دعم استقلالية ابنكم المتزايدة

يشكل تحقيق الاستقلالية جزءا هاما من طريق ابنكم نحو سن البلوغ. بهدف النجاح في هذه المرحلة، يحتاج ابنكم إلى الحرية التي تسمح له بتجربة طرق جديدة، ولكنه لا يزال بحاجة إلى إرشادكم ودعمكم. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم على إيجاد التوازن الصحيح.

دعم ابنكم في طريقه نحو الاستقلالية

لكي يصبح ابنكم بالغا مسؤولا، عليه أن يتعلم كيف:

  • يتّكل عليكم أقل ويتحمل مسؤولية أكثر
  • يتخذ قرارات ويحل المشاكل
  • يفهم ما هي القِيَم المهمة له
  • يبني هويته الخاصة

رغم ذلك، ليس نادرا أن تختلف وجهات نظر الوالدين والشبّان حول الاستقلالية – إلى أي مدى يمكن منح ابنكم الشاب استقلاليّة ومتى. من الطبيعي أن تخشوا من منح ابنكم استقلاليّة كبيرة في سن مبكرة، فقد يتصرف بشكل خطير، وأنتم ترغبون في الحفاظ على أمانه. ولكن على ابنكم أن يخطئ، يتعلم، ويجرّب أمورا جديدة. فهذه الأمور تساعده على تعلم دروس هامة في الحياة، اتخاذ قرارات أحكم، وتطوير دماغه.

بهدف الحفاظ على توازن بين احتياجات ابنكم وبين مخاوفكم، يُستحسَن أن تعززوا العلاقات الإيجابية والتواصل المفتوح بينكم وبين ابنكم، وأن تحافظوا على بيئة عائلية سليمة. تتأثر الطريقة التي يطور فيها ابنكم استقلاليّته، والطريقة التي توجهونه فيها، بخلفيتكم ومعتقداتكم الثقافية. تذكروا أن ابنكم يعمل بجِدّ من أجل الموازنة بين التوقعات العائلية وتوقعات أصدقائه.

يبذل الشبّان الكثير من الجهود لكي يفهموا مَن هم، وهم يواجهون في أحيان كثيرة أسئلة كبيرة وغير سهلة. أنتم وابنكم تتعلمون كيف توازنون بين الحاجة إلى الاستقلالية وبين التوجيه الأبوي. لا تلوموا أنفسكم كثيرا إذا لم يكن كل شيء مثاليا كل الوقت.

نصائح لزيادة استقلالية الشباب

اغمروا ابنكم بالمحبة والدعم

فهما ضروريان لتقديره الذاتي. يتمتع الشبّان الذين يشعرون بشعور جيد تجاه أنفسهم بثقة أكبر بالنفس عادةً، ما يتيح لهم أن يكتشفوا مَن هم وماذا يريدون فِعله في الحياة. لا يرغب ابنكم دائما في أن تعبّروا له عن مودتكم بطريقة جسدية، ولكن هناك طرق أخرى للتعبير عن المحبة والدعم:

  • إظهار اهتمامكم بمجالات اهتمام ابنكم، هواياته، وأصدقائه
  • تكريس الوقت والإصغاء عندما يود التحدث معكم
  • منحه حيزا وخصوصية
  • القول له: “أحبك” كثيرًا
  • مدح ابنكم على إنجازاته وعلى محاولاته حتى إذا لم تنجح

احترموا مشاعر ابنكم وآراءه

حاولوا أن تتكيفوا مع مشاعره. تذكروا أنه قد يكون مرتبكا وقلقا بسبب التغييرات الجسمانية، الاجتماعية، والعاطية التي يمر بها في سن المراهقة، ولكنكم لا تزالون المصدر الأساسي لدعم ابنكم من ناحية عاطفية ودعم استقراره في هذه الفترة.

تعاملوا مع آرائه بجدية، لإعطاء حافز هامّ لتقديره الذاتي. رغم ذلك، تقبّلوا حقيقة أن آراءه قد تختلف عن آرائكم. يمكن أن تستخدموا هذه الحالة كفرصة للتحدث عن ذلك أحيانًا، إذ إن هناك آراء ووجهات نظر مختلفة لدى الأشخاص.

تساعد إدارة محادثة منفتحة وهادئة عن آرائكم ومشاعركم على الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة، وتُبيّن لابنكم كيف يتعامل مع الآخرين بطرق إيجابية.

