لمَ من المهم التحدث إلى الأطفال والرُّضَّع؟

منذ الولادة، من المهم التحدث إلى الأطفال والرُضّع لبناء مهارات اللغة والتواصل لديهم. هذه مهارات حياتية هامة جدًّا. ليس ضروريًّا أن تصبح المحادثة مع ابنكم حدثا كبيرًا - فالتحدث عن الأحداث اليومية هو بداية جيدة.

التحدث إلى الأطفال والرُّضَّع: لماذا يُستحسن التحدث أكثر؟

إن التحدث مع طفلكم أو رضيعكم قد يساعده على تطوير مهارات اللغة والاتصال، وكلما تحدثتم أكثر يكون الأمر أفضل. يستخدم الآباء الذين يتحدثون كثير مع أولادهم الصغار كلمات وأصواتًا كثيرة ومختلفة. عندما يتعرّض الأولاد إلى الكثير من الكلمات، يتحسن فهمهم للغة، ويصبح عدد الكلمات التي يفهمونها وأنواعها أكبر. لا يدور الحديث عن مهارات لغة أفضل: يساعد التحدث إلى الأطفال في تطوير دماغهم، وقد يساعد الأولاد على النجاح لاحقًا في المدرسة.

إضافة إلى ذلك، فإن التواصل المتبادل والدافئ واللطيف مع ابنكم يساعدكم على خلق تجارب مشتركة وتقاسمها، وبالتالي تتعزز علاقاته. وفي الوقت ذاته، تساعده على التعرّف أكثر إلى العالم.

أي نوع من الكلام؟

ليس ضروريًّا أن تكون المحادثة مع الطفل حدثا كبيرا. يمكن البدء بالتحدث إليه قليلا عن أمور يومية ذات صلة بالمنزل والعائلة – مثلا ما تقومون به من أجل طفلكم في تلك اللحظة. مثلًا: “الآن، سنرتدي الملابس. وسنرتدي القميص عبر الرأس”. أو إذا كنتم خارج المنزل وبدأ طفلكم يشير إلى شجرة، يمكنكم القول: “ما أكبر هذه الشجرة، وما أعلاها، صحيح؟ من المهم معرفة الحيوانات التي تسكن على هذه الشجرة! ربّما تسكن سحلية؟”.

كم يجب التحدث؟

كلّ أنواع الكلام جيدة لطفلكم، ولذلك حاولوا التحدث إليه كثيرًا قدر الإمكان أثناء اليوم.‎ ‎رغم ذلك، يحب الأطفال الهدوء أحيانًا، فإذا توقف طفلكم عن الرد وبدأ يظهر متعبًا، منزعجًا أو عصبيًّا، حاولوا التحدث إليه لاحقًا. تؤثر شخصية طفلكم في الوتيرة التي يرغب فيها في التواصل معكم. يكون بعض الرُّضَّع اجتماعيين أكثر بشكلٍ طبيعيّ، ويكون الآخرون هادئين أكثر.

متى يجدر البدء بالتحدث؟

‏ابدأوا بالتحدث إلى طفلكم باكرا قد الإمكان. في الحقيقة، يستوعب طفلكم كمية كبيرة من المعلومات حول الكلمات والكلام منذ الولادة – وذلك عبر الإصغاء إليكم والنظر إليكم وأنتم تتحدثون. في البداية، قد تبدو المحادثات مع الطفل أحادية الجانب. ولكن، رغم أن طفلكم ما زال لا يستخدم الكلمات، فهو يحاول رغم ذلك المشاركة في المحادثة! ‏إنه يتواصل معكم عبر البكاء، النظر، والسمع. يبدأ لاحقا بإسماع النغمات، الابتسامة، الضحك، إسماع الأصوات المختلفة وبتحريك جسمه من أجل التواصل. عندما تتحدثون وتكرسون جَلّ اهتمامكم بابنكم، يمكنكم ملاحظة محاولاته للتعبير عن رده.

نصائح للتحدث إلى الأطفال والرُّضَّع

يشكّل كلّ الوقت الذي تقضونه مع ابنكم فرصة جيدة للتحدث. يمكنكم التحدث إليه عندما تبدلون حفاظه، تتناولون وجبة الغداء، تسافرون في السيارة، تتنزهون وهو في العربة، أو تجلسون في الساحة – ليست هناك حاجة إلى وقت خاص من أجل التحدث.

