يؤثر الطفل ذو الاحتياجات الخاصة في كل العائلة، بما في ذلك الإخوة والأخوات.من المهم الحفاظ على قواعد وأدوار عادلة ضمن العائلة، تساعدكم على بناء علاقات دافئة بين الإخوة.كذلك، يُستحسن أن تتأكدوا أن الأولاد الذين ينمون بشكل عادي يتحملون مسؤولية تلائم عمرهم وقدراتهم.
المسؤولية العلاجية
من الطبيعي أن يساعد الأولاد ضمن الحياة العائلية في العناية بالإخوة والأخوات الصغار. يشعر الأولاد الذين لديهم أخ أو أخت مع احتياجات خاصة أنهم يساعدون ويُعتَمَد عليهم بشكل خاص عندما يحصلون على تشجيع للمساعدة في الرعاية. رغم ذلك، يُستحسن أن تنتبهوا إلى مدى المسؤولية ونوع الرعاية اللذَين يتحملهما ابنكم.
الضغط لتحمل مسؤولية دور بالغ
يُستحسن أن تفحصوا إذا كان ابنكم يشعر بتوتر من تحمل مسؤولية أبوية أو دور شخص بالغ. مثلا، قد تنتبهون إلى أن ابنكم يتنازل عن فرص لقضاء الوقت مع أصدقائه لكي يعتني بأخيه ذي الاحتياجات الخاصة.
رغم أنه يُرجَّح أن يرغب ابنكم في مساعدتكم على الاعتناء بأخيه، فإن المسؤولية الكبيرة هي عمل صعب، مملّ، وأحيانًا مثير للغضب، ومع مرور الوقت، قد تؤثر في العلاقات بين أولادكم.
التمييز بين أدوار الإخوة وأدوار الوالدين
عندما يجري الحديث عن العناية بطفل مع احتياجات خاصة، يُستحسن أن توضحوا الفوارق بين أدوار الوالدين وأدوار الإخوة.
وظيفة الإخوة هي قضاء وقت مع أخيهم أو أختهم، والمساعدة في أعمال مثل تحريك الكرسي المتحرك، مساعدة الأخ على معرفة كيف يمكن رسم حيوانات، أو قراءة قصة لهم. أما الوالدون فيقومون بأعمال مثل مساعدة الأولاد على الدخول إلى المرحاض، استبدال أنابيب الطعام، أو مواجهة نوبات الغضب. وهم الذين يتخذون القرارات الهامة، مثل هل هناك حاجة إلى الذهاب إلى المستشفى في حالات الطوارئ.
التفكير في مجالات المسؤولية عن الرعاية
إليكم بعض الأمور التي يجدُر بكم التفكير فيها قبل أن تقرروا أية مجالات مسؤولية يمكن أن يؤديها أولادكم:
- حاولوا أن تسمحوا له أن يختار أية مساعدة يرغب في تقديمها لأخيه. مثلا: “إيهاب، أظنّ أنك تستطيع الجلوس مع ماري عندما تقوم بتمارين شد العضل. هل يمكنك القيام بذلك؟”.
- افحصوا إذا كان ابنكم كبيرا إلى حد كاف لتحمّل هذه المسؤولية. هناك مجالات اهتمام، مثل القيام بمهام مرتبطة بالعلاج الشخصي أو الإشراف على الأخ، قد لا تكون ملائمة لابنكم.
- فكّروا ما هي الوتيرة التي يساعد فيها ابنكم ولكم من الوقت. حاولوا أن توثّقوا ما يجري خلال أسبوع لكي تعرفوا بدقة.
- عندما تطلبون من ابنكم مساعدة إضافية، فكروا ما الذي يحدث في حياته. مثلا، هل يستعد للامتحانات؟ هل يرغب في قضاء الوقت مع الأصدقاء؟
المهامّ والأدوار العائلية
يُستحسن أن تتأكدوا أن كل واحد من أفراد العائلة يقوم بمهام عائلية – الأولاد ذوو الاحتياجات الخاصة والأولاد الذين نموّهم سليم. إعطاء دور لكل واحد يشير إلى أهمية التعامل بعدل مع كل الأولاد، يساعد في بناء العلاقات بين الإخوة، ويساهم في القيام بالمهام البيتية!
