التهدئة المراقبة

يمكن حل مشاكل النوم لدى الأطفال باتباع علاج سلوكي يُدعى التهدئة المراقبة. تشمل هذه الطريقة المواساة، التهدئة، والابتعاد عن الطفل، ليتعلم النوم دون مساعدتكم. هكذا يمكن أن تقوموا بذلك.

ما هي التهدئة المراقبة؟

التهدئة المراقبة هي طريقة العلاج السلوكي لحل مشاكل النوم والاستيقاظ المتواصلة لدى الأطفال الصغار. يرتكز العلاج على الفكرة التي تقضي أنه يجب مساعدة الأطفال على التهدئة والنوم وحدهم بدلا من أن تطعموهم، تداعبوهم، أو تهزوا سريرهم ليناموا. في طريقة التهدئة المراقبة، أنتم تفحصون ابنكم وتهدئونه قليلا بينما يتعلم كيف يهدأ وينام بمفرده.

هل تلحق التهدئة المراقبة ضررا؟

رغم القلق من إلحاق ضرر محتمل بالطفل، تثبت الأبحاث التي نُشرت في المجلات العلمية أن استخدام هذه الطرق لا يؤدي إلى ضرر نفسي أو شعوري، ولا حتى في سنوات الطفولة المتأخرة.

في الحقيقة، تشير الأبحاث التي أجريت مؤخرا إلى أن الأطفال الذين خاضوا تجربة التهدئة المراقبة يميلون إلى النوم أفضل على الأمد القصير، كما أصبح نومهم وسلوكهم أفضل على الأمد البعيد، أشبه بالأطفال الآخرين من أبناء جيلهم تماما. كذلك، كشف بحث أجري مؤخرا أن الوالدين الذين استخدموا هذه الطرق مع أولادهم أبلغوا عن ظهور أعراض اكتئاب أقل على الأمد القصير والطويل أيضا، مقارنة بوالدين لم يستخدموها.

قبل البدء ببرنامج التهدئة المراقبة

قد يكون الوالدون الذين يعالجون مشاكل النوم والغفو متعبين ومتوترين أيضا، ولا سيما إذا كانوا يعانون من قلة النوم أيضا. أحيانا يستخدم الوالدون الذين يشعرون بأنهم متعبون أو بأن رفاهيتهم قد تضررت التهدئة المراقبة. يمكن استخدام التهدئة المراقبة في الظروف التالية فقط:

  •  عندما يكون الأطفال في سن نصف سنة وأقل من عامين.
  •  عندما يكون البرنامج جزءا من ترسيخ عادات النوم الصحية، بما في ذلك اتباع روتين نوم إيجابي.
  •  عندما تكونون متأكدين من أن ابنكم يحظى باهتمام كاف، وقت، ومحبة أثناء النهار.

قبل أن تبدأوا، تأكدوا من أن ابنكم يشعر جيدا، وتوقفوا عن استخدام طريقة التهدئة المراقبة إذا مرض ابنكم أثناء البرنامج.

كيف يجب العمل وفق التهدئة المراقبة

  1. رسخوا روتينا إيجابيا للخلود إلى النوم وثابتا.
  2.  عندما يمكن أن تقولوا لابنكم طاب مساؤك، ضعوه في سريره وغطوه. تحدثوا معه أو داعبوه على ظهره حتى ينام بهدوء، أو على الأقل لدقيقة واحدة.
  3.  عندما يكون ابنكم هادئا، أو بعد دقيقة، قولوا له طاب مساؤك واخرجوا من الغرفة. اخرجوا قبل أن ينام.
  4.  ابْقوا خارج الغرفة ودعوه يهدأ بنفسه. تجاهلوا ضجيج التذمّر.
  5.  إذا بدأ ابنكم بالبكاء حقا، انتظروا بضع دقائق معينة مسبقا قبل أن تقتربوا منه – مثلا، انتظروا دقيقتين في البداية.
  6.  دعوا ابنكم يبقى بمفرده في الغرفة لفترات زمنية ثابتة مسبقا – مثلا، دقيقتين، 4 دقائق، 6 دقائق، 8 دقائق و 10 دقائق، أو 5 دقائق، 10 دقائق، و 15 دقيقة. حددوا الأوقات بأنفسكم، وفقا للوقت الذي تكونون قادرين فيه على الصمود أمام بكاء ابنكم.
  7.  إذا استمر ابنكم يبكي بعد كل فترة زمنية ثابتة محددة مسبقا، فعودوا إلى غرفته لوقت قصير جدا. تحدثوا معه أو داعبوه على ظهره لدقيقة، أو تابعوا التحدث معه أو ملاطفته حتى ينام بهدوء (وفق خياركم). إذا كان الأمر ممكنا، حاولوا تهدئته دون رفعه من سريره.
  8.  افحصوا حفاظه. إذا كان متسخا، فبدّلوه بينما يكون الضوء خافتا وبأقل وقت ممكن.
  9.  عندما يكون ابنكم مستلقيا في سريره بهدوء (أو بعد مرور دقيقة واحدة) – ولكن قبل أن ينام – اخرجوا ثانية من الغرفة وانتظروا حتى الفترة الزمنية المحددة التالية. هكذا تمنحون ابنكم فرصة لتعلّم النوم الذاتي. هكذا يتعلم أنكم لستم بعيدين عنه، وستعودون في نهاية الأمر.
  10.  تستمر هذه الخطوات حتى ينام ابنكم وحده.
  11.  عندما يستيقظ ابنكم ليلا، اتبعوا الخطوات ذاتها.

