أكثر من مجرد جدال: العنف داخل العائلة

الجدالات داخل العائلة هي حالة شائعة جدا، ولكنها تخرج عن السيطرة أحيانا وتُلحق ضررا بالأشخاص. يحدث العنف داخل العائلة في جميع أنواع العائلات. كيف نعرف إذا كانت العلاقة عنيفة؟

المبادئ الأساسية

تدور جدالات بين أفراد العائلة من حين إلى آخر. فقد يحدث جدال بين الوالدين حول المال، الأولاد، والمهام المنزلية. ويمكن أن يتخاصم الأولاد أيضا. تخرج هذه الجدالات عن السيطرة أحيانا وتلحق ضررا بالأشخاص. عندما تحدث الجدالات بين البالغين، تؤثر في الجميع، لا سيما في الأطفال. يحدث العنف داخل العائلة في جميع أنواع العائلات، وهو يُلحق أضرارا خطيرة في كل مجالات الحياة – بدءا من الصحة الجسمانية والنفسية، القيام بالمهام داخل المجتمع، النموّ السليم لدى الأطفال، العلاقات الاجتماعية والعائلية، وغيرها.

لا يفكّر معظم الأشخاص في ما يحدث داخل العائلة على أنه “عنف داخل العائلة”. من الصعب التحدث عن الموضوع، وقد يتجاهلونه أو يُنكرون حدوثه. يلاحظ معظم الأشخاص أنه من الصعب عليهم التحدث عن الموضوع، حتى مع أقرب الناس إليهم، أو يشعرون أنه يُفَضَّل عدم التحدث بسبب الخوف.

للأسف الشديد، لا يزول العنف داخل العائلة تلقائيا. فهو يتفاقم غالبا مع مرور الوقت، إلا إذا طرأت تغييرات جذرية على الموقف والسلوكيات.

ليس هناك أيّ عُذر لاستخدام القوة، التهديد، إساءة المعاملة، أو العنف. إذا كنتم تعتقدون أنكم تعرضون عائلتكم لخطر، اخرجوا من المنزل حتى تهدأوا. إذا كنتم تعتقدون أنكم أنتم أو أولادكم معرضون لخطر فوري، اخرجوا من المنزل أو اتصلوا بمركز الشرطة على هاتف رقم 100. يمكنكم الاتصال بمركز 118 الذي يقدّم استجابة في هذا المجال.

إذا كنتم ترغبون في التحدث مع شخص ما، ولا تعرفون ما الذي عليكم القيام به، توجهوا إلى مراكز العلاج والمساعدة المعدة للنساء المتضررات من العنف، الرجال العنيفين، وللأطفال المعرضين للعنف التابعة لوزرة الرفاه.

ما هو العنف داخل العائلة؟

عندما يفكر الأشخاص في العنف داخل العائلة، يفكرون غالبا في الضرب أو العنف الجسدي. لا شك أن الضرب هو جزء من العنف. ولكن بشكل عامّ، يحدث العنف أو إساءة المعاملة عندما يستغل الأفراد قوتهم لإلحاق الضرر بالآخرين، السيطرة عليهم، والتصرف باستقواء تجاههم. يمكن أن يحدث العنف بالأقوال أو الأفعال.

العنف داخل العائلة هو ما يحدث عندما يتضرر أحد الزوجَين جسديا أو نفسيا، ويخشى من أن يتكرر الأمر ثانية. فيما يلي بعض النقاط الهامة المتعلقة بالعنف داخل العائلة:

  • يحدث العنف داخل العائلة في العلاقات بين المخطوبين، المتزوجين، المنفصلين، أو المطلقين.
  • وهو يحدث بين الرجال والنساء، وفي العلاقات أحادية الجنس.
  • يمكن أن يمارس أشخاص مختلفون العنف أو إساءة المعاملة.
  • يميل مَن يمارس العنف إلى التقليل من أهمية سلوكياته، فيما يميل مَن يتعرض للعنف إلى اتهام نفسه والتقليل من أهمية ما حدث.
  • للأسف الشديد، هناك أشخاص ينظرون إلى العنف وإساءة المعاملة كجزء من العلاقات.

 

الجدالات ليست عنفا داخل العائلة

النزاعات، التعبير عن رأي مخالف، وحتى التعبير عن الغضب – كل هذه السلوكيات هي جزء طبيعي من أية علاقة. يمكن أن يحدث جدال دون الإضرار بأحد، والجدالات هي إحدى الطرق التي يواجه فيها البالغون الفوارق بينهم ويحلون المشاكل.

