التواصُل والعلاقة

التواصُل والعلاقة القوية والآمنة ضروريان لتطوّر الطفل . يمكن بناء التواصُل والعلاقة عبر تعلّم علامات خاصة لدى الطفل وفهم رد الفعل الأفضل لتلبية احتياجاته. التواصُل هو غريزة خلقية لدى الإنسان للبحث عن الشفقة والأمان أثناء مواجهة ضائقة مقارنة بالعلاقة التي تتضمن فهما، دفئا، لمسا، ووضع حدود.

أساس التواصُل

التواصُل هو الغريزة الخلقية للبحث عن الشفقة والأمان أثناء الضائقة، حتى الحصول عليه، وهو يُشكّل علاقة قوية وطويلة الأمد بين الطفل وبين من يعتني به.

يتطوّر التواصُل نتيجة المحبة والعناية المتتاليتين والحساسيتين في الأشهر الأولى من ولادة الطفل، وتوفير رد حساس وملائم لاحتياجات الطفل. إنه يتيح للطفل أساسا هاما للتطوّر الاجتماعي، الشعوري، والإدراكي السليم، ويبني أسسا للشعور بالحماية والأمان ومهارات المواجهة الجيدة.

تُبنى العلاقة مع الطفل عبر عدة طرق تواصُل، وتتضمن فهما، دفئا، لمسا، وكذلك وضع حدود.

يرتبط الأطفال بالبالغين المهمين في حياتهم. غالبا، يكون البالغ الوالدين، ولكن يمكن أن يرتبط الطفل بأشخاص آخرين يهتمون به بشكل ثابت أيضا مثل الجد والجدة والمربية. يستطيع الأولاد الارتباط بأكثر من شخص واحد، وهم يفعلون ذلك حقا.

لا يؤثر تواصل الطفل وعلاقته مع الأشخاص الآخرين في التواصل والعلاقة بينكم وبين الطفل، بل على العكس يساعدان على تعلّم كيف يكون الإنسان قريبا من الآخرين. قد يُطوّر الأطفال الذين يحظون باهتمام لا يلبي احتياجاتهم، غير متوقع، أو مهدد، مشاكل في التواصل تؤدي إلى بطء في نموّهم.

يمكن أن تُفكّروا في التواصل وكأنه علاقة بين كوكبين سيارين كوكب كبير وكوكب صغير قريب منه. إذا طوّرتم علاقة قوية بينكم، يستطيع الكوكب السيار الصغير أن يدور حول الكوكب الكبير ويهتم بأموره، دون خوف أن يضيع في الفضاء.

فهم التصرف الذي يهدف إلى التواصُل

يحاول الأطفال والرُضّع الحصول على الشفقة والحماية من الأشخاص المرتبطين بهم. يستخدم الأطفال سلوكيات تواصل مختلفة للتعبير عن احتياجات مختلفة.

مثلا، بهدف التعبير عن أنهم يحتاجون إلى الاهتمام، قد يهتم الأطفال الصغار بأن:

  •  يبتسموا إليكم أو يقيموا علاقة بصرية يحب الأطفال النظر إلى عيونكم.
  •  يُسمعوا ضجة خفيفة، مثل الململة أو الضحك.
  •  يزحفوا خلفكم أو يمدوا يدهم.
  •  يقلّدوا الإشارات التي تقومون بها.
  • يبدوا هادئين ومهتمين.
  •  يبكوا.

بهدف أن يُظهروا متى يحتاجون إلى الاستراحة أو إلى تعامل آخر وأكثر لطفا، قد يهتم الأطفال الصغار بأن:

  •  يُبعدوا نظرهم، يغمضوا أعينهم، أو يتثاءبوا.
  •  يحاولوا المكافحة أو الابتعاد.
  • يظهروا متوترين وغير مرتاحين.
  •  يبكوا.

كيف يمكن التعامل مع التصرف الذي يهدف إلى التواصُل

من المهم التعامل مع هذه السلوكيات بحيث تُلبي احتياجات الطفل.

عندما يحظى الطفل بما يحتاج إليه، مثل الابتسام، اللمس، أو المعانقة، يشعر بأمان. يعرف أنه يستطيع أن يهدأ ويتابع اللعب، يكتشف بيئته، ويتعلّم. بهذه الطريقة. يُشكّل التواصل أساسا للتطوّر السليم.