نصائح هامة للتهدئة المراقبة

  •  يستغرق علاج التهدئة المراقبة نحو 3 حتى 14 يوما.
  •  استخدموا ساعة أو هاتفا خلويا لضبط الفترات الزمنية – قد يبدو وقت من أربع دقائق طويلا.
  •  أوقفوا تشغيل جهاز رصد ابنكم. تأكدوا من أنكم ما زلتم قادرين على سماع ابنكم.
  •  لا تنتظروا بالقرب من غرفته. اذهبوا إلى غرفة أخرى وحاولوا التفكير بشيء ما، حضّروا كأسا من الشاي أو شغلوا التلفزيون. عودوا للاطمئنان على ابنكم عندما يصل الوقت الذي حددتموه فقط.
  •  قبل أن تبدأوا، تحدثوا مع رفيق زواجكم للتأكد من أنكما توافقان على الخطوة. حددوا دور كل منكما – مثلا، مساعدة ابنكم على الهدوء أو ضبط الوقت. فكّروا في تبديل دوركما في الليل.
  •  لا تحددوا التزاما هاما في الليالي الأولى بعد بدء العلاج. أنتم تحتاجون إلى إكمال العملية كليا دون إحداث تغيير ملحوظ في روتين ابنكم الجديد.
  •  تذكّروا أن تخرجوا من غرفة ابنكم قبل أن ينام.
  •  إذا كنتم قلقين من ردود فعل الجيران، يمكن أن تخبروهم مسبقا أنكم تبدأون علاجا سلوكيا، قد يؤدي إلى بكاء ابنكم.

استخدموا هذه الطريقة أيضا أثناء الغفوات في النهار، لمنع حدوث بلبلة لديكم ولدى ابنكم أيضا. إذا استيقظ ابنكم من قيلولة أثناء النهار بعد مرور أقل من ساعة، حاولوا أن تساعدوه على النوم ثانية لمدة 15 حتى 20 دقيقة إضافية مستخدمين طريقة التهدئة المراقبة. ولكن إذا لم ينجح ابنكم في النوم بعد مرور 15 حتى 20 دقيقة، فأخرجوه من سريره وحاولوا أن تساعدوه على النوم في وقت لاحق.

تحدياتشائعة عند استخدام التهدئة المراقبة

لا ينجح تغيير عادات النوم باستخدام العلاجات السلوكية دون مواجهة صعوبات دائما. إليكم بعض التحديات الشائعة، والنصائح العملية التي تساعدكم على مواجهتها.

ما الذي يجب القيام به إذا تقيأ ابنكم؟

هناك أطفال يميلون إلى التقيؤ أكثر من الآخرين، وقد يتقيأ طفل من بين خمسة أطفال عند اتباع التهدئة المراقبة. إذا كان ابنكم يتقيأ، فستصبحون أنتم وابنكم قلقين. نظفوا القيء من سرير ابنكم بهدوء، وضعوا واقيا ملائم للفرشة (شرشفا واقيا) تحت الشرشف. يُستحسن أن تتعاملوا مع الموضوع بهدوء، ألا تضيئوا المصباح أو تبدّلوا ملابس ابنكم تماما إلا كان ذلك ضروريا – لأن بعض الأطفال يتعلمون أن عليهم التقيؤ عند إدخالهم للسرير.

ما الذي يمكن القيام به عندما تتعبون؟

إذا أصبحتم متعبين كثيرا أو شعرتم بالتوتر أو القلق الشديد، فارفعوا ابنكم، وهدئوه وفق الطريقة التي تختارونها – مثلا، بإعطائه قنينة ذات كمية طعام قليلة أو هز سريره – وحاولوا ثانية في المرة القادمة. خذوا بعين الاعتبار أن المرة القادمة قد تكون صعبة ومثيرة للتحدي أكثر، ولذلك ربما لن تنجحوا في استجماع قوتكم ومتابعة المحاولة الحالية.

