النزاعات بين الأخوة: طرق للمواجهة

النزاعات هي جزء من الحياة. وأهم شيء أن الأولاد ما زالوا يتعلمون كيف يمكن أن يتدبروا أمرهم معا. عندما يحدث شجار، أهم شيء هو إيقافه قبل أن يتضرر أحد أو يتطور الشجار. بعد ذلك، يجب مساعدة الأولاد على مواجهة المشاكل بينهم بشكل بناء.

أربع خطوات لإيقاف النزاع

  1.  ‏أوقفوا الشجار قبل أن يبدأ البكاء. قد تحتاجون إلى الفصل بين الأولاد بالقوة، أو إلى إرسال كل منهم إلى جانب آخر من الغرفة ليهدأ. لا تكون النزاعات جسمانية دائمًا. تضطرون أحيانًا إلى التدخل عندما يشمل النزاع كلمات بذيئة أو شتائم.
  2.  ابقَوا هادئين. يبدو هذا غير ممكن، ولكنه أفضل من تصعيد الوضع. حاولوا الحفاظ على طاقتكم الشعورية لتوفير تغذية مرتدة إيجابية لسلوك ترغبون في تعزيزه.
  3.  أخبروا أولادكم أنكم ستتحدثون عما جرى لاحقًا. في أحيان كثيرة يكون الأولاد متوترين أكثر من اللزوم في نهاية الشجار حيث يصعب عليهم فهم أقوالكم. لذلك انتظروا حتى تهدأ النفوس قبل أن تتطرقوا إلى الموضوع – يُستحسن أن تنتظروا حتى اليوم التالي إذا كان أولادكم كبارًا.
  4.  اتخذوا قرارا. اختاروا حلا أو قرارا للوضع. قولوا للأولاد ما هي عواقب الشجار، واعملوا بموجبها.

نصائح لمواجهة النزاع

تعاملوا مع كل الأولاد بعدل، وفق جيلهم ومهاراتهم. ليس ضروريا أن يكون التعامل العادل شبيها. مثلا، لا يمكن التعامل مع ولد عمره ست سنوات بالطريقة ذاتها التي تتعاملون فيها مع ولد عمره سنتان.

لا تقارنوا بشكل سلبي. يصعب على الجميع مواجهة الشعور الذي يُحدثه الأولاد أثناء النزاع. إذا كنتم تشعرون بالحاجة إلى أن تنتقدوا الولد الكبير أن عليه “معرفة ماذا يجب القيام به” أو أن تسمّوا الولد الآخر “مشكلجي”، فيجدر بكم ألا تنطقوا هذه الكلمات. فلن يساعد هذا أحدا، وسيُلحق الضرر بابنكم فقط أو قد يثير الكراهية.

لاختيار الحل الأفضل، تعرّفوا إلى السبب الذي يؤدي إلى النزاع. مثلا، إذا أخذ أحد الأولاد اللعبة من أخيه، فعليكم أن تتدخلوا. إذا لم تتدخلوا، يتعلم الولد أن النزاع هو طريقة شرعية للحصول على كل ما يريده. ‏يكمن السر في التعرّف إلى سبب النزاع في مراقبة الأولاد، واتخاذ القرار حول العواقب الملائمة.

دعوا القواعد العائلية تعمل من أجلكم. إذا فهم الأولاد ما هي توقعاتكم، فستسهل عليهم المحافظة عليها بشكل متواصل. عندما يتخاصم الأولاد، ذكروهم بالقواعد العائلية الملائمة.

خططوا مسبقًا. لا تشبه كافة النزاعات بعضها بعضا. يُستحسن التخطيط مسبقا كيف يمكن معالجة الجدالات بين الأولاد الصغار كما تخططون للعمل عند حدوث نزاعات كبيرة. حددوا عواقب مختلفة لمشاكل مختلفة.

يمكن القيام بالكثير من الأمور لمنع حدوث النزاعات ومساعدة الأولاد على التعامل معًا. لمزيدٍ من المعلومات حول إرشاد الأولاد للتوصل إلى حل للنزاعات بينهم، اقرأوا المقالَين كيف يمكن منع النزاعات ولماذا يتشاجر الأولاد.