الأهم هو اختيار مهام تلائم عمر كل ولد ومهاراته، والتأكد من أن كل واحد يقوم بعمل معين.
القواعِدُ العائلية
القواعد والنتائج الثابتة لكل الأولاد تنقل لهم رسالة أن كل أفراد العائلة متساويون ومهمون. مثلا، إذا كان لديكم قواعد عائلية تشير إلى أنه على الجميع أن يتحدث بتهذيب مع الآخرين، فعلى الطفل ذي الاحتياجات الخاصة أن يتبع هذه القاعدة أيضا مثل إخوته تماما. إذا كانت هناك نتائج لانتهاك القواعد – مثل الاعتذار، ترك الهاتف الخلوي أو الجهاز اللوحي (التابلت) لعشر دقائق – فهذه القاعدة تنطبق على الجميع دون استثناء.
يُستحسن أيضا أن تمدحوا أولادكم عندما يقومون بأمور جيدة، وهكذا تزيدون احتمال أن يتصرفوا بشكل جيد في المستقبل أيضا. قولوا مثلا: “فرحتُ جدا لأنك أبعدت الأغراض عن الطاولة عندما طلبت منك. شُكرًا جزيلا!”
الاعتناء بأنفسكم
إحدى أفضل الطرق للاهتمام بأولادكم ودعمهم هي الاعتناء بأنفسكم. حافظوا على لياقتكم البدنية وصحتكم، وقوموا بأمور تحبونها لكي تستطيعوا الاعتناء جيدا بالآخرين. من الأصعب الاعتناء بأولادكم ومساعدتهم عندما تشعرون بتوتر وتواجهون صعوبات.
إذا شعرتم أنكم تواجهون صعوبات، اطلبوا المساعدة من طبيب الأطفال، طبيب العائلة، أو خبير آخر. فالحصول على مساعدة مهم من أجل خيركم ويساعد كل العائلة.
التفكير في المستقبل
ينشغل والدون كثيرون لأولاد ذوي احتياجات خاصة في مسألة الضغط الذي يواجهه الإخوة، في ظل الاعتناء بأخ ذي احتياجات خاصة بعد وفاة الوالدين. ليست هذه المسألة سهلة، وهي ذات أهمية كبيرة للعائلة كلها. والخوف شرعي ومبرر. إذا كانت هذه المسألة تشغلكم، استشيروا اختصاصيين في المجال – عاملة اجتماعية، محاميا، واختصاصيين آخرين يعالجون ابنكم، بهدف مساعدتكم على ترتيب الأمور بأفضل شكل.
أين يمكن الحصول على مساعدة
رغم أن إخوة الطفل الذي يعاني من التوحد يتأقلمون جيدا مع الوضع بشكلٍ عامّ، فإنّ كل ولد يختلف عن غيره. هناك أولاد يواجهون صعوبات أكثر من الآخرين ويحتاجون إلى مساعدة إضافية.
كوالدين، أنتم تعرفون جيدا إذا كان ابنكم يحتاج إلى دعم إضافي. يُستحسن التوجه لتلقي المساعدة إذا لاحظتم أن ابنكم الذي ينمو بشكل عادي تظهر لديه علامات توتر، مثل صعوبة في النوم، تغييرات في الأكل، نوبات غضب، أو الابتعاد عن الأصدقاء أو النشاطات.
في البداية، توجهوا إلى طبيب الأطفال أو إلى مختص يهتمّ بعائلتكم. ثمة إمكانية أخرى هي التوجه لتلقي علاج مشترك لكم ولابنكم لدى اختصاصي نفسي أو مستشار.
كما أنه يمكنكم الانضمام إلى مجموعة دعم لإخوة الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة، تساعدهم على المواجهة وتسمح لهم بالالتقاء بأطفال آخرين يمرون بظروف شبيهة. تعمل مجموعة كهذه مثلا ضمن جمعية “ألوت”.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.