نوبات الغضب

نوبات الغضب شائعة جدا لدى الرُضّع والأولاد في سنّ الروضة. هذه هي الطريقة التي يواجه عبرها الأولاد الصغار المشاعر الصعبة. يُستحسن تجنب الحالات التي قد تؤدي إلى نوبات غضب، والتخطيط مسبقا للتغلب عليها. تمالكوا أنفسكم - تزول نوبات الغضب في عمر أربع سنوات تقريبا.

نوبات الغضب: مبادئ أساسية

نوبات الغضب شائعة جدا لدى الأولاد في سن 18 حتى 36 شهرا، وتظهر بأشكال وقوة مختلفة. قد تتضمن نوبات الغضب ثورات من الغضب، الإحباط، والسلوك غير المسيطر عليه (حيث يفقد ابنكم “هذه السيطرة”). كذلك، قد يبكي ابنكم، يصرخ، يجعل أعضاء جسمه متوترة، يرفع حاجبيه، يركل، يسقط على الأرض، يهز جسمه بقوة، أو يركض بعيدا عنكم. في جزء من نوبات الغضب، يتوقف الأولاد عن التنفس (قد يزرقّون ويفقدون وعيهم)، يتقيؤون، يكسرون الأغراض، أو يصبحون عنفاء.

تتضمن أسباب نوبات الغضب:

  •  مزاجا – هناك أولاد يؤثر مزاجهم في مدى انفعالهم عندما يكونون محبطين. هناك أولاد يمرون بنوبات غضب أكثر من الأولاد الآخرين
  •  ضغطا، تعبا، جوعا، أو تهيجا مفرطا
  •  حالات لا ينجح الأولاد في التغلب عليها – مثلا، عندما يأخذ أخوهم الأكبر منهم ألعابهم.
    تقل نوبات الغضب كلما كبُر ابنكم وأصبح يواجه المشاعر السيئة بشكل أفضل. كذلك، كلما كبر ابنكم، ينجح في التعبير عن رغباته واحتياجاته باستخدام الكلمات بشكل أفضل. رغم ذلك، إذا كانت نوبات الغضب توفر لابنكم كل ما يطلبه، فقد تستمر حتى سن المراهقة. يمكن القيام بالكثير من الأمور لمنع نوبات الغضب من الاستمرار أكثر من المرحلة التي يتعلم ابنكم فيها. أهم ما يجب القيام به هو التأكد من أنكم لا تكافئون ابنكم خطأً على نوبات غضبه.

الطريقة الهادئة للتغلب على نوبات الغضب

هذه الطريقة ملائمة للأولاد الصغار جدا (الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وسنتين)، الأولاد الذين لا يمرون بنوبات غضب في أحيان كثيرة، أو أن نوبات الغضب لديهم ليست حادة جدا.

  •  قلِّصوا من الضغط: قد يؤدي التعب، الجوع، أو التهيج المفرط إلى نوبات غضب.
  •   اهتموا بمشاعر ابنكم: إذا لاحظتم أن نوبات الغضب على وشك أن تبدأ، فتدخلوا وحاولوا إلهاء ابنكم بفعالية أخرى.
  •   حاولوا التعرّف إلى سبب حدوث نوبات الغضب. في حالات معينة – عندما تخرجون للمشتريات، زيارة الأصدقاء أو أثناء تناول الوجبة – قد تحدث نوبات الغضب في فترات متقاربة أكثر. فكروا كيف يمكن أن تجعلوا هذه الحالات أسهل على ابنكم. يمكن أن تبادروا إلى هذه النشاطات عندما لا يكون ابنكم متعبا، يكون قد تناول طعاما كافيا قبل أن تغادروا المنزل، ولا يتعين عليه أن يتصرف بشكل لائق لوقت طويل.
  •   عندما تحدث نوبات الغضب، ابقوا هادئين (أو تظاهروا بالهدوء!). قد يزيد الغضب من حدة الحالة ويصعّب الأمر عليكما. إذا كنتم مضطرين إلى التحدث، فحافظوا على أن تكون نبرة صوتكم منخفضة وهادئة، وتعاملوا ببطء.
  •   انتظروا حتى تختفي نوبة الغضب. تجاهلوا سلوك ابنكم حتى تتوقف نوبة الغضب. عندما تكون نوبة الغضب في ذروتها، يكون متأخرا التحدث وفق المنطق أو صرف انتباه ابنكم، لأنه لن ينجح في الإصغاء. كذلك، قد تعلمون ابنكم أن نوبات الغضب التي يعاني منها تحظى بكامل اهتمامكم وتدخلكم.
  •   تأكدوا من أن نوبة الغضب ليست نافعة. إذا مر ابنكم بنوبة غضب لأنه لا يرغب في القيام بعمل معين (مثلا، أن يخرج من حوض الاستحمام)، فكونوا عازمين بلطف على أن يفعل ذلك (ارفعوه وأخرجوه من حوض الاستحمام). إذا حدثت نوبة الغضب لأن ابنكم يريد شيئا ما، فلا تستجيبوا له.
  •   حافظوا على موقف ثابت وهادئ. إذا استجبتم أحيانا لطلب ابنكم عندما يصاب بنوبة غضب، ولم تستجيبوا في أحيان أخرى، فقد تتفاقم المشكلة.
  •   كافئوا ابنكم عندما يتصرف جيدا. امدحوه بحماس عندما ينجح في التغلب على الشعور بالإحباط.

