قلق الانفصال لدى الأولاد

قلق الانفصال معناه أن الأولاد يخافون من الانفصال عن والديهم أو الأشخاص الذين يعتنون بهم. هذه حالة شائعة الانتشار لدى الأطفال والرُضّع. يُطوّر القليل جدا من الأولاد في سن الروضة والمدرسة حالة قلق جدية أكثر، تدعى "اضطراب قلق الانفصال". إليكم بعض الأمور التي يمكن أن تقوموا بها إذا كان ابنكم يعاني من إحدى المشاكل التالية.

كيف يمكن التعرّف على قلق الانفصال لدى الأولاد

تحدث ذروة قلق الانفصال في سن 18-14‏ شهرا، وتنخفض عادةً في سنوات الطفولة المبكّرة.

قد يبدو لكم الخوف من الغرباء شبيها بقلق الانفصال أو الابتعاد، حيث يُظهر ابنكم حذرا متزايدا وضائقة عندما يتواجد بين أشخاص غير معروفين. ولكن في الحقيقة، يشير هذا الخوف إلى فهم إدراكي للتمييز بين ما هو “معروف” وبين ما هو “غير معروف” أو “غريب”.  يبدأ هذا الخوف في جيل سبعة حتى عشرة أشهر، وغالبا ينخفض بعد أن يصبح ابنكم في عمر سنة.

يشكّل هذا القلق جزءا طبيعيا من النموّ، وليس هناك داعٍ إلى القلق منه. يجب التذكّر أنه يظهر عندما يصبح الأولاد قادرين على التنقل أكثر، ولذلك عليهم فهم العالم بطريقة تمكّنهم من البقاء. أي أنهم لو كانوا قادرين على الزحف أو الابتعاد عن الأشخاص الذين يعتنون بهم دون أن يشعروا بقلق الانفصال أو يخافوا من الغرباء، كانوا سيضيعون بسهولة أكبر.

اضطراب قلق الانفصال لدى الأولاد

عندما يصبح الأولاد في سن الروضة أو المدرسة، يصبح قلق الانفصال لديهم قابلا للاختفاء. ستحدث حالات يرغبون فيها في البقاء معكم فقط. قد يعاني الأولاد في مجموعة الجيل هذه، الذين يعانون من ضائقة خاصة وثابتة عندما يبتعدون عن والديهم، من اضطراب قلق الانفصال. وفق بحث أجري عام ‏2009‏، فإن ‏4%‏ من الأولاد في سن الروضة والمدرسة يعانون من هذا الاضطراب.

يتم تشخيص اضطراب قلق الانفصال عندما:

  •  يؤثر القلق في حياة الولد، ونتيجة ذلك، يؤثر في حياة الأسرة أيضا.
  •  لا تتلاءم حدة القلق مع مستوى نموّ الولد.
  •  تظهر علامات قلق الانفصال لمدة أربعة أسابيع على الأقل.

إذا كنتم قلقين من أن ابنكم يعاني من اضطراب قلق الانفصال، انتبهوا إلى ابنكم في الحالات التالية:

  •  لا يحب الانفصال عنكم.
  •  يخاف من أن يلحق ضرر به أو بكم، كأن تتعرضوا إلى حادث طرق.
  •  يرفض الذهاب إلى إطار تربوي، كالروضة أو المدرسة.
  •  يرفض الذهاب للنوم لدى أشخاص آخرين دونكم.
  •  يشكو من أنه مريض عندما يتعين عليه الابتعاد عنكم.

تشير الأبحاث إلى أن %90 من الأولاد في سن عشرة أشهر يعانون من القلق إذا اقترب منهم شخص غريب وهم في الغرفة.  ‏50%‏ من الأولاد فقط يكونون قلقين إذا حصلوا على وقت كاف (10 دقائق) للتعرّف على الغرفة. ربّما يواجه الأطفال الحالات الجديدة بشكل أفضل عندما يتعرّضون إلى الأمور الجديدة تدريجيا.

كيف يمكن مساعدة الأولاد الذين يعانون من قلق الانفصال

إذا كان ابنكم يعاني من قلق الانفصال، يمكن أن تقوموا بخطوات كثيرة لمساعدته.

