ولادة طفل جديد هي مناسبة ممتعة غالبا، ولكنها تشكل فترة مثيرة للضغط أيضا، إذ تضطرون فيها إلى اتباع تغييرات وملاءمات كثيرة. لسوء الحظ، لا يعرف الكثير من النساء أن التغيير في المزاج بعد الولادة شائع جدا - من تغييرات طفيفة إلى حادة، وحتى ظهور الاكتئاب بعد الولادة. في الواقع، من المرجح أن تحتاج المرأة إلى مساعدة في مجال الطب النفسي في السنة الأولى بعد الولادة أكثر من أية فترة أخرى في حياتها.
المزاج والمشاعر بعد الولادة
الحمل والولادة هما مرحلتان ترافقهما تجديدات ومشاعر. أثناء هذه الفترة، تحدث تغييرات كثيرة في جسمك، ولكن في مزاجك ومشاعرك أيضا.
في الأيام الأولى بعد الولادة، يعاني الكثير من النساء من اكتئاب ما بعد الولادة وحالة (baby blues) – يظهر شعور طفيف من الاكتئاب ما بعد الولادة، ولكن يزول خلال أيام قليلة. أحيانًا لا يزول هذا الشعور، حتى إنه يزداد حدة ويُدعى “اكتئاب ما بعد الولادة”.
هناك عدد من الأعراض المميّزة:
- تغييرات في المزاج
- قلق حول الطفل والاعتناء به (دون مزاج منخفض أيضا)
- عدم الاهتمام ونقص المتعة
- قلة الرغبة وصعوبة في الاعتناء بالمولود وأفراد العائلة
- فقدان الشهية وانخفاض بشكلٍ ملحوظ في الوزن
- أفكار عدم القيمة والذنب
- اضطرابات وصعوبة في النوم حتى عندما يكون الطفل نائما
- شعور باليأس، وفي حالات صعبة أفكار انتحارية أيضا
إذا شعرتِ بشعور كهذا – فأنت لستِ وحدكِ، نحو 15% من النساء يعانين من الاكتئاب و/أو القلق بعد الولادة، وفي حالات كثيرة تظهر الأعراض في الثلث الأول من الحمل. أحيانًا قد تظهر بعد بضعة أسابيع من الولادة.
أنواع التغييرات في المزاج بعد الولادة
اكتئاب طفيف بعد الولادة: “Baby Blues”
من بين قائمة الاضطرابات في المزاج، في إحدى درجاتها يظهر الاكتئاب الطفيف بعد الولادة أو “Baby Blues” الذي يؤثر في نحو 80% من الأمهات بعد الولادة ويحدث في اليوم الثالث حتى العاشر بعد الولادة. تشمل الأعراض تعبا، قلقا، تغييرا في المزاج، وعصبية. الاكتئاب الطفيف هو مؤقت فقط، ويختفي بالقليل من الفهم والدعم.
الاكتئاب بعد الولادة
بين قمة القائمة وأسفلها – الاكتئاب الطفيف والذهان – يظهر الاكتئاب بعد الولادة. يصعب على معظم النساء كثيرا التأقلم مع الطفل الجديد، ولكن أكثر من 15% من النساء ونحو 10% من الرجال يعانون من اكتئاب طفيف بعد الولادة.
غالبية النساء لا يكتشفن ولا يعرفن أن الاكتئاب قد يظهر أثناء الحمل أو بعد الولادة. في أحيان كثيرة، تتهم النساء أنفسهن، أزواجهن، أو أطفالهن بمشاعرهن. يتوقع الأشخاص المقرّبون من النساء أن عليهن “التغلب على شعورهن” دون أن يفهموا أن المرأة تعاني من اكتئاب بعد الولادة وتحتاج إلى تلقي علاج طبيّ ملائم.
بعض الحقائق حول الاكتئاب بعد الولادة
- يحدث الاكتئاب بعد الولادة في كل الحضارات والمكانات الاجتماعية – الاقتصادية، وقد يحدث لدى النساء الوالدات في كل الأعمار.
- هذه ليست ظاهرة عصرية: يسميها كل جيل تسمية مختلفة. كانت تُدعى الظاهرة التي تُسمى اليوم “الاكتئاب بعد الولادة” قبل 50 عاما “انهيار الأعصاب”.
- قد ترافق الاكتئاب أعراض خفيفة، متوسطة، وحادة. قد يبدأ أثناء الحمل (اكتئاب أثناء الحمل)، بعد الولادة فورا أو تدريجيا، أو في الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد الولادة.
