منح ابنكم الاهتمام الإيجابي

يقوم الوالدون بمئات التفاعلات مع أطفالهم كل يوم. الشيء الأساسي هو أخذ أفضل ما فيها - أن تعطوا الأطفال اهتماما إيجابيا وتستمتعوا معا بكل اللحظات اليومية.

ما هو الاهتمام الإيجابي؟

كل تفاعل يومي متبادل هو فرصة لمنح طفلكم اهتماما إيجابيا.

الاهتمام الإيجابي هو طريقة للتعبير عن المودّة والدفء تجاه طفلكم بواسطة:

  • الابتسامة.
  •  التواصل البصري وتعبيرات الوجه المهتمّة.
  •  العناية الجسدية الرقيقة والمُحِبّة لطفلكم.
  •  استخدام كلمات تشجّع الطفل.
  •  إظهار الاهتمام بمجالات اهتمام طفلكم، نشاطاته، وإنجازاته.

ماذا يتعلم الأطفال من الاهتمام الإيجابي

منذ لحظة ولادتهم، من المهم أن يمرّ الأطفال بتجارب وعلاقات تثبت لهم بأنّهم بشر ذوو قيمة وقدرة، يجلبون السعادة للآخرين. إنّ الحصول على اهتمام إيجابي وردود فعل من البالغين المهمّين في حياتهم تساعد الأطفال على بناء صورة تعكس إلى أي مدى يتم تقديرهم.

تُبنى هذه الصورة الذاتية لدى الطفل (أو التصوّر الذاتي لديه) على مدى الزمن بمساعدة رسائل إيجابية ومُحِبّة من أمه، أبيه، وأشخاص مهمّين آخرين في حياته. الصورة الذاتية السليمة مهمّة جدا، ليس فقط لعلاقة الطفل مع الآخرين، وإنما أيضًا لبناء الثقة في الوقت الذي يتعلّم فيه عن العالم. أظهرت الأبحاث بأنّ أطفال الوالدين الذين يبتسمون لطفلهم، يعبّرون عن الدِّفء تجاههم، ويمنحونه اهتماما كبيرا، يميلون إلى إظهار تصرّفات مماثلة لتلك هم أنفسهم.

ينمو شعور الثقة لدى الأطفال كنتيجة لتفاعلاتهم مع والديهم ومع بالغين آخرين يعتنون بهم. عندما يخاف الأطفال، لا يكونون واثقين من أفعالهم، أو يصادفون حالة جديدة أو غير معروفة، سيطلبون منكم الموافقة والدعم من أجل الشعور بالأمان.

في حالات متطرفة، عندما يتشتت اهتمام الوالدين بشكل مستمرّ، أو عندما لا يكونون قادرين على التركيز على حاجيات الرضيع، فقد يدخل في مأزق. أظهرت الأبحاث بأنّه عندما يحدث الأمر على مدى زمن ويبدأ منذ سنّ الرضاعة، فإنّه حتى عند الرضّع الذين يبلغ عمرهم ستّة أشهر فقط قد تظهر علامات التوتر.

كيف نُظهر الاهتمام الإيجابي

منذ لحظة ولادتهم، ينتبه الأطفال لكل شيء تقولونه وتفعلونه، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك، لأسلوب كلامكم وتصرّفاتكم.

الرضّع حديثو الولادة

يولد الرضّع حديثو الولادة وهم مستعدّون للتواصل، للاتصال، وللتعلّم من كل ما ومن هو في محيطهم. كلما استجبتم للرضيع وتواصلتم معه، فسيكسب أكثر.

يمكنكم التجاوب مع جهود الرضيع حديث الولادة في التواصل:

  • واسوه إذا بكى.
  • ابتسموا له في المقابل عندما يبتسم.
  • استجيبوا للأصوات التي يصدرها وأجيبوه بشكل منطقي للحالة (حتى لو لم تكونوا تعلمون بشكل مؤكد ما الذي يحاول أن يعبّر عنه).

الرضع، الأطفال الصغار، والأطفال الأكبر سنا

عندما يكبر طفلكم، تندمج أقوالكم وأفعالكم، وتتحول إلى رسائل مهمة.

حتى الإيماءات البسيطة، مثل تعابير وجهكم عندما يدخل طفلكم إلى الغرفة، أو النبرة التي تقولون فيها كلمات “تعال نأكل!”، هي مهمة ومؤثرة على طفلكم وعلى التواصل لديه.

