استخدام “الوقت المستقطَع” للتأديب

فرض التأديب هو عملية يُعلَّم فيها الأولاد ما هي الفوارق بين السلوك المقبول وغير المقبول، وإحدى أنجع الطرق لذلك هي "الوقت المستقطَع".

ما هو الوقت المستقطَع؟

الوقت المستقطَع هو طريقة سُلوك يمكنها أن تساعِد حين يتصرف ابنكم بطريقة غير مقبولة. في هذه الطريقة، تُبعدون الولد عن نشاطات مثيرة للاهتمام وتحرمونه من الاهتمام لفترة قصيرة. الطريقة الأفضل لاستخدام الوقت المستقطَع هي الدمج مع طرق سُلوك أخرى – مثلًا: مع تقديم الإطراء على السلوك الجيّد.

كيف تعمل هذه الطريقة

الوقت المستقطَع هو طريقة قويّة جدًّا تُتيح تعليم الأولاد أيّ سُلوك هو غير مقبول. حتى الأولاد الصغار جدًّا يمكنهم أن يفهموا أنهم حين يتصرفون بطريقة غير لائقة، يفقدون لوقتٍ ما الامتياز أن يكونوا بين أشخاص آخرين ويشاركوا في نشاطات مثيرة للاهتمام. يُتيح الوقت المستقطَع لابنكم أن يفكّر في ما حدث، وما عليه أن يغيّر في المرّة التالية.

تنجح طريقة الوقت المستقطَع حين تقضون مع ابنكم وقتًا دافئًا ومُحبًّا بشكلٍ عامّ. لهذا السبب، تكون الطريقة ناجعة بالدمج مع الطرق الإيجابية لاكتساب عادات وجوّ جيّد في البيت، بما في ذلك منح الاهتمام والمعاملة الحسنة، وما شابه.  إذا كان سُلوك ابنكم أو أمور أخرى في حياتكم تؤثّر في الوقت الذي تقضونه معًا، استشيروا طبيب الأطفال أو اختصاصيًّا آخر في سُلوك الأطفال.

وقت الراحة والوقت المستقطَع

تنقسم طريقة الوقت المستقطَع إلى نوعَين: وقت التفكير والوقت المستقطَع.

وقت التفكير

يحدث وقت التفكير حين تُبعِدون ابنكم عن الحالة الاجتماعية، لا عن المكان. على سبيل المثال، يمكنكم أن تطلبوا من الولد أن يجلس تحت الشجرة.  أمّا في البيت، فيمكنكم أن تطلبوا منه الجلوس على كرسيّ إلى جانب الحائط في الغرفة. يرافقكم وقت التفكير حيثما ذهبتم. يمكنكم استخدامه في المتنزه، الدكّان، أو لدى زيارة الأصدقاء. حين يكون ابنكم في وقت الراحة، يمكنه:

  •  أن يهدأ ويُعيد السيطرة على مشاعره
  •  أن يرى كيف يتصرّف الأولاد الآخَرون بطريقة أفضل
  •  أن يرى الأولاد الآخَرين يحظَون بالانتباه على السلوك الإيجابي
  •  أن يفهم أنّ السلوك السلبي لن يجعله يحظى بالانتباه أبدًا.

إذا لم ينجح ابنكم في الجلوس في الغرفة نفسها، أخرِجوه إلى وقت مستقطع في غرفة أخرى.

الوقت المستقطَع

يحدث الوقت المستقطَع حين يذهب ابنكم إلى مكان عُرّف مُسبقًا كمكان وقت مستقطَع، على سبيل المثال غرفة فارغة أو ممرّ، بعد أن تصرّف بشكل غير لائق. منطقة الوقت المستقطَع هي بشكلٍ عامّ غرفة آمنة ومُملّة، أو فراغ لا ألعاب فيه.

أبقوا الباب مفتوحًا إذا كان عليكم الإشراف على ابنكم خلال الوقت المستقطَع، لكن إذا خرج قبل أن تسمحوا له، يمكن إغلاق الباب حتّى ينتهي الوقت المستقطَع. هكذا يمكنكم أن تتجنبوا حروبًا بينكم وبين ابنكم. يمكن إغلاق الباب إذا أدّى الوقت المستقطَع إلى سُلوك صاخب أو عدائيّ جدًّا – من جانب ابنكم أو من جانبكم. إحدى سيّئات هذه الطريقة هو أنكم حين تخرجون من البيت، وخصوصًا حين تكونون في مكان عامّ، لا تتمكّنون من الوصول إلى منطقة الوقت المستقطَع.

