التعاطف: الأحاسيس الكبيرة لدى الأطفال الصغار

يبدأ الأطفال في السنة الثانية من عمرهم بتنمية مشاعر قلق تجاه الآخرين، ويطلبون أحيانا مواساتهم. هذا هوالتعاطف (الاهتمام بمشاعر الآخرين واحتياجاتهم العاطفية)، وهو جزء هام في النموّ العاطفي لدى الأطفال.

هل تشعرون أن التعاطف معروف لكم….؟

هناك أيام تشعرون فيها أنه من الأفضل ألا تكونوا بالغين. فالمسؤول عنكم في العمل يطلب منكم القيام بالمزيد من المهام. الزبون الذي تقدمون له خدمتكم غير راض. عندما تتجهون نحو سيارتكم، تلاحظون أن أحد الدواليب قد أصبح فارغا من الهواء، ولا يمكن السفر بالسيارة. عندما تصلون إلى المنزل، لا تنجحون بالقيام بأي شيء سوى الجلوس على الأريكة في الصالون وتشغيل التلفزيون.

وعندها قد تلاحظون أن ابنكم يقف على بعد عدة أمتار، ويبدي اهتماما بكم. يتجه نحوكم، ثم يقفز ليجلس في حضنكم ويقول، “بابا؟” أو “ماما؟” وعندها يقوم بأفضل ما هو قادر على القيام به – يعانقكما. وطبعا، تؤثر معانقته مثل السحر. عندها تشعرون فورا بشعور أفضل، لأن طفلكم يتعاطف معكم، رغم أنه ما زال ابن سنتين.

لا شك أنه تجدر الإشارة إلى هذا السلوك المرغوب. فكر الباحثون طيلة سنوات أن الأولاد الصغار غير قادرين على فهم مشاعر واحتياجات الآخرين. ولكننا نعرف الآن أنهم قادرون حقا. تشير الأبحاث إلى أنه خلال السنة الثانية من حياة الأولاد، يبدأون بتطوير أحاسيس من القلق تجاه الآخرين، ويطلبون أحيانا مواساتهم.

كيف يبدأ التعاطف؟

ربما نتمتع جميعا بالقدرة البيولوجية على التعاطف منذ الولادة. منذ الولادة، يبدأ الأطفال بتطوير قدرتهم على الاستجابة لمشاعر الآخرين، تقليد تعابير وجه الأشخاص الذين يعتنون بهم، أو البكاء عندما يسمعون ولدا آخر يبكي. حتى عمر ثلاث سنوات، يستجيب الأطفال بطريقة مختلفة لتعابير الوجوه الفرحة أو الحزينة، ويثبتون أنهم قادرون على التمييز بينها. لا تُعتبر ردود الفعل هذه تعاطف بعد، ولكن ربما تشكل الخطوات الأولى نحو تطوير القدرة على المشاركة في مشاعر الآخرين.

تحدث تغييرات كثيرة في هذا العمر. لنفترض أن ولدَين يلعبان معا. يحاول أحدهما أن يمسك باللعبة الجديدة، يسقط على الأرض، ويتضرر في قدمه. ما الذي سيفعله الولد الآخر؟ هل سيلاحظ ما حدث؟ هل سيهتم؟ فالطفل الآخر لا يلاحظ ما حدث لذلك الولد فحسب، بل يبدو قلقا كثيرا. ربما تتغير تعابير وجهه، أو حركات شفتيه. قد يخاف، ويتساءل إذا كان سيحدث أمر سيء. تشكل ردود الفعل هذه خطوة أولى أثناء مرحلة نموّ التقمص العاطفي.

انتَبِهوا 

قد يظهر الأطفال التعاطف منذ جيل 12 شهرا ولكن هذا لا يعني أنهم سيبدون متعاطفين كل الوقت. قد لا يُظهر الأولاد الصغار تعاطف أبدا، وأحيانا قد يضحكون عندما يلحقون ضررا بالآخرين. من المهم أن تتذكروا أن الأطفال يتعلمون الآن كيف تعمل الأحاسيس، وكلما كبروا تتحسن مهارة التعاطف لديهم.

نصائح مفيدة للوالدين

  •  أبدوا التعاطف لأطفالكم. يحب الأطفال الصغار (مثلنا جميعا) أن يتعاطف معهم الآخرون. تشير الأبحاث إلى أن الوالدين الذين يتمتعون بمهارة التعاطف تجاه أطفالهم والاهتمام بمشاعرهم يعززون النموّ العاطفي السليم لديهم.
  •  أوضحوا لأولادكم ببساطة ووضوح كيف يشعر الآخرون عندما يكونون حزينين أو مصابين. من المهم بشكل خاص أن توضحوا ذلك لأولادكم عندما يقومون بعمل معين يجعل الآخرين يشعرون بهذه المشاعر (“مثلا، عندما ينادي ابنكم جده باسمه “مجدي” بدلا من أن يقول “جدي”). عندما يحدث هذا، أوضحوا لهم بشكل واضح كيف تؤثر هذه الأقوال في المشاعر.
  •  كونوا قدوة وأظهروا تعاطفكم. الأطفال هم المقلدون الأفضل لكم، ومن المفترض أن يقلدوا أعمالكم عندما يشاهدون كيف تتعاملون مع الآخرين.
  •  امدحوا طفلكم الصغير عندما يبدي علامات مبكرة للتعاطف – فهذه علامات رائعة تشير إلى أنه يتعلم التعامل مع الآخرين والتعاطف معهم. عندما يقدم ابنكم اللعبة التي يحبها إلى أخيه الصغير وهو يبكي، عبّروا له عن مدى تقديركم لسلوكه.
  •  لا تتوقعوا أن يبدي ابنكم تعاطفا دائما. ما زال الأولاد الصغار يتعلمون كيف تؤثر المشاعر، وكيف يتدبر الأشخاص أمورهم مع بعضهم. شجعوا وعززوا ابنكم عندما يعبر عن تعاطفه ولا تتوقعوا أن يكون مثاليا.

إذا لم يستجب ابنكم لمشاعر الآخرين أو لم يشاركهم مشاعره، أو إذا كان يصعب عليكم أن تقرأوا مشاعره، فتوجهوا إلى ممرضة مركز رعاية الطفل أو اختصاصي آخر.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network