عندما لا تتم الاستجابة إلى السلوك الذي يهدف إلى التواصل، قد يبدي الأطفال خوفا واقترابا أكبر. مثلا، قد يحدث ذلك عندما يُشجع الوالدان الرضيع أن يكون شجاعاومستقلا قبل أن يكون مستعدا لذلك.

يبقى جزء من احتياجات الطفل شبيها كما هو سنوات، بما في ذلك المحبة والاهتمام، التغذية الجيدة، النوم الكثير، وغير ذلك. يتغيّر جزء من هذه الاحتياجات مع مرور الوقت. يُستحسن فهم مرحلة التطوّر التي يمر الطفل فيها.

الاهتمام الشعوري

يؤدي توفير الدفء والمحبة للطفل أن يُنتج دماغه مواد كيميائية تُنشئ تواصلا بين الخلايا، وتساعدها على التطوّر. هكذا، تساهم المحبة حقا في نمو الطفل جسمانيا. عمليا، يمكن أن تساهموا في إقامة هذا التواصل بالطرق التالية:

  • المحبة الجسمانية: المعانقة، الملاطفة، والقُبلة.
  • الاستجابة للطفل عندما يبكي ويبحث عنكم.
  •  توفير شعور الأمان للطفل.
  •  تحديد حدود (إذا عض أثناء الرضاعة، شد شعرك، وغيرها).

المودّة الجسمانية

يمكن احتضان الطفل، معانقته وهزه بنعومة، التحدث إليه، والإنشاد له. يشعر الأطفال بهدوء وأمان عندما يتم احتضانهم يتعرّفون على رائحة والدتهم، والدهم، أو من يعتني بهم بشكل ثابت. يحب الأطفال، بشكل خاص، ملامسة الجلد والملاطفة الناعمة والمهدئة. لا يُشكّل اللمس الذي يكون جزءا من روتين الطفل (مثل أثناء تغيير الحفاظات، الاستحمام، والإرضاع) مصدر متعة لدى معظم الأطفال الصغار فحسب، بل يُوفر لهم شعورا بالأمان.

كيف يمكن التعامل مع البكاء

يبكي الأطفال أحيانا لأن شيئا ما يزعجهم عندما يكون حفاظهم رطبا، يشعرون أنهم جائعون، أو أن الضوء ساطع كثيرا. عندما تهتمون بذلك، يشعر الطفل بالمزيد من الارتياح والأمان. لا يمكن أن تعرفوا أحيانا لماذا يبكي الطفل، ولكن عندما تهتمون به، تعلمونه أن يثق بكم أن يعرف أنه يمكنه الاعتماد عليكم. لا يمكن جعل طفل صغير مدللا.

توفير شعور الأمان للطفل

يمكن أن تمنحوا الطفل شعور الأمان عبر دعم رأسه وعنقه جيدا عندما تحتضنونه. كذلك يمكن تغطيته، فالغطاء يثير شعورا من الأمان لدى الطفل شعر به عندما كان جنينا. تهدئ التغطية الطفل عندما يبدو منزعجا أو يحتاج إلى النوم.

التحفيز الذهني

يتألف عالم طفلكم الصغير من التأمل، الإصغاء والشعور، والقليل من التفكير. يعمل دماغ الطفل وينمو عندما تمر عيونه، أذناه، وجلده بتجارب شعورية. تساعد هذه التجارب أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، التفكير، واللغة على ربط علاقات جديدة وعلى النموّ.

إليكم بعض الأفكار للتحفيز الذهني لدى الطفل الصغير:

  •  تحدّثوا مع طفلكم على فترات متقاربة قدر المُستطاع، بنبرات هادئة ومنخفضة. هكذا يستطيع ابنكم التعرّف إلى صوتكم وتعلّم أساس اللغة. قد تشعرون بحماقة إلى حد ما عندما تتحدثون مع شخص غير قادر على الرد، ولكن من المهم أن تعرفوا أن الأطفال يتعلمون اكتشاف النغمات والأصوات التي يسمعونها أحيانا.
  •  قصوا على الطفل قصصا أو غنوا له أغاني وقوافي. إنها تؤثر مثل التكّلم. كذلك، ينجذب الأطفال جدا في هذا العمر إلى مستوى النغمة ووتيرتها، ويتمتعون بأنغام الموسيقى الهادئة.
  •  عندما تتحدثون أو تغنون، انظروا إلى عيني الطفل واستخدموا تعابير وجه مختلفة. هكذا يمكن أن يتعلم طفلكم العلاقة بين الكلمات والأحاسيس.
  •  المسوا ابنكم الصغير وعانقوه بشكل مستمر. يشعر ابنكم، منذ الولادة، باللمسات الخفيفة جدا. يثير اللمس لديه شعورا بالحماية والأمان. يستجيب دماغ الأطفال حديثي الولادة للمسات وتجعلهم يُطلقون مواد كيميائية تشعرهم بالسعادة.