  • أخبروا ابنكم متى تغادرون ومتى ستعودون. يُستحسن القيام بذلك مع الأطفال الصغار أيضا. هناك والدون يشعرون أنه من الأسهل التهرب بعد أن يهدأ ابنهم، ولكنهم يفاقمون الوضع بهذا التصرف – قد يشعر ابنكم بالارتباك أو الانزعاج عندما يلاحظ أنكم لستم موجودين على مقربة منه، وقد يكون من الصعب أكثر محاولة تهدئته في المرة القادمة التي ستتركونه فيها.
  •  ودعوه خلال وقت قصير، دون أن يستغرق الانفصال وقتا طويلا.
  •  قبل أن تغادروا، اهتموا بأن يكون ابنكم مشغولا بنشاطات مثيرة للمتعة.
  •  إذا غادرتم وتركتم ابنكم في بيئة جديدة – إطار تربوي مثل الروضة، منزل صديق، أو لدى المربية – كرسوا وقتا واهتموا بأن يتعرف ابنكم على المكان الجديد قبل أن تغادروا. يجدر به أن يعرف أنه سيبقى في مكان آمن مع شخص يعتمد كلاكما عليها. سيكون قلقا أقل إذا تركتموه في أماكن ولدى أشخاص يعرفهم.
  •  بهدف تعزيز شعور الأمان لدى ابنكم، دعوه يأخذ معه غرضا يحبه، مثلا: الدبدوب، الوسادة، أو الشرشف. يمكن التوقف عن استخدام هذه الأغراض كلما أصبح هادئا أكثر.
  •  حافظوا على التعبير عن تعابير وجه هادئة وفرحة عندما تبتعدون عن ابنكم. إذا كنتم تبدون قلقين أو حزينين، قد يُفكّر ابنكم أن المكان ليس آمنا، وقد يصبح قلقا.
  •  يوصى بإبلاغ طاقم العاملين في الإطار التربوي، الروضة، أو المدرسة بحالة القلق التي يعاني منها ابنكم ومشاركتهم بالخطوات التي تتبعونها لمساعدته. هكذا يستطيع الأشخاص الآخرون الذين يهتمون بابنكم دعمه باستمرار.
  •  شجعوا ابنكم بهدوء على الابتعاد عنكم، ودعوه يتدرّب على القيام بذلك. من المهم أن تساعدوا ابنكم على خوض تجارب انفصال والتقاء إيجابية. قد يُفاقم تجنب الانفصال المشكلة فقط.
  •  ليست هناك أهمية إلى أي مدى تشعرون أنكم محبطون، فلا تنتقدوا ابنكم أو تتعاملوا معاملة سلبية مع صعوبته عند الانفصال. مثلا: لا تقولوا أقوالا مثل: “إنه ولد مُدلل جدا” أو “لا تتصرف مثل الأطفال”.
  •  اقرأوا كتبا أو اخترعوا قصصا حول الخوف من الانفصال – “كان يا مكان، في قديم الزمان، قبل سنوات كثيرة، أرنب صغير لم يرغب في ترك والدته في الكوخ. لقد خاف من الأمور التي يصادفها خارج المنزل….”. هكذا تساعدون ابنكم على أن يشعر أنه ليس الوحيد الذي يخاف من الانفصال عن والديه.
  •  ابذلوا جهدا عن وعي لتشجيع التقييم الذاتي  لدى ابنكم: امدحوه وامنحوه انتباها إيجابيا كثيرا.

الحصول على مساعدة مهنية لعلاج قلق الانفصال

أنتم تعرفون ابنكم أكثر من أي شخص آخر. إذا كنتم قلقين من القلق الذي يشعر به ابنكم، توجهوا لتلقي مساعدة مهنية. إليكم بعض الأماكن التي يمكنكم التوجّه إليها:

  •  مستشارة المدرسة.
  •  طبيب الأطفال – الذي قد يوجهكم إلى أخصائي نفسي خبير بمجال الأولاد.
  •  مركز صحة الولد أو عيادات ومراكز للصحة النفسية للأولاد في المجتمع، صناديق المرضى، أو المستشفيات.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network