صحتين! الأكل لدى الأطفال، الرضع، والأولاد

في كل مرحلة من النموّ، قد يشكّل الطعام مصدر متعة أو صعوبة، لكم ولابنكم. يمكن أن تسمحوا لابنكم في كل وجبة أن يخوض تجربة سليمة في تناول الطعام.

تعلّم تناوُل الأكل

عندما يتعلم ابنكم تناوُل الأكل، ينتقل من المرحلة التي يحتاج فيها إليكم لإطعامه إلى المرحلة التي يستطيع فيها تناوُل الأكل وحده. هذه خطوة كبيرة وهامة جدًّا في نموّه.

يتعلم ابنكم عن الأطعمة عبر لمسها، هرسها، وإسقاطها أرضا. لذلك فإن سقوط الطعام والأكل الفوضويّ هما جُزآن طبيعيان من عملية التعلم. على ابنكم أيضا أن يتعلم مهارات جسمانية مطلوبة للأكل – التنسيق بين أعضاء جسمه للإمساك بالطعام، إدخاله إلى فمه، مضغه، وابتلاعه. تستغرق تنمية هذه المهارات سنوات أحيانًا.

يمكن أن تتمتعوا جدا بالنظر إلى ابنكم وهو يتعرّف على الطعام الذي يحبه، وكيف يحب تناوله. رغم ذلك، يُستحسن مساعدته على تطوير عادات الأكل الصحية منذ سن صغير.

تطور الأكل لدى الأطفال المولودين حديثا

يحتاج ابنكم المولود حديثا إليكم لتلبية احتياجاته الغذائية. إذا حصل ابنكم على الطعام عندما يكون جائعا فسيشعر بأنه محمي ومحبوب. ينظر ابنكم إلى عيونكم عندما يأكل ويحدث ذلك كغريزة بيولوجية. إن وقت الإرضاع – سواء كان إرضاع ابنكِ بحليب الأم أو بدائل الحليب عبر القنينة – هام لبناء شعور التقارب بينكِ وبين ابنكِ.

تطوّر الأكل لدى الأطفال المولودين حديثا

في سن نصف سنة تقريبا، يُستحسن البدء بتقديم وجبات صلبة لابنكم. قدموا له في البداية عصيدة الأرز أو الخضروات والفواكه المطهية على البخار أو المطبوخة غالبا. ومع مرور الوقت، يمكن أن تقدّموا له كل مجموعة من المجموعات الغذائية الأساسية. في هذه المرحلة، يحتاج ابنكم إلى التدرّب على المضغ والابتلاع، لا إلى أن يأكل كثيرا بالضرورة. لذلك، قد تكون محاولات الأكل المبكّرة هذه مصدر متعة أثناء تناوُل الطعام.

عندما يصل ابنكم إلى جيل تسعة أشهر تقريبا، يبدأ بمد يديه للإمساك بالملعقة الصغيرة أو ليأخذ طعاما من صحنكم. من الطبيعي جدا أن يرغب في أن يكون مسؤولا عن طعامه – رغم أن هذه المرحلة قد تتميز بالفوضى وتؤدي إلى القليل من الإحباط لديكم. رغم ذلك، كلما حصل ابنكم على فرص للتدرّب تتحسن مهاراته بسرعة. كذلك يُستحسن:

  •  استخدام ملعقتين صغيرتين – واحدة لابنكم والأخرى لكم – وإطعامه وفق الأدوار.
  •  تقطيع الأطعمة إلى قطع صغيرة ليستطيع ابنكم الأكل وحده – مثلا، حاولوا إعطاءه شرائح خبز محمصة أو جبنة.

الأكل لدى الرُضع والأولاد في سن الروضة 

قد يتمسك ابنكم ببعض الآراء الصارمة فيما يتعلق بالأكل الذي يتناوله، الوقت الذي يقضيه في تناوُل الأكل، والشخص الذي يطعمه. إذا سمحتم له باتخاذ بعض القرارات المتعلقة بطعامه، فسيشعر بأنه مستقل ومسيطر على الوضع. مثلا: “إيناس، هل تريدين تناول قطعتين من التفاح أو ثلاث؟”، أو “إيهاب، هل تريد تناول وجبة الغداء في ساحة المنزل اليوم؟”.

يمكن أن تحضّروا لابنكم طبقا مليئا بالأطعمة المختلفة – ضعوا بضعة أنواع من الأطعمة في الصحن ليستطيع ابنكم معرفة تركيبتها وطعمها المختلفين في الوقت ذاته.

الأكل لدى الأولاد في سن المدرسة والأكبر سنا

عندما يصبح ابنكم، في سن المدرسة من المتوقع أن يعرف آداب المائدة. كذلك، يمكن أن تستغلوا وقت تناوُل الوجبة للتحدث معا. تتيح الوجبات العائلية لكم ولابنكم معرفة ما يدور في حياة كل منكم وقضاء الوقت معا.
في هذا المجال هناك توزيع لتحمّل المسؤولية: كوالدين، أنتم مسؤولون عن إعداد طعام صحي يوميا. يحصل الأولاد على ثلاث وجبات أساسية وثلاث وجبات خفيفة يوميا، وهم المسؤولون عن كمية الطعام التي يتناولونها في كل مرة.

متى يجب التوجه إلى مهني

تتغير شهية الأولاد أحيانا، فهم لا يرغبون أو ليسوا مجبرين على تناوُل الأكل مثل الكبار. حسنا، هذا جيد طالما أن ابنكم سليم ونشط. أما إذا كنتم قلقين بشأن بصحته، طريقة تناوله للأكل، أو تغذيته، فتحدثوا مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو طبيب الأطفال. كذلك، لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال: كيف يمكن الاهتمام بالأشخاص الذين يصعب إرضاؤهم.

يتعلم الأولاد كثيرا عن الأكل من خلال النظر إلى إخوتهم، والديهم، والأشخاص الآخرين. إذا أظهرتم لابنكم أنكم مستعدون لتناوُل طعام جديد وتناولتم وجبات متوازنة، من المرجح أن تشكّلوا له قدوة يحتذى بها.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network