الانتقال من مرحلة الزوجين إلى العائلة، الذي يحدث بعد ولادة الطفل الأول، هو مرحلة هامة جدا في الحياة عموما والحياة الزوجية على وجه الخصوص. قد تعزز التجارب التي تمرون بها كوالدَين علاقتكما كزوجَين، وفي الوقت نفسه قد يُضيف الاعتناء بالأولاد توترات جديدة. يساعد التواصل المفتوح على الحفاظ على علاقات جيدة وسليمة بينكم وتعزيزها.
التغييرات التي تطرأ على علاقات الوالدين الجدد
يشعر معظم الأزواج أنه تطرأ تغييرات على علاقاتهم عندما يصبحون والدين. يشعر الكثيرون أن ولادة طفل تؤدي إلى تغييرات إيجابية. على سبيل المثال، قد تشعرون بالارتباط بينكم أكثر وبشكل مختلف. ولكن قد تواجهون ضغوطا جديدة، لم تشهدوها قبل ولادة أولادكم.
الآن، بينما تعتنون بطفلكم الجديد، أصبح لديكم وقت أقل للنوم، التحدث، وقضاء الوقت معا – تشكل كل هذه العوامل عبئا على علاقاتكم. قد تؤدي التغييرات والتوترات إلى جدالات أكثر، وإلى الشعور بأن علاقتكم تأثرت سلبا. قد لا تكونون قادرين على حل المشاكل عند حدوثها.
يساعد التواصل المفتوح على الحفاظ على مرونة في العلاقات، ويسمح لكم بمواجهة التغييرات والتعامل معها. يعزز هذا التواصل علاقتكما كزوجَين، وكذلك علاقاتكما مع أصدقائكم والعائلة.
العلاقات الصحية: نصائح للوالدين
أصغوا
القدرة على الإصغاء الجيد هي مهارة التواصل الأهم. فهو يساعدكم ورفيق زواجكم على الشعور بأنّ هناك من يستمع إليكم، يفهمكم، ويدعمكم. كما أنه يسمح لكم بالنظر إلى الأمور من وجهة نظر الزوج أو الزوجة، ويجعلكم تفهمون مشاعره أو مشاعرها. إذا كنتم تريدون أن يصغي/تصغي الزوج/الزوجة، فكونوا مستعدين لسماع وجهة نظره/ا.
لكي تظهروا أنكم تصغون حقا، توقفوا عما تقومون به عندما يريد/تريد الزوج/ة التحدث، وانتبهوا إلى كلماته/ا.
من المهم تشجيع الزوج أو الزوجة على التحدث وطرح أسئلة مفتوحة، مثلا: “ماذا هو رأيك في…”. تشجع هذه الأسئلة النقاشات حول مواضيع مختلفة. لكي تفحصوا إذا كنتم قد فهمتم بشكل صحيح، كرروا أقوال الزوج أو الزوجة واذكروها بكلمات أخرى.
وتذكروا – إذا كنتم مشغولين بالتفكير في الجملة التالية التي ستقولونها، فأنتم لا تصغون كما ينبغي. بدلا من ذلك، حاولوا تركيز انتباهكم على أقوال الزوج أو الزوجة. إذا كنتم تخشون من أن تنسوا نقطة معينة، سجلوا ملاحظات خلال المحادثة. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال التالي لماذا من المهم الإصغاء.
أخبروا رفيق زواجكم بمشاعركم
نرغب أحيانا أن يفهمنا الآخرون دون أن نتكلم. لا يقرأ الرجال أو النساء أفكار زوجاتهم/ أزواجهم! تحدثوا عن الإحباط والخوف الذي تشعرون به، وعن الأمور التي تفرحكم، لكي يكون من الأسهل على الزوج أو الزوجة فهم مشاعركم.
من الأسهل سماع الجمل التي تبتدئ بـ “أنا” لمن يصغي إليكم بدلا من الجمل التي تبتدئ بـ “أنت”، التي قد تبدو كانتقاد. لذلك، عندما تتحدثون، قولوا أمورا مثل: “أشعر بعزلة لأننا نقضي وقتا أقل معا”. هذه الجملة أفضل من “أنتَ/ أنتِ لا تكرس/ين وقتا كافيا لنا”.
من الصعب أحيانا التفرغ للمحادثة أثناء تبديل الحفاظ للولد، وقد تحتاجون إلى تحديد وقت مسبقا. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال لماذا من المهم التحدث.
تقبّلوا التغييرات
بدلا من أن تفكروا أن علاقتكم قد فقدت حيويتها، حاولوا التفكير في أنها تتطور وتنتقل إلى مرحلة جديدة. من المهم التحدث عن أهمية هذه المرحلة الجديدة لكم، وكيف يمكنكم مواجهتها.