يتعلم الأولاد عن العلاقات وكيف يمكن مواجه عدم التوافق عندما يشاهدون البالغين، لا سيما الوالدين، يفعلون ذلك.  أحد أهم الأمور الذي يمكنكم القيام بها من أجل الأولاد هو أن تُظهروا لهم أنكم تعرفون أن تتناقشوا دون عنف، وفي الوقت ذاته تحترمون الآخر وتهتمون به.

لماذا يحدث العنف داخل العائلة؟

من الصعب أحيانا معرفة لماذا يمارس الأشخاص العنف عمدا، لا سيما تجاه مَن يحبونهم. هناك أمور كثيرة قد تؤدي إلى العنف داخل العائلة. مثلا، هناك أشخاص:

  • أقوى، أكبر، صوتهم أعلى، يفرضون سلطتهم وسيطرتهم على الآخرين، وقد يعتقدون أنه يحق لهم أن يحصلوا عما يريدونه.
  • تنقصهم الخبرات الملائمة لمواجهة ضغوط الحياة أو لا يعرفون كيف يواجهون مشاعرهم، لذا يشعرون بالإحباط والغضب، ويسمحون لأنفسهم بأن يتعاملوا بعنف مع الآخرين.
  • يغارون ويعتقدون أنّ لديهم الحق في السيطرة على سلوك الزوج أو الزوجة
  • يعتقدون أن رفيق الزواج هو مِلكهم ويعتقدون أنّ في وسعهم تهديده كما يرغبون
  • يترعرعون في عائلات تعلموا فيها أن العنف هو طريقة لمواجهة الاختلافات في الرأي أو الحصول على ما يريدونه. ربما لا يعرفون طريقة أخرى للتصرف.

تأثيرات العنف داخل العائلة

التأثيرات على الحياة العائلية

يمكن أن يؤدي العنف داخل العائلة إلى الشعور بانعدام الأمان وانعدام الدعم من جهة العائلة، ما قد يؤدي إلى نقص الثقة بالنفس أو إلى التقدير الذاتي المنخفض. وقد يؤدي العنف داخل العائلة إلى الانفصال أو الطلاق.

التأثيرات على الوالدين

يمكن أن يشعر رفيق الزواج المتضرر بـ:

  • التهديد، التوتر، الخوف، الخجل، الذنب، الاكتئاب، والعزلة
  • صعوبة مواجهة كونه والدا
  • صعوبة في مواجهة الحياة

يمكن أن يشعر رفيق الزواج العنيف بـ:

  • الإحباط
  • الغضب القوي الذي تصعب السيطرة عليه
  • عدم التقدير من جانب العائلة
  • القدرة المنخفضة على أن يكون والدا
  • العزلة الشديدة

التأثيرات على الأولاد

يؤثر العنف داخل العائلة في الأولاد من ناحية جسمانية عاطفية على حد سواء. يعود مدى الضرر إلى عمر الأطفال، المدة التي يُمارَس فيها العنف، وما يحدث. كلما استمرّ العنف فترة أطول، يصعب أكثر على الأطفال أن يواجهوا مشاعرهم المتغيرة في المنزل. في كثيرِ من الأحيان، يعيش الأولاد حالةً من الترقب الدائم، إذ يتوقعون حدوث العنف مجدّدا.

تتضمن التأثيرات على الأولاد  المشاعر ، الخوف، قلة الثقة، الخجل، الغضب، العجز، التقدير الذاتي المنخفض، والاكتئاب. قد يُبدي الأولاد علامات توتر مثل الصداع، الآلام في البطن، المشاكل في النوم، الكوابيس، والتبول اللا إرادي.

يمكن أن يعتقد هؤلاء الأطفال أن العنف داخل العائلة هو أمر طبيعي، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على ما يرغبون به. وهم يتعلمون أنه يجوز استخدام العنف أو التضرّر جراء إساءة المعاملة.

تتضمن التأثيرات والعلامات الأخرى:

  • التغيّب عن المدرسة للبقاء مع الوالد/ة المتضرر/ة
  • الهروب من البيت
  • استهلاك المُخدّرات والكحول
  • السلوك والكلام العدوانيَّين
  • تحصيلات منخفضة في المدرسة
  • قلّة الأصدقاء
  • عدم المشاركة في النشاطات العائلية

انتَبِهوا: قد تكون هناك أسباب أخرى لهذه السلوكيات لدى الأولاد.

