العلاقات العائلية ومتلازمة طيف التوحد

هناك أهمية كبيرة للعلاقات الجيدة لدى العائلات التي لديها أطفال يعانون من طيف التوحد. فهي تساعد على أن تدعموا بعضكم بعضا، تواجهوا التحديات، وتقدّروا المساعدة التي يقدمها كل فرد من العائلة.

كيف يمكن بناء علاقات داخل العائلة

إذا كان ابنكم يعاني من التوحد، هناك أهمية للاهتمام العائلي والعلاقات العائلية تماما كسائر الجوانب العائلية. بهدف تحسين العلاقات العائلية وجودة الحياة، نوصي بـ:

  • التركيز على العلاقات العائلية
  • التركيز على نقاط القوة العائلية
  • بناء حصانة نفسية عائلية

كلما ركزتم أكثر على هذه النقاط، تصبح جزءا لا يتجزأ من طريقة تفكيركم وسلوكم. يُستحسَن أن تجعلوها جزءا من روتينكم اليومي العائلي.

تمر العائلات التي لديها أطفال يعانون من التوحد بفترات صعبة، ولكن وفق أقوال جزء من العائلات، تنشأ تجارب إيجابية من هذه الحالة. مثلا: يقول جزء من العائلات إنها تعلمت التواضع، التسامح، الرحمة، التعاطف، واحترام الآخرين.

التركيز على العلاقات داخل العائلة

تتفاوت العلاقات بين أفراد العائلة، وهناك أهمية متساوية لكل هذه العلاقات في بناء عائلة قادرة على القيام بأدائها. تسبب ملاءمة نمط حياة العائلة مع الطفل الذي يعاني من التوحد توترا داخل العائلة. حافظوا على علاقاتكم العائلية لمواجهة التوتر بشكل أفضل.

يساعد تعزيز العلاقات العائلية السليمة والإيجابية على الحفاظ على الاستقرار العائلي في فترات الأزمة وعلى الأمد الطويل.

علاقتكم مع الزوج أو الزوجة

كجزء من الاعتناء بالعلاقات العائلية، يُستحسن أن تفكّروا أيضا  كيف يؤثر كونكم والدين لطفل لديه توحد في علاقاتكم مع الزوج أو الزوجة.

تثير تربية طفل لديه توحد تحديات كثيرة. إن معرفة هذه التغييرات تشكل خطوة إيجابية من أجل المواجهة السليمة والبناءة للتوتر، الذي يحدث نتيجة الإعاقة التي يعاني ابنكم منها.

مثلا: قد تؤدي تكلفة العلاجات الطبية إلى مصدر ضغط مادي. وقد تؤدي القوانين ومجالات المسؤولية المختلفة إلى الحقد، إذا شعر الزوج أو الزوجة بعدم المساواة في تحمّل المسؤوليات.

بهدف مواجهة هذا التوتر والتغيّرات، من المهم أن تكرسوا وقتا لأنفسكم، وتطلبوا المساعدة عند الحاجة – سواء كانت خدمات مهنية، حاضنة مرة في الشهر، أو علاجا زوجيا.

رغم أن الأزواج في العائلات التي لديها أطفال مع توحد يمرون بتحديات كثيرة، يقول الكثير منهم إنهم يشعرون بأن الاحترام والالتزام المتبادل يظلان قويَّين. للحصول على نصائح حول تعزيز العلاقات الزوجية والمحافظة عليها، اقرأوا المقال احتياجات ابنكم الخاصة وعلاقاتكم الزوجية.

علاقتكم بأولادكم

من المهم أن تعززوا التواصل الإيجابي بينكم كوالدين وبين كل أولادكم، بمن فيهم ابنكم الذي يعاني من التوحد. أنتم تشكلون مثالا لأولادكم ولطريقة التواصل معًا.

حاولوا أن تعرفوا كيف يشعر الإخوة الآخرون. خصصوا وقتا لمشاركة مشاعركم مع أولادكم الآخرين لكي تساعدوهم على المواجهة أيضا. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقالين حول كيف تساعدون إخوة الطفل الذي يعاني  من التوحد وهما أن تكونوا إخوة لأطفال ذوي احتياجات خاصة ، ودعم إخوة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

علاقاتكم بأفراد العائلة الموسّعة

لا تنسوا الجد والجدة وسائر أفراد العائلة الموسّعة. فقد يشكلون مصدر دعم هاما لكم ويُضفون طابعا مميّزا على حياة ابنكم.