استخدِموا “النتائج”  لتوجيه سلوك ابنكم

النتائج أو العواقب هي نوع من الانضباط الناجع في الحالات التي لا يستطيع فيها الأولاد حل المشكلة لوحدهم، وعليكم التدخل لحلها. هكذا تستخدمون العواقب عندما يتشاجر الأولاد:

  •  اوقفوا النشاط أو اللعب وقولوا شيئا مثل: “يمكنكم العودة للعب في الحاسوب عندما تفكرون كيف تستخدمونه معًا”. أو “بما أنكم تتنازعون، سنوقف تشغيل التلفزيون لمدة نصف ساعة”.
  •  ‏أبعدوا اللعبة، الدمية أو الغرض الذي تنازعوا من أجله. قولوا مثلا: “يمكن أن تعودوا وتلعبوا باللعبة عندما تكونون مستعدين للعب المشترك”.
  •  أجلوا شيئا ما يريدون القيام به. مثلا: “لن نذهب إلى البستان حتى تحلوا المشكلة”.
  •  دعوا الأولاد يقضون القليل من الوقت وحدهم. تأكدوا أن لا أحد يحصل على الغرض الذي تنازع الأولاد من أجله. قولوا مثلا: “لم تلبوا ما طلبته منكم، ولذلك على كل منكم أن يقضي خمس دقائق وحده”.
  •  لا تمنحوهم حق الكلام. مثلا: “بما أنكم تنازعتم، هذا ما سنفعله…”.
  •  إذا لم يتعاون الأولاد في المرة الأولى، فردوا من خلال العواقب المخطط لها. حاولوا منعهم من كسب المزيد من الحقوق مثل توفير نصف ساعة إضافي لمشاهدة التلفزيون أو اللعب بالحاسوب أو استخدموا الوقت المستقطَع.
  •  ‏العواقب القصيرة والفورية هي الأفضل. تكفي نصف ساعة دون اللعب باللعب المحبوبة، قضاء مساء من دون مشاهدة برامج التلفزيون المفضّلة، أو قضاء بعض الدقائق من الاستراحة لنقل الرسالة. لا تكمن أهمية الانضباط في عقاب الأولاد، بل في مساعدتهم على فهم أن النزاعات لها عواقب واضحة وسلبية.
  •  ابقَوا هادئين حتى إن انتقل النزاع إلى موضوع آخر. إذا بدأ الأولاد في الجدال حول المذنب، فقولوا شيئًا مثل “لقد تشاجرتم معًا، ولا يمكن لشخص أن يتشاجر وحده”. إذا بدأوا بالمشاجرة معكم، قولوا مثلا: “لقد قلت لكم أنه لا يمكنكم مشاهدة التلفزيون هذا المساء”. إذا استمروا في النزاع، استخدموا عقوبة أخرى.

‏يُوصى باستخدام الخطوات التي عرضناها مع الأولاد في سن ثلاث سنوات أو أكثر. ما زالت تصعب على الأولاد الأكبر سنا السيطرة على مشاعرهم وتصرفاتهم، وقد لا يفهمون العواقب. قد يكون الإلهاء أفضل في التعامل معهم.

كيف يمكن التغلّب على مشاعركم

قد يثور غضبكم جدا عندما يتنازع الأولاد، ولكن من المهم أن تبقوا هادئين. ‏يشير الكثير من الوالدين أنهم عندما يكونون متوترين تزداد حدة النزاع. ولكنّ هناك أمورا تثير التوتر لديكم أكثر، وهناك أيام تصبحون فيها متوترين وقلقين بسرعة أكبر. تنازلوا من أجل أنفسكم فأنتم بشر فحسب.

إذا كانت تؤدي النزاعات بين الأولاد إلى أن تفقدوا سيطرتكم، استخدموا التمرين السريع التالي: توقفوا، عِدُّوا حتى العشرة، ومن ثم تصرفوا. تكفي الدقائق العشر التالية، غالبًا، لتصحبوا هادئين. وإذا لم يساعد ذلك، اطلبوا من بالغ آخر أن يهتم بالموضوع بينما تخرجون لاستراحة قصيرة.

لمزيدٍ من الأفكار الأخرى، اقرأوا المقالات حول الضغط، كيف يمكن تقليل الضغط، والتنفس من أجل الهدوء.

