يعمل دماغ ابنكم بجدّ منذ اللحظة الأولى من حياته، محاولًا فهم العالم من حوله وفهم نفسه. يتعلم ابنكم كل الوقت، حتى إن كان يبدو أنه يلعب فقط. إليكم بعض الأفكار السهلة والممتعة للعب يشجع على النموّ الإدراكي.
النموّ الإدراكي لدى الأطفال: ماذا يمكن توقعه
كل ولد هو شخص مميّز بحد ذاته رغم أن هناك أنماط نموّ عامة. يتعلم ابنكم، يكبر، ويتطوّر وفق طريقته، لأنه يتم تصميم صفاته وفق جيناته وتجاربه الخاصة. من المرجح أن ابنكم:
- ينظر إلى الأغراض التي تسمونها باسمها، منذ سن ثمانية أشهر
- يبدأ بفهم أنه إنسان مستقل وليس جزءا من والديه
- يتمتع بتركيب ألعاب البازل السهلة عندما يصبح في سن 18 شهرا
- يتمتع باللعب بالألعاب ذاتها، وبالإصغاء إلى القصة مرارًا وتكرارًا
- ينجح في اتباع تعليمات بسيطة، منذ سن 18 شهرا.
يحب ابنكم تجربة أشياء جديدة، التعرّف إليها، وتعلمها، لذلك يمكن استغلال الفرص التي يمكن أن يتعلم فيها عبر اللعب. فهو يتعلم كل الوقت وينشغل دون توقف في النظر، التفكير، والفهم.
يتعلم ابنكم عندما يقوم بخطوات بسيطة – يلوّح بيده نحو لعبة الموبايل فوق رأسه، يبتسم إليكم ليحظى بابتسامة منكم، يُحدث ضجيجا ويطلق أصواتا لبدء محادثة، ويبكي ليخبركم أنه جائع! عندما تستجيبون لابنكم، فأنتم تطورون تفكيره وتعلّمه، وتشجعونه على متابعة تصرفاته.
في سن سنة تقريبا، يصبح اللعب لدى ابنكم تجارب أكثر تفصيلا – مثلا، يستطيع أن يلقي طابة على الأرض ويراها وهي تسقط، يفرغ سلة القمامة، أو يلقي لعبة على الحائط. إنه لا يحاول أن يكون شقيا، بل يحاول أن يفهم السبب والنتيجة – أي “إذا قمت بعمل فهذا ما يحدث”. لذلك، ليس مفاجئا أنه يتمتع جدا بألعاب السبب والنتيجة، التي يضغط فيها على زر ويحدث شيء معين.
في سن 16 حتى 18 شهرا، يرغب ابنكم في اكتشاف كل الألعاب والأغراض التي في متناول يديه بطريقة معمّقة. يحاول طَرقها، إسقاطها، وهزها، ليعرف ماذا يحدث. “يلعب” بكل ما يصل إلى يديه – كؤوس، مقالٍ، قطط، أو أصص الزهور. عندما يحظى ابنكم بفرص كثيرة لاكتشاف بيئته، يستطيع تعلم المزيد يوميًّا. إذا كنتم تحضّرون بيئة آمنة وتراقبون ابنكم دائما، فهو يستطيع التنقل والتعلم بحرية.
كيف يمكن المساهمة في النموّ الإدراكي لدى الأطفال
تطور كل تجربة دماغ ابنكم وتساعده على النموّ الإدراكي. الألعاب والتفاعلات المتبادلة ضرورية لتعلم ابنكم، تفكيره، وتطوره. نقدّم لكم بعض الأفكار للعب الممتع والسهل مع ابنكم:
- دعوا ابنكم يوجه اللعب. اهتموا بالأشياء عندما يهتم بها ابنكم، وشاركوه متعته عندما يكتشف أشياء جديدة، حتى إن كانت تبدو لكم صغيرة جدا.
- اقترحوا عليه أن يختار بين عدة إمكانيات للعب، ولكن لا تجعلوها أكثر من اللازم. أعطوه وقتا.
- منذ سن 18-12 شهرا، ساعِدوا ابنكم على تركيب ألعاب البازل البسيطة.
- أعطوه ألعابا ممتعة وهو في حوض الاستحمام يمكن أن يُغرقها أو يجعلها تطفو أو يستخدمها لنقل الماء. يمكن أن تكون قناني المشروبات وعلب اللبن الفارغة جيدة مثل أنواع ألعاب الإسفنج المختلفة المُشتراة.
- اقرأوا قصصا وكرروا أغاني الأولاد معا. يتمتع الأولاد الصغار بكتب القماش ذات الملمس المختلف، الأفلام، ودمى الإصبع.
- دعوا ابنكم يُصنّف الأغراض، مثل المكعبات أو الطابات ذات الألوان المختلفة.
- أعطوا ابنكم ألعابا يجب الضغط على زر فيها من أجل حدوث شيء معين. دعوه يهز الأغراض أو يطرق عليها. هكذا يفهم أنه يؤثر في العالم.
كلما كان اللعب أكثر هدوءًا يكون التعلُّم أهم. يُستحسَن أن تكونوا شركاء في اللعب مع ابنكم وألا تكونوا مرشدين فقط. بما أن الأطفال يتعلمون عبر اللعب ويتطورون بفضل التفاعل مع الآخرين حولهم، فمن المهم جدا أن تلعبوا مع ابنكم.
ينمو كلّ ولد وفق وتيرته الخاصة. إذا كنتم قلقين حول موضوع يتعلق بنموّ ابنكم، يُستحسن التوجه إلى ممرضة مركز رعاية الأم والطفل أو إلى طبيب الأطفال.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network