية وحدهم. لا يسمع كل الوالدين أولادهم عندما يستيقظون.

دورات النوم في سن البلوغ والمراهقة

في سنوات المراهقة وخلال سنوات البلوغ، تستغرق كل دورة نوم فعال ونوم هادئ نحو 90 دقيقة. تنتهي كل دورة باستيقاظ قصير، وتحدث حالات الاستيقاظ هذه عدة مرات أثناء الليل. غالبا، لا تشكّل إزعاجا لتتابع نومنا، حتى إننا لا نُلاحظها. إذا لم يحدث أي تغيير من حولنا، يُمكن أن ننام ثانية. ولكن إذا طرأ تغيير حولنا، إذا لم نشعر بالارتياح أو إذا كنا قلقين، إذا تحركت وسادتنا أو سمعنا ضجة ما، فقد نستيقظ كليا.

كيف تتغيّر دورات النوم كل الوقت

يتغيّر الوقت الذي نقضيه في كل أنواع النوم وفق عُمرنا.

بعد الولادة فورا، يقضي الأولاد الذي يُولدون في موعد الولادة المتوقع نحو نصف وقت النوم في النوم الفعال. تستغرق كل دورة نوم 40 دقيقة فقط (مقارنة بـ 90 دقيقة لدى البالغ). يعني ذلك أنّ الأطفال الصغار ينامون بسهولة أكبر ويستيقظون أكثر من البالغين.

يقل مقدار النوم الفعال في دورات نومنا مع مرور الوقت. حتى سن ثلاث سنوات، فإن 33%‏ من نومنا يكون فعالا، ولكن حتى جيل ‏13 عاما، فإن ‏20%‏ من النوم يكون فعالا.

متى ننام

نستغرق وقتا طويلا لتركيز معظم ساعات نومنا في الليل. هناك عادات واحتياجات نوم مختلفة لدى الأطفال والأولاد، مثل البالغين تماما. إذا أصبح ابنكم متعبا أكثر من المتوقع أثناء اليوم أو إذا كان يعاني من النُعاس، يُستحسن اتباع روتين نوم ثابت. حاوِلوا ولاحظوا كيف يساعده ذلك.

الأطفال الذين عمرهم أقل من ستة أشهر

ينام الأطفال الصغار على مراحل أثناء النهار والليل. قد يبدأ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات بالتقدّم نحو اتباع أنماط نوم من مرتين حتى ثلاث مرات في اليوم، وتستغرق نحو ساعتين كل مرة. يُرجَّح أن يستيقظوا، على الأقلّ، مرة واحدة في الليل.

بدءا من جيل ‏ 6 أشهر حتى سنة

بدءا من عُمر ستة أشهر تقريبا، يبدأ الأطفال بالنوم وقتا أطول أثناء الليل، ويكون هذا أطول وقت نوم خاص بهم في اليوم. بدءا من عُمر ستة أشهر حتى سنة، يقضي الأطفال وقتا في سريرهم بين الساعة ‏18:00‏ حتى ‏22:00‏. غالبا، يحتاجون أقل من 30 دقيقة حتى يناموا، ولكن قد يحتاج 10%‏ من الأطفال إلى وقت أطول.

يستطيع معظم الأطفال النوم لفترات من ست ساعات أو أكثر في الليل والاستيقاظ أقل. يستيقظ نحو ‏60%‏ من الأطفال مرة في الليل وهم يحتاجون إلى مساعدة بالغ للنوم ثانية. طفل واحد بين كل عشرة أطفال يحتاج إلى والديه ثلاث حتى أربع مرات في الليل. يشير أكثر من ثلث الأهالي إلى حدوث مشاكل في نوم طفلهم في هذا العمر.

ما زال 85% – 90%‏ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‏6 أشهر وسنة ينامون أثناء النهار. تستغرق أوقات الغفوة هذه، بشكلٍ عامّ، نحو ساعة أو ساعتين. ينام جزء من الأطفال أكثر، ولكن لا يستغرق هذا النوم أكثر من ربع الوقت ينامونه، وعلى أية حال ليس أكثر من ساعة. يكون الاستيقاظ في الليل مرتبطا إلى حد معين بقلق الطفل من الانفصال عن والديه. من المُفترض أن يتغلب كل الأولاد على هذا القلق كخطوة في طريقهم نحو أن يصبحوا مُستقلين في الليل.

بدءا من عُمر سنة

بدءا من عمر سنة، يميل الأطفال إلى أن يناموا أفضل. هناك رُضّع يبدأون بإبداء معارضتهم للنوم في الليل، ويُفضّلون أن يبقوا يقظين مع سائر أفراد العائلة. فوفق أقوال الوالدين، هذه هي مشكلة النوم الأكثر شيوعا. تصل هذه المشكلة إلى ذروتها في جيل 18 شهرا، وتتحسن مع مرور الوقت. يستيقظ ما معدله أقل من 5%‏ من الأطفال الذين عمرهم أقل من عامين ثلاث مرات أو أكثر أثناء الليل.

بدءا من عُمر ثلاث سنوات

يحتاج الأطفال في سن ثلاث حتى خمس سنوات إلى 11 حتى 13 ساعة نوم في الليل. هناك أطفال ما زالوا يحتاجون إلى أن يغفوا أثناء اليوم لمدة نحو ساعة.

يحتاج الأطفال حتى عمر تسع سنوات إلى 10 حتى 11 ساعة نوم في الليل. يكونون متعبين بعد المدرسة غالبا، ويمكن أن يخلدوا للنوم بين الساعة السابعة والنصف والثامنة مساء.

بدءا من عُمر عشر سنوات

يحتاج الأولاد الذين يبدأون مرحلة المراهقة إلى نحو تسع حتى عشر ساعات نوم في الليل غالبا للحفاظ على مستوى يقظة عال أثناء اليوم. رغم ذلك، يجدر بنا أن نتذكر أن الأولاد المختلفين مثل البالغين المختلفين لديهم احتياجات نوم مختلفة، وقد تختلف جدا بين الأولاد، وكذلك بين أفراد العائلة.

تؤدي التغييرات التي تطرأ على الساعة البيولوجية في الجسم في سنوات المراهقة إلى أن يرغب المراهقون في النوم متأخرا، نحو الساعة الحادية عشرة ليلا، والاستيقاظ باكرا في الصباح. لا يحظى ما يزيد عن ‏90% من المراهقين بكمية ساعات النوم الموصى بها في الليل قبل المدرسة. هناك أهمية للنوم الجيد والكافي في هذه الفترة بشكل خاص، لأنه ضروري لمهارات التفكير، التعليم، والتركيز.

يمكنكم أن تشجعوا أولادكم المراهقين على الحصول على ساعات نوم أطول من خلال تحديد ساعات النوم قبل الأيام التعليمية، وأن تتيحوا لهم أن يناموا في وقت متأخر أكثر في نهاية الأسبوع. لمنع حدوث “تعب يوم الإثنين” وتعب بداية الأسبوع، يُستحسن ألا تتيحوا للشبّان أن يستيقظوا في وقت متأخر جدا في نهاية الأسبوع.

النُعاس خلال النهار، صعوبة النوم أو صعوبة الاستيقاظ أثناء المدرسة تشكّل جميعها حالات منتشرة أثناء جيل المراهقة. يشير أكثر من ‏45%‏ من المراهقين إلى أنهم يشعرون بالنعاس أثناء اليوم مرة في الأسبوع على الأقل.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network