الوحمات

قد تظهر وحمات مختلفة على جسم ابنكم عند ولادته أو في السنة الأولى من حياته. من المتوقع أن يتغير جزء منها خلال أيام، أسابيع، أو سنوات، فيما يبقى جزء منها طيلة حياته.

أسباب ظهور الوحمات

هناك أسباب مختلفة لظهور الوحمات. يظهر جزء منها بسبب زيادة في نمو الأوعية الدموية في مناطق مختلفة في الجلد، وقد يظهر جزء آخر بسب زيادة في نمو الخلايا الأخرى، بما في ذلك الخلايا التي تتضمن دهنيات، بقعا، وغيرها.
قد تظهر الوحمات في عدة أماكن في الجسم، وربما تكون متعددة الأشكال والألوان. الوحمات الأكثر شيوعا هي بقع مسطحة، أورام في الأوعية الدموية، بقع منغولية، وبقع نبيذ البورت.

أنواع الوحمات

يمكن تقسيم الوحمات إلى نوعين أساسيين: الوحمات الصبغية (صبغة – لون)، والوحمات الدموية (تحتوي على أوعية دموية).

الوحمات الصبغية

الوحمات المنغولية (‏Mongolian spots‏)

يكون لون هذه الوحمات أزرق أو أزرق مائلا إلى الرمادي غالبا (وقد تبدو كنزيف دموي)، ولكن يكون لونها بنيا أحيانا. تظهر هذه الوحمات بعد الولادة، في الجزء السفلي من الظهر، المؤخرة، أو الأطراف السفلية، لا سيما لدى الأولاد ذوي البشرة الداكنة، ولكن قد تظهر لدى الأولاد ذوي البشرة الفاتحة أيضا. إنها تختفي غالبا في السنوات الأولى من العمر، أو حتى سن المراهقة.

الوَحمَاتُ الميلانينيَّةُ الخلايا الخِلقيَّة (‏Congenital melanocytic naevi, moles‏)

 تظهر الشامات على شكل بقع مستديرة غالبا، قطرها حتى 2.5 سم، ولكن قد يصل قطر الشامات الأكبر إلى 20 سم. تظهر هذه الشامات بسبب تكدس خلايا ميلانينيَّة على الجلد، ويكون لونها بنيا غالبا، ولكن قد يكون قرنفليا أو أسود أيضا. يكون جزء منها ملسا، وقد يكون جزء آخر بارزا فوق الجلد. يظهر معظم الشامات في الطرف العلوي من الجسم – الرأس، العنق، والظهر.

الوحمات الخلقية العملاقة (‏Giant congenital nevus‏)

تحدث الوحمات العملاقة لأسباب شبيهة بالوحمات العادية، وذلك بسبب تكدس كبير للخلايا الميلانينية التي تحتوي على صبغة تجعل لونها غامقا. تحتوي الوحمات على شعر أيضا. قد تكبر هذه الوحمات أثناء الطفولة وربما يصل قطرها حتى 20 سم. من المتوقع أن تظهر في أماكن مختلفة في الجسم وتغطي مناطق واسعة في البطن، الظهر، المؤخرة، الأطراف، الوجه، وغيرها. قد تصبح شامة من بين ست شامات (15%) خبيثة (سرطان الجلد)، لذلك يجب أن يراقبها طبيب جلد خبير ويقرر إذا كانت هناك حاجة إلى استئصالها ومتى. يمكن اليوم معالجة الوحمات من خلال عمليات جراحية مختلفة، يجريها أطباء تجميل خبراء.

بقع القهوة بالحليب (‏Café-au-lait spots‏)

تُدعى هذه البقع هكذا بسبب لونها الذي يذكّر بالقهوة بالحليب – بني فاتح، لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة. قد تكون هذه البقع شبيهة بالقهوة السوداء لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. تظهر هذه الوحمات بأحجام مختلفة، في أماكن مختلفة في الجسم. يصبح لونها فاتحا مع مرور الوقت، ولكنها لا تختفي. إن ظهور بقعتين حتى ثلاث بقع شائع جدا، ولكن إذا ظهرت هذه البقع لدى ابنكم في عمر يزيد عن 5 سنوات، فقد تشير إلى متلازمة الورم العصبي الليفي، ولذلك يوصى بالتوجه إلى طبيب الأطفال.

