في جيل المراهقة، يستثمر الشبّان وقتا كثيرا في التفكير في مظهرهم ويقارنونه مع الآخرين. تشكل النظرة الذاتية الإيجابية في سن المراهقة جزءا هاما من التقدير الذاتي السليم، وعليكم مساعدة ابنكم على التفكير في نفسه وجسمه تفكيرا إيجابيا.
ما هي النظرة الذاتية؟
النظرة الذاتية هي ما نُفكّر فيه ونشعر به حول جسمنا. تشمل النظرة الذاتية طريقة تفكيرنا حول جسمنا – سواء كانت هذه النظرة ملائمة أم لا لحجم الجسم وشكله الحقيقي. تعني النظرة الذاتية السليمة أو الإيجابية أن نشعر بفرح تجاه جسمنا واكتفاء، وأن نرضى بمظهرنا. تعني النظرة الذاتية غير السليمة أو السلبية ألا نكون راضين عن مظهرنا. يميل الأشخاص ذوو نظرة ذاتية سلبية أحيانا إلى إجراء تغيير في جسمهم أو شكله.
قد تتغيّر النظرة الذاتية خلال الحياة، وهي مرتبطة جدا بالتقدير الذاتي والخيارات الصحية في نمط الحياة. عندما نشعر بشعور جيد تجاه جسمنا، من المرجح أكثر أن تقديرنا الذاتي وصحتنا النفسية يكونان أفضل، ويكون توجهنا معتدلا أكثر نحو الأكل والنشاط الجسماني.
قد تضع النظرة الذاتية في سن الطفولة الأسس لصحة جسمانية ونفسية أفضل في الحياة لاحقا. قد تؤثر نظرة ذاتية غير صحية في سن الطفولة على الأمد الطويل. البنون، البنات، الرجال والنساء – قد تؤثر مشاكل ذات صلة بالنظرة الذاتية في جميعهم، بطرق مختلفة. مثلا، تميل الفتيات في سن المراهقة اللواتي لا يحبن مظهرهن إلى خفض وزنهن ليصبحن نحيفات. يرغب البنون في سن المراهقة في أن يكون جسمهم أقل وزنا وأكثر طولا، وأن تكون عضلاتهم بارزة.
النظرة الذاتية لدى ابنكم
تتأثر النظرة الذاتية لدى ابنكم بعوامل كثيرة،، ومنها البيئة العائلية، القدرة أو الإعاقة، توجه أصدقائه في الصف، وسائل الاتصال والإعلام العالمية، عالم الأزياء، والخلفية الثقافية. تؤثر شبكات التواصل الاجتماعي أيضا في النظرة الذاتية لدى الشبان، لا سيما لأنهم ينشرون صورهم ويشاهدون صور الآخرين في النت.
عندما يصبح ابنكم في سن المراهقة، يهتم أكثر بملاءمة نفسه مع بيئته الاجتماعية وظهوره مثل الآخرين. في الوقت ذاته، يجتاز جسمه تغييرات داخلية وخارجية كثيرة. أي، يُحتمَل أنه يشعر بضغط كبير ليظهر ويتصرف بشكل معيّن.
نظرة ذاتية سلبية لدى الشبّان: عوامل خطر
يميل جزء من الأولاد إلى أن يكونوا غير راضين عن جسمهم أكثر من الآخرين. يتعرّض الأولاد إلى خطر عال لتطوير نظرة ذاتية غير سليمة في حال:
- شعروا بضغط من العائلة، الأصدقاء، ووسائل الإعلام لملاءمة أنفسهم مع معايير الجمال والأناقة التي تشكل ضغطا، أو إذا أزعجهم أحد أصدقائهم فيما يتعلق بمظهرهم
- كان جسمهم أو وزنهم مختلفَين عن الكثير من أصدقائهم، أو أن مظهر جسمهم يختلف عن الجسم “المثالي” الذي تعرضه وسائل الإعلام
- اهتموا بالكمالية
- نظروا إلى أنفسهم نظرة “خارجية” ويهتمون بنظرة الآخرين إليهم أو أنهم يقارنون أنفسهم بالآخرين
- نظروا نظرة ذاتية منخفضة إلى جسمهم
- شعروا بأعراض الاكتئاب
- كانوا ينتمون إلى مجموعة ثقافية مميّزة، مثلا، مجموعة أصدقاء، مجموعة رياضة، أو رقص، تشدد على معايير جسم معيّنة
- عانوا من إعاقة جسمانية
يميل الشبان عامة والفتيات خاصة، والصغار في العمر ذوو وزن زائد إلى النظر إلى جسمهم نظرة ذاتية سلبية.
