الوالِدون: الغضب وإدارته

الجميع يغضبون أحيانا، فالغضب هو شعور طبيعي.ولكن إذا اكتشفتم أنكم تغضبون أكثر من المعتاد، أو تصعب عليكم السيطرة على أنفسكم أثناء الغضب، إليكم بعض الطرق لإدارة الغضب التي يجدر بكم التعرف إليها.

الغضب لدى الوالدين: ما يجب أن تعرفوه

الغضب هو  شعور بشري طبيعي، ومن الطبيعي أن تغضبوا أحيانا كوالدين. فجميع الوالدين يغضبون في مرحلة معينة.

يمكن أن يكون الغضب إيجابيا. فهو يمنحكم الطاقة أحيانا للقيام بخطوة معينة، أو للمحافظة على حقّكم. الشعور بالغضب ومواجهته بطرق إيجابية سليمة تسمح لكم بأن تكونوا قدوة جيدة لأولادكم. مثلا، إذا توقفتم للحظة وتنفستم الصعداء، وابتعدتم بدلا من الصراخ، تظهرون لأولادكم كيف عليهم التصرف.

رغم ذلك، يمكن أن يكون الغضب سلبيا، لا سيما إذا حدث في كثيرٍ من الأحيان وخرج عن السيطرة. فيمكن أن يؤدي فقدان السيطرة أثناء الغضب إلى مشاكل ونزاعات. إذا لم تسمحوا لأنفسكم بأن تهدأوا، قد تقولون أمورا أو تتصرفون بشكل لا يساعد في تلك اللحظة ولا تتمكنون من التراجع.

يشعر أولادكم بالخوف حين يكونون في مكان تسوده النزاعات والصراخ. إذا كان من الصعب عليكم السيطرة أثناء نوبة غضب، يُستحسَن أن تستشيروا اختصاصيًّا. توجهوا إلى اختصاصي علاجي، يساعدكم على إعداد برنامج لإدارة الغضب. إذا كنتم تغضبون إلى درجة أنكم تخشون من الإضرار بأولادكم، توجهوا فورا لتلقي المساعدة. اتصلوا بخدمة خط المساعدة النفسية الأولية (“عيران”) على هاتف ‏1201‏، التي تعمل 24 ساعة في كل أيام الأسبوع.

لماذا يغضب الوالِدون أحيانا

كوالدين، يُرجَّح أنكم تهتمون بمطالب كثيرة من مصادر مختلفة، منها العمل، العائلة، المهام المنزلية، النشاطات مع الأولاد، والمناسبات الاجتماعية. من السهل فقدان الصبر والغضب بسرعة عندما تكونون مشغولين ومتعبين، وعندما لا يتعاون أولادكم أو لا تسير الأمور كما خططتم.

قد تشعرون أحيانا بغضب أو إحباط من جهة رفيق الزواج، بسبب عدم الاتفاق فيما يتعلق بدوركم كآباء وأمهات، أو مَن يقوم بالمهامّ في البيت. قد تسبب هذه الجدالات نزاعات، لا سيما إذا كنتم تشعرون أن الآخرين يتعدون على حقوقكم، أو أنكم لا تحصلون على دعم.

أحيانًا، يؤدي الغضب أو الإحباط الذي يشعر به ابنكم إلى أن تغضبوا. مثلا، إذا كان ابنكم غاضبا، يتكلم معكم بوقاحة، أو لا يقوم بالمهام المطلوبة منه، فقد تغضبون. وقد تردّون الهجوم في تلك اللحظة، ثم تندمون لاحقًا.

هناك عوامل أخرى تزيد من احتمال حدوث الغضب – مثل المرض، الضغط في العمل، الصعوبات المادية، قلة النوم، وقلة أوقات الفراغ. وقد تشعرون بأنكم مُستنزَفون أحيانا.

يمكن أن تسبب الأبوة والأمومة لدى بعض الأشخاص غضبا وصعوبات غير قابلة للحل أو قد تثير مشاعر صعبة أخرى تعود إلى طفولتهم. إذا مررتم بصدمة، تعذيب، أو إهمال في صغركم، من المتوقع أن يكون رد فعلكم مبالغا به في حالات معنية أو تصعُب عليكم السيطرة على الغضب.

التعرف إلى علامات الغضب

ربما تشعرون أنكم سوف تنفجرون غضبًا دون إنذار مسبق، ولكنّ الجسم يرسل في الواقع بعض الإشارات المسبقة. إذا لاحظتم هذه العلامات، يمكن أن تتخذوا الخطوات الضرورية لكي تهدأوا قبل أن تنفجروا.

تتضمن علامات الغضب المبكرة:

  • نبضا سريعا
  • اضطراب المعدة
  • اهتياجًا – شعورًا بالتوتر أو العصبية
  • تنفُّسا سريعا
  • توتر عضلات الكتفين
  • توتر اللثتين واليدين
  • تعرّقا

التفكير السلبي

التفكير السلبي شائع جدا أثناء الغضب، وقد يؤدي إلى تفاقمه.

مثلا، قد تمرون بيوم صعب في العمل وتشعرون بالضغط. عندما تأخذون الأولاد من المدرسة، يبدأون بالخصام خلفكم، فتزيد هذه الحالة التوتر لديكم وتؤدي إلى الإحباط. عندما تصلون إلى المنزل، يرفض أولادكم إخراج حقائب الأكل التي كانت معهم في المدرسة من السيارة ووضعها في مكانها، فتغضبون وتشعرون بالإحباط والضغط.