حددوا قواعِد عائلية واضحة وعادلة

تحديد قواعِد عائلية للسلوك، التواصل، والعادات الاجتماعية يساعد ابنكم على أن يعرف الحدود وما الذي تتوقعونه منه. كذلك، تساعدكم القواعد على التعامل مع ابنكم بشكل ثابت. بعد تحديد القواعد، حاولوا تطبيقها بثبات.

كلّما كبر الأولاد، صار في وسعهم أن يساهموا أكثر في تحديد القواعد، وكذلك في تحديد عواقب انتهاكها. شاركوا ابنكم في حديثكم عن القواعد، وتوصلوا معه إلى اتفاقات مشتركة، لمساعدته على فهم المبادئ التي تقف وراءها بعُمق. أوضِحوا لابنكم أن كل عائلة لديها قواعدها الخاصة، وربما هناك قواعِد أخرى لدى أصدقائه، أو عدد مختلف من القواعد.

إذا وضعتم حدودا صارمة جدا، قد تمنعون من ابنكم من العيش في حيز يتيح له النمو وخوض تجارب جديدة، وتثيرون مقاومة من جهته. تشكل هذه الفترة مرحلة تعلم لكلا الجانبين. كونوا مستعدين للتجربة والخطأ.

يُستحسَن أن تتحدثوا مع ابنكم حول الطريقة التي بها تساعد القواعد والتقييدات المراهقين على تطوير استقلاليّتهم. الثقة والتواصل هما جزء هامّ من ذلك. تساعدكم المحادثة على أن تروا كيف تتوقعون كوالدين أمورًا مختلفة من القيود التي تضعونها لأولادكم.

تعاملوا مع ابنكم وفق سنّه ومرحلة نموه

قد يعتقد الشبّان أنهم أصبحوا مستعدين لاتخاذ قرارات وحدهم، ولكن في كثيرٍ من الأحيان تكون مهارات اتخاذ القرارات لديهم غير متطورة إلى حد كافٍ لمواجهة مسؤوليات كثيرة دون مساعدتكم. أوضِحوا لابنكم الشاب لماذا تختلف مجالات مسؤولية الأولاد والبالغين ومقدار المسؤولية.

يُرجَّح أن يتغير مقدار الاستقلالية التي يطلبها ابنكم والتي تمنحونه إياه خلال سنوات المراهقة. استعدوا لملاءمة مقدار المسؤولية ولمواصلة التحدث عنها معا، وفق منحنى التعلم.

ساعِدوا ابنكم على تطوير مهارات اتخاذ القرارات

  • فكروا معا في إمكانيات العمل المختلفة
  • تحدثوا عن إيجابيات وسلبيات كل خطوة
  • فكّروا في الحسنات والسيئات لكي تتخذوا القرار الأفضل
  • فكّروا ماذا عليكم أن تفعلوا إذا لم يسِر أمر ما كما يُرام
  • علّقوا على الطريقة التي تعامل فيها ابنكم مع العملية

يُستحسَن أن تشاركوا ابنكم في عملية اتخاذ القرارات العائلية. فهذه فرصة إضافية لتشجّعوه على تعزيز تقديره للذات، ولكي تبينوا له أنكم تحترمون آراءه.

عندما يجري الحديث عن قرارات كبيرة تؤثر في ابنكم – مثلا، فيما يتعلق بالمدرسة، متابعة الدراسة، البقاء خارج المنزل حتى ساعات متأخرة، وغيرها  – حاولوا أن تتخذوا هذه القرارات مع ابنكم، وليس بدلا منه. اقرأوا المقال حل المشاكل لكي تفهموا كيفية فعل ذلك.

لا يزال دماغ ابنكم المراهق يواصل النمو حتى بداية العشرينات – لا سيما الجزء المسؤول عن اتخاذ القرارات – ولا يزال يتعلم كيف يسيطر على دوافعه. لا يستطيع الشبّان، لا سيما الصغار، أن يفهموا تأثيرات سلوكهم إلى حد كافٍ.

امنحوا ابنكم فُرصا آمنة لتجربة الاستقلالية

النشاطات الآمنة والمحمية نسبيا، التي تعطي ابنكم حرية ووقتًا بعيدًا عنكم، تساعده على:

  • تعلم مهارات جديدة وتفحّص قدرات جديدة
  • خوض مخاطرات إيجابية
  • تشجيع شعوره بالانتماء
  • بناء حصانة نفسية

مثلا، يمكن أن تقترحوا على ابنكم أن ينضم إلى حركة شبيبة أو نادٍ رياضي في المنطقة.

