لماذا يتشاجر الكثير من الأولاد والإخوة

تشكل الجدالات جزءا لا يتجزأ من حياة الأولاد، وإذا لم تُحل، فقد تصل إلى خلافات. تؤثر عوامل كثيرة في خلافات الأولاد، مثل الطقس، البيئة، الجيل، والمهارات الاجتماعية لكل ولد. يمكن أن تعملوا على هذه العوامل لتقليص الخلافات العائلية.

خلافات الأولاد: المبادئ الأساسية

الجدالات بين الأخوة والأخوات شائعة جدا. إنها تبدأ في كثيرِ من الأحيان عندما يعتقد الأولاد أن حالة معينة ليست عادلة، أو عندما يقررون التمسك برأيهم. يتشاجر الأولاد أحيانا لأنهم ينظرون إلى الحالة من وجهات نظرة مختلفة. مثلا، يُضايق الولد الأكبر أخاه الأصغر ويعتقد أن هذا مُسلٍ، ولكن لا يحب الولد الأصغر هذا التصرف. يتشاجر الأولاد أحيانا عندما يتنافسون على كسب الانتباه أو رضى الوالدين.

الأخبار السارة

تشكل كل هذه الجدالات جزءا من عملية البلوغ في العائلة. في الحقيقة، قد تكون هذه الجدالات فرصة جيدة لتدرب أولادكم على المهارات الاجتماعية التي يحتاجونها كبالغين.ستقل الجدالات كلما كبُر أولادكم وطوروا مهارات اجتماعية أفضل.

عند حل الجدالات بين الإخوة والأخوات بشكل عادل ودون أن يتضرر أحد، نساعد الأولاد على تنمية مهارات حل المشاكل مثل إجراء المفاوضات. كذلك، يتعلم الأولاد أهمية رؤية وجهة نظر الآخر، واحترام حقوقه، أحاسيسه، وممتلكات الآخرين.

أحد أهم الأمور لتقليص الخلافات هو تصرفكم عندما يتشاجر الأولاد. مثلا، يُستحسن أن تدعوهم يرون كيف يمكن استخدام مهارات اجتماعية وحساسة أفضل، مثل إدارة الغضب، تذكيرهم بأهمية المفاوضات ومساعدتهم على تعلم كيف يمكن اللعب بشكل عادل. رغم ذلك، تذكروا أن الأولاد يستوعبون كافة الدروس العملية هذه بدءا من سن مبكرة جدا، ولكن لا يبدأون بالمشاركة وتقاسم الأغراض حتى سن سنتَين. يبدأون أحيانا بالتعبير عن التصرُّفات التي تعلمونها في سن ثلاث سنوات فقط.

هناك حاجة إلى وقت كاف لتعلم العيش معا داخل العائلة، وهذا ليس سهلا دائما. لمزيدٍ من المعلومات حول تقليص النزاعات بين الأولاد على الأمد الطويل، أقرأوا المقالَين منع الخلافات ومواجهة الخلافات.

كيف ‏يؤثر المزاج في الخلافات بين الأولاد

يبدو أن جزءا من الأولاد يتشاجر أكثر من الآخرين، ربّما بسبب حالتهم المزاجية – بسبب عوامل خلقية في شخصيتهم، تؤدي بهم إلى أن يتصرفوا بهجومية أكثر (من دون أن يفكروا) أو بعنف. لدى كل فرد جانب عنيف، يظهر أحيانا عند حدوث الخلافات. هناك أشخاص يثور غضبهم سريعا، أو غير قادرين على السيطرة على غضبهم. ليس سهلا على الكبار أيضا حل النزاعات من دون التدهور والتصرف بشكل سيء، ويواجه الأولاد صعوبة أكبر. لا يفهم الأولاد منذ الولادة كيف يمكن حل الجدالات، ولكن يمكن أن يتعلموا المهارات المطلوبة لتقليص حدوثها.

كيف ‏تؤثر البيئة في الخلافات بين الأولاد

يتعلم الأولاد كيفية حل المشاكل عبر مشاهدة السلوك الذي يرونه في بيئتهم وتقليده. لذلك إذا شاهدكم أولادكم وأنتم تحلون المشاكل بطرق إيجابية، فسيتعلمون التصرف مثلكم أيضا. هذا هو مثال شخصيّ على سلوك جيد. يمكن أن تعرضوا عليهم كيف يمكن أن تشاركوا، تبقوا هادئين رغم مشاعر الغضب، تفحصوا الحقائق قبل أن تتصرفوا، تردوا بردة فعل ملائمة للوضع، وتكونوا منفتحين على وجهات نظر الآخرين.

