انضمام طفل جديد إلى العائلة مثير جدا بالنسبة للأطفال، ولكنهم قد يشعرون أنهم منسيون إلى حدّ ما. لبناء علاقات إيجابية بينهم وبين أخيهم أو أختهم المولودَين حديثا، امنحوهم الكثير من المحبة، الوقت، والاهتمام.
ولادة طفل جديد في المنزل: كيف يشعر الأطفال
يحتاج الأطفال الكبار إلى أن يعرفوا أنهم لن يكونوا الوحيدين الذين سيستأثرون بمحبتهم واهتمامكم. هذه الخطوة كبيرة، لا سيما إذا كان أولادكم لا يزالون صغارا. فقد يشعرون بأنهم أصبحوا “خارج الأضواء”.
يتعين على كل الأطفال أن يتأقلموا مع الطفل الجديد الذي ينضم إلى العائلة، ولكن في نهاية الأمر، تتطور بينهم علاقات إخوة – تنشأ علاقة غالبا عندما يصبح عمر الطفل الجديد 14 شهرا تقريبا.
متى تخبرون أولادكم بالطفل الجديد
يعتمد وقت وطريقة إخبار أولادكم بالطفل الجديد عليكم وعلى سنّ أولادكم. يُستحسَن أن تخبروهم بالحمل في مرحلة مبكرة نسبيا، قبل ثلاثة أو أربعة أشهر على الأقل من الولادة. يمكن التحدّث عن الرُّضَّع بشكل عامّ، ثم التحدث عن أنه سيولد لكم طفل جديد قريبًا.
لا يفهم الرضّع مفهوم الوقت، لذا عندما تتحدثون مع أطفالكم الصغار نسبيا عن ولادة طفل جديد، حاولوا أن تربطوا موعد الولادة بحدث معروف لدى أولادكم. مثلا، يمكن أن تقولوا إن ولادة الطفل الجديد متوقعة بعد يوم ميلاد شخص ما أو في فترة عيد معين.
نصائح لتحضير الأطفال
ساعدوا أولادكم على تنمية مشاعر إيجابية قبل ولادة الطفل. فهم يحتاجون إلى تحضير، تواصل، وكثير من التفهّم.
قبل الولادة
إذا جعلتم الاستعداد حدثا إيجابيا ومفرحا، يُرجَّح أن يشعر أولادكم أن التغيير يتعلق بكل العائلة، وليس بالطفل الجديد فحسب. فيما يلي بعض الأفكار التي تساعد على ذلك:
- اقرأوا لأولادكم قصة عن الرُّضَّع. انظروا إلى الصور وتحدثوا عن عائلتكم التي تنمو.
- أروا أولادكم صورهم عندما كانوا أصغر.
- دَعوهم يلمسون بطن أمهم ويشعرون بالجنين وهو يتحرك داخل الرحم. يمكن أيضا أن تأخذوهم معكم عند زيارة الطبيب النسائي لكي يسمعوا دقات قلب الجنين.
- شاركوهم في الخطوات العملية التي تقومون بها استعدادا لولادة الطفل. واطلبوا منهم أن يساعدوكم على تحضير المنزل، شراء أغراض للطفل، وتزيين غرفته.
كذلك، يُستحسن أن تشرحوا لأولادكم ما معنى ولادة طفل جديد في العائلة:
- إذا كان ممكنا، اقضوا وقتا مع أصدقاء لديهم أطفال مولودون حديثًا. عندها يعرف أولادكم أن الرُّضَّع ينامون وقتا طويلا ويحتاجون إلى الكثير من الرعاية – فهم لن يشاركوهم اللعب فورا!
- اشرحوا لأولادكم أن الطفل هو إنسان صغير قائم بحد ذاته، ولديه احتياجاته.
- شجعوا أولادكم على أن يكونوا اجتماعيين ويلعبوا مع الأولاد الآخرين. هكذا يمكن أن ينموا مهارات اجتماعية وعلاقات جيدة مع أخيهم الجديد. يمكن أن ينضموا إلى مجموعات ألعاب، أو أن تبادروا إلى إجراء لقاء بين أفراد العائلة الموسعة – يشارك فيه الأولاد والكبار على السواء – وتقضوا وقتا كلكم معا.