اهتمّوا بأنفسكم وتوجهوا لتلقي المساعدة

في كثيرٍ من الأحيان، يختبر الشبّان مشاعر متناقضة حيال موضوع أو شخص ما. يبدو أحيانا أن ابنكم يحبكم ولكنه لا يحترمكم في الوقت ذاته؛ يرغب في الحرية ولكنه يحتاج إلى إرشاد؛ يريد قضاء الوقت مع أصدقائه، وكذلك أن يبقى وحده. يحدث ذلك لأن ابنكم ما زال يتطور من ناحية عاطفية واجتماعية.

يُبلغ والدون كثيرون عن صعوبات في التأقلم مع الاستقلالية المتزايدة لدى أولادهم، وهناك والدون تتأثر صحتهم النفسية أيضا. في المقال أن نكون والدين لشبّان تجدون طرقا للاعتناء بأنفسكم. يجوز لكم أن تعترفوا بأنكم تواجهون صعوبات، لذا توجهوا لتلقي المساعدة عند الحاجة. تحدثوا مع طبيب الأطفال، مستشار المدرسة، أو اختصاصي آخر. يمكن أن تتوجهوا دائما لتلقي إرشاد للوالدين لدى اختصاصي بهدف استشارته حول الموضوع.

مواجهة النزاعات

يحاول الشبّان دائمًا أن يطوروا هوية خاصة بهم، وأن يفهموا مَن هم وما هو مكانهم في العالم. يُرجَّح أن يرغبوا في السيطرة أكثر على أمور مثل صداقاتهم، سلوكياتهم، ومظهرهم الخارجي. كجزء من هذه المرحلة، قد يفحص ابنكم الحدود ويشكك في الأشخاص ذوي السلطة في حياته، لا سيما فيكم.

صحيح أنّ الأمر قد يكون سببًا للنزاع، ولكن بالإمكان تجنّب ذلك. اقرأوا المقال حل النزاعات لدى الشبّان لمعرفة كيف تواجهون نقاشات كهذه.

يعتقد الكثيرون أنّ مرحلة الشباب يجب أن تكون صعبة، وأن كل الشبّان يشعرون أحيانا بمزاج سيء ويتصرفون بشكل مثير للتحدي. في الواقع، تُشير الأبحاث أنّ بعض الشبّان فقط يختبرون مشاعر حادة في هذه الفترة. تساعد العلاقات الجيدة داخل العائلة الشبّان على تنمية المهارات الضرورية المطلوبة للحياة البالغة.

الاستقلالية لدى الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة

قد تبدو رغبة الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة في الاستقلالية تحديًا جديًّا للوالدين. وقد يستغرق حصولهم على الاستقلالية التامة وقتا أكثر من سائر الأولاد. فالأمر أصعب لدى الأولاد الذي طالما اعتنى الآخرون بهم، دعموهم بشكل تامّ، واتخذوا قرارات عنهم.

على الأولاد الذين لديهم مشاكل صحية مزمنة أن يبدأوا في مرحلة ما بتحمل مسؤولية أمور معينة – مثلا، أن يتذكروا تناول أدويتهم. ليس سهلًا أن يعرف الوالدون متى ينقلون المسؤولية إليهم وإلى أي حد. لمعرفة إذا كان ابنكم مستعدا لتحمل المسؤولية في بعض المجالات، فكروا إذا كان قادرا على:

  • حل المشاكل
  • اتخاذ قرارات مخطط لها وغير اندفاعية
  • فهم النتائج المحتملة للأعمال المختلفة
  • تحديد متى يحتاج إلى مساعدة أو توجيه – والحصول عليهما
  • الاهتمام بمستقبله والتخطيط له

من المهم أن تشرحوا للأولاد الصغار هذه المواضيع بوضوح، بدلا من أن تقولوا لهم: “لا تزالون أصغر من أن تهتموا وحدكم بهذه الأمور”.

عليكم أنتم، ابنكم، والاختصاصي الذي يعالجه أن تقرروا معًا متى وكيف يبدأ ابنكم بمواجهة قرارات صحية وحده. تحدثوا مع اختصاصي عن أي قلق لديكم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.