عرض طريقة الوقت المستقطَع على عائلتكم

إليكم بعض الأمور التي يجدُر بكم التفكير فيها قبل أن تبدأوا باستخدام طريقة الوقت المستقطَع.

البقاء هادئين

أوّلًا، حين تستخدمون الطريقة، من المهمّ البقاء هادئين. إذا اكتشفتم أنكم مضغوطون، حاوِلوا أن تتنفسوا بعُمق بضع مرّات حتى تهدؤوا جسديًّا ونفسيًّا.

كم عُمر ابنكم؟

طريقة الوقت المستقطَع ناجعة للأولاد من عُمر سنتَين إلى ثماني سنوات. بشكلٍ عامّ، ليس الأولاد دون السنتَين من عمرهم جاهزين لوقت مُستقطَع. بدلًا من ذلك، حاوِلوا مدح الرضيع حين يفعل أمرًا جيّدًا. إضافة إلى ذلك، يتجاوب الأطفال الرُّضَّع جيّدًا مع التلهيات أو تغيير البيئة لمنع السلوك غير اللائق.

حين يبلغ ابنكم التاسعة من عمره، يمكنكم أن تبدأوا بالتفكير معًا في القيود والقواعِد. هكذا تساعدونه على تعلّم إدارة سُلوكه كلّما كبر. للمزيد من المعلومات، اقرأوا المقالة طرق تأديب الشبّان.

هل يمكن البدء الآن؟

يبدأ الأولاد أحيانًا بالتصرُّف بشكل مُستفِزّ حين يختبرون تغييرًا ملحوظًا، مثلا حين يولد أخ أو أخت جديدان، تنتقل العائلة إلى بيت جديد، يدخل الولد إلى إطار تربوي، روضة الأطفال أو المدرسة. يمكنكم اختيار استخدام الوقت المستقطَع، أو الانتظار حتّى يعتاد ابنكم على التغييرات. في جميع الحالات، من العمليّ أن تسألوا ابنكم كيف يشعر حيال التغييرات.

أيّ سلوك تريدون تحسينه؟

فكّروا ما تريدون تغييره في سُلوك ابنكم – مثلا: إذا كان يضرب أو يشتم. تذكّروا أنه يُفضَّل تغيير سُلوك واحد كلّ مرة. حين لا يشكّل السلوك الذي تختارونه مشكلة، يمكنكم العمل على سُلوك إضافي، رمي الألعاب مثلًا.

هل تريدون استخدام وقت التفكير، الوقت المستقطَع، أو كلَيهما؟

يمكنكم استخدام وقت التفكير حين تكونون في مكان عامّ، والوقت المستقطَع حين تكونون في البيت.

كم يجب أن يكون طول الوقت المستقطَع أو وقت التفكير؟

لا يجب أن تكون هذه الفترات الزمنية طويلة كي تكون فعّالة. قاعدة الإصبع هي دقيقة واحدة لكلّ سنة من عُمر الطفل، حتّى خمس دقائق. على سبيل المثال، يجلس الولد ابن الثالثة ثلاث دقائق على الأكثر كوقت مستقطَع، أمّا الولد بسنّ خمس إلى ثماني سنوات فيجلس خمس دقائق على الأكثر. وجّهوا ساعة المنبّه للالتزام بالأوقات.

أين يكون موقع الوقت المستقطَع؟

من العمليّ إجراء الوقت المستقطَع في مكانٍ مملّ وآمن، مثل الممرّ أو غرفة فارغة. تأكّدوا من عدم وجود ألعاب، ولكن أيضًا أنّ الغرفة ليست مظلمة أو مخيفة بأيّ شكل.

هل يتمّ تحذير الولد قبل الوقت المستقطَع؟

قبل استخدام الوقت المستقطَع، يمكنكم إعطاء ابنكم فرصة لإصلاح سُلوكه، أو اتخاذ قرار أنّ سُلوكًا معيّنًا، مثل الضرب أو العضّ، سيؤدي إلى وقت مستقطَع فورًا. إذا قرّرتم تحذيره مُسبقًا ولم يتحسّن سُلوكه، فالتزموا بقراركم. فإن لم تلتزموا، لن ينجح الوقت المستقطَع.

