الحفاظ على علاقة وتواصل مع الشبّان

عندما يصبح الشبّان أكثر استقلالا، يقضون أوقاتا أكثر خارج البيت. قد تشعرون أنّ ابنكم يريد التكلّم معكم أقلّ من الماضي، وهذا طبيعيّ. رغم ذلك، لا يزال في وسعكم القيام بأمور كثيرة للحفاظ على علاقة قوية وإيجابية والبقاء على تواصل مع ابنكم المراهق.

العلاقات الإيجابية والحفاظ على علاقة وتواصل

سن المراهقة هي المرحلة الأساسية التي يبدأ فيها الوالدون والأولاد بقضاء أوقاتهم بشكل منفرد. أحد الأسباب هو أنّ الشبّان يريدون فحص علاقاتهم مع أصدقائهم ومع أشخاص آخرين خارج العائلة؛ تساعدهم هذه المهارة على:

  • تطوير الشعور بالاستقلاليّة
  • فهم مكانتهم في العالم كمراهقين شبّان
  • فهم ما هي قيمهم وعقائدهم.

ولكن ما زال ابنكم يحتاج إلى أن تكون علاقته بكم قوية وداعمة، لكي يشعر بالثقة بالنفس خلال مواجهته لتحديات سن المراهقة.

بهدف الحفاظ على التواصل بينكم، عليكم بناء علاقة وثيقة والكون متوفرين ومستعدين للاستجابة لابنكم. لا يقتصر الأمر على قضاء الوقت معا أو القرب الجسدي فقط، إذ يمكن أن يعيش أفراد العائلة في حيز مشترك دون أن تربطهم علاقة حقيقية.

قد يكون التواصل بينكم عَرَضيا، ويمكن أن تستخدموا التفاعلات اليومية المتكررة لبناء علاقة وثيقة. يمكن أيضا أن تخططوا لهذه اللقاءات وتحددوا وقتا خاصا للاستجمام معًا.

عليكم أن تعرفوا أنه في كثيرٍ من الأحيان، يقول الشباب أن لديهم علاقة قوية وإيجابية مع والديهم، حتى إذا كان الوالدون يعتقدون أن العلاقة ليست كذلك.

الحفاظ على العَرَضية والبقاء على اتصال

يسمح لكم التواصل غير المخطط له بأن تستخدموا التفاعلات اليومية لبناء صداقة حميمة وعلاقة إيجابية. تظهر أفضل إمكانيات التواصل العَرَضي عندما يبدأ ابنكم بالتحدث معكم – ما يشير إلى أن ابنكم يتمتع بمزاج جيد للتحدث.

نصائح لإدارة محادثات يومية وتواصل غير مخطط له

  • توقفوا عما تقومون به، وركّزوا على اللحظة الآنيّة. امنحوا ابنكم انتباهكم الكامل، حتى لو كان ذلك لبضع دقائق. ينجح التواصل بشكل أفضل عندما تنقلون رسالة إلى ابنكم أنه الآن الأهم في العالم بالنسبة لكم.
  • انظروا إليه عندما يتحدث. أصغوا حقًّا إلى ما يقوله. هكذا يعرف ابنكم أن أقواله تهمكم.
  • أظهِروا الاهتمام. شجعوا ابنكم على التوسّع أكثر، والتعبير عن آرائه، وجهات نظره، مشاعره، توقعاته، وبرامجه.
  • أصغوا دون أن تحكموا على الأمور أو تبدوا انتقاداتكم. فالهدف هو أن تكونوا مع ابنكم، لا أن تسدوا له النصيحة أو تقدموا المساعدة، إلا إذا طلب منكم ذلك.
  • كونوا متوافرين – يمكن أن تكونوا في المطبخ عندما يكون ابنكم في غرفته. يكون ابنكم مسرورا عندما يعرف أنكم موجودون إذا احتاج إلى مساعدتكم.

يمكن خلق فرص مخطط لها للتواصل العرَضي، ولكن يفضل ألا تُلِحّوا إذا كان ابنكم ليس معنيًّا بالتحدّث. فقد تؤدي محاولتكم أن تفرضوا عليه الكلام إلى نزاعات أو مقاومة من جهته تجعلكم أنتم وابنكم تشعرون بشعور سيء. عندما تتوقفون عن القيام بكل ما تفعلونه وتُصغون حقا لأقوال ابنكم، تقولون في الحقيقة لابنكم إنه مهتمّ، مُقدَّر، ويستحق وقتكم.

التخطيط للتواصل

التواصل المخطط له هو تحديد وقت للقيام بأعمال مشتركة، يتمتع بها كلا الجانبين.

قد تصعّب ضغوط الحياة والوقت الذي تقضونه بمفردكم العثور على وقت للتمتع به معًا، لذا يجب التخطيط مسبقا أحيانا. لا يتحمس الشبّان دائما لقضاء الوقت مع والديهم، ولكنّ التصميم على فعل ذلك – أحيانا على الأقلّ – يستحقّ الجهد.

