الصخب الإعلامي، المحادثات في الشارع، البيت، الروضة، والمدرسة - كلّها تُمطر أولادنا بمعلومات حول فيروس كورونا. لا يعرف أولادنا دائمًا كيف يواجهون معلومات مركَّبة كهذه، قد تكون مخيفة لهم أحيانًا. هكذا تساعدونهم على المواجهة والتحدّث عن مشاعرهم ومخاوفهم.
لمَ يجدر التكلّم عن كورونا مع الأولاد؟
حين تتحدثون عن مواضيع صعبة، تساعِدون ابنكم على أن يواجه صعوبات الحياة. إضافة إلى ذلك، إذا لم يفهم ابنكم الوقائع بطريقة ملائمة لسنّه، يمكن أن يتخيل أمورًا أسوأ من الواقع. إذا شجّعتم التواصُل المفتوح حول مواضيع صعبة، يتعلّم ابنكم أنّ في وسعه دائمًا أن يتكلم معكم. ويفهم أنكم موجودون ومستعدّون للإصغاء إذا أقلقه أمرٌ ما.
قبل البدء بالتكلّم
ربّما تظنّون أنكم إن تكلّمتم عن فيروس كورونا وعن عواقبه المحتمَلة، يمكن أن تُحزِنوا ابنكم. في الواقع، يُرجَّح أن يُسَرّ الولد بإفراغ ما في قلبه. مع ذلك، يجب أن يكون الأسلوب الذي تستخدمونه لمعالجة الموضوع ملائمًا لسنّه ومرحلة نموّه.
على سبيل المثال، إذا كان ابنكم في سنّ الروضة أو أصغر، يُفضَّل أن تنتظروا حتى يطرح الموضوع هو بنفسه. مع ذلك، كونوا واعين لما يسمعه أو يراه في الإطار التربوي، التلفزيون، الإنترنت، أو من إخوته الأكبر. وهكذا تعرفون بشكل أفضل إذا كان يمكن أن يقلقه أمر ما.
إذا كان ابنكم في المدرسة، قد يسمع أمورًا صعبة من زملائه أو في صفّه. يمكن أن تختاروا طرح جزء من الموضوع قبل أن يسأل عنه، خُصوصًا إذا طرأ تغيّر ما على سُلوكه أو حدث أمر في بيئته القريبة – مثل الحَجر الصحي أو إصابة زميل له في الصف.
حين يكبر ابنكم كفاية ويبدأ بالاهتمام بوسائل الإعلام، سيبدأ بقراءة الأخبار وبالاهتمام بالأحداث الجارية، أقوال المشاهير، والنقاشات المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي. حتى إذا لم تكونوا تهتمّون كثيرًا بهذه المواضيع، يحسُن بكم أن تعرفوا حديث الساعة في وسائل الإعلام – مثلًا إذا كان أحد المشاهير في حَجر صحي أو أُصيب بالفيروس. هكذا تعرفون تقريبًا ما يسمعه ابنكم ولا تُفاجأون بالمواضيع التي يطرحها للنقاش. وإذا طرحتم أنتم بعض المواضيع، يمكنكم توجيهه في المواضيع الأكثر تعقيدًا.
نصائح لإدارة سليمة للمحادثات المثيرة للتحدّي
يحسُن التفكير في بعض المواضيع الصعبة قبل أن يسأل عنها ابنكم. فهكذا تكونون مستعدّون حين يُطرَح أحد هذه المواضيع. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم على إدارة المحادثات:
- إذا حدث أمر مُثير للحزن أو الخوف في عائلتكم، يجب أن يسمع ابنكم ذلك منكم أوّلًا. يشمل ذلك الأحداث التي قد تؤثر فيه كثيرًا – مثل الحجر الصحي أو المكوث في المستشفى لأحد والدَيه، أخيه، أو أخته. خصِّصوا وقتًا لابنكم كي يتحدث بأفضل طريقة بالنسبة له.
- حين تطرحون أنتم المواضيع الصعبة، يمكنكم أن تختاروا وقتًا تكونون فيه أنتم وابنكم هادئين. إضافة إلى ذلك، يمكنكم أن تختاروا مكانًا خصوصيّا تعرفون أنّ ابنكم يشعر بالراحة فيه.
- اشرحوا المسألة ببساطة، وخُذوا في الحسبان سنّ الولد. على سبيل المثال، يمكن أن تقولوا لولد في الثانية من عُمره: “علينا الآن أن نبقى في البيت ولا نخرج منه. سنجِد أمورًا ممتعة نفعلها معًا”. أمّا ابن السابعة فيمكن أن تعطوه المزيد من المعلومات. على سبيل المثال: “فيروس كورونا هو فيروس مُعدٍ جدًّا، خصوصًا للأشخاص الكبار في السنّ. من أجل منع انتقال العدوى إلى أشخاص كثيرين جدًّا، وللحفاظ على صحتنا، سنبقى في البيت حتى نرى أن لا أحد يُصاب بالفيروس”.
- كونوا صريحين وتحدّثوا مع ابنكم بدقّة وصِدق قدر الإمكان. يمكن أن تقولوا مثلًا: “الفيروس خطير، ويمكن أن يؤدي إلى مرض شديد. ولكن في معظم الحالات، يُشفى الذين يُصابون به خلال أيام أو أسابيع قليلة”.
- عودوا إلى الموضوع بعد فترة. فابنكم بحاجة إلى الوقت ليستوعب. أوضِحوا له أنّ بإمكانه أن يطرح عليكم أسئلة. يحسُن تذكيره بالموضوع مجدّدًا بعد أسبوع، إذا لم يطرحه هو.
- أصغوا. فبعد أن تبدأوا المحادثة، أصغوا إلى ابنكم بصِدق. حافظوا على تواصُل بصَري معه وتحدّثوا معه بمستواه. يجدُر بكم أن تردّدوا مشاعره أمامه، حتى تفحصوا هل فهم ما قُلتموه. تذكّروا أن الأولاد المختلفين يتجاوبون بطرائق مختلفة. فليس هناك ردّ فعل صحيح أو غير صحيح. ربّما لا يتجاوب ابنكم على الفور، بل يحتاج إلى بعض الوقت ليردّ على أقوالكم.
- حافِظوا على هدوئكم. يُتوقَّع أن يقلّد ابنكم ردّ فعلكم على الأمور المحزنة أو الصعبة. لذا يجدر بكم أن تبقوا هادئين. مع ذلك، لا خطأ في الإعراب عن المشاعر وإظهارها لابنكم.
استخدِموا اللَّعِب كي تنقلوا المشاعر والأفكار
يتيح اللعب للأولاد أن يعبّروا عن مشاعرهم ويواجهوها. ربّما يصبح أسهل على ابنكم أن يعبّر عن مشاعره إن شعر أنّ القرار بيده. دَعوه يختار بمَ يلعب وكيف يلعب. يمكن أن يتعرف ابنكم إلى مشاعره عبر:
- الإبداع – التلوين والرسم
- الموسيقى – يمكن الاستماع إلى الموسيقى، القفز، والتعبير عبر حركات الجِسم
- اللعب الذي يُوسِّخ، مثل اللعب بالرمل أو الوحل في حديقة المنزل
- اللعب مع الدمى أو الأغراض
- التنكُّر
تذكّروا – ليس هناك أفضل من المثال الشخصي!
إذا سمعكم ابنكم تُديرون محادثة حول ما حدث معكم، سواء معه أو مع بالِغين آخرين، يتعلّم منكم كيف يفعل ذلك.
© raisingchildren.net.au،تُرجمت المعلومات وحُرّرت بمصادقة الموقع Raising Children Network.