مواجهة حزن ما بعد الإجهاض

ما هو الإجهاض؟

يُدعى الإجهاض أيضا انتهاء الحمل المبكر أو وقف الحمل التلقائي – عندما يتوفى الجنين في الرحم قبل الأسبوع 20 من الحمل. يحدث معظم حالات الإجهاض في الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل (خلال الثلث الأول)، وقد يحدث قبل أن تعرف المرأة أنها حامل.

هذه الحالة شائعة جدا وتحدث لأسباب كثيرة ومختلفة، غالبا لأن الحمل لا يتطور كما ينبغي. من ناحية طبية، قليلة هي الأمور التي يمكن فعلها لمنع الإجهاض. أنت لستِ مذنبة بحدوث الإجهاض وهو لم يحدث بسبب ما فعلتِه.

انتبهي: لا يشكل النزيف المهبلي دائما علامة على الإجهاض. رغم ذلك، عليكِ أن تتوجهي إلى طبيب النساء فورا عند حدوث نزيف مهبلي خلال الحمل.

جسمكِ بعد الإجهاض

إذا أجهضتِ، من المتوقع أن يحدث لديكِ نزيف مهبلي، عندما يحاول جسمكِ أن يتخلص من بقايا الحمل. في كثيرِ من الأحيان، يتخلص الجسم من بقايا الحمل تلقائيا في الأيام الأولى بعد الإجهاض، حتى ثلاثة أو أربعة أسابيع بعد ذلك. في هذا الوقت، قد يحدث نزيف دموي أكبر وتقلصات دورية. إذا تفاقم النزيف، ازدادت الآلام، أو كنتِ تعتقدين أن لديكِ تلوثا، توجهي إلى الطيب فورا. تتضمن علامات التلوّث نزيفا مهبليا ذا رائحة كريهة، ارتفاعا في حرارة الجسم، أو تقيؤا.

إذا لم يتخلص الجسم من البقايا داخل الرحم، قد يقترح عليكِ طبيب النساء علاجا دوائيّا يؤدي إلى تقلص الرحم، أو إجراء طبيا للتخلص من بقايا الحمل داخل الرحم. هذا الإجراء جراحي يتم فيه تنظيف جدران الرحم برقة بعد الإجهاض. يمكن التفكير في هذه الإمكانيات إذا كنتِ لا ترغبين في الانتظار حتى يتخلص جسمكِ من بقايا الحمل بشكل طبيعي.

استشيري الطبيب حول الإمكانية الأفضل لكِ.

كيف تشعرين بعد الإجهاض؟

يؤثر الإجهاض في حالتكِ العاطفية والجسدية على حد سواء. وهو قد يثير لديكِ مشاعر من الحزن، الفراغ، الغضب، القلق، الاكتئاب، وكذلك الصدمة ومرارة الفقدان. فأنتِ لم تخسري طفلكِ فحسب، بل أيضًا الآمال والأحلام بأن تصبحي أما.

يريد والدون كثيرون معرفة كيف حدث الإجهاض ولماذا. من الصعب الإجابة عن هذه الأسئلة، لأنه ليس هناك سبب واضح غالبا.

مشاعر الحزن بعد الإجهاض

هناك اختلاف بين حالات الإجهاض، وليس هناك شعور معيّن “يجب” أن تشعري به. تواجه كل امرأة هذه الحالة بشكل مختلف، وكل المشاعر والأفكار شرعية. لا يمكن تسريع مرحلة الحزن والتعافي.

قد تكون عملية الحداد على الطفل مرهقة نفسيا وجسديا على السواء. وقد تَمُرّين بتقلبات مزاجية مختلفة تستمر وقتا. ربّما تكتشفين أن الحزن العميق والندم يظهران في أوقات معينة خلال السنة – مثلا، في موعد الولادة الذي كان متوقعا أو في الموعد الذي حدث فيه الإجهاض. قد تظهر هذه المشاعر خلال حمل لاحق أيضا. وقد يحدث الحزن في لحظات غير متوقعة.

يُرجَّح أن عليكِ أن تأخذي استراحة لمدة ما من العمل. وفق البند 7 “أ” من قانون عمل النساء، تستحق العاملة التي تعرّضت لإجهاض التغيّب عن العمل لمدة سبعة أيام، على حساب أيام إجازتها المَرَضية.