يتعلم الأولاد أيضا من التصرفات السلبية. إذا جعلتم أولادكم ينضبطون باستخدام الضرب، كسب الانضباط بطريقة محظورة تماما، من المرجح أنهم سيضربون أخوتهم، أخواتهم، أصدقائهم – وحتى أنهم سيضربونكم أيضا. كذلك، من المرجح أكثر أن يختاروا التشاجر مع الآخرين إذا:

  •  شاهدوا تصرفا عنيفا بشكل دائم، ولا سيّما من قبل الوالدين، الإخوة والأخوات الكبار، والأصدقاء.
  •  ‏حصلوا على ما يرغبون فيه عن طريق الدفع والخلافات.
  •  ‏لم يضع لهم والدوهم حدودا ثابتة فيما يتعلق بالنزاعات أو العنف.
  •  شاهدوا عنفا في التلفزيون، الأفلام وألعاب الفيديو.

كيف ‏يؤثر الجيل والمهارات في الخلافات بين الأولاد

تتعلق الطريقة التي يتعامل فيها الأولاد مع الصراعات، إلى حد معيّن، بجيلهم ومستوى مهاراتهم. السلوكيات العنيفة شائعة أكثر لدى الأولاد الصغار، وقد يتغير الحال كلما كبروا وتعلموا طرقا أفضل لحل النزاعات.

الأولاد في عمر سنتين أو أقل:

  •  يميلون إلى النزاع للحصول على الأغراض، مثل الألعاب، ويكونون محبطين إذا أُخِذ شيء ما يحبونه منهم
  •  يتنازعون حول مصطلح الأدوار وما زالوا لا يفهمون المنطق وراء القواعد والتعليمات.
  •  لا يستطيعون حل المشاكل مع الأولاد الآخرين وفق منطق أو لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم، ولذلك يميلون أكثر إلى التعبير عن غضبهم بخطوات جسمانية مثل دفع الآخرين.

الأولاد في سن ثلاث حتى أربع سنوات:

  •  يبدأون بالتعاون والمشاركة في الأدوار- مهارات تؤدي في نهاية الأمر إلى تقليص ظهور الخلافات.
  •  ما زالوا يحتاجون إلى الدعم، التذكير، والتغذية المرتدة الإيجابية.

الأولاد في سن خمس حتى سبع سنوات:

  •  يبدأون باحتراف المهارات مثل، المشاركة، الأدوار، التنازل، ومناقشة الإمكانيات الأخرى.
  •  يتقدمون في حل مواضيع من دون الحصول على مساعدة البالغ للوساطة بينهم، رغم أنهم ما زالوا يحتاجون إلى التعزيز.

الأولاد في سن ثماني حتى ‏اثنتي عشرة سنة‏:

  •  يميلون إلى التعبير عن معارضتهم تعبيرا لفظيا أكثر من الأولاد الصغار
  •  يصبحون اجتماعيين أكثر، وغالبا يبدأون بممارسة نشاطات جماعية تتطلب تعاونا، مفاوضات، وتنازلات.

كيف يشعر الآباء

يُحتمَل أنكم رأيتم أولادكم وهم يتشاجرون منذ أن كانوا رُضّعا. إذا كان يصعب عليكم مواجهة خلافات ابنكم لوحدكم، فأنتم لستم الوحيدين الذين تشعرون هكذا. الخلافات هي أحد الأسباب الشائعة لتوجه العائلات للحصول على مساعدة مهنية. قد يشعر الآباء بضغط كبير بسبب خلافات أولادهم الصغار، ويرغبون في معالجتها ليُطور أولادهم المهارات الاجتماعية المطلوبة لبناء علاقات واللعب لعبا ممتعا معًا. ثمة سبب آخر، وهو الحاجة إلى الدفاع أكثر عن الأولاد الصغار في العائلة، ومعالجة الكراهية بين الإخوة.

إذا كان أولادكم يتشاجرون تكرارًا، يستخدمون عنفا جسديًّا أو يشكلون مصدر ضغط كبير، يُستحسن استشارة مهني مثل طبيب الأطفال أو أخصائي نفسي.

ماذا تقول الأبحاث؟

  •  وتيرة مشاجرة البنين والبنات متشابهة، ولكنهم يميلون إلى التشاجُر بطرق مختلفة.
  •  يساهم قرب الجيل في الخلافات – كلما كان عمر الأولاد أقرب، يميلون إلى الخلافات أكثر.
  •  لا يمكن اتهام الوالدين ولكنهم يؤثرون إلى حد ما. يتأثر عدد الخلافات بين الأولاد بمزاجهم، مهاراتهم، وعمرهم – وبتصرف الوالدين أيضا.
  •  من المهم الحفاظ على المساواة. تنفجر الخلافات أكثر كلما شعر الأولاد أنهم لا يحظون بمعاملة عادلة. إذا شعروا أنه يتم التمييز ضدهم أو اتهامهم، قد يتصرفون بعنف مع الإخوة أو الأخوات.

أحيانا، لا يكون تجاهل الخلافات بين الأولاد الإمكانية الأفضل. رغم ذلك، فإن اهتمام الوالدين المفرط قد يعزز الخلافات. إذا منحتم الخلافات اهتماما كبيرا، فأنتم قد تشجعون في الحقيقة هذا السلوك. من المهم معرفة متى يجب التدخل.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network