استخدام “النتائج” لتوجيه سُلوك ابنكم

توضح النتائج لابنكم ما هي نتائج أفعاله، وخُصوصًا إذا فعل أمرًا ممنوعًا وانتهك إحدى القواعد العائلية. يمكن ملاءَمتها لأوضاع مختلفة، وهي تعمل بأفضل طريقة لدى دمجها مع التركيز على التصرُّف الإيجابي لابنكم.

معنى النتائج

النتيجة المنطقية هي أمر يحدث بعد أن يتصرف ابنكم بطريقة ما. يمكن أن تكون النتيجة إيجابية أو سلبية. فقد تختارون أحيانًا نتائج سلبية لسُلوك مُستفِزّ. مثلا، إذا ذكرتم القواعد لأولادكم، لكنهم استمروا يتصرّفون بطريقة غير مرغوب فيها، يمكن استخدام النتائج السلبية لفرض القيود والقواعد.

يجدُر جدًّا التفكير مطوّلًا بطريقة وبيئة استخدام النتائج. مع ذلك، يجدر بكم أن تتذكروا: إذا استُخدمت النتائج السلبية أكثر من اللازم، بطريقة خاطئة، أو بشكل غير ثابت، يمكن أن يكون لها تأثير مُفاجئ وغير مرغوب فيه. لذلك، يُستحسَن دائمًا منح ابنكم اهتمامًا حين يتصرف بشكل صحيح. هكذا يمكن أن تحتاجوا إلى النتائج السلبية أقلّ.

السلوك والنتائج

بشكلٍ عامّ، تحتاجون إلى استخدام النتائج في ثلاث حالات شائعة:

  •  يتصرف ابنكم بطريقة ما ويحظى بنتيجة إيجابية. يعزّر هذا السيناريو احتمالات تكرُّر السلوك في نفس الظروف في المستقبل. على سبيل المثال، قد تمدحون ابنكم على جلوسه لتناوُل الطعام إلى جانب الطاولة.
  •  يتصرف ابنكم بطريقة ما ويتجنّب نتيجة سلبية. يعزّر هذا السيناريو احتمالات تكرُّر السلوك في نفس الظروف في المستقبل. مثلا، يخلع ابنكم حذاءه القذِر عند مدخل البيت، حتى لا يُضطَرّ إلى تنظيف الأرض من الوحل.
  •  يتصرف ابنكم بطريقة ما ويتلقّى نتيجة سلبية أو لا يحصل على أية نتيجة مُطلَقًا. يقلّل هذا السيناريو احتمالات تكرُّر السلوك في نفس الظروف في المستقبل. مثلا، يرمي ابنكم لعبة، فتأخذون منه اللعبة حتى نهاية اليوم.

قد تكون النتيجة السلبيّة بالنسبة لكم إيجابية بالنسبة لابنكم. مثلًا، لنقُل إنّ النشاط الأحبّ على ابنكم هو اللعب بصندوق الرمل. إذا عضّ ابنكم ولدًا آخر فيما كان يلعب بالمكعّبات، فنقلتموه إلى صندوق الرمل، تكونون في الواقع تشجّعون سُلوكه. فبالنسبة له، يبدو أنّ نتيجة عضّ شخص آخر هي اللعب بصندوق الرمل!

النتائج الطبيعية

يمكن أن تكون النتائج الطبيعية أداة نافعة جدًّا في “عدّتكم” السلوكية. يُفضَّل أحيانًا أن تجعلوا ابنكم يختبر النتائج الطبيعية لسُلوكه. فحين يختبر الأولاد نتائج سُلوكهم، يمكن أن يتعلّموا أنّ لأعمالهم عواقب، وهكذا يتعلّمون تحمُّل مسؤولية ما فعلوا.

إليكم بعض الأمثلة لاستخدام النتائج الطبيعية:

  •  إذا رفض ابنكم ارتداء المعطف فسيبرد.
  •  إذا رفض تناول الطعام، دعوه يشعر ببعض الجوع.
  •  إذا رفض إنجاز فروضه المنزلية، دعوه يفشل في المهمّة.
  •  إذا انتهك قاعدة في الملعب، فسيُضطرّ إلى تحمّل العِقاب.

