الوالدون: خطوات لحل المشاكل

لماذا حل المشاكل مهمّ

إن الطريقة التي تواجهون فيها كوالدين المشاكل أو الخصومات في علاقاتكم تحمي أولادكم من سيئات النزاعات. يمكن أن يتعلم أولادكم من الطريقة التي تحلون فيها المشاكل مهارات حياتية هامة. يساعد العثور على حلول معا كل العائلة على بناء علاقات أسعد، أفضل، وأقوى.

قبل البدء بحل المشاكل

يوصى بأن تحدّدوا مسبقا القواعد التي تعملون بموجبها لحل النزاعات المتعلقة بعلاقتكم. تساعد القواعد على تجنب ارتكاب معظم الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الوالِدون والأزواج، مثل:

• محاولة إجبار الآخر على التغيّر
• اتهام الآخر بالتسبّب بالمشاكل
• الخضوع والموافقة على أمر يرفضه أحد الزوجَين
• تجنب الحديث عن الموضوع تماما

مواجهة النزاعات وحل المشاكل: القواعد الأساسية

إليكم بعض الاقتراحات لتحديد القواعد الأساسية لحل المشاكل:

• اتفقا على أن كلا منكما يمكن أن يطرح مشكلة للنقاش في أي وقت.
• يمكن أن يقول أحدكما “لا” إذا لم يرغب في التحدث عن الموضوع في تلك اللحظة، ولكن عليكما تحديد وقت آخر للنقاش – خلال 24 ساعة على الأكثر من طرح الموضوع.
• إذا احتدم النقاش، يمكن أن يعلن كل منكما الحاجة إلى “استراحة” لكي يهدأ.
• اتفقا على أنكما تطرحان المشاكل في المكان والزمان الملائمَين لكلَيكما. افعلا ذلك مثلًا عندما تكونان بعيدَين عن الأولاد، عندما يكون لديكما وقت كافٍ للتحدث عن الموضوع، حين لا تكون هناك أمور أخرى تتطلب اهتمامكما، مثل: تحضير وجبة العشاء، والأهم حين تكونان هادئَين.
• اتفقا على أنكما ستحاولان الإصغاء، بحيث يفهم كلّ منكما ما يقوله الآخر.
• اتفقا ألا تتحدثا عن مواضيع حساسة أمام الآخرين.
• تذكرا أنه إذا كان أحدكما يعاني من مشكلة، فهي مشكلتكما المشترَكة.
• حاوِلا استخدام الخطوات التالية لحل المشاكل لمناقشة المواضيع.

يمكن أن تعرفوا إذا كانت القواعد التي حددتموها ناجعة إذا نجحتم في حل المشاكل بشكل ناجع، وإذا شعر كلا الطرفَين بأنهما يعملان معًا كفريق. ثمة إشارة أخرى إلى أن الطريقة ناجعة، وهي عدم تسبّب النزاعات بمشاعر سلبية تستمرّ بعد ذلك، مثل الغضب والحِقد.

طبعا، هناك علامة أخرى على أن الأمور تسير جيدا بينكم: إذا استعدتم علاقتكم الجيدة بعد النزاعات وقضيتم أوقاتا ممتعة معا.

حلّ المشاكل: افعلوا ذلك هكذا

‏1‏.حَدِّدوا المشكلة

كونوا واضحين وصفوا المشكلة بشكل محدد:

• صفوا ما حَدَث، بأية وتيرة، ومَن المعنيّ.
• ركزوا على الموضوع، وليس على الشخص.
• اعترفوا بدوركم أو تأثيركم في المشكلة.

يُرجَّح أكثر أن يرغب كل منكما في المشاركة في الحديث إذا تحدثتما بشكل محايد دون كيل الاتهامات. بهدف القيام بذلك، اعرضوا الموضوع كسؤال. على سبيل المثال: “هل يمكن أن نتحدث عن كيفية شراء هدايا التخرّج للأولاد هذه السنة؟”

‏2‏.أوضحوا رغبة كلّ طرف

ليقُل كلّ شخص بوضوح ما المهمّ بالنسبة له.  اطرحوا أسئلة لتوضيح موقفكم. مثلا:

• لماذا هذا الموضوع هامّ جدّا؟
• لماذا تحتاج/ تريد ذلك؟
• ما سبب قلقك/ خوفك بشأن ذلك؟
• لماذا لا تحتاج/ تريد الأمر؟
• ما المشكلة في الأمر؟

هدفكما هو أن تفهما بوضوح ما تريده كلّ منكما. لذلك، أصغِيا واحدكما للآخر، بدل الدخول في جدال.