هناك منظمات دعم تقدم بيئة داعمة يمكن أن تتحدثي فيها مع نساء أخريات اجتزن إجهاضا أو مررن بخسارة شبيهة ، ويمكن أن تحصلي على مساعدة لمعرفة أن مشاعركِ طبيعية تماما.

قد يتغير مستوى الحزن استنادا إلى بعض العوامل التالية:

• الفترة الزمنية التي حاولتِ خلالها أن تصبحي حاملا
• هل كان الحمل مخططا له أم لا
• عمركِ – قد تواجهين ضغطا إضافيا لولادة طفل كلما تقدمتِ في السن
• الطريقة التي أصبحتِ فيها حاملا – مثلا: يتضمن الحمل عبر الإخصاب خارج الرحم (IVF) التزاما كبير من النواحي الجسمانية، العاطفية، والمالية
• كم إجهاضا حدث معكِ – كلما كان عدد حالات الإجهاض أكبر قد يكون الحزن أكبر
• مدة الحمل قبل الإجهاض
• مستوى الدعم الذي تحصلين عليه من شريك حياتكِ، عائلتكِ الموسعة، والأصدقاء

الحزن لدى الزوج بعد الإجهاض

يشعر الأزواج أحيانًا أنهم خارج الصورة عندما تُجهِض زوجاتهم. فالأم هي التي تشعر بالخسارة الجسدية بعد الإجهاض، لذا يفكر الآخرون في كثيرِ من الأحيان. في احتياجاتها أولا.

هناك أزواج يصعب عليهم أن يعبروا عن مشاعرهم، ما قد يؤدي إلى أن تشعر زوجاتهم بأنهم لا يشعرون بالخسارة والحزن مثلهن. وهناك أزواج لا يعبّرون عن مشاعرهم أمام الآخرين. فقد يمارسون نشاطات جسدية أكثر مثل الرياضة، أو يقضون وقتا أطول في العمل كمنفذ لمشاعرهم.

بالمقابل، هناك أزواج يتقربون أكثر من زوجاتهم، ولكنهم يشعرون أفضل عندما يكونون بمثابة كتف يمكن للزوجة أن تبكي عليها. وهناك أزواج يشعرون بالعجز لأنهم لا ينجحون في تعزية زوجاتهم.

تحدثوا عن مشاعركم بانفتاح مع أزواجكم بعد الإجهاض، لكي تجتازوا معا الفترة الصعبة.

مشاركة الآخرين بالحزن

أية طريقة تختارينها لإبلاغ الأصدقاء والعائلة عن الإجهاض هي حزينة جدا. وقد تكون هذه الخطوة أصعب إذا لم تبلغي عن حملكِ.

لن يفهم الجميع لماذا تحزنين على فقدان طفلكِ. فقد تواجهين أشخاصا يحاولون تعزيتكِ بكلمات تقلل من أهمية الخسارة – مثل: “على الأقل، تعرفين أنكِ قادرة على الحمل”، أو “الأمر الجيد أن لديكِ أطفالا آخرين”.

رغم أن المقربين منكِ يرغبون في تعزيتكِ ودعمكِ، يُرجَّح أنهم لا يفهمون كيف تشعرين. وقد تبدو لكِ أقوالهم عديمة المعنى.

قد يقول لكِ آخرون كلمات مثل: “يؤلمني ما حدث”، ويسمحون لكِ بالتعبير عن مشاعركِ وفق رغبتكِ.

تكتشف نساء كثيرات أنهن يشعرن أفضل قليلًا عندما يتحدثن عن الموضوع مع الآخرين.تحدثي مع الصديقات المقربات والعائلة إلى أية درجة كان الجنين مهما لكِ، ما هو الدعم الذي تحتاجين إليه، وإلى أي مدى تريدين مشاركة ما حدث. إذا كنتِ لا ترغبين في التحدث عن الإجهاض، يمكن أن تكتبي عنه.

الاعتراف بفقدان الطفل

يجري والدون كثيرون طقسا رسميا للاعتراف بخسارة طفلهم، بهدف التعافي بشكل أفضل.