- قد يحدث بعد عملية إجهاض، ولادة طفل ميت، ولادة عادية، أو ولادة بعملية قيصرية. العامل المشترك هو الحمل.
- قد يحدث الاكتئاب في الحمل القادم: إذا أصبحت المرأة حاملا قبل أن تتعافى من الاكتئاب بعد الولادة، فقد يستمر الاكتئاب أثناء الحمل وتزداد حدته. إذا عانت المرأة من اكتئاب عدة مرات و/أو اكتئاب حاد، فهناك توصيات لمتابعة العلاج أثناء الحمل وبعد الولادة أيضا (حتى أثناء الإرضاع)، لتجنّب مُعاودة الاكتئاب.
- يشعر الكثير من النساء تحديدا بقلق بعد الولادة، وليس ضروريا أن يكون اكتئابا.
قد يشعر الرجال باكتئاب بعد الولادة أيضا.
عوامل خطر لحدوث اكتئاب بعد الولادة
قد يحدث الاكتئاب بعد الولادة نتيجة دمج عدة عوامل بيولوجية، نفسية، واجتماعية (حضارية). يظهر على شكل أعراض ويؤثر في حياة النساء في كل المجالات. تعاني كل امرأة من اكتئاب بشكل خاص بعد الولادة نتيجة الدمج المختلف لعوامل الخطر هذه.
يجب أن تُعَالِج طرق مواجهة الاكتئاب بعد الولادة استعدادا للتعافي كل مجالات حياة المرأة – البيولوجية، النفسية، والاجتماعية. غالبا، يعني هذا أنه يجب دمج كل أنواع التدخلات العلاجية. الاكتئاب بعد الولادة ذو صلة بالأسرة كلها والمجتمع المحلي وليس بالمرأة وحدها. لذلك، يجب أن يُؤخَذ في الحسبان أثناء التشخيص الأشخاص المهمون في حياتها.
العوامل البيولوجية
- ميل وراثي لتطوير الاكتئاب (ماضٍ من مشاكل نفسية شخصية أو عائلية)
- تغييرات مفاجئة في الهرمونات بعد الولادة
- نقص تغذية وقلة نوم
- ماض من أعراض ما قبل انقطاع الطمث
- حالة سابقة من الاكتئاب بعد الولادة
العوامل النفسية
- مشاكل في الإخصاب والتدخل من خلال عملية الإخصاب خارج الرحم (IVF)
- ولادة صعبة أو صدمة – مثلا، تدخّل غير متوقع أثناء الولادة أو عملية قيصرية طارئة
- عنف أو صدمة في جيل الطفولة (لا سيما تحرش جنسي)
- توقّعات مبالغ بها من الأم حول الأمومة وحول نفسها
- مشاكل لم تُحلّ في الماضي من الحزن، مثل إجهاض سابق
العوامل الاجتماعية
- نقص الدعم العائلي والمجتمع المحلي
- علاقات معقّدة مع الزوج – تتضمن مثلا ابتعادا عاطفيا
- صعوبات مادية
- نقص الأصدقاء المقرّبين، لا سيّما الأصدقاء مع العائلة والأولاد
- سن مبكّرة جدا أو كبيرة جدا
- أحداث مثيرة للتوتر مثل الوفاة في العائلة أو الإقالة من العمل
يجب تشجيع النساء اللواتي يشعرن بجزء من العوامل المذكورة أعلاه على التحدّث مع الطبيب والعائلة. تعاني كل امرأة من الاكتئاب بعد الولادة بشكل خاص، ويستطيع الأخصائيون تقديم علاج ملائم، يلبي متطلبات الظروف والصعوبات الخاصة بالمرأة.
أعراض الاكتئاب بعد الولادة
قد تظهر الأعراض كل الوقت، بدءا من الـ 24 ساعة الأولى وحتى بعد مرور بضعة أشهر من الولادة. تميل النساء إلى التوجّه لتلقي مساعدة في مراحل مبكّرة عندما يشعرن بالاكتئاب بشكل مفاجئ وتصبح الأعراض حادة. رغم ذلك، من الصعب أحيانًا التمييز بين الأعراض وبين التغييرات الطبيعية التي تحدث بعد الولادة. في مثل هذه الحال، قد ترفض النساء التوجه لتلقي المساعدة.
