هناك كمية هائلة من الألعاب في الأسواق، وقد تحتاجون إلى مهارة للنجاح في تحدي الموازنة بين احتياجات ابنكم (ورغباته!)، التأثيرات المعروفة من عالم الإعلانات، والضغط الذي يمارسه الأصدقاء. ليس من الضروري أن تكون الألعاب الجيدة لابنكم هي الأغلى ثمنا، بل الألعاب التي تحفز خياله.
الألعاب واللعب
الألعاب هي طريقة جيدة تساعد ابنكم على البدء باللعب وتشجيع تطوره، ولكن قد لا يحتاج إلى الكثير من الألعاب كما تعتقدون. أفضل الألعاب للأولاد هي “الألعاب المفتوحة“، التي تطور مهارات الخيال، الإبداع، وحل المشاكل. إليكم بعض الأمثلة على ألعاب مفتوحة:
- المكعبات – فقد يبني ابنكم في اليوم الأول برجا، وفي اليوم التالي يضع مكعبا قريبا من أذنه ويستخدمه كهاتف
- الطابات – الطابات جيدة للقفز، التمعّن، الدحرجة، الإمساك، والإلقاء
- علب الكرتون – يمكن استخدامها لأهداف كثيرة، مثل رف في حانوت، فرن، سيارة، سفينة، أو بيت للدمى
- الأزياء التنكرية – يستطيع ابنكم أن يصبح أي شخص وأي شيء يرغب فيه باستخدام ملابس قديمة وقطع من الأقمشة
- المواد الإبداعية – يمكن تحضير تحفة فنية باستخدام ورق ملوّن، ملصقات، أوان تمت إعادة تدويرها، علب كرتون وعلب بلاستيك، ألوان، وألوان قابلة للمحو.
ليس من الضروري دائما شراء ألعاب من الحانوت. فيمكن استخدام الأغراض المنزلية واليومية كألعاب مفتوحة رائعة – مثلا: طناجر ومقال، أدوات بلاستيكية، ملاقط غسيل، سلة ملابس، شراشف… ينجح الأولاد باللعب بكل شيء تقريبا! من المهم أن تتذكروا: كل الأغراض التي يلعب ابنكم بها يجب أن تكون آمنة، ولذلك تجنبوا الأغراض الحادة أو الصغيرة التي قد تؤدي إلى الاختناق.
اختيار الألعاب
تظهر معلومات على الكثير من علب الألعاب حول الأعمار الملائمة لاستخدامها. هذه معلومات جيدة، ولكنها بمثابة توصية فقط. يستحسن اختيار الألعاب وفق مجالات اهتمام ابنكم ومرحلة نموه. مع ذلك، هناك أهمية للمعلومات التي تظهر على علبة الألعاب من حيث الأعمار فيما يتعلق بالأمان – مثلا، عندما تتضمن الألعاب أجزاء صغيرة يسهل ابتلاعها. في مثل هذه الحالات، يستحسن العمل وفق الأجيال الموصى به للعب بالألعاب.
يعتقد الأطفال أنكم أنتم، المربي/ المربية، أو قريب آخر “اللعبة” وشريك اللعب الأفضل. يتمتع الطفل كثيرًا بالنظر إليكم، الاستماع إلى صوتكم، ووجوده قربكم. يتمتع بالنظر إلى الموبايل الملوّن، الاستماع إلى لعبة موسيقية تتحرك، أو الوصول إلى الخرخيشة. بعد أن يتعلم الطفل الجلوس، يبدأ بالاهتمام بالأغراض التي يمكنه أن يطرق عليها أو يستخدمها للطرق. إن الطرق على طنجرة باستخدام ملعقة خشبية شبيه تماما بلعبة تم شراؤها وإعدادها بشكل خاص لذلك.
يحب الرضع اللعب بالعلب، ويكتشفون أحيانا أن تمزيق ورقة غطاء الهدية ممتع أكثر من الهدية ذاتها. يستطيع الرُضّع اللعب بألعاب التركيب (مثل ليغو الدوبلو) والأزياء التنكرية.
يحب الأولاد الأكبر سنا أحيانا حل المشاكل واستخدام خيالهم. يتمتعون باللعب بالبازل أو الألعاب التي يمكن اللعب بها مع الآخرين.
الألعاب التي لا تحبونها
هناك ألعاب ليست ملائمة للقيم العائلية الخاصة بكم. مثلا، هناك والدون يشعرون بعدم ارتياح من اللعب بلعبة البندقية، بينما لا يحب جزء آخر من الوالدين مبنى جسم جزء من الدمى أو لباسها.