تأثيرات النظرة الذاتية السلبية لدى الشبّان
هناك علاقة مباشرة بين النظرة الذاتية السلبية لدى الشبّان وبين التقدير الذاتي المنخفض، الذي قد يؤدي إلى مزاج سيء وتغييرات في المزاج في أحيان كثيرة. يميل الشبان والأشخاص الذين يعانون من مزاج سيء إلى التركيز على رسائل سلبية يتلقونها من بيئتهم، ويجرون مقارنة سلبية بين جسمهم والجسم “المثالي” في نظرهم.
يشكّل التقدير الذاتي والنظرة الذاتية المنخفضَين عوامل خطر لتطوير طرق لخفض الوزن، اضطرابات في الأكل واضطرابات نفسية مختلفة، مثل الاكتئاب.
مشاكل في النظرة الذاتية لدى الشبان: ما هي العلامات التي يجدر بكم اكتشافها
من الطبيعي أن يكون ابنكم واع لجسمه، يرغب في أن يظهر بمظهر رائع، ويتبع نمط حياة صحي. ولكن عندما يركّز الأولاد على جسمهم كثيرا، قد يشعرون بقلق وضغط كبيرَين. إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يشعر بإحدى العلامات التالية، فتحدثوا معه عن قلقكم. إذا لم يتغيّر الوضع وما زلتم قلقين، فيُستحسن أن تتحدثوا مع أخصائي.
ابنكم قد:
- يشعر أن جسمه ليس ملائما أو قد يبدي ملاحظات كثيرة حوله – مثلا، قد يقول إن جسمه قبيح
- يقارن بين جسمه وجسم الآخرين دون توقف
- يرفض مغادرة البيت بسبب مظهره
- يعارض المشاركة في نشاطات أو يحاول ممارسة نشاطات جديدة بسبب شعوره نحو جسمه
- يفكّر ويتصرف بشكل وسواسي حول خفض وزنه، أو أعضاء جسمه الأخرى مثل وجهه أو قدميه
- يشعر أن هناك علاقة بين الأطعمة والشعور بالذنب، الخجل أو الاتهام
كيف تساعدون ابنكم على تطوير نظرة ذاتية سليمة
تحدثوا عن النظرة الذاتية
يشعر الكثير من الشبان بارتباك أو قلق بسبب التغييرات الجسمانية التي تحدث في سن المراهقة. تحدثوا مع ابنكم عن مشاعره تجاه جسمه وعن التغييرات التي يشعر بها – استخدموا مهارات الإصغاء بشكل فعّال لإتاحة الانفتاح بينكم وبين ابنكم وإظهار أنكم تهتمون بأقواله. إذا لم يتحدث ابنكم معكم أو إذا لم يكن منفتحا، فربما يرغب في التحدث مع بالغ آخر يعتمد عليه. كذلك يستطيع ابنكم الاتصال بخط مساعدة دون الكشف عن تفاصيله الشخصية مثل خط المساعدة النفسية الأولية على هاتف رقم 1201.
من المهم أن يعرف كل أفراد العائلة أنه يُحظر عليهم إزعاج أي شخص آخر وذمه بسبب مظهره. قد يؤثر الإزعاج سلبا في الصورة الذاتية، وقد يجعل الأولاد يتعاملون تعاملا استقوائيا مع أصدقائهم في المدرسة.
مضايقات حول الوزن – تتضمن نشر شائعات، استقواء في النت ومشاركة صور غير مُطرية – تؤثر سلبا في الصورة الذاتية أيضا. افحصوا مع طاقم المدرسة إذا كانت هناك سياسة للتعامل مع المُضايقات، كجزء من السياسة ضد الاستقواء. إذا كنتم قلقين فيما يتعلق بشعور ابنكم نحو جسمه، فتحدثوا مع طبيب الأطفال، أو أخصائي آخر.
