تحدث السمنة لدى الأطفال عندما يحتوي جسمهم على نسبة عالية جدا من الدهنيات، قد تشكل خطرا على حياتهم. يتضمن نمط الحياة العائلي السليم إيجابيات كثيرة لصحة الأطفال ورفاهيتهم، وقد يساعدهم على الامتناع من السمنة.
السمنة لدى الأطفال
يُطرح مصطلحا “الوزن الزائد” و “السمنة لدى الأولاد” عندما تكون كمية عالية من الدهنيات أو غير سليمة في الجسم قد تشكل خطرا على صحتهم. تتكدس هذه الزيادة عندما تكون كمية الطاقة التي يحصل عليها الأولاد من الطعام والشراب أكبر من كمية الطاقة التي يحرقونها أثناء ممارسة النشاطات الجسمانية، أثناء النموّ، وفي عمليات إضافية تحدث في الجسم. تتجمع هذه الطاقة الزائدة في الجسم على شكل دهنيات.
جزء من الأولاد معرّض أكثر لحدوث السمنة بسبب عوامل وراثية، تؤدي إلى زيادة وزنهم بسهولة أكبر. الوزن الزائد والسمنة هما موضوعان مهمان لدى الكثير من الأولاد. إذا ساعدتم ابنكم على مواجهة هاتين الظاهرتين أثناء الطفولة، من المرجح أن تكون لديهم مشاكل أقل ذات صلة بالوزن الزائد لاحقا.
كيف يمكن مساعدة أطفالكم الحفاظ على وزن صحي وسليم
هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى زيادة وزن ابنكم ومنها:
- اختيار المشروبات والأطعمة غير الصحية.
- عادات عائلية غير سليمة.
- نقص النشاط الجسماني.
- تاريخ عائلي وراثي.
- عوامل بيئية إضافية.
من أجل مساعدة ابنكم على الحفاظ على وزن سليم وصحي، يُستحسن فحص كيف تُصمم هذه الأمور نمط حياة العائلة.
اختيار الطعام الصحي
من أجل مساعدة ابنكم على النمو والتطور بشكل سليم، يُستحسن أن تقدموا له تشكيلة من الأطعمة الصحية والمغذية. هكذا يقل الاحتمال أن يزداد وزن ابنكم وأن يتجمع مخزون من الدهنيات في جسمه. تشتمل الأطعمة الصحية على الخضار، الفواكه، الحبوب، منتجات الحليب قليلة الدسم، اللحم، الأسماك، الدجاج، البيض والبقوليات مثل البازيلاء، الفاصوليا، والعدس. المشروبات الأكثر صحة للأولاد هي ماء الحنفية والحليب.
يستهلك ابنكم غالبا الأطعمة التي تقدّمونها له. احرصوا على أن تكون في منزلكم أطعمة صحية، وحاولوا عدم شراء أطعمة ومشروبات غير صحية، قد يُغرى ابنكم بتناولها أو شربها. كل ما هو بعيد عن العين يكون بعيدا عن اليد والفم.
النشاط الجسماني
شجعوا ابنكم أن يكون نشطا جسمانيا، أن يلعب خارج المنزل عندما يكون ممكنا. كل هذه النشاطات هي جزء من نمط هي صحي ويوصى بها للأولاد. النشاط الجسدي:
- يُعدل استهلاك الطاقة لدى طفلكم.
- يراقب مدى شهية طفلكم.
- يقلل الضغط الذي قد يشعر به طفلكم.
- يمنع الإصابة بالأمراض.
- يُحسّن التفاعل الاجتماعي لدى طفلكم.
العادات العائلية
من المرجح الاعتقاد أن ابنكم سيختار طعاما صحيا ويكون نشيطا جسمانيا إذا رآكم تتناولون طعاما صحيا وتمارسون نشاطا جسمانيا. يُقلد الأولاد البالغين، والطريق الأفضل للتأثير فيهم هي أن يكون الكبار مثالا شخصيّا يُحتذى به.
تاريخ عائلي وراثي وعوامل أخرى
يختلف البشر عن بعضهم بعضا، بسبب الاختلاف في نمط الحياة، ولكن تحديدا بسبب الجينات المختلفة. جزء من الأولاد معرّض لخطر أعلى للإصابة بالسمنة بسبب الجينات التي يحملونها، مشاكل صحية، أو لأنهم يتناولون الأدوية. إذا كان يظهر أحد هذه الأسباب لديكم في العائلة، من المهم أكثر أن تختاروا نمط حياة صحيا وطعاما ملائما.
