الآباء والشبّان: الحفاظ على العلاقة

تلعب الأمهات والآباء أدورا مختلفة في العلاقات مع أولادهم، ولكلّ من الوالدَين ميزاته الخاصة. ويمكن للعلاقات الجيدة بين الآباء والأولاد أن تُساهم كثيرًا في سعادة المراهقين وتقديرهم للذات. فكيف تفعلون ذلك؟

هل تعلمون؟

  • أدت التغييرات في الأدوار والمباني العائلية في السنوات الأخيرة إلى أن تصبح أدوار الآباء والأمهات ضمن العائلة أكثر تنوّعا من الماضي.
  • وبين العوامل التي غيّرت العلاقات العائلية الطلاق وزيادة عدد النساء اللواتي يعملن خارج البيت.

للآباء أهمية

تبدأ العلاقات الجيدة بين الآباء وأبنائهم المراهقين عندما يهتم الوالد بابنه ويكون قريبا منه. لهذه العلاقات دور كبير في زيادة احترام الذات والسعادة لدى المراهقين. مثلا، تشير الأبحاث إلى أن الشابات في سن المراهقة اللواتي لديهن آباء دافئون وداعمون يُخبرنَ عن مستويات من احترام الذات أعلى من زميلاتهنّ. كما وُجدت علاقة بين الآباء الذين يعربون عن محبتهم ويُصغون وبين قلّة علامات الاكتئاب في سن المراهقة. تشير الأبحاث إلى أن الآباء الذين يهتمون بأولادهم يمكن أن يُجنّبوا المراهقين التورط في مشاكل.

يتعلم الأولاد، لا سيما الذكور، الكثير من آبائهم عن العلاقات. مثلا، تؤثر الطريقة التي يتواصل فيها الآباء مع زوجاتهم ومع أولادهم في الطريقة التي يتصرف فيها الأولاد في علاقاتهم خلال الحياة.

انتَبِهوا: هناك علاقة بين الأبوة المتصلبة (الآباء الذين يدعمون أقل ويتنازعون أكثر مع أولادهم) وبين ازدياد علامات الاكتئاب في سن المراهقة. وقد وُجدت علاقة بين الكآبة لدى الآباء والمشاكل النفسية لدى المراهقين، خصوصًا البنات. لذلك، من المهم العثور على مصدر مساعدة ملائم لكم ولأولادكم.

كيف تتغير العلاقات

يقضي الآباء والأمهات وقتا أقل مع أولادهم في سن المراهقة، لأن الشبان يصبحون أكثر استقلالية. كما أنّ هناك حاجة إلى أن يُتيحوا لأولادهم وقتا كافيا للصداقات والعلاقات الرومنطيقية. رغم ذلك، قد تفتح التغييرات في العلاقات بين المراهقين وآبائهم طرق تواصل جديدة.

لا يزال دور الأب هاما جدا – تماما كما كان عندما كان ابنكم أصغر سنا. يمكن أن يجد الآباء طرقا جديدة للتواصل مع أولادهم في سن المراهقة. مثلا، يمكن أن تقضوا وقتا معًا بممارسة نشاطات يتمتع فيها كلا الجانبين – مشاهدة أفلام، ممارسة الرياضة، أو التنزه. يمكن أن يقترب المراهقون من والديهم طلبًا للمساعدة في مجالات مثل اتخاذ قرار بشأن الحياة المهنية، الحصول على رخصة قيادة، أو إدارة المال.

إضافة إلى ذلك، ما زال أولادكم يعتمدون على رأيكم في أمور مثل التربية واختيار المهنة. لذلك، على الأمهات والآباء على حدّ سواء أن يستمروا في منح أولادهم المراهقين المحبة والاستقرار اللذَين يحتاجون إليهما، لا سيما عندما يتغير الكثير من الأمور حولهم.