كيف أوضح الطريقة؟

يجدُر التكلّم مُسبقًا مع ابنكم والتوضيح له أيّ سُلوك سيؤدي به إلى وقت مُستقطَع، وماذا سيحدث بالضبط، ويُفضَّل أن تكونا كلاكما هادئَين. مثلا، أخبِروه متى يجلس بهدوء ولكم من الوقت. أجيبوا عن أسئلته. إذا لم تكونوا واثقين من أنّ ابنكم فهم الكلام، اطلبوا منه أن يكّرر ما قُلتم. إذا كان ابنكم أصغر، يمكنكم التدرّب على ما سيحصل بالاستعانة بدبدوب أو دمية، أو حتى بالغ آخر.

سبع نصائح لوقت مستقطَع أكثر فعالية

1. اخفضوا الانتباه خلال الوقت المستقطَع أو وقت التفكير

الوقت المستقطَع أو وقت التفكير هما فترتان من الوقت لا يحظى ابنكم فيها بالاهتمام. لذلك، لا تتحدثوا معه ولا تنظروا إليه. تابعوا شؤونكم كأنّه ليس موجودًا.

2. ابقَوا هادئين

إذا فقدتم السيطرة، “يكسب” ابنكم مقدارًا من الاهتمام السلبي، ما يمكن أن يؤدي إلى أن يستمرّ ابنكم في تكرار السلوك غير المقبول. أحيانًا، يجدر أخذ بضعة أنفاس عميقة حتى تهدؤوا.

3. حاوِلوا قضاء وقت مميّز معًا

اقضوا وقتًا ممتعًا ومفرحًا مع ابنكم.  يمكن قضاء وقت مميّز معًا حين يتصرّف ابنكم حسنًا، والإطراء على السلوك الحسَن. يمكن أن يشكّل قضاء الوقت المميّز معًا مشكلة إذا نمّى ابنكم نمط سُلوك سلبيًّا. ولكن تذكّروا: دون وقت كهذا، تفقد طريقة الوقت المستقطَع قوّتها.

4. اهتمّوا بأن تكون الفترة الزمنية محدّدة وقصيرة

يُساعد الوقت المستقطَع والوقت المستقطَع ابنكم على التعلُّم أنّ أنواع سلوك معيّنة هي غير مقبولة. أمّا إذا كانت الفترة الزمنية طويلة جدًّا، فقد ينسى لماذا هو هناك ويغضب ويغتاظ. الوقت المستقطَع القصير الذي يتمّ اللجوء إليه فور حدوث السلوك غير المقبول هو أداة تعلّم ناجعة. وحين تحرصون على أن تكون الفترة قصيرة، يكون على ابنكم أن ينتظر أقلّ ليبرهن لكم ما تعلّمه وكيف يمكنه أن يتصرف بشكل جيّد.

5. حين ينتهي الأمر، ابدأوا من جديد

حين ينتهي الوقت المستقطَع، ركّزوا على أمر إيجابي وجميل، مثلًا: “ماذا تريد أن تلعب الآن؟” لا تذكّروا ابنكم بالأمر السيء الذي قام به؛ لا تقولوا مثلًا: “من الآن لن تضرب أختك بعد”. على وجه السُّرعة بعد انتهاء الوقت المستقطَع، امدحوا ابنكم حين يتصرف حسنًا.

6. واظِبوا

ينجح الوقت المستقطَع بأفضل طريقة حين يعرف ابنكم ما يتوقّعه. فعليه أن يعرف أنه إن تصرف بطريقة غير لائقة، فسيخرج دائمًا إلى وقت مستقطَع أو وقت تفكير. إذا عرف أنه يمكنه تجنّب العِقاب أحيانًا، يفقد الوقت المستقطَع ووقت التفكير من قوّتهما.

7. كونوا ثابتين

إذا كان لديكم رفيق زواج، من المهمّ أن تستخدما كلاكما الطريقة نفسها لدى حدوث السلوك نفسه. فالوقت المستقطَع ينجح جيّدًا حين يعرف ابنكم ما يتوقّعه منكما كلَيكما. إذا حذّرتموه، لكنه لم يوقف سُلوكه أو أوقفه في اللحظة الأخيرة فقط، أخرِجوه فورًا إلى وقت مُستقطَع أو وقت تفكير. إذا قدّمتم له تحذيرات عديدة، لكن لم تنفّذوا وعدكم أبدًا، يتعلّم ابنكم عدم التعامُل معكم بجدية.

أربع مشاكل شائعة

1. يرفض الولد الخروج إلى وقت مُستقطَع

إذا كان ابنكم صغيرًا، يمكنكم أن تسمحوا له بالاختيار – أن يخرج إلى وقت مُستقطَع بنفسه، أو أن تأخذوه أنتم بأنفسكم. حين يكبر، يكون قد اعتاد على الخروج بنفسه إلى الوقت المستقطَع أو إلى وقت التفكير.