عوامل أخرى
وقت مشاهدة متواصل، نمط حياة عائلي متوتر، نقص البقاء في مجال مفتوح – تؤدي كل هذه العوامل إلى أن يأكل الأولاد أكثر ويصعب عليهم أن يكونوا نشطاء. رغم أن هذا قد يكون صعبا، يمكن التغلب على العقبات في الطريق إلى ممارسة النشاط الجسماني الصحي.
ثمة عامل خطر إضافي للسمنة لدى الأولاد وهو النوم. يتعرّض الأولاد الذين لا ينامون وقتا كافيا أثناء الليل إلى زيادة في الوزن أو البدانة. بهدف تشجيع الأولاد على تطوير عادات حياة صحية من المهم تشجيع عادات نوم جيدة.
يقلص الروتين الذي يتضمن تناول طعام صحي ونشاطا جسمانيا مدمجا في وقت باكر في الحياة خطر حدوث مشاكل البدانة أو زيادة الوزن في المستقبل.
لماذا يتعين على طفلكم الحفاظ على وزن صحي وسليم
من المهم الحفاظ على وزن صحي من أجل الحفاظ على صحة طفلكم في المستقبل. يُقلل الوزن الصحي في سن الطفولة من مخاطر حدوث:
- زيادة الوزن أو البدانة عند البلوغ.
- تطوير مشاكل صحية حادة أثناء مرحلة الطفولة مثل سكري النوع 2، مشاكل في مفاصل الورك، ومتلازمة انقطاع النفس النومي.
- حدوث مشاكل شعورية واجتماعية مثل الإزعاج والاستقواء، تقدير ذاتي منخفض، اكتئاب، نظرة ذاتية منخفضة، واضطرابات الأكل.
- مشاكل صحية جسمانية في جيل المراهقة، مثل أمراض قلبية، سكر النوع 2، أنواع سرطان مختلفة، مشاكل في الإخصاب وفي الجلد.
التعرّف والكشف عن مشاكل الوزن الزائد والسمنة في مرحلة الطفولة في مرحلة مبكرة يمنعان مشاكل في الوزن على الأمد البعيد، قد تؤدي إلى مشاكل صحية ورفاهية أكثر حدة.
كيف يمكن التحدث عن الوزن السليم والسمنة لدى الأطفال
السمنة لدى الأولاد هي موضوع حساس. إذا كان ابنكم يعاني من مشكلة كهذه، يُستحسن عدم وصفه بأنه يعاني من وزن زائد أو من السمنة. بدلا من ذلك، تحدثوا أن على كل أفراد العائلة أن يهتموا بتغيير نمط الحياة من أجل تحقيق وزن سليم وصحي. هكذا يمكن أن تتحدثوا مع ابنكم عن الوزن الزائد وعن السمنة:
- ركّزوا على الصحة وعلى نمط حياة سليم وليس على خسارة الوزن. يصعب على الأطفال خفض الوزن.
- حاولوا استخدام مصطلحات مثل “أكثر من معدل الوزن”، أو “أكثر من الوزن الصحي” بدلا من أن تستخدموا أوصافا مثل “بدين”، “جيد”، “صحي”، “سمين قليلا”، أو “بدين جدا”.
- شجعوا وامدحوا صفات جيدة لدى ابنكم ليست ذات صلة بمطهره. مثلا، قولوا له “كل الاحترام لأنك أعددت هذه الواجبات المدرسية التي تطلب بحثا كثيرا”، “أنا فخورة بك لأن تحافظ على أخوتك الصغار”، و “سررت جدا عندما رأيت أنك بقيت هادئا قبل أن تتحدث أمام كل أولاد صفك”.
- لا تقولوا أقوالا مثل “لا تفكر أن عليك….”، أو “لا يُستحسن أن تأكل هذه الحلوى”. قد يشعر الأولاد أنكم تلحون عليهم، ولذلك قد لا يرغبون في القيام بما تطلبونه منهم.