كيف يجب العمل بعد النزاعات

يساعد ما تقومون به بعد النزاع أولادكم على تعلم كيف يمكن حل المشاكل التي يواجهونها في المستقبل. للحصول على أفضل النتائج، انتظروا حتى تهدأ النفوس ويكون الأولاد مستعدين للتحدث بمنطق.

  1.  أولا قولوا لهم المغزى. مثلا: “قررتُ ألا يستخدم أيًّا منكم الحاسوب حتى نجد طريقا للتغلّب على النزاع. هل تفهمون؟ رائع. والآن، هل أنتم مستعدون للعمل معًا لحل المشكلة؟ ممتاز”.
  2.  اطلبوا من الولدين أن يذكرا ما هي المشكلة، وفق رأيهما، وماذا يرغبان أن يحدث.
  3.  ساعدوهما على فحص ما إذا كانت توقعاتهم منطقية. مثلا، “شادي، هل تعتقد أنّ لعبك بالحاسوب كل الوقت منطقيّ؟”
  4.  فكّروا معًا. شجعوا الأولاد على اقتراح الأفكار الأكثر جنونية لحل المشكلة – ولا تقولون ملاحظات على أفكار تبدو غير واقعية. اقترحوا بعض الأفكار الخاصة بكم، من ثم اكتبوا كل الأفكار وصنفوها.
  5.  في البداية، اسألوا الأولاد أية أفكار لن تنجح وفق رأيهم. من ثم، ابحثوا عن الحل ذي أكثر حسنات وأقل سلبيات. مثلا، “هل يعتقد أحد أن هذه الطريقة ستنجح؟”، “ماذا قد يكون جيدا في هذا الحل؟ وماذا قد يكون سيئا؟”
  6.  إذا لم تتوصلوا إلى حل أثناء المحاولة الأولى، حاولوا لاحقا. يمكن أن تطلبوا من الأولاد التفكير في أفكار إضافية معًا، أو تلقي المساعدة من أشخاص آخرين واجهوا المشاكل ذاتها. كذلك، يمكن البحث عن أفكار في كتب الآباء والمواقع الخاصة.
  7.  عندما يوافق الجميع على الطريقة الأفضل، حاولوا تجربتها. إذا لم يتحسن الوضع، فابدأوا العملية ثانية.

متى يجدر طلب المُساعَدة

إذا واجهتم مستويات مرتفعة من العنف، فقد حان الأوان لاتخاذ خطوات ملائمة. تتحوّل النزاعات إلى مشكلة عندما لا تتم معالجتها، تكون وتيرتها عالية، أو تُلحق الضرر بشخص معيّن. قد تؤدي إلى ضائقة لدى الأولاد وإلى مشاكل في العلاقات في المستقبل. رغم ذلك، تساعد العلاقات الداعمة بين الأخوة، العائلة، والأصدقاء الأولادَ على مواجهة تجارب سلبية في الحياة.

أوقفوا فورا النزاعات التي تشمل تهديدات، بلطجية، أو عنفًا جسديّا، قبل أن يتضرر أحد. لا يشكّل العنف الجسماني حلا لأية مشكلة، حتى إن كانت الجدالات أو النزاعات صغيرة. يستخدم الأولاد الصغار عنفا جسمانيا في 30% من النزاعات فقط.

يعمل الأولاد الذين يعانون من علامات فرط الحركة أو الإهمال، بطرق خطيرة ويصعب عليهم إدارة تصرفهم. إذا تصرف أولادكم على هذا النحو، يُوصى التوجه إلى مهني خبير بتشخيص وعلاج الأولاد الذين يعانون من اضطراب الإصغاء، التركيز، وفرط الحركة (‏ADHD‏).

إذا كنتم تشعرون بالضغط أو بالتوتر بسبب النزاعات، فتوجهوا للحصول على دعم. تحدثوا إلى أفراد العائلة، الأصدقاء، أو والدين آخرين. إذا كنتم تحتاجون إلى الحصول على استشارة أوسع، فتوجهوا إلى مهني.

من الأسهل حل المشاكل جذريًّا بدل السماح لنمط سلوكيات بالتطور دون التدخل. إذا كنتم قلقين من أن ابنكم يستخدم العنف اللفظي أو الجسماني، يُستحسن التحدث مع اختصاصي.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network