كيف يمكن معالجة نوبات الغضب المستمرة أو الحادة

استخدموا الطرق التالية إذا كان ابنكم في عمر سنتَين أو أكثر، وإذا:

  •  كانت نوبات الغضب حادة ومزعجة جدًّا في الحياة الأسرية
  •   أدت نوبات الغضب إلى أن تشعروا أنتم وابنكم بضغط كبير
  •   صعُب عليكم تجاهل نوبات الغضب
  •   كنتم قلقين من أنكم ربما تغضبون وتؤذون ابنكم عندما يصاب بنوبة غضب
    تم اختبار الخطوات في الطريقة التي سنعرضها لاحقا طيلة سنوات خلال بحث، ونجحت في مساعدة الوالدين على التغلب على سلوك أولادهم المثير للتحدي.

1. سجلوا في اليوميات مواعيد حدوث نوبات الغضب لدى ابنكم طيلة سبعة حتى عشرة أيام. ارسموا قائمة ذات أربعة أعمدة. سجلوا اليوم الذي أصيب ابنكم فيه بنوبة غضب، المكان الذي حدثت فيه، ما الذي حدث قبلها وبعدها فورا.

2. تعرّفوا إلى الحالات التي قد تؤدي إلى نوبات غضب (مثلا، التعب، الخروج للمشتريات، أوقات تناول الوجبات). خططوا كيف يمكن تجنب هذه الحالات أو جعلها مثيرة للقلق أقل لدى ابنكم.

3. تعرّفوا إلى السبب الذي يؤدي إلى نوبات الغضب لدى ابنكم. أحد الأسباب الشائعة هو عندما يتلقى ابنكم الإجابة “لا” أو عندما يُطلب منه القيام بعمل معين. فكروا كيف يمكن تقليص الأسباب التي تؤدي إلى نوبات الغضب أو تجنبها. إليكم بعض الأفكار:

السبب: عندما يواجه ابنكم كلمة “لا”

  • ضعوا الأغراض الجذابة ولكن القابلة للكسر بعيدا عن متناول يد ابنكم (واطلبوا من الأولاد الآخرين الأكبر سنا أن يُبعدوا الألعاب التي يحبونها).
  • أجيبوا بـ “نعم” عندما يكون ممكنا.
  • اقترحوا إمكانيات أخرى.
  • اهتموا بصرف نظر ابنكم من خلال القيام بنشاط آخر.

السبب: عندما يطلُب ابنكم أو يُطلَب منه القيام بعمل معين

  • أعطوه تعليمات أقل. من السهل الوقوع في مصيدة القول للأولاد ما الذي عليهم القيام به كل الوقت.
  • افحصوا إذا كانت التعليمات التي تقدمونها منطقية. تظهر نوبات الغضب غالبا عندما لا يستطيع ابنكم القيام بالأعمال المطلوبة منه.
  • اوضحوا له مسبقا عندما يتعين عليكم القيام بخطوة معينة. هكذا يعرف ماذا سيحدث.
  • اقترحوا بدائل أخرى عندما يكون ممكنا.

السبب : عندما يكون ابنكم محبطا من غرض أو نشاط معين (مثلا، عندما لا ينجح في أن يشغل الألعاب)

  • ساعدوا ابنكم قبل أن تحدث نوبة الغضب.
  • أبعدوا عنه الألعاب أو النشاطات التي قد تؤدي إلى إحباط.
  • كرسوا وقتا لتعلموا ابنكم كيف يست ذلك الغرض.

4. تعرّفوا إلى نتائج نوبة الغضب. هل تكافئون خطأ ابنكم بعد نوبة الغضب أو خلالها؟

5. اتبعوا أسلوب مكافآت يمنح ابنكم تعزيزات أخرى إذا بقي هادئا. يمكن استخدام قائمة النجوم، أو منح ابنكم أغراضا صغيرة يحبها – مثلا، سيارة للعب.

