“العض في بيتنا ممنوع “: العض، القرص، وشد الشعر

العض، القرص، وشد الشعر جميعها تشكل جزءا من النموّ السليم عموما - رغم أنها قد تثير دهشتكم في المرة الأولى. رد الفعل الهادئ والبناء على سلوك كهذا من جانب ابنكم يعلمه كيف يجدر به التصرف.

لماذا الأطفال والرُضّع يعضون، يقرصون، ويشدون الشعر

يعض الأطفال الصغار يقرصون ويشدون الشعر للتعرف على بيئتهم.

يستعين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‏نصف سنة وسنة بهذه الخطوات لفهم السبب والنتيجة. مثلا، قد يعضكم ابنكم وينتظر ردة فعلكم. فإذا ضحكتم وجعلتم من هذا التصرف لعبة، قد يكرره ثانية ويفحص إذا كان سيحصل على ردة الفعل ذاتها. ولكن إذا غضبتم فقد تثير ردة فعلكم المتطرفة فضوله – فيعضكم ثانية لمعرفة ما إذا كنتم ستغضبون!

قد يضرب الرضع، يعضون، أو يقرصون لأنهم غاضبون حقا، قلقون، أو متضررون. أحيانا لا يتمكنون من استخدام الكلمات للتعبير عما يقلقهم. هناك رضع يقلدون سلوكا معينا شاهدوه لدى الأولاد الآخرين، أو أن أولادا آخرين قد تعاملوا معهم بهذا الشكل.

كيف يمكن الاستجابة للعض، القرص، وشد الشعر

من الطبيعي أن تشعروا بارتباك أو حتى أن تغضبوا عندما يلحق ابنكم ضررا بكم أو بشخص آخر، ولكن تؤثر طريقة استجابتكم لسلوك كهذا على ابنكم في المستقبل. عندما تظلون هادئين وتجدون طريقة بناءة للتعامل مع الوضع، يتمكن ابنكم من تعلم سلوك جيد. إن رد الفعل الهادئ هو الخطوة الأولى التي يجدر بكم القيام بها لتشجيع ابنكم على اتباع سلوك إيجابي في المستقبل. الطريقة التي تتعاملون بحسبها مع العض، القرص، أو شد الشعر تتعلق بعمر ابنكم.

الأطفال

يتعلم ابنكم فهم السبب والنتيجة. إذا كان يضربكم، يعضكم (مثلا، أثناء الإرضاع)، أو يشد بشعركم، فيبدو أنه يحاول التعرف إلى بيئته القريبة. عندما تعبرون عن ردة فعلكم من خلال كلام واضح، توضحون لابنكم أنكم لا تحبون سلوكه. مثلا، يمكن أن تقولوا: “لا، لا أسمح بشد الشعر”. والخطوة التالية التي يجب القيام بها هي إبعاد يد ابنكم (أو فمه!). هكذا تصرفون انتباهه عن السلوك غير المرغوب فيه. إذا كان ابنكم يضرب، يعض، أو يشد الشعر، فيجب أن تكون ردة فعلكم شبيهة.

يميل الرضع إلى تكرار السلوك الذي يحظى باهتمام كبير. لذلك عندما يتصرف ابنكم تصرفا إيجابيا – مثلا، يعانقكم أو يلمسكم بنعومة – فكافئوه مثلا من خلال الاهتمام به كثيرا وامدحوه.

الرُضّع 

إذا كان ابنكم يضرب أو يعض الأشخاص الآخرين أو يشد شعرهم، فالخطوة الأولى هي معرفة سبب ذلك. أي إنه عليكم معرفة الأسباب المحتملة لاتباع سلوكيات كهذه، وفحص إذا كان رد فعلكم قد زاد من حدة السلوك.

مثلا، إذا كان ابنكم يغضب لأنه لا يستطيع استخدام الكلمات الصحيحة للتعبير عن مشاعره، فلن يساعد الصراخ عليه. بدلا من ذلك، حاولوا أن تكونوا هادئين ظاهريا – حتى إن كنتم لا تشعرون بهدوء. هكذا يمكن أن يتعلم ابنكم كيف يواجه الإحباط.

أحيانا، يهدف سلوك الرضع هذا إلى جذب اهتمامكم. لذلك، فإن تجاهله ينقل إليه رسالة قوية جدا حول ما تشعرون به. مثلا، يمكن أن تبتعدوا أو تذهبوا جانبا.

إذا ما زال ابنكم يعض، يقرص، أو يشد الشعر، فدعوه يعرف أنكم ما زلتم تتمالكون أنفسكم. ابقَوا هادئين، قولوا باختصار كيف تشعرون بسبب تصرفه، ودعوه يعرف أن هناك تأثيرات لسلوكه، مثلا، وقت مستقطَع قصير يبقى خلاله في غرفته. يمكن أن تستخدموا كلمات مثل “الضرب ممنوع! إنه مؤلم. اذهب من فضلك لقضاء وقت ما في الغرفة”.

كذلك، يمكن أن تعلموا ابنكم استخدام كلمات للتعبير عن المشاعر، مثلا “يبدو لي أنك غضبان!”. هكذا يمكن أن تساعدوه على استخدام الكلمات في المستقبل. عليكم تكرار هذه الخطوات عدة مرات حتى يتعلم ابنكم.

إذا عض ابنكم ولدا غير أولادكم، كونوا هادئين، اقتربوا بسرعة إلى الأولاد واطلبوا المعذرة من والدي الولد الذي عضه ابنكم. عبروا تعبيرا كلاميا – مثلا، يمكن أن تقولوا: “لا”! عضك مؤلم”. بعد ذلك، أبعدوا ابنكم قليلا. إذا ما زال الولد الآخر الذي عضه ابنكم منزعجا ومتألما، يُستحسن أن ترسلوا رسالة اعتذار قصيرة إلى والديه.

ما الذي يمكن القيام به عند الحاجة إلى مساعدة إضافية

هناك أولاد يتابعون عض الآخرين، قرصهم، وشد شعرهم، بغض النظر عن أية محاولات منكم لمعالجة هذا السلوك. إذا كنتم تشعرون بإحباط، إرهاق، أو غضب، أو إذا كان هذا السلوك يقلقكم إلى درجة أنكم توقفتم عن كل النشاطات اليومية التي تمارسونها – مثل الالتقاء بالأصدقاء أو إجراء المشتريات – فيستحسن طلب المساعدة.

توجهوا إلى طبيب الأطفال أو ممرضة مركز الرعاية، إذ إنّ بإمكانهما توجيهكم إلى أخصائي نفسي للأطفال أو طبيب خبير بالموضوع. يساعدكم هؤلاء الخبراء على فهم سبب سلوك ابنكم، وتحديد الحاجة إلى تشخيص إضافي أو برنامج علاجي معين.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network