هذه دروس قاسية، لكنها هامّة جدًّا. فأحيانًا، يمكن أن تكون الحياة معلّمًا أفضل وأسرع منكم. ليس عليكم دائمًا أن تكونوا “الشخص السيء”. اشترِكوا في حُزن ابنكم، ولا تقولوا “قلتُ لكم”، لأنه يُرجَّح أن تؤلموه بذلك.

عليكم التدخُّل أحيانًا لحماية الأولاد من النتائج الطبيعية لسُلوكهم. فيمكن أن تكون نتيجة سُلوك خطِر ضررًا شديدًا، ونتيجة عدم إنجاز الفروض المنزلية الفشل في المدرسة. يمكن أن تكون النتائج الطبيعية مكافأة على سلوك غير اجتماعي – مثلا: قد يحصل المستقوي على جائزة على سلوكه العدواني حين “يخضع” ضحيته.

النتائج المنطقية/ المرتبِطة

يمكن أن تساعد النتائج المرتبطة كثيرًا في إدارة السلوك. “النتيجة المنطقية” هي ما يحدث حين تُفرَض نتيجة مرتبطة بسُلوك تريدون إيقافه. مثلا:

  •  إذا تصرّف ابنكم بحماقة ساكبًا العصير على الأرض، يكون عليه تنظيفه.
  •  إذا أبقى الولد الدراجة في مدخل البيت ولم يضعها في مكانها، فأبعدوها عنه حتى نهاية اليوم.
  •  إذا تخاصم الأطفال على لعبة، فخذوها منهم لمدّة عشر دقائق.

تجعل النتائج المرتبطة ابنكم يفكّر في الموضوع ويشعر بأنه تلقى نتيجة سلبية، لذلك تكون ناجعة أكثر من نتائج غير مرتبطة بالموضوع. مع ذلك، ليس سهلًا دائمًا العثور على نتائج مرتبطة.

فقدان الامتيازات الإضافية

لدى استخدام طريقة فقدان الامتيازات الإضافية، يُحرَم ابنكم من لعبة يحبّها أو نشاط يحبّه لأنه تصرف بشكل غير مقبول. ليس ضروريًّا أن يكون “الامتياز الإضافي” مرتبطًا بالسُّلوك المُستفِزّ. مثلا:

  •  يمكن أن يفقد ولد لا يتعاون مع أمه امتياز توصيله إلى تدريب كرة القدم.
  •  يُحرَم الولد الذي يشتم أباه من امتياز مشاهدة التلفزيون.

حين تختارون النشاط أو اللعبة اللذَين سيُحرَم ابنكم منهما، فكّروا في التأثير العامّ. مثلا، يمكن أن يؤثّر التغيّب عن مباراة في نادٍ رياضي في الفريق كلّه، لا في ابنكم فقط، ما يتسبّب بضرر إضافي للولد. اختاروا نتيجة تؤثر في ابنكم وحده.

يمكن استخدام فترة الوقت المستقطع والتوقف. في هذه الحالة، تأخذون ابنكم إلى مكانٍ ما – زاوية الغرفة، كرسيّ، أو غرفة أخرى – وتبعدونه عن النشاطات التي يحبّها والأشخاص الآخرين لفترة قصيرة. استخدِموا هذه الوسيلة عند حدوث سُلوك صعب جدًّا، أو حين تغضبان كلاكما كثيرًا وتحتاجان إلى توقّف لتهدؤوا.

كيفية استخدام النتائج بشكل ناجع

أحد أهمّ الأمور في النتائج هو معرفة استخدامها كردّ فعل على سُلوك الولد، لا الولد نفسه. بهذه الطريقة، يعرف ابنكم أنه محبوب ومحميّ حتى حين تستخدمون النتائج. إليكم بضع طرائق تُساعدكم على استخدام النتائج بشكل ناجع.

ضعوا نتائج واضحة وثابتة

الأولاد الذين يفهمون بوُضوح ما يُتوقَّع منهم وينالون تشجيعًا وتعزيزًا حين يتصرفون بالطريقة الصحيحة، يقومون أقلّ بالأمور التي تتطلب استخدام النتائج. من أجل أن توضحوا للجميع ما تتوقّعون، يجدر بكم أن تحدّدوا قواعِد عائلية واضحة.