يرغب الأولاد الأكبر سنا في أن يحصلوا على تفاصيل أكثر، مثل كيف يولد الطفل الجديد، كيف يدخل إلى بطن الماما، وكيف يخرج منه. هناك كُتُب كثيرة حول الحمل والولادة. ابحثوا عن كتب ملائمة لعمر أولادكم ومرحلة نموّهم. ويُستحسَن أن تستخدموا شروحا سهلة.
إذا كان أولادكم مستعدين للتخلص من الحفاظات أو للانتقال إلى سرير أكبر، يستحسن أن تجروا هذه التغييرات قبل ولادة الطفل، أو أن تؤجلوا هذه الخطوة إلى مرحلة متأخرة أكثر.
أثناء المكوث في المستشفى
إليكم بعض الأفكار التي تساعد أولادكم على الاستعداد لمكوث أمهم في المستشفى لبضعة أيام:
- أخبروهم مَن سيعتني بهم عندما تمكث والدتهم في المستشفى. إذا كانوا لا يعرفون جيدا الشخص الذي سيعتني بهم، فسوف يحتاجون إلى وقت للتأقلم مع هذه الفكرة.
- اطبعوا صورا عائلية وضعوها بجانب أسِرّة أولادكم عندما تكون والدتهم في المستشفى.
- حاولوا أن تحافظوا، قدر المستطاع، على الروتين المعتاد، وتساعدوا أولادكم على أن يشعروا بأمان أكثر.
- حافظي على علاقة مع أولادكِ عندما تمكثين في المستشفى. إذا كانت الأم وطفلها بحالة جيدة، يمكن أن يزورهما الأولاد.
عندما يصل المولود الجديد إلى المنزل
تساعدكم الأفكار التالية على التعامل مع الطفل الجديد عندما يصل إلى المنزل للمرة الأولى:
- عانِقوا أولادكم (لا سيما الصغار) مطوّلا قبل أن تعرضوا عليهم مولودكم الجديد للمرة الأولى.
- إذا أحضر أفراد العائلة والأصدقاء هدايا للمولود الجديد، اقترحوا عليهم أن يُحضروا هدايا رمزية للأولاد الآخرين أيضا. أعطوا أولادكم هدايا صغيرة مقدمة من مولودكم الجديد. يمكن أن يحصل الأولاد الصغار على دمية صغيرة تكون “طفلهم”.
لمزيد من المعلومات حول بناء العلاقات بين الإخوة، اقرأوا المقال مُساعدة الأولاد الأكبر سنا والشبّان على التأقلم مع المولود الجديد.
كيف يمكن مساعدة الرضع والأولاد في سن الروضة على تنمية مشاعر إيجابية تجاه المولود الجديد
عندما ينضم طفل جديد إلى العائلة، قد يشعر الأولاد الأكبر (لا سيما الرضع) أنكم تمنحونه كامل اهتمامكم ومحبتكم. يجدر بكم الانتباه إلى هذه المشاعر، الإصغاء إلى أولادكم، ومنحهم الكثير من المحبة، ليعرفوا أنكم ما زلتم تحبونهم وتهتمون بهم، وتساعدونهم على الشعور بأنهم محميون وآمنون.
رغم أن ابنكم الجديد سيشغلكم كثيرا، حاولوا أن تقضوا وقتا مع كل من أولادكم الآخرين. هكذا يمكن أن يتمتع الأولاد الآخرون بالاهتمام من الوالد الآخر أو من أحد أفراد العائلة، اللذَين يتنزهان معهم أو يقرآن قصة لهما.
يشعر الكثير من الأولاد بفضول تجاه المولود الجديد. دعوهم يلمسونه برقة، ولكن كونوا دائما على مقربة منهم وراقبوا تصرفاتهم. أحيانا، لا يفهم الأولاد الصغار أنهّ لديهم قوة وأنهم قد يلحقون ضررا بالآخرين.
يمكن أن تطلبوا من أولادكم أن يساعدوكم على الاهتمام بالمولود الجديد. مثلا، يمكن أن يحضروا الصابون قبل الاستحمام أو أن يساعدوا على تجفيف أخيهم أو أختهم عند الانتهاء من الاستحمام.
بهدف الحفاظ على جو إيجابي وجيّد، اوضحوا لأولادكم أن ليس عليهم القيام بالكثير من الأمور. مثلا، أوضحوا لهم أنه إذا بكى أخوهم في الليل، أنتم الذين تعتنون به. لتشجيع أولادكم على تدبّر أمورهم معًا، امنحوهم الكثير من الانتباه الإيجابي. هكذا تُظهرون لهم كيف ترغبون في أن يتعاملوا معًا، وهم سيقلدون أعمالكم.