إذا كان من الصعب عليكما العثور على وقت فراغ بشكل تلقائي، جرِّبا طريقة جديدة – مثلا: خططا مسبقا وقتا مخصصا لكما فقط.
مواجهة الخلافات
تؤدي الأبوة والأمومة أحيانًا إلى إبراز الخلافات في الآراء ووجهات النظر. تحدثوا عن هذه الفوارق لكي تفهموا بشكل أفضل وجهة نظر الآخر. يُسمح لكم ألا تتفقوا في الرأي.
بهدف تخفيف التوتر بينكم، تقبلوا أن هناك آراء تختلف عن آرائكم، وفي الوقت ذاته اشرحوا وجهة نظركم. استخدموا النصائح التي ذكرناها فيما يتعلق بالإصغاء لكي تفهموا ما يقصده الزوج أو الزوجة، بدلا من التهجم الذي قد يؤدي إلى تدهور الوضع.
عندما تتخذون قرارات معا، ابدأوا بالقرارات التي تتوافقون عليها – لا سيما القرارات المتعلقة بكم كوالدين. كوالدين، من المهم أن تتفقوا على نقاط معينة، ولكن قد تكتشفون أن هناك حاجة إلى عمل مشترك ومرونة للاتفاق على أمور مثل الروتين، الانضباط، والنوم.
يساعد المقالان قبول وجهة نظر الآخر ومواجهة الخلافات على مواجهة الاختلافات في الرأي بينكم.
ابقيا قريبَين واحدكما من الآخر
تساعد أمور بسيطة مثل: طرح سؤال على الزوج أو الزوجة حول كيف مر نهاره/ا (“ما الأمور الجيدة التي حصلت معك اليوم؟”، “لم يسِر كما ينبغي معك اليوم”، على الحفاظ على التواصل. يمكن أن تستعينوا بأمور بسيطة تُعبّر عن اهتمامكم – أن تُعِدّوا فنجان شاي أو أن تقترحوا على الزوج أو الزوجة الاستراحة.
اقضبا وقتا معا
يتطلب كونكما والدَين الكثير من الطاقات والموارد. رغم ذلك، كرسا وقتا لقضائه معا، لكي تتمتعا بفرصة التحدث، التقارب، وتعزيز علاقتكما. عندما تكونان مستعدَين، يمكن:
- أن تطلبا من شخص الاعتناء بطفلكما وتخرجا إلى مكان تحبانه كلاكما خلال اليوم أو في المساء – لتناول وجبة، المشي، أو مشاهدة فيلم.
- أن تفعلا أمرا مميزا معًا في البيت – مثلا: أن تُعدّا معًا وجبة عشاء خصوصية أو تشاهدا فيلمًا بعد نوم الأولاد
- أن تتذكرا ما الذي كنتما تحبان أن تفعلاه قبل أن تُصبحا والدَين وتفهما كيف يمكنكما فعله مجدّدًا – حتى لو كانت الطريقة مختلفة قليلًا.
يزيد احتمال قيامكما بهذه الأمور إن استعددتما مُسبقًا.
المحافظة على الحياة الجنسية
ينجح معظم المتزوجين في استئناف علاقاتهم الجنسية في نهاية المطاف. وتخصيص المزيد من الوقت للتحدث وقضاء الوقت معًا سيعيد التقارب بينكما ويساعدكما في الحياة الجنسية أيضًا.
إذا كنتما مُتعبَين جدًّا أو كانت أمور تشغلكما عن التفكير في الجنس، حاوِلا التحدث معًا وليخبر كلّ منكما الآخر بمَ يشعر به. تمامًا كما تحتاجان إلى تخصيص الوقت للتحدث، قد تحتاجان إلى التخطيط للجنس أيضًا. للحصول على أفكار لاستعادة العلاقات الحميمة، اقرأوا المقالة العلاقات الجنسية والحميمية بعد الولادة.
استعادة السيطرة على العلاقات
لفعل ذلك، تكلّموا بصراحة عن التغييرات التي تحدث في حياتكم. قد تُضطَرّون إلى التحدث عن مشاعركم حيال الأدوار الجديدة وعمّا تشمله حسب رأيكم.
في كثيرِ من الأحيان، يؤدي إنجاب الأطفال إلى طرح مواضيع إشكالية. تحدثوا عن هذه الأمور، حتى تتمكنوا من فهم كيفية تأثيرها فيما تفعلون وتقولون كوالدين.
إذا أصبحت الأمور صعبة، يجدر بكم طلب الدعم. تحدثوا مع طبيب العائلة أو اطلبوا استشارة زوجية. يمكن العثور على معلومات حول المستشارين الأسريين في موقع الجمعيّة الإسرائيلية للاهتمام بالحياة العائلية والزوجية.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.