إليكم بعض الطرق التي يمكن أن تتبعوها عند خسارة طفلكم بعد الإجهاض:

• تسمية الطفل: حتى إذا كنتم لا تعرفون جنس الجنين، تدل تسمية الطفل على أهميته بالنسبة لكم.
• علبة ذكريات: يمكن الاحتفاظ بعلبة خاصة ووضع أغراض فيها مثل فحص الحمل الإيجابي، صور الألتراساوند، لاصقات من المستشفى، بطاقات تهنئة، ألعاب، أو ملابس كنتم قد أعددتموها للطفل.
• اختيار تذكار: زينة أو إكسسوارات أيا كانت.
• إبداع: يمكن أن تُبدعوا شيئا لذكرى الطفل، مثل رسمة، بطانية، أو لحن موسيقي.
• موقع لتخليد الذكرى: مثلا، يمكن أن تغرسوا شجرة أو تختاروا مكانا محبوبا.
• وداع: اكتبوا قصيدة أو رسالة إلى الطفل.
• دفن الطفل: رغم أن دفن الطفل ليس ضروريا من ناحية قانونية قبل سن 20 أسبوعا، إلا أنكم قد ترغبون في دفن طفلكم لأسبابكم الخاصة.

الاعتناء بنفسكِ

يمكنكِ القيام ببعض الخطوات للاعتناء بنفسكِ بعد الإجهاض:

• تحدثي عما حدث مع صديقة أو قريبة مرّتا بنفس الاختبار. فسوف تفهمانكِ وتقدرانِ مشاعركِ.
• انضمي إلى مجموعة دعم تهتم بالنساء بعد الإجهاض أو إلى منتدى عبر الإنترنت.
• توجهي للحصول على علاج لدى خبير في الطب النفسي مختصّ في فقدان الحمل، لكي يساعدكِ على تقبّل الخسارة.
• تأكدي أن لديكِ من يدعمكِ، يشجعكِ، ويفهمكِ، لا سيما في الأيام خلال السنة التي كان يُتوقع أن تلدي فيها طفلكِ، في تاريخ وفاته، أو في تواريخ هامة أخرى. قد تثير هذه الأيّام فيك حزنا وقلقا من حالات إجهاض مستقبلية.
• سجلي مشاعركِ، أفكاركِ، وذكرياتكِ في مفكرة. فهكذا يمكن أن تعبري عن مشاعركِ المختلفة التي قد تظهر بعد الإجهاض.
• انضمي إلى مجموعة دعم – يمكن أن تفكري في التطوع في إحدى هذه المجموعات وتدعمي والدين مروا بحالات إجهاض أيضا.
• تجنبي استهلاك الكحول والمخدرات أو السلوكيات التي تجعلكِ لا مبالية. فإذا تجاهلتِ مشاعر الحزن والفقدان، قد تكون مرحلة التعافي أطول.
• انضمي إلى نادٍ للياقة البدنية، وابدائي بالسباحة أو المشي. قد تساعدكِ النشاطات الجسمانية التي تتضمن أهدافا واضحة على معالجة مشاعركِ وتقوية جسمكِ.
• حاولي أن تجتازي تدليكا بشكل ثابت. فيمكن أن يساعد الاعتناء بالنفس على التعافي جسديّا ونفسيّا.

تجربة الحمل ثانية

يتوق جزء من الأزواج إلى محاولة الحمل مجدّدا بعد الإجهاض. فيما يشعر آخرون أن العائلة والأصدقاء يمارسون ضغطا عليهم للحمل من أجل “التقدّم إلى الأمام”.

رغم ذلك، إذا أصبحتِ حاملا قبل أن تكوني مستعدة جسمانيا ونفسيا، قد تزداد مشاعر الحزن لديكِ. تتطلب فترة الحزن بعد الولادة الكثير من الوقت والطاقة.

وقد تشعرين بمشاعر مختلفة، مثل الحماسة للحمل الجديد، الخوف من الإجهاض مجددا، أو كلَيهما معًا. تذكّري أن مشاعركِ بحاجة إلى وقت للتعافي، تمامًا كما يحتاج جسمكِ إلى وقت ليتعافى جسديا.

يُستحسن التحدث عن استعدادكِ الجسماني والنفسي وعن مخاوفكِ مع زوجكِ، طبيبكِ النسائي، الأصدقاء، أو الاختصاصيين.

ويستحسن أن تسألي الطبيب النسائي متى يجوز لكِ من ناحية جسدية أن تحاولي الحمل من جديد.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.