بناء علاقات جيدة مع ابنكم

رغم أن دوركم قد تغيّر، ما زلتم تلعبون دورا هاما في صحة ابنكم وسعادته، كما أنّ دوركم هامّ في توجيهه استعدادا للبلوغ. هكذا يمكن أن تحافظوا على مشاركة كبيرة في حياة ابنكم:

  • كونوا سَنَدًا له. تشير الأبحاث إلى أن المراهقين الذين يكون والدوهم قريبين منهم يعانون أقل من مشاكل سلوكية. لا داعي إلى أن تكونوا إلى جانب ابنكم كل الوقت – يمكن ببساطة أن تكونوا في المنزل بينما يكون ابنكم في غرفته. يكون ابنكم مسرورا عندما يعرف أنكم موجودون في وقت الحاجة. في حال لم تكونوا في البيت، يستحسن أن تتصلوا بين الحين والآخر وتسألوا ابنكم كيف يمرّ يومه.
  • تنازلوا عن جزء من القواعد. بهدف تقليص الخلافات مع ابنكم، فكروا ما هي القواعد التي يمكن أن تتنازلوا عنها. إذا تعرضتم لخصومات رغم ذلك، حاولوا التوصل إلى حل إيجابي يجعل الطرفَين مرتاحَين، واشرحوا موقفكم وما تتوقعونه من ابنكم.
  • أجروا مفاوضات وتَساهَلوا.استخدِموا مهارات التفاوض والتساهل عندما يكون الأمر ممكنا، للحفاظ على علاقات إيجابية مع ابنكم، ولكي تظهروا له كيف يتواصل البالغون معا.
  • اقضوا وقتًا مع ابنكم.في القريب العاجل سيكبر ابنكم حقًّا، لذا استغلوا كل فرصة لقضاء الوقت معه الآن. اقرأوا المقال الحفاظ على تواصل مع ابنكم للحصول على أفكار لقضاء الوقت معا.
  • أخبِروا ابنكم قِصصا.يفرح الأولاد دائما عندما يسمعون قصة. أخبروا ابنكم عن الدول التي زرتموها، عن حياتكم قبل أن تلتقوا بزوجتكم، عن المناسبات الرياضية الهامة، أو أي موضوع يهتم به ابنكم. ولكن من المهم ألا تبالغوا.
  • شارِكوا ابنكم بتجاربكم اليومية، كيف كان يومكم في العمل، كيف واجهتم التحديات أو خيبات الأمل، وما هي الإطراءات التي حصلتم عليها في العمل، أو أية حالة ظريفة واجهتموها.
  • دعوا ابنكم يعرف أنكم تحبونه.ليس المراهقون أكبر من أن تُعانقوهم، مهما حاولوا أن يبدوا كبارا. إذا كان يصعب عليكم التعبير عن محبتكم بشكل جسدي، دعوا ابنكم يعرف أنكم تحبونه بطريقة أخرى – شاهدوا معا التدريب الأسبوعي، أو خذوا ابنكم من الحفلة.
  • كونوا نشيطين.اركبوا الدراجات، العبوا كرة السلة، أو اذهبوا للتسوّق معا. إذا لم يحب ابنكم الرياضة كثيرا، العبوا معه ألعابا أخرى أو حلوّا أحجيات. يُستحسَن أيضا أن تواصلوا القيام بنشاطات مشتركة مع ابنكم، حتى إذا قال إنه غير معني.
  • جِدوا هواية مشتركة. يشيع الاعتقاد أنّ الشبّان يهتمون بمواقع التواصل الاجتماعي أو ألعاب الحاسوب أكثر من الهوايات الأخرى. قد تحتاجون إلى أن تجربوا عدة أمور قبل أن تجدوا أمرا يحبه كلاكما، ولكنّ الهواية المشتركة – مثل الطبخ، تسلق الجدران، أو النجارة – قد تكون طريقة رائعة للتمتع معا وتقوية العلاقة بينكم وبين ابنكم.
  • دعوا ابنكم يكون الخبير.دعوا ابنكم يعرض عليكم موضوعا يكون ملما فيه أكثر منكم، حتى لو كان الأمر لعبة حاسوب. فهذه فرصة جيدة لمساعدة ابنكم على بناء ثقته بالنفس ومهاراته في الإرشاد.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.