‏3‏.فكّروا معًا

اكتبوا حلولا محتملة كنتم قد طرحتموها. إليكم بضع نصائح تساعدكم على البدء بالتفكير معا:

• اقترحوا أفكارا.
• حاولوا أن تطرحوا أكبر عدد من الأفكار، حتى إذا كان بعضها لا يبدو عمليا.
• انتظروا حتى تجمعوا كل الأفكار المحتملة قبل أن تتحدثوا عنها.
• أعدّوا قائمة بالأفكار التي طرحتموها – إذا رفضتم أفكار رفيق زواجكم، قد تلحقون ضررا بمشاعره وتعيقون التقدم.

تذكروا أن الأفكار التي تبدو غبية يمكن أن تثير أفكارا جيدة أخرى. حاولوا أن تقترحوا ثمانية حتى عشرة أفكار.

‏4‏.قيّموا واختاروا

انظروا إلى كل فكرة في قائمتكم، وحاولوا العثور على النتائج الأكثر عملية التي يمكن أن تساعد على حل مشكلتكم:

• احذفوا الأفكار التي تعتقدون أنها ليست جيدة.
• إذا اعتقد أحدكما أن فكرة معينة قد تنجح، أبقوها في القائمة.
• حضّروا قائمة بالحسنات والسيئات لكل فكرة بقيت في القائمة. تأملوا أولا في قائمة الحسنات – حاولوا العثور على نقطة إيجابية في كل فكرة. تحدثوا عن الفكرة باختصار، ولا تركزوا على حل واحد فقط.
• احذفوا الاقتراحات التي لها سلبيات أكثر من الحسنات. بعد ذلك، اختاروا الإمكانية الأفضل أو ادمجوا عدة إمكانيات معًا.
• صنِّفوا كل حل من 1‏ (ليس جيدا كفاية) حتى ‏10‏ (جيد جدًّا).

كونوا مستعدين للتنازل – ولكن إذا لم تعثروا على حل، عودوا إلى مرحلة التفكير المشترك. إذا لم تنجحوا رغم ذلك، ابحثوا عن معلومات إضافيّة أو اطلبوا من أشخاص آخرين أن يطرحوا أفكارا.

‏5‏.جرِّبوا الحل

التزموا باتباع حل واتفقوا على الأمور التالية:

• مَن يفعل ماذا، متى، وأين؟
• ماذا سيحدث إن لم نقُم بالخطوات التي اتفقنا عليها؟
• هل علينا أن نوثق جودة تنفيذ حلّنا؟
• متى علينا التفكير ثانية إذا كان الحل ناجعا؟

إذا كان الحل متعلقا بالأولاد، فكّروا إذا كان عليكم إشراكهم في المحاولة.

النصيحة الأهمّ: اكتبوا الحل الذي اتفقتم عليه وتجنبوا أن تنقلوا إلى أولادكم رسائل مزدوجة.

6.افحصوا الحل بعد التطبيق

• هل يعمل جيّدًا؟
• ما الذي نجح؟ ما الذي لم ينجح؟
• ما الذي يمكننا تغييره ليعمل الحل بشكل أفضل؟

إذا نجح اتفاقكم، سوف تلاحظون أن عدد النزاعات يقلّ. إذا لم ينجح، اسألوا أنفسكم الأسئلة التالية:

• هل كان الحل منطقيا؟
• هل ساهم كل منا بنفس القدر؟
• هل كانت القواعد والمسؤوليات واضحة لكلَينا؟
• هل استخدمنا نتائج خرق الاتفاق، وهل كانت النتائج ملائمة؟
• هل طُرِحت مواضيع أخرى يجب التحدث عنها قبل أن ينجح الحل؟

قد تكتشفون أن عليكم العودة إلى بداية عملية حل المشاكل للعثور على الحل الأفضل. رغم ذلك، من الطبيعي أنتواجهوا بعض الصعوبات خلال محاولاتكم – انتظروا لمدة أسبوع حتى أسبوعَين لمعرفة إذا كان الحل ناجعا.

إذا كانت علاقتكم تتضمن العنف داخل العائلة، اتصلوا بخط المساعدة، توجهوا لتلقي المساعدة، واتخذوا كل الخطوات لضمان سلامتكم وسلامة أولادكم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.