إليكم بعض الأفكار السلبية التي قد تشعرون بها في مثل هذه الحال:

  • “لا أحد يساعدني أبدا – عليّ القيام بكل شيء وحدي”.
  • “أنتم أولاد مثيرون للغضب”.
  • “لو تصرفتم بشكل أفضل، لما كنتُ سأغضب إلى هذا الحد”.
  • “لماذا تريدون فقط أن تُثيروا غضبي؟”

إذا انتبهتم إلى هذه الأفكار، فهذه علامة على أن عليكم التوقف عمّا تقومون بها والهدوء قبل أن تفقدوا السيطرة وتنفجروا غيظًا.

أدوات بسيطة لإدارة الغضب

الخطوة الأولى: اكتشاف الغضب

الخطوة الأولى لمواجهة الغضب هي الانتباه للعلامات المبكّرة. من المهم جدا اكتشاف الغضب والاعتراف، لأنفسكم على الأقل، أنكم غاضبون. مثلا: “يُغضبني هذا كثيرًا”، أو “أشعر أني بدأتُ أغضب”.

الخطوة الثانية: محاولة الهدوء

عندما تلاحظون علامات مبكّرة للغضب، يمكنكم القيام ببعض الخطوات لكي تهدأوا. إليكم بعض الأفكار:

  • تنفسوا الصعداء وتنهدوا. حاوِلوا التنفُّس ببطء.
  • ابتعدوا عن مصدر الغضب وقوموا بخطوة مهدئة، مثل الإصغاء إلى الموسيقى، تصفُّح الصحيفة، أو النظر عبر الشباك.
  • اخرجوا من المنزل واركضوا أو امشوا في الحي.
  • استحموا.
  • اذهبوا إلى مكان هادئ لبضع دقائق.

تتضمن العلامات التي تشير إلى أنكم بدأتم تهدأون تباطؤ النبض واسترخاء العضلات.

الخطوة الثالثة: التفكير في الوضع

بعد أن تهدأوا، يُستحسَن أن تفكروا ثانية في الوضع وتعرفوا ماذا حدث. هكذا يمكن التعلم والمواجهة بشكل أفضل في حالات شبيهة في المستقبل. اسألوا أنفسكم:

  • “إلى أي مدى هذا مهم؟ لماذا غضبتُ إلى هذا الحد؟”
  • “هل يمكن أن أفهم الوضع؟”
  • “هل عليّ القيام بأمر ما يتعلق بذلك، أم أنّ عليّ فقط أن أسترخي؟”

من العمليّ والمهمّ أن تقولوا لأولادكم ولرفيق زواجكم كيف تشعرون، وما الذي تقومون به لمعالجة ذلك، لكي يتعلم أولادكم الطريقة الأفضل لمواجهة غضبهم. مثلا: “أنا غاضبة جدا. أريد أن أخرج لبضع دقائق لكي أهدأ قبل أن نتحدث عن الموضوع”.

انتَبِهوا: لا تهزوا ابنكم، تضربوه، ترفسوه، أو تُلقوه أرضًا. فقد تؤدي أمور كهذه إلى الوفاة، الإعاقة، أو الضرر الخطير. إذا شعرتم بتوتر أو بأنكم على وشك فقدان السيطرة، ضعوا رضيعكم في مكان آمن، حتى إذا كان يبكي، واخرجوا من الغرفة لكي تهدأوا. اطلبوا المساعدة من رفيق الزواج، الوالدين، الجيران، أو أي من يستطيع مساعدتكم، حتى تستعيدوا توازنكم.

كونوا قدوة يُحتذى بها لأولادكم

لا تعتذروا لأنكم غضبتكم، لأنكم تنقلون رسالة إلى أولادكم أنّ الغضب ممنوع. يجوز أن لنا أن نغضب، ولكن يُستحسَن ألا نصرخ. لهذا، يستحسن الاعتذار لأنكم صرختم أو فقدتم السيطرة، ولكن ليس لأنكم غضبتم. هكذا تُظهرون لأولادكم أنه يمكن للإنسان أن يغضب أحيانا. الطريقة الأفضل هي العثور على طرق سليمة وإيجابية لمواجهة الغضب.

ماذا عليكم أن تفعلوا إذا لم تنجحوا في التعامل مع غضبكم جيدا

هناك حالات لا تنجحون فيها في مواجهة الغضب، تصرخون، وتتفوهون بأمور تندمون عليها لاحقا. هذا طبيعي ويحدث للجميع. عندما يحدث ذلك، حاولوا أن تفكروا ماذا تقولون لأولادكم أو لرفيق زواجكم. إليكم بعض الأفكار:

  • “متأسفة لأني فقدتُ السيطرة. في المرة القادمة سوف أبتعد للحظة لكي أهدأ أسرع”.
  • “عذرًا لأنني صرخت. هل يمكن أن نتحدث عما حدث؟”
  • “عذرًا. كان عليّ ألا أقول ذلك، رغم أني كنت غاضبة. كان علي أن ابتعد للحظة وأهدأ قبل أن نتحدث”.

تتراكم المشاعر عندما تكونون مُتعَبين ومتوترين. من المهم أن تعتنوا بأنفسكم لكي تشعروا بهدوء أكثر وباستعداد لحل المشاكل مع الأولاد، وكذلك مع رفيق الزواج، العائلة، والأصدقاء.

إذا شعرتم بصعوبة في مواجهة الضغط وفي السيطرة على ردود فعلكم في كثيرِ من الحالات، يوصى بأن تستشيروا اختصاصيا.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.