  •  انتبهوا إلى الشكل الذي من شأن طفلكم أن يفسّر من خلاله تعابير وجهكم أو النبرة التي تستخدمونها. حتى الرضّع، الذين لا يفهمون ويستخدمون الكلمات، هم حساسون لنبرة الكلام، الإيماءات، تعابير الوجه، ولغة جسدكم.
  •  استفيدوا إلى أقصى حدّ من الفعاليات اليومية.  لاستحمام، تغيير الحفاظ، الإطعام، والإلباس تبدو أمورًا ينبغي تحملّها بهدوء، لكن هذه النشاطات اليومية توفّر فرصا مهمة لإنشاء علاقة مهمة بطفلكم. على سبيل المثال، يمكنكم معانقة ودغدغة طفلكم عندما تنشّفونه بعد الاستحمام.
  • على قدر الإمكان، حاولوا وضع الانشغالات والتخطيطات التي جهزتموها جانبا، وشاركوا في التجارب التي يمرّ بها طفلكم في تلك اللحظة. يمكن أن تكون هذه إيماءة بسيطة مثل الانحناء والنظر زاحفين معا، حتى لو كنتم على عجلة. مثل هذه التفاعلات لا تستغرق وقتا طويلا كي تؤثّر.
  •  تأمّلوا في طفلكم، ابتسموا إليه، أظهِروا الاهتمام، انتبهوا إليه، وشاركوه أفعاله بطرق إيجابية. كل هذه الفعاليات ترسل إلى طفلكم رسالة بأنّه خاص ومهم بالنسبة لكم.
  • ركّزوا على الأمور الإيجابية. إذا كنتم تقوّمون طفلكم باستمرار أو تبدون غير راضين، غاضبين، أو أن تفكيركم يتشتّت عندما تكونون وحدكم، فإنّكم توصلون لطفلكم رسالة بأنّه غير قادر، غير مُقَدَّر، أو لا يستحقّ اهتمامكم. لذلك، قبل أن تصحّحوا طفلكم، اسألوا أنفسكم: هل هذا مهمّ حقّا؟ هل هذا مهمّ حقّا، أم يمكن التنازل ببساطة؟

عيش اللحظة مع طفلكم

عندما تمنحون طفلكم اهتماما إيجابيا، فإنّكم تساعدونه في بناء صورة ذاتية كشخص مقدَّر وذي قيمة. ليس بالضرورة أن يكون إعطاء مثل هذا الاهتمام حدثا كبيرا، فعليكم ببساطة أن تجرّبوا اللحظة مع طفلكم. أي حاولوا التفكير فيما يحدث مع طفلكم في تلك اللحظة. في بعض الأحيان، ستحتاجون فقط أن تُظهروا له بأنّكم تقبلونه، أن تسمحوا له بالانشغال بنفسه دون إعطاء أوامر طوال الوقت. من المفضل إعطاء طفلكم الفرصة للريادة، للحصول على إجابات، لطرح اقتراحات، ولطرح أسئلة.

عندما تعيشون معه اللحظة حقّا، فإنّكم تستجيبون لطفلكم بطرق ليست اندفاعية أو اعتيادية. إنّ عيش اللحظة مع طفلكم يعني الإطراء عليه، تكرار الكلمات التي يقولها، الابتسام والاتصال البصري، تقليده، المشاركة في اللعبة التي طلبها، والاستمتاع معا بحقّ. الوالدون الذين يستجيبون لأطفالهم بهذه الطريقة سيرون تغييرا دراماتيكيا. طفلكم يعلم متى لا تهتمون به حقًّا. على سبيل المثال، عندما تردّون عليه بـ “اهاا” دون تفكير. لا شكّ أن ذلك سيحدث أحيانا، لكن الهدف هو ترجيح كفة الميزان لصالح الأبوة والأمومة الإيجابية والحاضرة.

قضاء وقت ذي نوعية جيّدة مع طفلكم

قد تحدث الأوقات ذات النوعية الجيّدة في كل مكان وفي كل ساعة، في الأيام والحالات العادية تماما. الضحك المشترك عندما تغسّلون رضيعكم، اكتشاف أولى أزهار الموسم في الحديقة مع طفلكم البالغ من العمر ستّة أعوام، أو المحادثة الجيّدة مع ابنكم البالغ من العمر ثماني سنوات – كل ذلك يعتبر وقتًا ذا نوعية جيّدة. ببساطة، استمعوا بحرص إلى طفلكم أو توقّفوا عمّا تقومون به في تلك اللحظة، وأعطوه الاهتمام الكامل.

يمكن استغلال كل فرصة – حتى لو كانت الأصغر – من أجل إيجاد وقت كهذا ولكي تُظهِروا لطفلكم إلى أي درجة تقدّرونه وتعزّونه. على سبيل المثال، يمكنكم أن ترسلوا له رسائل إيجابية وقوية عبر الابتسامات، الضحك، التواصل البصري، العناق، واللمسات اللطيفة. فمثل هذه اللحظات من المتعة هي عامل حاسم في بناء منظومة علاقات إيجابية مع طفلكم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network