أن تكونوا والدين بعد علاجات الإخصاب خارج الرحم IVF)‎‎)

لمحة سريعة

• الإخصاب خارج الرحم (‏IVF‏) هو عملية يتم فيها إخصاب بويضات خارج رحم المرأة، ثم تتم إعادتها إلى الرحم بعد عدة أيام. يمكن أن تجري هذه العملية عبر بويضات وحيوانات منوية من الوالدين، أو عبر بويضة و/أو منيّ من متبرعين.
• تواجه امرأة بين كلّ ست نساء صعوبة في أن تصبح حاملا.
• ‏3%‏ من الأطفال الذين وُلِدوا في إسرائيل عام ‏2016‏ هم أطفال لوالدين مروا بعلاجات إخصاب مثل الإخصاب خارج الرحم. بالمقابل، تصل نسبة هؤلاء الأطفال في الولايات المتحدة وإنجلترا إلى 1.5% -2% فقط.

عام ‏2013،‏ حصل ‏9,583‏ حملا عبر الإخصاب خارج الرحم، وانتهى ‏6,165‏ منها بولادة طفل بنجاح. وفق معطيات وزارة الصحة، بين عامَي ‏2000‏ و‏2013،‏ وُلِد في إسرائيل نحو ‏60,000‏ “طفل أنابيب”.

التحديّات

قد تكون علاجات الإخصاب خارج الرحم (‏IVF‏) مصدر توتر كبير جدا.فبشكل عامّ، يبدأ الأزواج علاجات الإخصاب بعد أن يحاولوا الحمل بشكل طبيعي لفترة من الوقت. بعد فترة من التجارب غير الناجحة، قد يشعرون بإحباط شديد؛ وقد يكتشفون أن أحدهما أو كلَيهما يعاني من مشكلة تؤدي إلى عدم الإخصاب أو تساهم في عدم الإخصاب. علاجات الإخصاب خارج الرحم هي طريقة جيدة، ولكنها تتطلب طاقات من ناحية جسدية ونفسية على السواء.

لا تضمن علاجات الإخصاب خارج الرحم الحمل. فلأسباب عديدة، يكتشف بعض الأشخاص بعد العديد من محاولات الإخصاب خارج الرحم أنهم لا يزالون غير قادرين على الحَمل. من جهة أخرى، تصبح نساء كثيرات حوامل منذ العلاج الأول.

علاجات الإخصاب خارج الرحم هي علاجات باهظة الثمن، وقد تسبّب للكثيرين ضغطًا اقتصاديا، ما يزيد التوتّر الناجم عن العلاج. في دولة إسرائيل، هناك تمويل من الدولة لعلاجات كهذه لأوّل ولدَين فقط.

تشمل العلاجات مراحل كثيرة، يجب على الأزواج اجتيازها من أجل المتابعة:

• يتعين على المرأة أن تتناول هرمونات تُحفز إنتاج البويضات.
• يجب جمع بويضات وحيوانات منوية سليمة من الزوجَين (إلا إذا كانت من متبرعين). تخضع المرأة، وأحيانًا الرجل أيضا، لإجراءات طبية في المستشفى.
• تمر البويضات والحيوانات المنوية بإخصاب في مختبر لإنتاج جنين.
• يُعاد الجنين إلى الرحم، وهناك ينمو حتى يصبح رضيعًا مُعافى.

قد تتعرض النساء اللواتي اجتزن علاجات إخصاب لمضاعفات أثناء الحمل كسائر النساء الحوامل الأخريات. تؤدي هذا الأمر إلى كون العلاج إجراءً عاطفيًّا جدًّا، فيه الكثير من القرارات، القلق، وأوقات الانتظار الصعبة.

التوتر والقلق

علاجات الإخصاب هي مصدر توتّر للوالدَين كليهما، وهناك نساء يُعانين من أعراض التوتر المزمنة. تشير الأبحاث إلى أن التوتر لدى النساء اللواتي يجتزن علاجات الإخصاب شبيه بمستوى التوتر لدى النساء اللواتي يعانين من مرض خطير. قد تؤثر علاجات الإخصاب في شعور الإنسان بالسيطرة، شعوره بأنه طبيعي، وبرامجه المستقبلية.

في كثيرِ من الأحيان، يحاول الأزواج الذين ينجحون في الحمل عبر علاجات الإخصاب خارج الرحم أن يحافظوا على مستوى حماسة معتدل، إذ إن الصعوبات التي واجهوها قد تزيد أكثر مخاوفهم من حصول تعقيدات. يكون الوالدون بعد الولادة أحيانا، وفي السنة الأولى من ولادة طفلهم، قلقين أكثر من المعتاد بشأن صحة الولد وسلامته.

الحمل بتوائم شائع أكثر في الإخصاب خارج الرحم، ما يزيد من التحديات خلال الحمل وفي السنة الأولى بعد الولادة.

