التعرّف على الأصدقاء الجدد هو جزء هام من نموّ ابنكم في سن الروضة. تنمو الصداقات بين الأولاد غالبا عندما يلعبون معا. يمكن أن تساعدوا ابنكم على تعلّم كيف يلعب جيدا ويكون صديقا مخلصا.
كيف يتعرف الأطفال في سن الروضة على الأصدقاء: ما الذي يمكن توقعه
تتفاوت الطريقة التي يتعرّف فيها الأولاد على بعضهم إلى حد بعيد بين الأولاد. فهناك أولاد يتعرفون إلى الأصدقاء بسهولة ويعرفون تحديد أصدقائهم. عندما يصلون إلى الروضة يبحثون عن أصدقائهم، أو يطلبون الالتقاء بهم في ساعات بعد الظهر. هناك أولاد لا يستطيعون تحديد مَن هم أصدقاؤهم، ولكن يريدون التعرّف على أصدقاء جدد كثيرا. هناك أولاد آخرون يستغرقون وقتا أطول ويحتاجون إلى وقت كاف ليشاهدوا ما الذي يحدث من حولهم قبل أن ينضموا.
كما هي الحال لدى الكبار، فهناك أولاد يحصلون على الطاقة أثناء وجودهم على قرب من الكثير من الأشخاص. بينما يشعر الآخرون أن ذلك مثير للتعب ومرهق. هناك فرص كثيرة لدى بعض الأولاد للعب مع الأولاد الآخرين، وهناك خبرة أقل لدى بعض الأولاد. تساعد الصداقات الأولاد على أن يشعروا بأن الانتماء جيد لهم. لمساعدة ابنكم على التعرّف على أصدقاء وخلق صداقات جديدة بشكل يلائم شخصيته ومزاجه، يُستحسن أن تعرفوا كيف يكون رد فعله تجاه الأولاد الآخرين.
كيف يتعرف الأطفال في سن الروضة إلى أصدقاء
يتعرف الأولاد في سن الروضة إلى بعضهم من خلال اللعب. عندما يلعب ابنكم، يطوّر مهارات تساعده على إقامة صداقات الآن وفي المستقبل – مثلا، كيف تتم مشاركة الآخرين، المشاركة وفق الأدوار، التعاون، الإصغاء إلى الآخرين، والتغلب على حالات عدم الموافقة، الآراء المختلفة، وطرق التفكير الأخرى.
مثلا، عندما يقرر الأولاد اللعب في زاوية اللعب، عليهم أن يقرروا مَن يؤدي أي دور – فلا يستطيع كل الأولاد أن يؤدوا دور الأم! إذا كان كل الأولاد يرغبون في تأدية دور الأم، أو أن كل ولد لديه فكرة فيما يتعلق بدور الأمهات، فعليهم أن يجدوا معا حلا للخلاف في الرأي.
مساعدة ابنكم على تعلّم كيف يكون صديقا مخلصا
يمكن في المنزل أن تساعدوا ابنكم على تعلّم كيف يكون صديقا مخلصا. مثلا، ربما يحتاج ابنكم إلى مشاركة الألعاب عندما يلعب مع أخته، وأن يقررا معا ما هي الألعاب التي يلعبان بها، أو أية لعبة يحصل عليها كل منهما.
عندما تحدث طريقة اللعب هذه، يمكن أن توضحوا لابنكم ما الذي يحدث، ولماذا. مثلا، يمكن أن تقولوا له: “لقد تصرفتما تصرفا رائعا معا عندما أصغيتما إلى بعضكما قبل أن قررتما اللعب معا”، أو “ما رأيك أن يلعب كل منكما باللعبة وفق دوره، وأن تصغي في هذه الأثناء إلى قصة؟”. مثلا، عندما تلعبون بألعاب اللوح، يمكن أن توضحوا لابنكم كيف يمكن الفوز والخسارة في اللعب بهدوء.
يستحسن أن تتذكروا أن الكثير من هذه المهارات صعب حتى على الكبار. ما زال ابنكم يتعلم، وهو يحتاج إلى الكثير من الفرص للتدرب على كيفية الكون صديقا مخلصا.
مساعدة الأولاد في سن الروضة على التعرّف على أصدقاء عبر اللعب
بهدف مساعدة الأولاد على اللعب مع أصدقاء آخرين في الروضة أو في مجموعات اللعب وإقامة صداقات، هناك حاجة إلى وقت كافٍ. إليكم بعض الأفكار التي تساعد ابنكم على التعرّف إلى الأصدقاء أثناء اللعب:
- تحدثوا مع ابنكم عن الأولاد الذين يلعب معهم، لماذا يحب اللعب معهم، وما هي الألعاب التي يحبون اللعب بها. إذا عرفتم مع مَن من الأولاد يحب ابنكم اللعب، يمكن أن تتحدثوا مع والديهم وتنظموا لقاءات لعب.
