الإعاقة مزدوجة: الصَّمَم والعمى

ما هو الصمم والعمى؟

تعني الإعاقة المزدوجة المؤلفة من الصمم والعمى أن ابنكم يعاني من  مشكلة في النظر والسمع في الوقت ذاته. هناك أنواع مختلفة: الصمم والعمى منذ الولادة، الصمم والعمى اللذان يحدثان في مرحلة معينة في سن الطفولة. الإصابة بالصمم والعمى هي حالة مستديمة تستمر مدى الحياة. يعاني الأولاد الصم والمكفوفون غالبا من أحد الأمور التالية:

• خسارة السمع والنظر منذ الولادة أو في سن مبكرة جدا.
• العمى منذ الولادة أو في سن مبكرة جدا، والصمم في مرحلة لاحقة.
• الصمم منذ الولادة أو في سن مبكرة جدا، والعمى في مرحلة لاحقة.

ليس من الضروري أن يكون الولد أصمّ و/أو أعمى تماما لكي يعتبر أصمّ وأعمى. في الواقع، يسمع أو يرى معظم الأولاد قليلا. فهم قادرون على استخدام القليل من النظر أو السمع، إضافة إلى الحواس الأخرى، لتعلم كيفية التواصل مع الآخرين. يحتاج الأطفال الصم والمكفوفون إلى مساعدة للتواصل مع أصدقائهم والتعرف إليهم. وإذا لم يتلقوا هذه المساعدة، قد يكبرون وهم يشعرون بالعزلة.

أسباب الصمم والعمى

من بين الأسباب التي تؤدي إلى الصمم والعمى لدى الأطفال ما يلي:

• عوامل وراثية مثل: متلازمة أشر (Usher-Hallgren syndrome) ومتلازمة تشارج (‏CHARGE syndrome)‏
• عدوى فيروسية أثناء الحمل
• شلل دماغي
• متلازمة الجنين الكُحوليّ
• ولادة مبكّرة
• مرض، صدمة، وإصابات

العلامات والأعراض المبكّرة

قد تبدو عيون وآذان الأولاد الصم والمكفوفين شبيهة بعيون وآذان الأولاد الآخرين تماما. قد تجعلكم تصرفات ابنكم أو الطريقة التي يستخدم فيها عينَيه تشكون أن لديه مشكلة معينة في النظر أو السمع.

يبدأ معظم الرُّضَّع بالتركيز على الوجوه والأغراض في بيئتهم القريبة في سن أربعة حتى خمسة أسابيع. بدءا من سن أربعة أشهر، يديرون رأسهم لكي يسمعوا من أين يصل الصوت الذي يسمعونه. إذا كان ابنكم أصمّ وأعمى، ستلاحظون أنه لا يفعل ذلك. قد لا يتواصل معكم أو مع الآخرين عبر النظر، أو لا يحاول أن يمد يده ويتحرك باتجاه أغراض مختلفة.  كذلك، يُطلق الأطفال أصواتا في الأشهر الأولى من حياتهم. ويسمع الأطفال غالبا الأصوات التي يطلقونها وردود الفعل من بيئتهم، وفي سن نصف سنة تقريبا تبدأ أصوات تمتمة ابنكم بالازدياد، لتظهر مقاطع، ثم كلمات. لا يمر الأطفال الصم بهذه المرحلة، لذا يظلون هادئين جدًّا.

يميل الأطفال الصم والمكفوفون إلى:

• النوم كثيرا، البكاء قليلا، وعدم تحريك أذرعهم وأقدامهم كثيرًا
• عدم محاولة إطلاق الكلمات، الإمساك بالأغراض، رفع أجسامهم، والمشي كما هو متوقع
• عدم الالتفات إلى الضجة القوية، الأصوات، أو النغمات الأخرى
• استغراق وقت كبير حتى يعبّروا عن ردة فعلهم عندما تتحدثون إليهم
• التحرك إلى الأمام والخلف، ضرب رأسهم، أو فرك عيونهم بأصابعهم
• عدم الرغبة في ملامسة الأشخاص أو الأغراض

إذا كنتم قلقين بشأن نموّ ابنكم أو سلوكه، تحدثوا مع طبيب الأطفال أو مع ممرضة مركز رعاية الطفل.

التشخيص

يوصى بتشخيص الصمم والعمى في أسرع وقت ممكن. يجتاز كل الأطفال فحوص سمع بعد الولادة فورا. وهي تكشف عن مشاكل كثيرة في السمع.

إذا كنتم قلقين بشأن سمع أو نظر ابنكم عندما يكبر، توجهوا إلى طبيب الأطفال أولا. إذا دعت الحاجة، سيوصيكم الطبيب بإجراء فحص سمع، ويوجهكم إلى طبيب خبير بالأنف، الأذن، والحنجرة، و/أو طبيب عيون للأطفال. ينظر هذان الخبيران إلى أذنَي ابنكم وعينَيه، يطرحان أسئلة، ويجريان فحوصا إضافية. في النهاية، يمكن أن يكشفا لكم المشكلة التي يعاني منها ابنكم بالضبط.