في نهاية المطاف، تنشأ علاقات جيدة وآمنة بين أطفال الأنابيب ووالديهم، تماما مثل العلاقات بين الوالدين والأطفال الآخرين. تشير الأبحاث إلى أن القلق يزول بعد السنة الأولى من الولادة، وإلى أن الوالِدين يتأقلمون مثل الوالدين الآخرين من نفس السنّ والخلفية الثقافية الذين أنجبوا أولادا بعد حمل طبيعي.

الحمل وتأثيره في العلاقات

قد تؤثر مشاكل عدم الإخصاب في علاقات كثيرة. وتعود هذه الصعوبات إلى تغييرات هرمونية تسبب حساسية مفرطة وتغييرا حقيقيا في الطريقة التي تشعر فيها النساء، بدءا من التوتر بسبب احتمال الفشل في الحمل، وصولا إلى الطريقة التي يفكر فيها كل واحد من الزوجَين في الآخر كشخص داعم. قد يكتشف الأزواج فوارق في طريقة تعامل كل منهم، وفي قدرتهم على التحدث عن مشاعرهم.

ليست هناك أدلة على أن نسبة الانفصال أو الطلاق تزداد لدى الأزواج الذين يمرون بعلاج الإخصاب. مع ذلك، أشار أزواج مطلقون إلى أن مشكلة الإخصاب والعلاجات ربما كانت عاملا للطلاق.

يمكن أن تكون هذه الفترة مثيرة للتحدي. النصيحة الأفضل هي  الحفاظ على علاقاتكم قدر المستطاع. تحدثوا عن مشاعركم حين تشعرون بها، وحاولوا أن تتحدثوا مع الآخرين عمّا يقلقكم.

القرارات الصعبة

يواجه الأزواج الذين يمرون بعلاجات الإخصاب خارج الرحم أسئلة صعبة، منها:

• هل نريد أطفالا آخرين؟
• هل سننجح في الحمل ثانية؟
• هل سنخضع لعلاجات الإخصاب خارج الرحم ثانية، وهل ستنجح؟
• هل نحن مستعدون للمرور بكل التوتر ثانية؟

أحد القرارات المثيرة للتحدي لدى الأزواج الذين خضعوا لعلاجات الإخصاب خارج الرحم هو معرفة ما الذي عليهم القيام به فيما يتعلق بالأجنّة التي لم تُعَد إلى الرحم. في أحيان كثيرة، تؤدي عملية العلاج إلى إنتاج عدد كبير من الأجنة دفعة واحدة، فيتم تجميدها في حال كان الوالدون معنيين بولادة طفل آخر في المستقبل. إذا قرر الأزواج أنهم ليسوا معنيين بمتابعة علاجات الإخصاب، عليهم أن يقرروا ما الذي يتعين عليهم القيام به بالأجنة المجمدة. عندها قد يواجهون مسائل أخلاقية أو خلافات في الرأي بالنسبة للمعتقَدات.

على الوالدين الذين ولدوا أطفالهم عبر الإخصاب خارج الرحم أن يقرروا ما الذي يقولونه لأولادهم، لا سيما إذا حملت المرأة بعد حصولها على حيوانات منوية من متبرع، وعليهم أن يعرفوا ما هو العمر الأفضل لإبلاغ أولادهم. كيف يجب إبلاغ الأطفال؟ على الوالدين التحدث عن الموضوع واتخاذ قرار يناسبهم.

إذا كنتم تفكرون في خوض علاجات الإخصاب خارج الرحم ثانية، يوصى بالتوجه لتلقي استشارة قبل بدء العلاجات. يعرف خبراء علاجات الإخصاب معلومات مفصلة، وكذلك مصادر تدعم الوالدين الذين يجتازون علاجات الإخصاب خارج الرحم، في قراراتهم بشأن التعامل مع الإجراء وكيفية إخبار الأطفال إذا دعت الحاجة.

طلب المساعدة

يواجه بعض والدي “أطفال الأنابيب” صعوبات في مواجهة تحديات الأبوة والأمومة عند التعامل مع أطفالهم. فقد يشعرون بأنه لا يجوز لهم أن يتذمروا، وأن عليهم أن يشكروا الله على الابن الذي طالما كان يحلمون به. يخجل الكثير منهم من طلب المساعدة.

ولكن على كل الوالدين، بما في ذلك الذين وُلد أطفالهم بعد علاجات الإخصاب خارج الرحم، أن يشعروا أنه يمكنهم التوجه لتلقي المساعدة عندما يحتاجونها–إذ إنّ كونهم والدين هو أمر صعب، بغضّ النظر عن طريقة الحمل! تذكروا أن كل الوالدين الجدد يشعرونبمشاعر مختلطة ويشعرون أحيانا بمشاعر مختلفة فيما يتعلق بكونهم والدين.

علاجات الإخصاب خارج الرحم من ناحية قانونية

تفرض كل دولة قيودا قانونية مختلفة فيما يتعلق بالإخصاب خارج الرحم. مثلا، يحظر القانون في إسرائيل تجميد البويضات لأكثر من عشر سنوات.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.