كيف يمكن منع السمنة لدى الأطفال
إذا كنتم قلقين من أن طفلكم يعاني من مشاكل في الوزن أو حتى من البدانة، من المهم إجراء تشخيص كما ينبغي. يستطيع طبيب العائلة، طبيب الأطفال، أو أخصائية حمية غذائية فحص وتيرة نمو ابنكم والتأكد إذا كان يعاني من وزن سليم. كذلك، سيُفحص طول ابنكم، وزنه، ومؤشر كتلة جسمه (BMI). مؤشر كتلة الجسم هو إحدى الطرق لحساب مجمل كمية الدهنيات في الجسم، ويتيح للطبيب معرفة إذا كان وزن ابنكم ضمن المجال الطبيعي.
إذا كان طفلكم يعاني من وزن زائد، يمكن أن تجروا بعض التغييرات الصغيرة والعملية في نمط حياتكم. إن مشاركة جميع أفراد الأسرة في هذه التغييرات تساعد طفلكم على اتباع نمط الحياة الجديد وتكون مفيدة للجميع.
إليكم بعض الخطوات البسيطة لتغيير التغذية العائلية واليومية:
- اطلبوا من أولادكم مساعدتكم على اختيار الوجبات الصحيّة وتحضيرها. هكذا يتعلمون كيف يختارون التغذية الصحية والجيدة. كذلك، من المرجح أكثر أن يختاروا تناول الأكل الذي ساعدوا على تحضيره.
- دعوا ابنكم يتناول ماءً، وأبعدوا من المنزل المشروبات الخفيفة، العصائر، الشراب، مشروبات الطاقة، الماء بأطعمة مختلفة، والحليب المحلى.
- أكثروا من تناول الخضروات والسلطات. أثناء تناول الوجبات الأساسية، حاولوا ملء أكثر من نصف الصحن بالسلطات أو الخضراوات.
- أبعدوا من المنزل الأطعمة غير الصحية مثل الوجبات السريعة، البطاطا المقلية، الكعك والشوكولاتة، واحرصوا على تقديمها لابنكم أحيانا وليس يوميا. يتناول أبنكم الأطعمة غير المفيدة أقل في حال عدم توفرها.
- كونوا قدوة شخصية يحتذى بها، ودعوا ابنكم يُلاحظ أنكم تتمتعون بتناول الطعام الصحي.
- تناولوا الوجبات العائلية معا بشكل ثابت، بما في ذلك وجبة الفطور، واهتموا ألا يكون التلفاز مشغلا أثناء تناول الوجبة.
- تناولوا وجبات أكثر في المنزل – يمكن فيها التحكم بكمية الدهنيات، الملح، والسكر في الوجبة.
- أعطوا ابنكم نقارش صحية عندما يكون جائعا. مثلا: ضعوا فواكه طرية على الطاولة وعلبة تحتوي على شرائح من الخضروات في الثلاجة.
- لا تُلزموا ابنكم بتناول الأكل. ليس هناك سبب للقلق إذا رفض ابنكم تناول الأكل أو تناول كمية قليلة جدا. لن يشعر بالجوع.
تساعدكم هذه التغييرات البسيطة أكثر على ممارسة النشاط الجسماني العائلي:
- حددوا وقت المشاهدة حتى ساعتين يوميا للأولاد في سن 5-18 عاما. يشمل وقت المشاهدة، التلفاز، الدي. في. دي، الحاسوب، ألعاب الفيديو، الهواتف الخلويّة، والتابلِت.
- شجعوا ابنكم على اللعب خارج المنزل – فهو يحتاج إلى ممارسة النشاط الجسماني لمدة ساعة في اليوم على الأقل.
- مارسوا نشاطا جسمانيا عائليا يوميا – مثلا: مارسوا مشيا عائليا أو ركوب الدراجة معا.
- اذهبوا مشيا على الأقدام إلى المدرسة ذهابا وإيابا، الدكان، أو إلى الأصدقاء.
يحتاج كل من يعاني من السمنة إلى دعم لخفض وزنه. لا يستطيع ابنكم النجاح بذلك وحده. إذا تناول كل أفراد العائلة الغذاء الصحي ومارسوا النشاطات الجسمانية، سيكون ممكنا القيام بالتغييرات المطلوبة للحفاظ على نمط حياة صحي أسهل.
الحصول على مساعدة إضافية
يساعد هؤلاء المهنيون على الحفاظ على عادات الأكل، النشاطات الجسماني، والوزن لدى ابنكم: ممرضة مركز رعاية الطفل، طبيب العائلة، طبيب الأطفال، وأخصائية الحمية الغذائية.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network