قدر الإمكان، أوضِحوا لابنكم النتائج مُسبقًا حتى لا يتفاجأ. إذا تكلّمتم معه عن النتائج المحتمَلة، يُرجَّح كثيرًا ألّا يحقد عليكم حين تستخدمونها.

وحين تستخدمون النتائج نفسها للسلوك نفسه كلّ مرة، يعرف ابنكم ماذا يتوقّع. استخدِموا، على سبيل المثال، فترة التوقّف كلّ مرة يضرب ابنكم أحدًا.

إضافة إلى ذلك، من المهمّ تطبيق النتائج السلبية على كلّ الأولاد في العائلة. حتى الأولاد الصّغار جدًّا سيغضبون إذا رأوا أنّ التعامُل مع الأولاد الآخَرين مختلف عن التعامل معهم.

استخدِموا نتائج على المدى القصير

تُعطي النتائج على المدى القصير ابنكم فرصة فوريّة تقريبًا ليجرّب مجدّدًا التصرّف بالشكل المطلوب. على سبيل المثال، إذا أطفأتم التلفزيون عشرَ دقائق لأنّ الأولاد يتخاصمون عليه، يحصلون بسُرعة على فرصة إضافية لحلّ المشكلة بطريقة أخرى. إذا أطفأتموه طيلة اليوم، لا تسمحون لهم بالتعلّم فورًا كيف يتعاملون مع الوضع بطريقة أخرى.

يمكن أن تكون النتائج الطويلة الأمد أسوأ عليكم منها على أولادكم. فالولد الذي يُحرَم من دراجته لمدّة أسبوع سيملّ ويكون عصبيًّا!

استخدِموا النتائج في التوقيت الصحيح

يجدُر بكم تحذير ابنكم مُسبقًا قبل استخدام النتائج، حتى تُعطوه فرصة لتغيير سُلوكه. مثلا: “هذا الصراخ قويّ جدًّا يا أولاد! إذا لم تتمكنوا من أن تقرّروا معًا ماذا تشاهدون في التلفزيون دون أن تصرخوا واحدكم على الآخر، فسأطفئه لعشر دقائق”. احرصوا على الالتزام بكلمتكم، حتى لا تنقلوا رسالة أنكم “تتكلمون دون أن تفعلوا”.

مع ذلك، لا حاجة إلى التحذير مسبقًا لدى انتهاك إحدى القواعد الأساسية في العائلة. هناك قواعِدُ هامّة تكون نتيجة انتهاكها فوريّة. إذا انتهك ابنكم قاعدة، استخدِموا النتيجة المتّفَق عليها بسرعة قدر الإمكان.

مع ذلك، يُفضَّل عدم فرض القاعدة إذا كنتم غاضبين جدًّا. فيُحتمَل أن يكون ردّ فعلكم مُبالَغًا فيه أو شديدًا جدًّا. بدلًا من ذلك، قولوا: “أنا غاضبة جدًّا الآن. سنتحدث عن هذا مجدّدًا بعد بضع دقائق، حين أهدأ”.

لائِموا النتائج لحاجات الأولاد وقدراتهم

ابدأوا باستخدام النتائج مع الأولاد منذ سنّ الثالثة. لا يفهم الأولاد الأصغر من ذلك معناها، وخصوصًا إذا لم يفهموا العلاقة بين أفعالهم والنتائج. في حالةٍ كهذه، سيشعرون بأنّ النتائج غير عادلة.

من العمليّ تطبيق النتائج بهدوء وبنبرة حيادية. حاوِلوا عدم تحويل المسألة شخصية، فبدل أن تقولوا “ولد سيء”، تكلّموا عن القاعدة التي انتُهكت وعن سُلوك الولد. إذا تجاوبتم بغضب شديد أو بإحباط عميق، يُحتمَل أن يفكّر ابنكم أكثر في ردّ فعلكم (يمكن أن يكون ظريفًا، مُخيفًا، أو عاطفيًّا) بدل التعلُّم من الوضع.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network