الوحمات الدموية

وحمات سطحية (وحمات بقعية)

هذه هي الوحمات الأكثر شيوعا. تبدو كبقع سطحية، لونها قرنفلي أو أصفر مائل إلى البرتقالي (مثل لون سمك السلمون)، تظهر في منطقة الوجه والرقبة غالبا، وتبرز أثناء البكاء. وهي تُدعى “قبلة الملاك” إذا ظهرت في الوجه، أو “عضة اللقلق” إذا ظهرت في الرقبة. يصبح لون غالبية الوحمات فاتحا مع مرور الوقت، في البداية في الوجه، ومن ثم في الرقبة.

أورام في الأوعية الدموية

الأورام الوعائية الدموية هي تكدس أوعية دموية، قد تظهر تحت الجلد أو فوقه، وتكون بارزة أكثر. تدعى الأورام البارزة “وحمات الفراولة” أحيانا، لأن شكلها يشبه التوت من حيث مظهرها ولونها الأحمر. يكون لون الأورام الوعائية الدموية تحت الجلد أزرق مائلا إلى الأرجواني، وقد يكون الجلد فوقها بارزا أو متورما قليلا. قد يتطور هذان النوعان في السنة الأولى من حياة الطفل، ولكن تصبح الأورام الوعائية الدموية أصغر في السنة الثانية من حياته، ويختفي معظمها حتى عمر 10 سنوات تماما، رغم أنه في أحيان كثيرة تبقى علامة على الجلد.

رغم اسمها المخيف، فإن الأورام الدموية الوعائية بسيطة ولا تتطلب علاجا غالبا.

وحمات نبيذ البورت (‏Port Wine stains‏)

هذه هي بقع خلقية، يبدو لونها زهريا في الأشهر الأولى من حياة الطفل، ولكنه يصبح غامقا أكثر مع مرور الوقت، حتى أحمر يكون شبيها بلون النبيذ. تظهر هذه البقع لدى 3 أطفال بين كل 1000 طفل. تحدث هذه البقع نتيجة كثرة الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات) تحت الجلد، التي تنتشر وتتيح تدفق كمية أكبر من الدم في هذه المناطق تحت الجلد، وهذا يكسبها لونها.

قد تظهر البقع في كل الجسم، ولكنها شائعة أكثر في منطقة الوجه، الرقبة، فروة الرأس، والأطراف. قد تكون أحجامها مختلفة، وتستمر بالنمو بما يتلاءم مع عمر الطفل نسبيا. كذلك، قد تتغير وتتحول هذه البقع من بقع سطحية وملساء إلى بُقع خشنة تحت الجلد لدى البالغين.

ليست هناك أهمية طبية لمعظم هذه البقع، إلا إذا ظهرت في منطقتَي الجبين أو الجفنين. قد تشير البقع في الجبين إلى وجود متلازمات أكثر تعقيدا، يكون الدماغ جزءا منها. أما البقع في الجفنين فقد تكون ذات صلة بتطور ضغط متزايد داخل العين، ما يؤدي إلى الماء الأزرق (الجلوكوما).  لهذه الأسباب، إذا ظهرت بقع في هذه المناطق من الجسم، فيُستحسن أن يخضع ابنكم لمراقبة طبيب أطفال أخصائي بطب الأعصاب و/أو طبيب عيون.

الضرر الأهم الذي تلحقه هذه البقع هو الضرر الشعوري والنفسي. فقد يشعر الأولاد الذين لديهم بقع في الوجه بابتعاد أصدقائهم عنهم، إضافة إلى انخفاض تقديرهم الذاتي وثقتهم بنفسهم.

يمكن معالجة هذه البقع بالليزر.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.