ما الذي يمكن أن يفعله الوالدون

إذا حدث عنف داخل عائلتكم، عليكم التوجه لتلقي المساعدة.

  • يمكن التوجه في أية لحظة إلى خدمات الرفاه.
  • في حالات الخطر الفوري، اتصلوا بمركز الشرطة على هاتف رقم 100 أو اتصلوا بخط المساعدة 118.
  • عند التعرض لضرر جسماني و/أو جنسي، يمكن التوجه إلى المستشفى ولا داعي للحصول على إحالة أو استمارة 17.
  • يعمل في كل صناديق المرضى والمستشفيات عمال اجتماعيون، يمكن استشارتهم حول الموضوع. فهم سوف يساعدونكم ويوجهونكم إلى الجهات الملائمة.

رفيق الزواج الذي يُمارس العنف

إذا كنتم تمارسون الاستقواء أو العنف تجاه رفيق زواجكم، أو كان يصعب عليكم التحكم في الغضب، عليكم تعلم طرق أخرى لمواجهة هذه المشاعر، دون ممارسة العنف. تحدثوا مع خبير بمشاكل العنف داخل العائلة أو اتصلوا  .

إذا كنتم تعتقدون أنكم تُعرِّضون عائلتكم لخطر، اخرجوا من المنزل حتى تهدأوا.

رفيق الزواج المتضرّر

يحق لكم أن تدافعوا عن أنفسكم وتشعروا بالأمان. أنتم لستم المسؤولين عن العنف وسوء المعاملة، وهما لا يحدثان بسببكم. إذا كنتم تعتقدون أنكم أنتم أو أولادكم معرضون لخطر فوري، اتصلوا بمركز الشرطة على هاتف رقم 100.

من المهم التذكر في حالات الخطر

إذا كان لديكم خوف من رفيق الزواج، فكروا أين يمكن أن تكونوا أنتم وأولادكم بأمان. على الأولاد أن يعرفوا أنّ التصرف العنيف مرفوض. يمكن أن يساعدكم الابتعاد عن مُمارِس العنف على أن تنظروا إلى الأمور بوضوح.

كيف يمكن أن تساعدوا أولادكم؟

على الأولاد أن:

  • يحصلوا على حماية ولا يتعرضوا للضرر الجسماني، العاطفي، والكلامي
  • يعرفوا أن الاستقواء، إساءة المعاملة، والعنف هي أمور مرفوضة
  • يحصلوا على دعم للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم
  • يحصلوا على دعم من بالغ آخر يمكن الاعتماد عليه
  • يحصلوا على دعم في المدرسة
  • ينالوا مساعدة مهنية، إذا ظهرت لديهم مشاكل سلوكية أو عاطفية
  • يعرفوا أنهم ليسوا مذنبين
  • يعرفوا أنهم محبوبون
  • يعرفوا إلى أين يمكنهم التوجه للحصول على مساعدة في حالات الطوارئ أو الاتصال بالشرطة على هاتف 100.

تقدم وزارة العمل، الرفاه، والخدمات الاجتماعية حماية ومساعدة أولية لضحايا العنف داخل العائلة، وهدفها مساعدة ضحايا العنف على مواجهة وضعهم . يمكن الاتصال بخط الطوارئ الاجتماعي التابع لوزارة الرفاه على هاتف ‏118.

تذكروا دائما!

  • يحق لكلّ إنسان أن يشعر بالأمان والحماية.
  • ليس هناك أيّ عُذر للاستقواء، إساءة المعاملة، أو العنف.
  • في كثيرِ من الأحيان، تصبح ممارسة الاستقواء والعنف نمطًا سلوكيًّا ثابتًا.
  • يواجه الأولاد مشاكل عندما يُمارَس العنف داخل العائلة.
  • على ممارسي العنف أو الاستقواء أن يتعلموا كيف يتصرفون بشكل مختلف.
  • عندما تخوضون جدالات دون أن تستخدموا العنف وإساءة المعاملة، يتعلم أولادكم منكم كيف يتصرفون.
  • إذا كنتم قلقين من تأثيرات سلوككم على عائلتكم، أو كنتم تخشون من سلوكيات رفيق الزواج، توجهوا لتلقي المساعدة المهنية. لا تنتظروا وتتأملوا أن تختفي هذه المشاكل.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.