بندقية اللعب
يشمل اللعب ببندقية اللعب غالبا هجوما وعنفا، وعندما يلعب الأولاد بعنف واحدهم مع الآخر، فقد يتضرر أمانهم وخيرهم العام. رغم ذلك، يمكن اللعب بندقية اللعب بطريقة إيجابية. يجب النظر إلى الطريقة التي يلعب فيها ابنكم بالألعاب، وفهم ما الذي يحاول القيام به. مثلا، قد يستخدم ابنكم الألعاب كأداة للعب الخيالي لأداء دور قوات الشرطة واللصوص. من المرجح أن لعبا كهذا مقبول. ولكن إذا كان ابنكم يستخدم الألعاب بهجومية أثناء تعامله مع الأولاد الآخرين، ربما عليكم أن توضحوا له قليلا كيف عليه اللعب مع الآخرين. في مثل هذه الحال، لا تكون البندقية ذات أهمية. أحيانا، يستخدم الأولاد الأغراض اليومية الأخرى بصفتها بندقية، مثل العصي، قطع الخبز أو الليغو. ربما لا ترغبون في تشجيع تصرفات كهذه، ولكن تذكّروا: أن تأثير البندقية المصنوعة من قطعة خبز ليس شبيها ببندقية اللعب. البندقية المصنوعة من قطعة الخبز هي رمز فقط، واحتمال كونها تهديدا للآخرين قليل.
دُمى ذات مظهر “مُثير جنسيًّا”
قد تكون ألعاب الدمى ممتعة جدا لابنكم، ولكن يكون مظهر جزء من الدمى شبيها بالبالغين و “مثيرا جنسيا”. مثلا، يرتدي جزء من الدمى تنانير قصيرة، جوارب نسائية خاصة، وكعبا عاليا. قد يبدو هذا المظهر عاديا تماما، ولكنه قد يثير صورة ذاتية نسائية ربما لا ترغبون في أن ينمو ابنكم أو ابنتكم على قيم كهذه أو يتبنياها. في الحقيقة، نُشر عام 2009 تقرير لمنظمة بريطانية لحقوق الإنسان (object) يدعي أنه قد تؤثر جنسانية الألعاب ونشر المنتجات مباشرة في تطور الهوية الجنسانية لابنكم، وفي مواقفه وسلوكه.
نذكّر ثانية أنه يجب النظر ورؤية كيف يلعب ابنكم بالدمى. إذا كنتم قلقين، يستحسن أن تقدموا لابنكم دمى ذات صفات خاصة بالأولاد أكثر، ليتعرف إلى دمى ذات أنواع مختلفة ومبنى جسم مختلف.
يوصى باتباع توجه هادئ في كل ما يتعلق بألعاب البنادق أو الدمى المثيرة جنسيا. من المرجح أن تزول هذه الفترة تلقائيا. إذا كنتم قلقين حقا، يمكن أن تقترحوا على ابنكم اللعب بألعاب أخرى.
التحدث عن اختيار الألعاب
أنتم تقررون ما هي الألعاب التي يلعب بها ابنكم في المنزل.
إذا كنتم تعارضون جدا اللعب بألعاب معينة، يستحسن التحدث مع ابنكم، لا سيما عندما يكبر. يمكن أن تتحدثوا معه عن القيم العائلية الخاصة بكم. يمكن أن تقولوا مثلا: “ألعاب البنادق مثيرة للخوف وقد تلحق ضررا بالأشخاص الآخرين. فهي ليست ألعابا”.
لا داعي أن تلقوا محاضرة على ابنكم أو أن تمنعوه من اللعب بألعاب معينة.قد يرغب ابنكم في اللعب بالألعاب التي لا تحبونها كثيرا. بدلا من ذلك، يمكن أن تستخدموا ألعاب الحرب التي يلعب ابنكم بها كفرصة لتعليمه القيم الخاصة بكم فيما يتعلق بالأسلحة، الحرب، والعنف.
تصل للأولاد أحيانا رسائل متناقضة حول بالألعاب. مثلا: إذا كان يُسمح للأولاد بمشاهدة البرامج التلفزيونية أو اللعب بألعاب الحاسوب التي تتضمن عنفا، فقد يكونون مربكين عندما يحظر عليهم والدوهم اللعب بالبندقية.
إذا كنتم غير معنيين بأن يقدم بالغون آخرون لابنكم ألعابا معينة كهدية، يمكن أن توضحوا لهم رأيكم باختصار وهدوء. في نهاية المطاف، يعود القرار إليكم.
قوة الإعلانات
يتم الإعلان عن الكثير من الألعاب في الأماكن التي يسلط فيها ابنكم نظره عليها. من الصعب أحيانا معارضة طلبات ابنكم للحصول على لعبة معينة، خصوصا عندما يقول “كل الأولاد لديهم هذه اللعبة”. يمكن أن تقرأوا المزيد في كيف يشاهد الأطفال التلفاز.
يتم نشر الإعلانات حول الألعاب غالبا ضمن فيلم أو برنامج تلفزيوني، ولذلك تشجع على نوع معين من الألعاب. ليست هذه الألعاب سيئة، ولكنها قد تقيد إمكانيات لعب ابنكم، إذا استخدمها للعب بهدف محاكاة برنامج تلفزيوني بدلا من ألعاب الخيال.
غالبا، تكون الطريقة التي يلعب فيها ابنكم بالألعاب أهم من اللعبة ذاتها في تحديد تأثيرات الألعاب على تطور ابنكم. إن التفكير في الطريقة التي يلعب فيها ابنكم بالألعاب قد يساعدكم على اتخاذ قرار حول ما إذا كانت هذه الألعاب ملائمة لابنكم.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network