يمكن القيام بالكثير من الأمور لمساعدة أولادكم على التعامل معًا. يُستحسن البدء بتحديد القواعد العائلية، الروتين العائلي، ومدح السلوك الجيد. ستُساعد هذه الأمور أولادكم على التعلّم بشكل أفضل كيف يمكن حل المشاكل والنزعات.
اهتموا باحتياجات كل ولد
على أولادكم أن يشعروا أنكم تحبونهم وتقدّرون جميعا بشكل متساوٍ – هكذا لن يشعروا أن عليهم المنافسة على كسب المحبة والاهتمام. اهتموا بهذه المشاعر: بشكل دائم، امنحوا الجميع الكثير من المعانقات والابتسامات، وحاولوا ألا تقارنوا بين الأولاد.
رغم أن الأولاد يحتاجون إلى تعلم المشاركة، من المهم أن يكون لكل واحد أغراض خاصة به لا يتعين عليه مشاركتها مع الآخرين. يُستحسن إعطاء كل ولد حيّزا شخصيا صغيرا – مثلا، جارور، لا يستطيع أي ولد آخر فتحه. أوضحوا للجميع أنه لا يُسمح للأولاد الصغار التدخل في النشاطات التي يقوم بها الأخوة الكبار والعكس صحيح، لمنحهم شعورًا أنهم مهمون.
إذا كنتم تحبون أولادكم بشكل متساوٍ أيضا، فهذا لا يعني أن عليكم التعامل معهم بشكل متساوٍ. يحتاج الأولاد في كل الأجيال إلى القواعد والحدود المختلفة. يمكن أن تعبّروا عن محبتكم لكل ولد بشكل متساوٍ – إجراء نشاطات مختلفة معه، مثلا، طالما أن الولد يشعر بأمان ومحبة.
حددوا قواعِد عائلية واضحة
تتيح القواعِد للأولاد معرفة ما هو مسموح وما غير مسموح به. عندما تُحدد قواعد عائلية ثابتة، يكون من الأسهل التدخل وقول “تذكّروا، لا داعي للنزاعات”، أو “انتبه لا تنادي علي باسمي بل قل جدتي”.
يجب أن تكون القواعد سهلة. حاولوا صياغة القواعد بشكل إيجابي قدر الإمكان، والتركيز على ما ترغبون في أن يقوم به أولادكم ولا تركزوا على ما لا ترغبون في أن يقوموا به. مثلا، تظهر قواعد مثل: “نتحدث باحترام كل منا مع الآخر”، “نفحص كيف يمكن حل المشكلة” و “نتعامل باحترام مع الأشخاص والأغراض”، ما تريدونه. رغم ذلك، “نحن لا نضرب الأولاد الآخرين”، يوضح للأولاد ما الذي لا توافقون على القيام به. كذلك، يُستحسن تقييد عدد القواعِد – لا داعي لوضع عشرات القواعد.
ثلاث نصائح تساعد على أن تنجح القواعد
- اطلبوا من الأولاد مساعدتكم في تحديد القواعد. هكذا يستطيعون تذكرها بسهولة أكبر. يستطيع الأولاد في سن ثلاث سنوات المشاركة في النقاش أيضا.
- ضعوا نسخة من القواعد العائلية على الثلاجة أو في مكان بارز، ليتذكرها كافة أفراد العائلة.
- التزموا بالعواقب إذا خرق أحد الأولاد القواعد. ذكروا بشكل إيجابي في البداية – “يتحدث الجميع بآداب مع بعضهم البعض؟” ولاحقا، امنحوا الأولاد فرصة أخرى. إذا ما زال الأولاد لا يبتعون القواعد، فاستخدموا العواقب التي اتفقتم عليها مسبقا، مثلا، أخذ الغرض الذي تشاجروا من أجله لوقت قصير.
قد تتحول الجدالات والنزعات إلى حرب قوى كاملة، رغم بذل أفضل الجهود. لمزيدٍ من المعلومات، اقرأوا المقالَين كيف يجب التعامل مع الأولاد أثناء النزاعات ولماذا يتشاجر الأولاد.
اتبعوا روتينًا
يُسهل الروتين العائلي على حل الخلافات التي تتطرق إلى الأمور اليومية. الروتين العائلي معناه أن كل واحد يعرف أين يجلس، أي مهام يقوم بها كل فرد وفي أية أيام، من يلعب أولا في لعبة الفيديو، في لعبة القفز أو من يدخل الحمام أولا.