قد يحتاجون إلى وقت طويل حتى يعتادوا على فكرة التوحد وتأثيره في ابنكم. هناك علاقات خاصة بين أفراد العائلة الموسّعة وبين ابنكم. وبمرور الوقت، سيجدون طرقا للتأقلم مع احتياجاته ومع دورهم في حياته. يُستحسن أن تساعدوا العائلة والأصدقاء على تعلم المزيد عن متلازمة طيف التوحد وتأثيرها في علاقتهم مع ابنكم.

التركيز على نقاط القوة العائلية

في الظروف الصعبة، يمكن تعزيز العلاقات العائلية عبر التركيز على النقاط الهامة بدلا من التركيز على أمور سلبية تحدث إضافة إلى التوحد.

إليكم بعض الأفكار للكشف عن نقاط القوة العائلية وتعزيزها:

  • فكّروا في مجالات اهتمام العائلة وفي الأمور الممتعة التي تقومون بها معا. اكتشفوا أكبر قدر من هذه الأمور واكتبوها في قائمة. يوصى بأن تتضمن القائمة نشاطات لا تتطلب وقتا طويلا. كما يمكنكم القيام بنشاطات مشتركة كعائلة، حتى في فترات التوتّر. حاولوا أن تقوموا بخطوة من الخطوات التي سجلتموها في القائمة في كل أسبوع. قد تكون هذه الخطوة نشاطا بسيطا، مثل التنزه في الحديقة أو تناول وجبة معا.
  • اطلبوا من كل أفراد العائلة أن يكتبوا صفة جيدة تتعلق بكل واحد من أفراد العائلة – مثلا: مهارات خاصة أو مجالات اهتمام. قوموا بهذه الخطوة كل مساء لمدة أسبوع. في نهاية الأسبوع، أخبروا بعضكم بما كتبتموه.
  • اختاروا نقطة قوة لدى كل واحد من أفراد العائلة – الالتزام بالمواعيد أو القدرة الجيدة على الاستعداد قبل الخروج من المنزل. فكروا وتحدثوا عن طرق جديدة تساعد العائلة على استغلال نقطة القوة هذه خلال الروتين اليومي. جربوا هذه الأفكار لمدة أسبوع، ثم تحدثوا عن تجربتكم.

بناء حصانة نفسية عائلية

الحصانة النفسية هي القدرة على التعافي من الأوقات الصعبة والشعور بأنكم أقوياء أكثر. إليكم بعض الأفكار للكشف عن الحصانة النفسية العائلية وتعزيزها:

  • اكتشفوا نقاط القوة والموارد لدى كل فرد من أفراد العائلة.فهي قد تساعدكم على مواجهة الصعوبات المتعلقة بالتوحد وبابنكم. مثلا: قد يكون الزوج أو الزوجة أفضل منكم في تهدئة ابنكم. قد يُعرِب أحد الأطفال الآخرين عن قدرة مميزة في اللعب مع أخيه الذي يعاني من التوحد. انتبهوا إلى الحالات التي قد تكون فيها نقاط القوة هذه نافعة.
  • ركّزوا على الحفاظ على تواصل والتزام واحدكم تجاه الآخر. دعوا كل أفراد العائلة يشعرون بالانتماء والولاء. مثلا: عندما يوضح أحد أولادكم نقطة معيّنة تتعلق بالتوحد، فهو يعرب عن الولاء للعائلة.
  • انتبهوا إلى المساهمة الإيجابية لابنكم الذي يعاني من التوحد من أجل العائلة.مثلا: الاختلاف والتميّز في وجهة نظره إلى الحياة وتأثيرها فيكم. مثلا: قد تنتبهون إلى أن أولادكم الآخرين يتعاطفون أكثر مع الآخرين بسبب أخيهم.
  • شجعوا أفراد العائلة على العمل كمجموعة، حتى إذا تغيّر دورهم ومجالات مسؤوليتهم بسبب التوحد. مثلا: يمكن أن يساعد الأولاد الكبار على تحضير وجبة العشاء إذا كان والدهم مشغولا في لقاء علاجي مع أخيهم.
  • اهتموا بالعمل على مهارات التواصل وحل المشاكل كعائلة. عندما تواجهون مشكلة، تحدثوا عنها وجدوا حلا معا.  انتبهوا بشكل خاص إلى مجالات لا يكون رفيق زواجكم راضيَا عنها، مثلا: تقسيم المهام داخل العائلة، مثل الاعتناء بالأولاد والعمل خارج المنزل وداخله.
  • حافظوا على نظرة إيجابية. حاولوا أن تنتبهوا إلى الفترات التي يسير فيها كل شيء كما ينبغي بينكم كزوجين، والدين، وبين الأولاد بصفتهم إخوة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.