يتعلم ابنكم التحدث عندما ينظر إليكم وأنتم تتواصلون مع الآخرين. إذا كنتم تتحدثون بشكل إيجابي، يتعلم ابنكم التحدث مع الآخرين بشكل إيجابي أيضًا. مثلا، عندما تتحدثون أثناء تناول الوجبة، يمكنكم استخدام لغة إيجابية مثل “ما هي الأمور الحسنة التي صادفتها اليوم؟”

قد تشعرون كالحمقى في البداية عندما تحاولون إجراء محادثة كاملة مع طفلكم، ولكن لا تيأسوا! تساعدكم المحادثات والنشاطات التي تشمل جزءا من النقاط التالية على أن يطوّر ابنكم مهارات اللغة.

‏اهتموا بابنكم

  • أوقفوا تشغيل كلّ ما قد يؤدي إلى عدم انتباهكم. ضعوا هاتفكم في وضع الصمت، أوقفوا تشغيل التلفزيون والحاسوب، وركّزوا اهتمامكم ببساطة أثناء المحادثة بابنكم.

  • أصغوا إلى ما يحاول ابنكم قوله. إذا لم يستخدم الكلمات بعد، اسألوه أسئلة تستند إلى محاولاته. مثلا، إذا أشار ابنكم إلى كلب، فقولوا “هذا كلب أبيض ومحبوب. ماذا تظنّ أنه سيعمل الآن؟”.

  • استخدموا التوقف المؤقت عن الكلام بشكل طبيعي عندما تتكلمون. في النهاية، سيستخدم طفلكم لحظات التوقف المؤقتة هذه عندما ينجح في تطوير لغته. يُعلم ‏التوقف المؤقت عن الكلام مهارات “العطاء” و “الأخذ” أثناء المحادثة.

  • اعرفوا متى يجب التوقف. إذا بدا ابنكم متعبًا أو منزعجًا، أو أصبح عصبيًّا، فلا تجبروه على المتابعة والإصغاء. اختاروا وقتا آخر يكون فيه مستعدًا للمحادثة.

اهتموا بموضوع مثير للاهتمام

  • حاولوا التعرّف إلى ما يثير اهتمام ابنكم وتحدثوا عنه. مثلا، إذا كان يلعب بالمكعبات، فتحدثوا عن المكعبات.

  • تحدثوا إلى ابنكم حول أمور قد تثير اهتمامه – مثلا، ماذا تفعل ماما، بابا، الجدة أو الجد، تحدثوا عن قصة قرأتموها معا أو عن أحداث تدور خارج المنزل.

  • استخدموا تعابير كثيرة قدر الإمكان لتكون المحادثة مثيرة للاهتمام وجذابة. الطريقة التي تتحدثون فيها أهم من موضوع المحادثة ذاته.

  • إذا استخدمتم كلمات معقّدة، فاشرحوها ووسعوا استخدامها منها من خلال كلمات وصف كثيرة. مثلا: “سنذهب للقاء ممرضة مركز رعاية الطفل – ممرضة خاصّة تعرف كل شيء عن صحة الأطفال والأولاد”.

اقرأوا قصة، تحدثوا عنها، غنوا أغاني، وجدوا قوافي

  •  اقرأوا الكتب وتحدثوا عن قصص مع طفلكم منذ الولادة، ويوميا أيضا. بعد مضي بضعة أسابيع، يعرف طفلكم أنكم تتمتعون في هذه اللحظات بقضاء وقت هادئ وخاص معًا.
  • تحدثوا عن الصور والرسومات في الكتب، فكّروا بصوت عالٍ ماذا قد يحدث في القصة لاحقًا، أشيروا إلى الكلمات والأحرف، ودعوا طفلكم يمس الكتاب، يمسكه، ويُقلب صفحاته. تستطيعون اختراع قصص خاصة بكم تُلائم الصور التي في الكتاب.

  • ساعدوا ابنكم على التعلم أن الكتب والقراءة هي مصدر للمتعة. يمكنكم قراءة الكتاب في زاوية قراءة خاصة، إضافة المعانقات أثناء القراءة، وإتاحة فرصة اختيار بعض الكتب لابنكم – حتى وإن اضطررتم إلى قراءة الكتب ثانية!

  • غنوا أغاني ذات قوافٍ وأنتم في السيارة، حوض الاستحمام، وفي السرير – حتى وإن كنتم لا تتقنون الغناء. ‏يحب طفلكم وتيرة الكلام، ما يجعله يهدأ عندما يسمع صوتكم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.