أمثلة على روتين
- التلفزيون: تختار مدلين البرنامج بين الساعة 18:30 حتى 19:00. يختار مالك البرنامج بين الساعة 19:30 حتى 20:00 (بعد أن تخلد مدلين للنوم).
- الألعاب: يختار يزن الألعاب في أيام الجمعة، وتختار مدلين الألعاب في أيام السبت.
- الاستحمام: يدخل يزن الحمام أولا في المساء، ومن ثم مدلين.
- المهام: يتبدل يزن ومدلين في المهام – مناوبة للتخلص من النفايات في الأسبوع الأول، وفي الأسبوع الذي يليه شطف الأواني.
انتَبِهوا إلى التصرفات الجيدة
انتبهوا وأعطوا تغذية مرتدة إيجابية ومشجعة لأولادكم عندما يتصرفون جيدا. أهم ما يجب القيام به هو أن تقولوا لأولادكم بوضوح ما الذي يقومون به جيدا، ومدى تقديركم لذلك. عندما تُميّزون سلوكا جيدا وتدعمونه، أنتم تزيدون من احتمال تكرره في المستقبل. إليكم بعض الأمثلة على كيل المديح والتعزيزات الواضحة:
- “أحببت كثيرا طريقة لعبكم وفق دوركم”.
- “أرى أن الجميع يلعبون ويتشاركون معًا، هذا رائع”.
- “جميل جدا، لقد نجحتم في حل المشكلة جيدا”. “ما رأيكم أن نحتفل بعيد الأم في الطبيعة”.
حاوِلوا أن تُعطوا أولادكم ستّ ملاحظات إيجابية مقابل كلّ ملاحظة سلبية. يتيح لكم هذا التوازن توجيه السلوك المرغوب فيه وتعزيز التحفيز والتقييم الذاتي.
عند الانتباه إلى الأولاد وهم يتصرفون جيدا + إعطاء تغذية مرتدة إيجابية وواضحة = يؤدي إلى تكرار السلوك. يمكن أن تقرأوا المزيد في مقال المديح والتعزيزات الإيجابية.
اعرضوا أمام الأولاد كيف تتدبرون أموركم معا
أنتم تشكلون نموذجا لأولادكم. ينتبه الأولاد عندما تتعاملون معاملة حسنة مع الآخرين، وعندما تحلون جدلا من دون خلافات. ولكن إذا فقدتم صوابكم عندما تضطرون إلى مواجهة أشخاص آخرين، من المرجح أن أولادكم سيتصرفون مثلكم. إذا كنتم ترغبون في أن ينجحوا في حل الخلافات من دون كيل الشتائم والصراخ، يُستحسن ألا تشتموا وتصرخوا أنتم أيضًا. إذا كنتم ترغبون في أن يقولوا “آسف” عند الحاجة – الأمر المهم جدًا في العلاقات بين الأشخاص – فعليهم أن يروا أنكم أنتم أيضًا تعرفون التعبير عن الخطأ الذي وقع من جهتكم.
أرشدوا أولادكم
أنتم المرشدون الأفضل لأولادكم، وفي حل المشاكل أيضًا. أنتم تحضرون لمعالجة الخلافات وترشدونهم لحل المشاكل. يستحسن أن تكونوا مرشدين وليس حكاما تفصلون بين المتخاصمين أو تتدخلون عندما يتطور النزاع.
فكّروا بالإرشاد على أنه توجيه لا يتوقف للأولاد من أجل إكسابهم المهارات والفهم التي يحتاجون إليها، لإيجاد طريق لحل المشاكل من دون خلافات. مثلا، يمكن أن تقولوا: “يا أولاد، عليكم اللعب معًا بهذه الطائرة. من سيلعب أولا؟”.
نصائح حول الإرشاد
- امنحوا لأولادكم فرصًا للعب مع الآخرين. مثلا، شاركوا في مجموعات لعب، نظموا لقاءات للعب والعبوا مع أولاد آخرين لمساعدة أولادكم على تعلم كيف يمكن اللعب جيدا، وليتدربوا على بدائل إيجابية للنزاع.