ما الذي يجب القيام به إذا كان ابنكم مريضا؟

إذا كان ابنكم مريضا، يجب إيقاف التهدئة المراقبة والبدء بها ثانية عندما يشعر أفضل. إذا كان ابنكم يعاني من زكام خفيف وسعال ولكن دون ارتفاع درجة حرارة جسمه، فلا يزال استخدام الطريقة ممكنا.

ما الذي يجب القيام به إذا كان ابنكم يعاني من آلام؟

يشعر الكثير من الأهالي بالقلق من أن ظهور الأسنان يؤدي إلى آلام. إذا رفعتم ابنكم من السرير وهدأ فورا، فمن المرجح أنه لا يعاني من آلام – إنه يرغب في أن ترفعوه فقط. إذا كنتم قلقين، يمكن أن تعطوه وجبة من باراسيتامول (نوفيمول وأكامولي).

ما الذي يمكن القيام به إذا لم تنجح التهدئة المراقبة؟

قد تكون هناك عدة أسباب لعدم نجاح برنامج النوم.

هل تستخدمون العلاج استخداما صحيحا؟

افحصوا أنفسكم واقرأوا ثانية الخطوات التي وصفناها في المقال. هل هناك شيء ما لا تقومون به، أو أنكم تستطيعون القيام به بطريقة أخرى؟ يمكن أن تسألوا مهنيا خبيرا باستخدام هذا العلاج.

هل تعودون إلى ابنكم في وقت أبكر من اللازم؟
هل تعملون وفق الخطوات المطلوبة تماما؟ هل تستخدمون الساعة؟ هل أنتم قادرون على القيام بشيء آخر من شأنه أن يساعدكم على المواجهة في الوقت الذي تنتظرون فيه مرور الوقت؟

هل تدخلون إلى غرفة ابنكم عندما يتذمر ولا يبكي؟

يتذمّر الكثير من الأطفال عندما يحاولون النوم. عندما تدخلون إلى الغرفة، قد تعترضون عملية نوم ابنكم. عودوا إلى الغرفة فقط عندما يبكي ابنكم.

هل ترغبون في متابعة العلاج حقا؟

هل تحقيق هدف النوم في الليل الخالي من الانزعاج هام جدا لكم ولابنكم؟ إذا كنتم مقتنعين أن أهم شيء لابنكم هو أن يتعلم النوم بمفرده في الليل، فمن الأسهل العمل على العثور على ما يحفزكم لمتابعة الطريقة في الليالي المطلوبة لنجاحها. إذا لم يكن الأمر كذلك، فربما الخيار الأفضل لكم هو العودة إلى الوضع السابق.

هل الفترات الزمنية التي حددتموها ملائمة لطفلكم؟

هناك أطفال يشعرون بهدوء عند دخول أحد الوالدين إلى الغرفة. في المقابل هناك أطفال يشعرون بقلق أكثر. إذا أصبح ابنكم أكثر قلقا، فزيدوا من الفترات الزمنية لتصل إلى 5، 10، و 15 دقيقة. هكذا يحظى ابنكم بوقت أطول لينام وحده، ووقت أقل ليكون قلقا من عودتكم.

هل شبكة الدعم الخاصة بكم ناجعة حقا؟

لا يوافق الجميع على طريقة التهدئة المراقبة. إذا لم يوافق أفراد العائلة أو الأصدقاء على الطريقة فلا بأس، ولكن إذا لم يوافق رفيق الزواج أو المقربون الآخرون عليها، فإن اتباعها قد يكون صعبا. يُستحسن أن يوافق معكم شخص واحد في المنزل على الأقل على اتباع طريقة متتالية ومتواصلة.

ما الذي يمكن القيام به عندما تبدو طريقة التهدئة المراقبة صعبة جدا

  •  يمكن التفكير في تقسيم الطريقة إلى سلسلة مؤلفة من خطوات أصغر. مثلا، في الأسبوع الأول، هزوا ابنكم حتى يهدأ، ثم ضعوه في سريره عندما يشعر بالنُعاس. وفي الأسبوع التالي، ضعوه في سريره عندما يكون يقظا تماما.
  •  حاولوا استخدام الطريقة في ساعات الليل فقط، إذ إن احتمالات نجاحها تكون أكبر.
  •  اطلبوا من الشريك أو الشريكة تنفيذ الطريقة (إذا كان يوافق أو كانت توافق عليها).
  •  استخدموا الابتعاد التدريجي كبديل.

إذا لم يطرأ تحسن بعد أسبوعين، تحدثوا مع طبيب الأطفال أو مع ممرضة مركز رعاية الطفل، فبإمكانهما مساعدتكم على تطوير برنامج ملائم لاحتياجات ابنكم تحديدا.

قد يزيد العمل مع مهني موثوق احتمالات نجاحكم في حل مشاكل النوم لدى ابنكم. فكروا في الحصول على مساعدة كهذه قبل أن تبدأوا باستخدام طريقة التهدئة المراقبة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network