الإرضاع على مقربة من الأولاد الأكبر
إذا كنتِ ترضعين ابنكِ، فيستحسن أن تفكري كيف سيكون رد فعل أولادك الكبار. ربما يكون الأولاد الكبار فضوليين فيما يتعلق بالرضاعة، وربما يرغبون في رؤية كيف تُرضعين. وقد يرغبون في أن يكونوا قريبين منكِ، حتى الجلوس على حضنكِ وأنتِ ترضعين.
في مرحلة معينة، يطلب بعض الرضع، وحتى الأولاد في سن الروضة، أن يَرضَعوا. تعود طريقة التجاوب إليكِ. فبشكل عام، يحاول الأطفال الذين فُطموا عن الرضاعة مرة واحدة، وعندها يكتشفون أنّ الأمر غريب جدّا، ولا يطلبون أن يحاولوا مجددا. إذا كنتِ تفضلين ألا يجرب ابنكِ الرضاعة، أوضحي له أن حليب الأم مُعَدّ للطفل بشكل خاص، وعندها اقترحي عليه مشروبا أو نقارش خاصة لا يستطيع ابنكِ الذي يرضع تناولها. كذلك، يمكن أن تشتتي انتباهه من خلال ممارسة نشاط آخر، أو حتى أن تقترحي عليه أن يتذوق حليب الأم عبر ملعقة صغيرة.
يمكن جعل الرضاعة وقتا ممتعا لقضائه مع كل الأولاد. إليكِ بعض الأفكار:
- عندما يرضع ابنكِ، أعطي الأولاد لعبة يحبونها، أو دعيهم ينشغلون بنشاطات أو بمهام مثيرة للاهتمام. يُستحسَن إعداد صندوق ألعاب مميز ليتمتع أولادكِ باللعب به فيما تُرضعين.
- إذا كانوا يشاهدونكِ، أوضحي لهم أن الرضاعة جزء طبيعي من الحياة، وأن حليب الأم يساعد الطفل على أن ينمو ويكون سليما.
- إذا كانوا يرغبون في أن يكونوا قريبين منكِ، فاستغلي هذا الوقت لتقرأي لهم قصة، أو لتشاهديهم وهم يرسمون رسمة أو يلعبون بالألعاب.
- إضافة إلى ذلك، يمكن أن تُصغي معهم إلى الموسيقى التي يحبونها أو إلى قصة مسجلة.
مواجهة السلوك الاستفزازي
في السنة الأولى بعد ولادة المولود الجديد، يميل معظم الرضع والأولاد في سنة الروضة إلى لتصرف بشكل استفزازي. أولادكم قد:
- يبكون، يصرخون، وحتى يطلبون إعادة الطفل الجديد
- يتصرفون مثل الأطفال الصغار ثانية – مثلا، “ينسون” كيف يذهبون إلى المرحاض، يحتاجون إلى مساعدة في الأكل أو اللبس، ويطلبون النوم على أيديكم
- يتصرفون بشكل يتطلب اهتماما، لا سيما عندما تركّزون اهتمامكم على المولود الجديد – مثلا، أثناء الأكل
- يرفضون الذهاب إلى النوم ويستيقظون في منتصف الليل
- يغضبون أو يصرخون على مقربة من الطفل الجديد
أحيانًا، يكون السلوك الاستفزازي طلبًا لمزيد من الاهتمام. لا يتصرف أولادكم كذلك لإغضابكم – فهم يرغبون فقط في الحصول على الاهتمام والقُرب اللذَين اعتادوا على الحصول عليهما.
نصائح لمواجهة السلوك الاستفزازي
لمساعدة أولادكم على التعامل مع الواقع الجديد:
- امدحوهم على السلوك الحسَن
- أخبروا أولادكم كم تعلَّموا وكيف كبروا منذ أن كانوا صغارا
- اطلبوا من أولادكم مساعدة للاعتناء بالمولود الجديد – هكذا يمكن أن تقضوا وقتا معا وتشجعوهم على أن ينظروا إلى أنفسهم كإخوة أكبر يساعدون على الاهتمام بأخيهم الصغير
- تعاملوا مع تصرف الأولاد الأكبر بصبر وتفهم، وحاولوا التعبير عن التعاطف بدلا من الانتقاد.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.