كونوا قدوة يحتذى بها للنظرة الذاتية الإيجابية
إذا تعاملتم تعاملا إيجابيا مع جسمكم، فسيكون من الأسهل على ابنكم أن يتعامل تعاملا إيجابيا مع جسمه أيضا. كجزء من التوجه الإيجابي:
- اختاروا تغذية سليمة ومارسوا نشاطا جسمانيا كجزء من روتين العائلة اليومي، وتجنّبوا اتباع الحميات الغذائية المتطرفة – هكذا يمكن أن تساعدوا ابنكم على تحقيق نقطة التوازن الصحيحة
- احترموا ما في وسع جسمكم القيام به، ولا تهتموا بمظهره
- تفاخروا بأمور ليست ذات صلة بالمظهر الخارجي، مثلا حس الفكاهة، بذل المجهود، توخي الحذر أو تقديم المساعدة – اهتموا بهذه الصفات لديكم ولدى ابنكم بصفتها مصدر فخر
- تواصلوا مع الآخرين واحترموهم دون علاقة بمظهرهم الخارجي، ولا تُبدوا ملاحظات حول مظهرهم
يظهر التوجه السلبي حول الجسم أحيانا دون انتباه، من خلال الملاحظات والرسائل الحذرة. مثلا، عندما نلتقي بصديق ونقول مثلا “كم تبدو جميلا – لقد خسرت من وزنك كثيرا!” من المهم أن نفكّر في الطريقة التي تتجمع فيها هذه الملاحظات وتؤثر في شعور الأولاد تجاه جسمهم.
احذروا من اتباع حِمية غذائية متطرفة لخفض الوزن. تشكّل الحميات الغذائية المتطرفة خطرا كبيرا وتؤدي أحيانا إلى اتباع أنماط غذائية غير صحية – وقد تؤدي إلى زيادة خطر السمنة المفرطة.
إذا كان ابنكم يرغب في اتباع بعض التغييرات في نمط حياته، فتأكدوا أن لديه أسباب صحية وحكيمة. أخبروه أنه يُستحسن أن يحافظ على تغذية سليمة ونشاط جسماني ليس فقط من أجل خفض وزنه، بل حفاظا على صحته الجسمانية – في الحاضر والمستقبل. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال:عادات صحية من أجل حياة صحية.
إذا كان ابنكم يعاني من البدانة أو السمنة المفرطة، ، فربما يكون من الصعب عليكم التحدث عن الموضوع. رغم ذلك، لا تبدوا نصائح سلبية حول وزنه. لن تساهم هذه الملاحظات في اتباع أنماط غذائية ونشاطات صحيحة وصحية، وستؤدي إلى نظرة ذاتية وتقدير ذاتي منخفضَين.
فوتوشوب: كيف يمكن التعرّف إلى الصور المُعَالَجة
نشاهد يوميا مئات الصور لـ “أشخاص جميلين” في التلفزيون، في لوحات الإعلانات، وفي الصحف – نشاهدها أكثر مما نشاهد أفراد عائلتنا. يجتاز معظم هذه الصور المُعَالَجة بالفوتوشوب أو “ترميما” رقميا، حيث يبدو الأشخاص أجمل مما هم في الواقع. تحدثوا مع ابنكم حول الطريقة التي تُحدِث فيها مُعالجة الصور، الأضواء، وزوايا التصوير المختلفة توقّعات غير واقعية.
يحتاج الشبّان من كل الأجيال إلى مساعدتكم لفهم الرسائل المختلفة حول جسمهم. كذلك، يُستحسن أن تساعدوهم على معرفة أن الشخصيات التي يشاهدونها في وسائل الإعلام ما هي سوى “شخصيات بلاستيكية جميلة” – تبدو صورا لأشخاص جميلين ولكنهم غير واقعيين.
التركيز على الأمور الهامة
امدحوا ابنكم على شخصيته الواقعية وعلى قدراته، ولا تمدحوا مظهره. في الحياة الواقعية، لكل منا مبنى جسم مختلف، وينظر الأشخاص من حضارات مختلفة إلى الآخرين نظرات مختلفة. لنقل رسالة إيجابية إلى ابنكم حول جسمه، ركّزوا على قدراته وليس على مظهره.
ليست هناك علاقة بين الأمور الإيجابية الأهم في حياة ابنكم وبين جسمه وشكله، لذلك أخبروه مدى فخركم بصفاته مثل حس الفكاهة، الجهد التعليمي الذي يبذله، المساعدة التي يُقدّمها للآخرين، ومهارات خاصة أخرى. كذلك، ساعدوه على تكريس وقت في مجالات اهتمامه ونشاطاته التي تساعده على أن يشعر جيدا.
لا يتمتع كل الأشخاص بجسم قوي، صحي، و “مثالي”. عندما تتحدثون مع ابنكم عن الصورة الذاتية الصحية والإيجابية، شددوا على أنها تشمل كل أنواع الجسم المختلفة، بما في ذلك الأجسام غير الملائمة للجسم المثالي السائد.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.