- حددوا لقاءات لعب مع الأولاد الآخرين. يمكن أن تدعو الأولاد ووالديهم لزيارتكم في المنزل، أو أن تذهبوا معا إلى متنزه في الحي.
- ساعِدوا ابنكم على اللعب. يمكن أن تقترحوا على ابنكم وأصدقائه عدة إمكانيات للعب. مثلا، يمكن أن تقولوا: “هل تريدون اللعب بالمكعبات أو السيارات؟”
- ضعوا جانبًا الألعاب المميزة. هكذا تتجنبون خلافا مسبقا.
- كونوا على مقربة من الأولاد. هكذا يمكن أن تهدّئوا ابنكم، لا سيما إذا لم يعرف الأولاد بعضهم بعضا جيدا. عندما يصبح ابنكم واثقا أكثر، يمكن أن تبتعدوا قليلا، رغم أنه ما زال مهما أن تراقبوا ما يحدث.
- كونوا وسطاء في حالات مختلفة، قدر الإمكان: يحتاج الأولاد إلى الوساطة بهدف فهم الصديق أو الحالة، ما قد يجنّبهم المشاكل أثناء اللعب.
- راقبوا ما يحدث. هكذا يمكن أن تعرفوا إذا كان الأولاد يتمتعون باللعب العدائي والعنيف قليلا أو أنهم قد فقدوا السيطرة في التعامل بينهم. إذا أصبح اللعب بين الأولاد جسمانيا، عليكم التدخل.
- حددوا أوقات اللقاء. عندما يصبح الأولاد متعبين، يصعب عليهم التعاون أكثر. يُستحسن إنهاء اللقاء عندما يكون كل الأولاد نشطين ويريدون الالتقاء ثانية.
ما الذي يجب القيام به عندما تحدث فوضى أثناء اللقاءات واللعب
هناك حالات لا يسير فيها اللعب بين الأولاد في سن الروضة وفق ما خططتم له.
الأولاد الذين يتعاملون بعنف
إذا حدث ذلك، فعليكم التدخل ومعالجة سلوك الأولاد. من المهم أن توضحوا ما هي السلوكيات التي يجب إيقافها ولماذا. مثلا، “توقفوا من فضلكم عن دفع بعضكم بعضا، لأنكما ستتضرران”. بهدف تهدئة الوضع، اقترحوا ممارسة نشاطات أخرى. مثلا، “كميل ومنير، ما رأيكما أن تخرجا إلى الحديقة وتلعبا بالطابة؟”. هذه الطريقة جيدة إذا لم يكن الوالد الآخر حاضرا أيضا.
اللعب على انفراد
يرغب ابنكم أحيانا في اللعب وحده. لفهم ما الذي يحدث، تحدثوا مع ابنكم وانظروا إليه. غالبا ليس هناك سبب للقلق إذا كان ابنكم يحب اللعب وحده. في الحقيقة، أحيانا نرى أولادًا يلعبون إلى جانب بعضهم، لأن الأولاد الصغار ما زالوا يتعلمون كيف يلعبون معا. ولكن إذا كان يبدو لكم أن ابنكم ليس متأكدا كيف يمكنه الانضمام إلى اللعب، يتم إبعاده من قبل أولاد آخرين بشكل ثابت، أو لا يرغب في اللعب مع الآخرين، يمكن أن تقوموا بالخطوات التالية لمساعدته. مثلا، يمكن:
- تشجيع ابنكم على مشاهدة ما الذي يقوم به الأولاد الأخرون، ليفهم كيف يمكن أن ينضم إليهم. مثلا، “أمال تلعب في المطعم. هل تكون الزبون في المطعم؟”
- اقتراح طرق يستطيع أن يبدأ اللعب من خلالها ويقترح على الآخرين الانضمام. مثلا، “هل تستطيع أن تساعدني على حفر جورة في الأرض ومن ثم نملأها بالماء بمساعدة الجميع؟”
“أنت لست صديقي!”
في جيل الروضة، يقول الأولاد أحيانا تعابير مثل، “أنت لست صديقي!” هناك أولاد يتضررون منها، وآخرون لا يهتمون. يميل الأولاد إلى حل الأمور فيما بينهم والعودة “أصدقاء” بعد بضع دقائق.
إذا تحدث ابنكم عن مشاكل في اللعب مع الأصدقاء في الروضة، يستحسن التحدث مع المربية. يمكن أن تراقب الأولاد وتعالج الأمور من خلال المحادثات، القصص، أو النشاطات. كذلك، بهدف مساعدة ابنكم على أن يشعر بأمان أكثر أثناء اللعب مع الأولاد الآخرين في الروضة، يُستحسن أن تخططوا لقاءات اللعب في ساعات بعد الظهر.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network