بناء أساس آمن لنموّ الطفل

قد تساعدكم النصائح التالية على استخدام التواصُل لمأسسة نمو وتطوّر الطفل.

  •  واسوه عندما يبكي أو يكون منزعجا. عندما يواسي الوالدان الطفل، يعرف أن العالم مكان آمن ويبكي أقل.
  • كرسوا وقتا لقضائه مع الطفل. حاولوا قراءةتعابير الطفل إنه يعتمد عليكم لتفهموا ما يحاول التعبير عنه.
  •  فكّروا في طفلكم أنه شخص قائم بحد ذاته، لديه احتياجات ومشاعر خاصة به. مثلا، فكّروا كيف يشعر الطفل عندما تحتضونه ومن ثم تضعونه في مكان آخر دون إنذار مسبق، أو كيف يشعر إذا تم تسليمه إلى إنسان غريب. كونوا لطيفين عندما تعرضون عليه أمورا جديدة أو أشخاصا جددا، وأخبروه ما الذي تنوون القيام به، ليتعلم أن العالم هو مكان يمكن توقعه.
  •  انظروا إلى العالم من وجهة نظر الطفل. حاولوا التفكير فيما ينظر إليه، كيف يشعر، أو ما يحاول القيام به. اعرفوا ما يحبه جدا وما لا يحبه.
  •  اهتموا بالمرونة. تعلّموا ما يُلائم طفلكم، ولا تتبعوا روتينا معينا لا يُلائمكما كليكما.
  •  وفّروا للطفل فرصا للنجاح، وساهموا في تحقيقها. ضعوا إلى جانبه خرخشية يتعين عليها تحريكها، أو الزحف بهدف الوصول إليها.
  • احصلوا على دعم. عندما تكونون معافين جسمانيا ونفسيا، تستطيعون توفير المحبة والأمان اللذَين يحتاج إليهما الطفل للتواصل. ابحثوا عن شخص يمكن التحدّث معه، ليشجعكم عندما تتصرفون جيدا ويتيح لكم أخذ استراحة عندما تحتاجون إلى ذلك. أنتم الأهم في حياة الطفل. إذا كنتم قلقين من علاقتكم مع طفلكم، فاطلبوا المساعدة. إن تلقي المساعدة عندما يكون طفلكم ما زال صغيرا قد يُغيّر العلاقة بينكم.

التواصُل والانفصال

في جيل ستة أشهر تقريبا، ينمي معظم الأطفال علاقات هامة، ولكنهم قد يخافون من الأشخاص الذين لا يعرفونهم جيدا. يُشكل شعور الأطفال بأمان في العالم جزءا طبيعيا أثناء عملية تعلّمهم، وفي غضون وقت قصير يعتادون على الأشخاص الجدد. حاولوا أن تكونوا قريبين ليشعروا بالهدوء.

يبكي الأطفال في هذا العمر ويشعرون بقلق الانفصال عندما تتركونهم مع شخص آخر.
في السنوات القادمة، يتعلم الأطفال والرُضّع، تدريجيًّا، مواجهة الانفصال أكثر عن الأشخاص الذين يحبونهم. في البداية، يفحصون البيئة قد يذهبون وراءكم إلى المرحاض! هذه الخطوات هي جزء من عملية بناء الثقة.

في جيل ثلاث أو أربع سنوات، يستطيع الأولاد غالبا تدبّر أمورهم خلال نصف اليوم تقريبا مع أشخاص لا يعرفونهم (أشخاص آخرين سوى الأشخاص الذين يهتمون بهم) دون أن يكونوا قلقين. يحتاج بعض الأولاد إلى وقت أطول. وذلك منوط بمزاجهم وتجاربهم السابقة

 الانفصال والنوم

قد يبدأ الأطفال الذين ينامون جيدا في الأشهر الستة الأولى من حياتهم بالاستيقاظ أثناء الليل، أو قد يرفضون النوم. ربّما يشعرون بالخوف من هجرهم؛ يمكن أن تقرأوا عن طرق لتشجيع النوم المستقل لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.