6. ساعدوا ابنكم على تعلم مهارات المواظبة والتدرب عليها في حالات قد يصاب فيها بنوبات غضب. مثلا، “هشام، أطلب منك بعد مرور خمس دقائق أن توقف اللعب بهذه السيارة”. فهذه فرصة جيدة، يمكن أن تبدو فيها لابنكم كم يمكن أن تكونوا هادئين وتتصرفوا تصرفا مسؤولا. أو “يارا، تنفسي بعمق وابقي هادئة. أطلب منك أن تبقي هادئة بعد أن تسمعي إجابتي. هل يمكنكِ القيام بهذا؟”

7. إليكم إمكانيتَين لمواجهة نوبات الغضب:

  •   تجاهلوا نوبة الغضب. اذهبوا جانبا، ولا تنظروا إلى ابنكم أو تتحدثوا معه حتى تزول نوبة الغضب تماما. إذا كان يمكن أن تبتعدوا عن ابنكم دون أن يتعرض لخطر، يُستحسَن الابتعاد.
  •   استخدموا طريقة الوقت المُستقطع: هذه هي الطريقة الأنجع لمواجهة نوبات الغضب الحادة بشكل خاص، أو التي يصعب عليكم تجاهلها.

كيف يمكن تجنب نوبات الغضب بنفسكم

قد تكون مواجهة نوبات الغضب مرهقة ومثيرة للتوتر جدا لكم بصفتكم والدين. لا تحكموا على أنفسكم كوالدين استنادا إلى عدد نوبات الغضب التي يصاب بها ابنكم. تذكّروا أن كلّ الأولاد يصابون بنوبات غضب. بدلا من ذلك، ركّزوا على رد فعل ابنكم، وعندها تذكروا أنكم بشر وقد تخطئون. إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على أن تبقوا هادئين وتحافظوا على وجهة نظر صحيحة.

  •  طوروا طريقة: خططوا تماما كيف تتعاملون مع نوبات الغضب في كل حال تواجهونها فيها. عندما تحدث نوبات الغضب، ركّزوا على تطبيق البرنامج الذي وضعتموه.
  •   اعرفوا أنكم لستم قادرين على السيطرة على مشاعركم أو على سلوك ابنكم بشكل مباشر. يمكن أن تحافظوا فقط على أمانه وأن تتخذوا خطوات من أجل أن تحدث نوبات الغضب بوتيرة أقل في المستقبل.
  •   تقبلوا الحقيقة أن التحسن يستغرق وقتا. على ابنكم أن يكبر قبل أن تزول نوبات الغضب تماما.
  •   لا تفكّروا أن ابنكم يعاني من هذه النوبات بمحض إرادته أو أنه يحاول إثارة غضبكم. لا يبادر الأولاد إلى الإصابة بنوبات غضب – فهم عالقون في هذه العادة السيئة، أو أنهم لم يطوّروا بعد المهارات الصحيحة المطلوبات لمواجهة هذه الحال.
  •   اتّسموا بروح الفكاهة. حاولوا أن تروا الجانب المضحك في ابنكم، مثلا عندما يستلقي على الأرض في المتجر. رغم ذلك، لا تضحكوا عندما يصاب ابنكم بنوبة الغضب- لأنكم قد تكافئونه عندما يعاني من هذه النوبة، وقد يتضرر أكثر إذا كان يعتقد أنكم تضحكون عليه.
  •   تجاهلوا نظرات الأشخاص الآخرين. فربما ليس لديهم أولاد، أو أنه قد مضى وقت طويل منذ أن كان أولادهم صغارا وقد نسوا كيف تشعرون.

تلقي المُساعَدة

ليست هناك حاجة إلى أن تتعاملوا مع مستويات التوتر العالية لديكم وحدكم. يُستحسن تلقي المُساعَدة المهنية إذا:

  • كان يصعب عليكم النظر إلى نوبات الغضب نظرة صحيحة، وأصبحت مصدر قلق أكبر
  •   صعبت عليكم السيطرة على مشاعركم وبدا أنكم غاضبون وعصبيون
  •   بدأتم بالحد من نشاطاتكم ونشاطات سائر أفراد العائلة بسبب نوبات الغضب التي يعاني منها أحد أولادكم.

نوبات الغضب: إحصائيات

حتى إن عانى ابنكم من نوبات غضب، فاعرفوا أنكم لستم وحدكم. يعاني معظم الأولاد منها (نحو ‏90%!). يعاني الأولاد من عمر سنة ونصف حتى ثلاث سنوات من نوبات غضب تستمر حتى 4 دقائق، وتحدث يوميا أحيانا. كلما كبُر ابنكم، يقل عدد نوبات الغضب، ولكنها قد تكون أطول.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network