يظهر لاحقا وصف لأعراض الاكتئاب بعد الولادة، وفق ما طرحته نساء شاركن في مجموعات العلاج للنساء اللواتي يعانين من الاكتئاب. تنطبق هذه الأعراض على الاكتئاب بعد الولادة لدى الرجال أيضا.
- اضطرابات في النوم ذات صلة باحتياجات النوم الخاصة بالطفل: تنام غالبية الأمهات للأطفال الصغار بعد أن ينام أطفالهن فورا. قد تستلقي المرأة التي تعاني من الاكتئاب بعد الولادة في سريرها وهي يقظة وقلقة لمدة ساعات، حتى عندما يكون ابنها نائما. هناك نساء يستيقظن في الصباح باكرا، بينما ترغب أخريات في النوم كل الوقت، ويصعب عليهن أن يستيقظن صباحًا.
- اضطرابات في الشهية: قد تفقد المرأة اهتمامها بالأكل. يقول جزء من النساء: “أجبِرُ نفسي على تناوُل الأكل لأني مُرضعة، ولكن لا أشعر بأية نكهة في الأكل”. هناك نساء يأكلن أكثر محاولة منهن للتغلّب على القلق. بينما يعاني جزء آخر من غثيان عند التفكير في الطعام.
- بكاء: قد تشعر المرأة بحزن وقد تبكي دون سبب واضح. قد تذرف الدموع بسهولة نهارا وليلا. هناك نساء يقُلن: “أريد أن أبكي ولكني لستُ قادرة. قلبي يبكي”.
- عدم القدرة على التمتع وصعوبة التواصل مع الطفل: هناك شعور كأن الأم “جليسة أطفال” (babysitter). يهتم الكثير من النساء بالطفل، ولكن لا يشعرن بارتباط عاطفي به.
- عدم القدرة على المواجهة: تشعر المرأة التي تعاني من الاكتئاب بعد الولادة أن المهام اليومية، الاعتناء بالطفل، أو الاعتناء بنفسها ليست ممكنة. قد تشعر بصعوبة في القيام بأمور قامت بها سابقا بسهولة. كذلك، قد تشعر بحاجة إلى الهروب، تشعر بإنهاك وإرهاق جسماني وشعوري كبير. كذلك، قد تأمل أن يزول كل شيء ببساطة.
- عصبية: قد تنفجر المرأة التي تعاني من الاكتئاب بعد الولادة غاضبة على زوجها أو أولادها دون سبب. أحيانًا، أجاب الأزواج الذين سُئلوا عن ذلك: “لا أعمل أي شيء كما ينبغي. إذا رتبت الملابس، تشتكي أني لا أقوم بذلك كما ينبغي. إذا لم أساعد، تدعي أني لا أدعمها”.
- القلق: قد تشعر المرأة بغثيان كثير معظم الوقت وتكون قلقة دون سبب. يشعر جزء من النساء بنبضات قلب حادة لدرجة أنهن يخشين التعرّض لنوبة قلبية. قد تشعر المرأة بقلق حول صحتها أو صحة طفلها، حتى إذا عرفت أن كل شيء على ما يرام. يصف الكثير من النساء القلق بصفته العارض الأبرز، ويرفضن المصطلح “اكتئاب بعد الولادة”. فهن يرفضن “الاكتئاب”. يصف المصطلح “قلق بعد الولادة” مشاعر النساء بشكل أفضل.
- أفكار سلبية: لا تهدأ الأفكار التي تراود المرأة التي تعاني من الاكتئاب بعد الولادة أبدا. يستنفذ القلق الكثير من طاقاتها، ويعرقل قدرتها على الإصغاء، التركيز، أو التذكّر. ربما تواجه المرأة قلقا غير واقعي، ترفض أن يعود الزوج إلى العمل خشية من حدوث حادث طرق، أو تخاف أن تترك طفلها تحت رعاية شخص آخر خوفا من أن يتضرر. ليست هناك أية وعود أو مصادر إلهاء – قادرة على أن توُقف أفكارها.
- الخوف أن تكون المرأة وحدها: يحتاج الكثير من النساء إلى أن يكون معهن شخص كل الوقت، لأنهن يخفن من البقاء وحدهن. يغمرهن القلق من حدوث ضرر للطفل أو ألا تكون المرأة قادرة على الاعتناء بطفلها وحدها ويشل قدراتهنّ. هناك نساء يشعرن بالوحدة بشكل مفزع، فيخرجن من المنزل للتواصل مع أشخاص آخرين، ولكن يتطلب منهن الخروج من المنزل جهدا كبيرا. يشعر جزء آخر من النساء أنهن غير قادرات على البقاء على مقربة من الأشخاص الآخرين، ويبتعدن عن أفراد الأسرة والأصدقاء.