2. يتصرّف الولد بطريقة استفزازيّة خلال الوقت المستقطَع 

إذا أصبح سُلوك ابنكم مُستفِزًّا حين تعلمونه بالوقت المستقطَع أو وقت التفكير، فذكّروه بأنّ الوقت المستقطَع يبدأ فقط حين يهدأ.  مثلًا، إذا بدأ ابنكم يصرخ ويصيح قبل انتهاء الوقت المستقطَع، يمكنكم أن تبدأ عدّ الوقت من جديد.

3. يقوم الولد دون توقّف خلال وقت التفكير


إذا رفض ابنكم البقاء هادئًا دون حراك خلال وقت التفكير، أخرِجوه إلى وقت تفكير في غرفة أخرى. يُتيح لكم الوقت المستقطَع أن تُغلقوا الباب وراءكم وتنقلوا إليه رسالة واضحة أنكم لا تعيرونه اهتمامكم.

4. هذا لا ينجح أبدًا

إذا كانت قوّة الإرادة شديدة جدًّا لدى ابنكم، فقد تستصعبون كثيرًا إخراجه إلى وقت مُستقطَع. قد تساعدكم الأفكار التالية:

  •  افحصوا سبب سُلوكه. قد يكون السلوك الاستفزازيّ طريقة للإعراب عن الغضب أو الحسَد. إذا ساعدتم ابنكم على مواجهة هذه المشاعر، يمكنكم أن تغيّروا سُلوكه بسهولة أشدّ.
  •  انتَبِهوا متى يتصرف ابنكم بشكل سليم. يمتنع الوالدون أحيانًا عن مدح ابنهم حين يُحسِن التصرّف، لأنهم لا يريدون إزعاجه وتخريب اللحظة. أي إنّ الولد يحظى بانتباه أكثر حين يكون سُلوكه سيّئًا، لا حين يكون جيّدًا. حين تمدحون على السلوك الحسَن في لحظته، تزيدون احتمالات تكراره.
  •  استخدِموا العواقب. على سبيل المثال، إذا لم يكن ابنكم مُستعدًّا للخروج إلى وقت مُستقطَع أو وقت راحة، قولوا شيئًا مثل: “نهى، اخرجي الآن إلى وقت مُستقطَع وإلّا لن تشاهدي التلفزيون بعد الظهر”.
  •  اقضوا وقتًا مع ابنكم. يمكنكم أن ترسموا، تحكوا قصصًا، أو تذهبوا إلى المتنزه. أحيانًا، يكون السلوك الاستفزازي طلبًا لمزيد من الاهتمام.
  •  اطلبوا المساعدة. يمكن لرجل مهنة – مثلًا مستشار أو اختصاصي نفسي – أن يساعدكم على مواجهة سُلوك استفزازيّ حقًّا. اطلبوا نصيحة وإحالة من طبيب الأطفال أو من ممرضة في مركز رعاية الأم والطفل.

طريقة الوقت المستقطَع للأولاد ذوي الحاجات الخاصّة

طريقة الوقت المستقطَع هي أداة ناجعة بالنسبة لقسمٍ من الأولاد ذوي الطيف التوحّدي أو الأولاد الذين لديهم تأخّر في النموّ، الذين يصبحون مهتاجين جدًّا أو يطفح الكيل لديهم أكثر من اللازم. في منطقة الوقت المستقطَع، يجد ابنكم مكانًا آمنًا يمكنه فيه أن يُهدّئ نفسه. بعد وقت قصير، دقيقتَين أو ثلاث، يمكنكم أن تبدأوا بنشاط مهدّئ وممتع في آنٍ واحد.

انتَبِهوا

لا يوصى بطريقة الوقت المستقطَع للأولاد المتوحّدين الذين يميلون إلى التصرّف بشكل عدواني أو مؤذٍ مع أنفسهم، لأنّها قد تعزّز هذا النوع من السلوك. قد يتصرّف بعض الأولاد المتوحّدين الذين لا يحبّون ملامسة الآخَرين بشكل غير مناسب حتّى يُرسَلوا إلى وقت مُستقطَع. في حالات كهذه، يُفضَّل عدم استخدام هذه الطريقة. تحدّثوا إلى طبيب الأطفال أو عيادة التشغيل عن طُرق أخرى لمعالجة سُلوك الولد.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network