العلاج المبكّر

عند الحاجة، سيوصيكم طبيب العيون، وطبيب الأنف، الأذن، والحنجرة بالتوجه إلى خدمات العلاج المبكّر. تُنشئ هذه الخدمات تواصلا بين الخبراء في مجالَي الصحة والتربية، القادرين على تقييم قدرات ابنكم ومساعدتكم على التعلم كيف تقضون أوقاتكم مع ابنكم وتشجعون نموّه. يتعلم الأطفال كثيرا  من الأشخاص الذين يعتنون بهم ويقضون معهم وقتا طويلا، لذا يساعد اللعب والتواصل يوميا ابنكم كثيرًا.

يساعدكم هؤلاء الخبراء على فهم أسلوب تواصل ابنكم، الذي قد يتضمن إشارات، عمليات شخصية، رسوما، لغة الجسد، وقليلا من الكلام. كذلك، تساعد إعادة التأهيل الباكرة ابنكم على أن يتعلم كيف يتواصل، يتعرف إلى أصدقائه ويبقى قريبا من الآخرين، ويشعر بأمان كافٍ للتعرف إلى بيئته.

يتضمن الطاقم المهني الذي يدعمكم أنتم وابنكم أطباء أطفال، خبيرة اتصال، معلمين أو مربيات تربية خاصة، ومعلمين خبراء بإعادة التأهيل. يوصى بأن تتعرفوا جيّدًا على هؤلاء الخبراء وتتعلموا كيف تتعاونون معهم، لكي يعرفوا جيدا ما الذي يحتاجه ابنكم من أجل نموه، تعلمه، واستقلاليته أكثر.

التأثيرات

يصعب على الولد الذي يعاني من مشاكل في السمع والنظر غالبا فهم ما يحدث حوله. أي إن الصمم والعمى قد يؤثران في مجالات نموّ أخرى أيضا:

• التواصل – مثلا، لا يرى ابنكم أو لا يسمع عندما يلوّح شخص ما بيده أمامه أو يبتسم، وهو غير قادر على التواصل البصري.
• التكلّم – مثلا، قد لا يشير ابنكم إلى الأغراض، لذا لا يُسمي الأشخاص من حوله الأغراض بأسمائها.
• التمييز بين اليوم والنهار – يصعب عليه أن يتبع روتين نوم واستيقاظ ثابت.
• الحركة في البيئة المحيطة – الجلوس، الزحف، والمشي – مثلا، لا يريد ابنكم التقدم نحو الأغراض المختلفة، لأنه لا يراها أو لا يسمعها.
• القراءة والكتابة – قد يطرأ تأخر على تعلم المهارات الحركية ومهارات الإصغاء الضرورية للقراءة والكتابة.
• اللعب – مثلا، قد يخاف ابنكم من لمس أنسجة معينة أو لا يحاول التعرف على مناطق يصعب عليه مشاهدتها.
• ردّ فعل سريع على حالات مختلفة – بما أن ابنكم لا يستطيع التعلم عبر النظر، قد لا يعرف كيف تكون ردة فعله على وضع أو تجربة معينة، وهي ستكون بطيئة.

بهدف التغلب على هذه التحديات، يحتاج ابنكم إلى توجيه يساعده على فهم الكلمات، النغمات، اللمسات، والخطوات الأخرى والربط بينها. تواصلوا بشكل ثابت مع الطاقم العلاجي والتربوي، واحصلوا منه على إرشادات ونصائح للتصرف في المنزل، العمل الفردي، والعمل العائلي مع ابنكم. يشجّع التفاعل والتجارب الإيجابية مع العائلة والطاقم المهني ابنكم على تطوير حركات آمنة، مستقلة، وآمنة في المنزل، المدرسة، والمجتمع، وعلى تعلم التواصل الأفضل مع المقربين منه. ساعِدوا ابنكم على التعرّف إلى البيئة عبر قدرته على الرؤية والسمع، واستخدام الحواس الأخرى، بهدف إثارة فضوله حول بيئته.

الخدمات والدعم

يستطيع الاختصاصيون وخدمات الرفاه الكثيرة مساعدتكم أنتم وعائلتكم.

الحصول على معلومات

يُستحسَن التعلم قدر الإمكان من الخبراء الذي يعتنون بكم.لا تخافوا من طرح أسئلة كثيرة.

إذا كنتم تحتاجون إلى معلومات إضافية حول الصمم والعمى، يمكن التوجه إلى مركز الصم والمكفوفين – معهد بيت داود .

الصعوبات البيروقراطية

هناك خدمات وعلاجات كثيرة تساعد ابنكم على استغلال قدراته، ولكن من الصعب أحيانا أن تحصلوا عليها لأسباب بيروقراطية. يمكن أن تتوجهوا إلى موقع كل الحق، الذي يركّز معلومات حول مواضيع كثيرة تتعلق بالحصول على الحقوق.

الدعم المالي

يستحق الأطفال الصم والمكفوفون مخصصات للولد ذي الإعاقة وفق مستوى أدائهم.لمزيد من المعلومات، توجهوا إلى موقع التأمين الوطني.

الاعتناء بأنفسكم

رغم أنه من السهل أن تكونوا منهمكين في الاعتناء بابنكم، إلا أنه من المهم جدا أن تعتنوا بأنفسكم وبصحتكم أيضا. عندما تكونون معافين جسمانيا ونفسيّا، تستطيعون الاعتناء بابنكم بشكل أفضل. كما يمكنكم أن تتحدّثوا مع والدين آخرين.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.