- صعوبة في التركيز: قد تنسى المرأة ما الذي كانت ترغب في قوله بينما تتحدث. لا تنجح في التركيز على المهام البسيطة أو تلقي معلومات جديدة. يصبح الحفاظ على النظام والترتيب – الخاص بها وبأفراد عائلتها – صعبا بشكل خاص، وأحيانا لا تعرف المرأة ببساطة كيف تبدأ. في أحيان أخرى، تبدأ كل المهام معا. قد لا تنجح في التفكير بشكل خلاق لحل المشاكل التي تتعرّض لها وإيجاد حلول – مثلا، الاتصال للحصول على مساعدة.
- الشعور بالذنب والعجز: يشعر الكثير من الأمهات بالذنب، ولكن المرأة التي تعاني من الاكتئاب بعد الولادة تشعر بذنب أكبر. فهي تفكّر وتشعر دون توقف أنها لا تؤدي دورها جيدا وتعتقد أنها “أم سيئة”. لا تنجح في الحصول على تشجيع من الأمور الجيدة التي قامت بها، أو الشعور بأمان في علاقتها مع ابنها. لن تتوقف أفكارها حتى إن تمت طمأنتها وتهدئتها، ولكن قد تتوقف عن التحدث عن مشاعرها.
- الغيرة من النساء الأخريات.
- فقدان الثقة بالذات والتقدير الذاتي: المرأة التي كانت تتمتع في الماضي بعملها، قد تشعر بارتباك عند التفكير في العودة إلى العمل، وتشكك في قدرتها على ممارسة عملها ثانية. قد تشعر المرأة التي كانت تتمتع باستضافة ضيوفها بارتباك من فكرة وصول زوار. أحيانًا لا تنجح في تحضير الطعام، رغم أنها كانت تحب تحضيره قبل الولادة. تشعر غالبية النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب بعد الولادة من تقدير ذاتي منخفض جدًا، حتى إن كان يبدو لهن أنهن على ما يرام. يصف جزء منهن شعورا بأنهن لم يعدن كما كنّ في السابق، أو فقدن الشعور بأهميتهن.
يصعب التعرّف إلى الاكتئاب بعد الولادة
يُصعّب المُجتمَع غالبا على النساء أن يعترفن أنهن يعانين من اكتئاب بعد الولادة. غالبا، تسمع النساء كل الوقت رسائل متكررة حول الفرح والسعادة عند ولادة الطفل. لا تُذكّر هذه الرسائل بالتحديات التي تصل مع بدء الأمومة.
يحاول الإعلام تعزيز التوقّعات غير الواقعية من الأمهات الجديدات. مثلا، هناك برامج الواقع التي تبُث من غرف الولادة وتظهر فيها النساء وهن يلدن بسهولة دون مشاكل ويحظين بدعم كامل من الزوج، العائلة، والطاقم المُعَالَج. بالإضافة إلى ذلك، تبُث هذه البرامج مقالات وصورا لمشهورات يبدو أنهن يواجهن تربية طفلهن جيدا وبسهولة، حتى أنهن يظهرن بمظهر رائع بعد الولادة. بالإضافة إلى ذلك هناك الوصمة السلبية حول الاكتئاب. أحيانا يُوصف الاكتئاب بعد الولادة وصفا سلبيا وشعوريا. لذلك “تتنكر” النساء بأنهن فرحات وتبذلن جهدا كبيرا لإخفاء مشاعرهن الحقيقية. قد تشعر المرأة التي لا تواجه الوضع بعزلة كبيرة، ويصعب عليها التعامل مع مشاعرها.
تأثير الاكتئاب بعد الولادة
لا يتلقى جزء كبير من النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب بعد الولادة علاجا، وهو يزول تلقائيا في فترة معينة. رغم ذلك، أحيانًا لا يختفي الاكتئاب بعد الولادة تلقائيا دون عِلاج. في مثل هذه الحالات، إذا لم يتم التعرّف إلى الاكتئاب أو علاجه، تدفع المرأة، الطفل، الزوج، العائلة القريبة والموسّعة ثمن ذلك.