نصائح لتواصل مُخَطَّط له

  • حددوا لقاءً معًا أو خططوا لبرنامج للاستجمام المشترَك – جِدوا وقتا ملائما لكلا الجانبين. في البداية، يمكن أن تقرّروا قضاء وقت قصير نسبيا معا.
  • اسمحوا لابنكم أن يختار ما الذي ستفعلونه، واستجيبوا لطلبه، لكي يرغب في قضاء الوقت معكم أكثر. من الطبيعي ألا يحب ابنكم الأمور التي تحبونها، وهنا يأتي دوركم كوالدين بأن تلائموا أنفسكم مع ابنكم.
  • حاولوا التمتع بمعاشرته. وحاولوا أن تكونوا شركاء متحمسين وتتعاونوا مع النشاطات التي يقترحها. النشاط ذاته أقل أهمية من الوقت المشترك الذي تقضونه في الحديث والاستجمام مع ابنكم.
  • أظهِروا اهتمامكم بما يفعله ابنكم، بدلا من تصحيحه ومنحه النصائح. من الصعب التخلي عن دور المعلم والمدرب، ولكن آن الأوان لبناء العلاقة بينكم وتحسينها. لذلك، إذا لاحظتم أن ابنكم أخطأ أو أن هناك طريقة أسهل للقيام بعمل معين – تمالكوا أنفسكم ولا تعلقوا.
  • حاولوا ألا تتدخلوا وحافظوا على أجواء إيجابية. في البداية، ربما لن يتحمس ابنكم مثلكم للمشاركة في النشاطات التي خططتموها، لكن لا تتنازلوا. تابعوا التخطيط لفترات قصيرة، فيتعلم ابنكم التمتع بالوقت الذي تقضونه معا.

يكون الشبّان الذين تربطهم علاقات مستقرة، دافئة، آمنة، ومفتوحة مع والديهم أكثر استعدادًا للحياة، وقادرين على أن ينمّوا استقلاليّة ويصبحوا مراهقين ذوي حسّ بالمسؤولية. كذلك، يُرجَّح أكثر أن ينجح ابنكم في تحمل المسؤولية عندما يواجه حالات تتضمن خطرا مثل التدخين، شرب الكحول، تعاطي المخدرات، والنشاطات الجنسية.

التغلّب على العقبات

إذا كان ابنكم يرفض قضاء الوقت معكم

إذا لم يكن ابنكم مستعدا لقضاء الوقت المحدد مسبقا معكم، استغلوا الفرص اليومية بأفضل شكل من أجل التواصل، مثلا عبر التحدث أثناء القيادة. يمكن أن تجرّبوا الأمور التالية:

  • ابدأوا بفترات قصيرة – مثلا، احتسوا القهوة في المقهى المفضل لديكم بعد المدرسة.
  • دعوا ابنكم يختار النشاط – حتى إذا تطلّب الأمر الذهاب لمشاهدة مسرحية كوميدية رومانسية للشبّان أو لفيلم إثارة (أكشن)!
  • لا تتنازلوا – قد تحتاجون إلى وقت، ولكن كلما جربتم أكثر وقضيتم وقتا أكثر معا، يصبح من الأسهل عليكم أنتم وابنكم الاعتياد. يستحسن أن تواصلوا اقتراح قضاء وقت قصير معا من حين إلى آخر، دون ممارسة ضغط. مثلا، اذهبوا للمشي، وقبل أن تخرجوا، يمكن أن تقولوا: “أريد المشي، هل تريد الانضمام إليّ؟” أو “نحن ذاهبون لمشاهدة فيلم، هل تريد مرافقتنا؟” حتى إذا رفض ابنكم، يمكن أن تحاولوا ثانية في وقت لاحق.

إذا كان ابنكم يرفض أن يخبركم بما يفعله

سوف تشعرون أنتم وابنكم بأنكم قريبون أكثر إذا استفدتم إلى أقصى حد من المحادثات غير المخطط لها خلال النهار. فكل محادثة صغيرة هي فرصة للإصغاء والتحدث بهدوء وبشكل إيجابي.

إذا كنتم تشعرون أنكم الوحيدون الذين تبذلون جهدا

بما أن ابنكم في مرحلة المراهقة، من الطبيعي أن يكون بعيدا عنكم وألا يبذل جهدا للتواصل معكم كثيرا. لذا عليكم أنتم التواصل مع ابنكم بشكل مريح ومتفهّم، لكي ينمي ابنكم رغبة ومشاعر إيجابية. في أحيان قريبة، الأمور الصغيرة هي التي تؤثر – مثل الاعتذار، المعانقة أو التربيت على الكتف، طرق باب غرفة ابنكم قبل أن تدخلوا، تحضير وجبة يحبها، تقديم مكافآت، أو القيام بنشاط ممتع بشكل مفاجئ.

تخلق هذه الطريقة جوا إيجابيا أكثر حتى إذا لم ينضم ابنكم. حاولوا أن تقوموا بأعمال لطيفة حتى إذا لم تكونوا راغبين في ذلك.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.