رغم المشاعر التي تشعر بها النساء، فهناك الكثير من النساء اللواتي يعانين من اكتئاب بعد الولادة يكنّ قريبات جدا من أطفالهن. بينما يصعب على نساء أخريات الارتباط بالطفل إذا لم يُعالج الاكتئاب، وهذا قد يؤثر في رفاهيته.
التعرّف المُبكّر والتدخل يؤديان إلى تعافي معظم النساء من الاكتئاب تماما، وعدم تأثرهنّ به على الأمد الطويل.
علاج الاكتئاب بعد الولادة
تحتاج النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب بعد الولادة إلى دعم عاطفي من العائلة والأصدقاء. يتلقى جزء من النساء علاجا نفسيا، لا سيما إذا تعرّضن لصدمات في طفولتهن أو في الفترة الأخيرة. يتلقى جزء من النساء علاجا دوائيّا مضادا للاكتئاب.
يُستحسن التذكّر أن الكثير من النساء قادرات على “التعافي” من الاكتئاب ببساطة، كما يتعافى المريض من السكري. وهناك مفاهيم كثيرة خاطئة حول الأدوية المضادة للاكتئاب، طريقة عملها، والضرر الذي قد تُحدثه.
لا تؤثر هذه الأدوية في “الشخصية”، بل تصحح عدم التوازن الكيميائي في الدماغ بصفته مسؤولا عن أعراض الاكتئاب والقلق. لا تؤدي الأدوية المضادة للاكتئاب إلى الإدمان، ويمكن تناوُل جزء منها بأمان تام حتى أثناء الرضاعة والحمل. يمكن طلب استشارة من الطبيب أو الصيدلي، أو فحص المعلومات في الإنترنت.
الزوج
هناك دور هام للزوج في مساعدة المرأة، وأهمية للتعرّف على أعراض الاكتئاب لدى المرأة. على الزوج أن يشجع الزوجة على تلقي العلاج، ويهتم بأن تنام جيدا، تأكل جيدا، وتكرس وقتا لنفسها. الدعم والاهتمام من جهة الرجل هامان جدا للتعافي.
رغم ذلك، من الصعب العيش مع زوجة تعاني من الاكتئاب بعد الولادة، إذ يحتاج الزوج إلى دعم كبير أيضا. يشعر الأزواج أحيانًا بارتباك وعجز على المواجهة. من المهم أن يهتم الأخصائي الذي يعالج المرأة التي تعاني من الاكتئاب بعد الولادة بالزوج أيضا. يدعم الزوجان بعضهما أفضل عندما يفهمان ما هي المشكلة وما الذي يقدران على القيام به للمساعدة.
الذهان بعد الولادة
الذهان هو حالة تؤثر في واحدة من 500 حتى 1000 والدة، ويحدث غالبا بعد مرور نحو ثلاثة أو أربعة أسابيع بعد الولادة.
الذهان بعد الولادة هو حالة طبية طارئة. ربما لا تعرف الأم أنها مريضة، لأن نظرتها إلى الواقع مشوّهة. تشمل الأعراض اضطرابا حادا في المزاج (اضطرابا ثنائي القطب – شعورا بارزا بالابتهاج، اكتئابا، أو تغييرات في أحيان قريبة بين الحالتين)، اضطرابا في التفكير، أفكارا غريبة، أرقا، وردود فعل غير ملائمة تجاه الطفل. إذا لم يتم التعرّف إلى المشكلة وعلاجها، فقد تشكل خطر على حياة الأم والطفل على حد سواء.
الذهان بعد الولادة يتطلب مكوثا في المستشفى. تتعافى النساء اللواتي يعانين من الذهان بعد الولادة كليا بعد تلقي عِلاج ملائم.
أين يمكن الحصول على مساعدة
من المهم جدا أن تتوجه المرأة التي لا تشعر كما كانت تتوقع بعد الولادة إلى الطبيب أو ممرضة مركز رعاية الأم والطفل. يُحتمَل أنه يصعب عليها التأقلم مع نمط الحياة بعد الولادة ومتطلبات الحياة مع الطفل الجديد. ولكن إذا كانت تعاني من اكتئاب بعد الولادة، من المهم أن تتلقى مساعدة ملائمة باكرا قدر الإمكان.
ليس هناك سبب للخجل من الاكتئاب بعد الولادة. يجب التعامل معه على أنه عارض آخر من الأعراض الكثيرة المحتملة أثناء الحمل والولادة. تتعافى النساء اللواتي يعانين من اكتئاب بعد الولادة بعد أن يتلقين مساعدة ملائمة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.