- تدخلوا واقترحوا أفكارا أخرى سريعا عندما تلاحظون أن الأولاد يستصعبون حل المشاكل بينهم. مثلا: “تذكروا أننا نتشارك في اللعب بالألعاب”، أو “هل تعرفون متى سيلعب كل منكم وفق دوره؟”.
- أرشدوهم قبل البدء باللعبة لكي لا يواجهوا المشاكل ذاتها ثانية. إذا كان أولادكم في سن أكبر، فكروا معًا ماذا يمكن أن يكون الحل بعد النزاع، لتقليل المخاطر التي قد تحدث في المستقبل. انتظروا حتى يهدأوا، وعندها حلوا المشكلة معًا. لا تتهموا أحدًا. قولوا مثلا: “كيف كان يمكن أن نتعامل مع ذلك لكي يستطيع كلاكما اللعب بالحاسوب؟”.
- عندما تلاحظون أن الأولاد قلقون، ساعدوهم على التعبير عن مشاعرهم. من المهم تشجيعهم على استخدام الكلمات – وليس اللكمات والصفعات. يمكن أن تقترحوا على الأولاد الأكبر ألعابا تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم – مثلا، اللعب بالماء، الألوان، أو المعجونة. اقترحوا على الأكبر سنًّا والشبيبة، نشاطات مثل الركض أو سماع الموسيقى. يمكن أن تتحدثوا إليهم أيضًا لمعرفة ماذا يعتقدون أنه قد يساعد.
فكّروا مُسبقًا في حل المشاكل في الأماكن المرشّح فيها حدوث مشاكل
يبدأ الكثير من الأطفال النزاعات في أماكن معيّنة، مثلا في السيارة. يُستحسن التفكير مسبقًا كيف يمكن حل النزاعات في هذه الحالات. يمكن أن تحضروا مُسبقًا بعض الأشياء لتقليل فرص حدوث الخلافات. إليكم بعض الأفكار للتخطيط في الأماكن التي قد تحدث فيها فوضى:
في المنزل
- تأكدوا أن هناك ما يكفي من الألعاب للأولاد الأكبر سنا، ليلعب الجميع معًا دون أن يحتاجوا إلى مشاركة الألعاب كل الوقت.
- إذا كان لديكم ولدان أو أكثر، تأكدوا أن كل ولد يلعب في مرحلة معينة. مثلا، عندما تنظمون زيارة أحد أصدقاء أولادكم، ادعوا صديقًا لكل ولد من الأولاد.
التنزه خارج المنزل
- لائموا النشاطات التي تنجح في المنزل واستخدموها عندما تكونون في الخارج أيضا. بهدف إلهاء الأولاد في السوبر ماركت، الشاطئ، المواصلات العامّة، أو السيارة، يمكن أن تلعبوا لعبة مثلا “أنا أرى”.
- عندما تكونون في الحافلة أو القطار، اجلسوا بين الأولاد أو ضعوا بينهم ما يفصلهم عن بعضهم البعض.
في السوبر ماركت
- حددوا قاعدة خاصة. مثلا: “إذا نجحتم في ألا تتشاجروا في السوبر ماركت، فسنذهب إلى بركة السباحة ونحن عائدون إلى المنزل”.
- اطلبوا من الأولاد أن يمسكوا كلا طرفي عربة المشتريات، أو اطلبوا منهم أن يحضروا لكم أغراضًا مختلفة عن الرفوف في السوبر ماركت وفق قائمة المشتريات.
- إذا كانت الخلافات صعبة بشكل خاص، فافحصوا إذا كنتم قادرين على ترك أحد الأولاد لدى صديق أو أحد أفراد العائلة عندما تخرجون للمشتريات. هكذا يمكن أن تنظموا روتينا جديدا.
- إذا لم تساعد أية خطوة، فاتركوا المشتريات، وخذوا الأولاد واخرجوا خارجا.
أثناء التكلم عبر الهاتف
- دعوا الأولاد يمارسون النشاطات (أو أن يمارسوا نشاطين مختلفين).
- إذا حدثت مشكلة، فتوقفوا للحظة عن المحادثة. اشرحوا للأولاد أنه إذا واصلوا الخلافات، لن يحصلوا على جائزة أو فائدة أيا كانت (أو أي شيء آخر، وفق القواعد العائلية).
- أنهوا المكالمة، وعالجوا المشكلة، ومن ثم اتصلوا ثانية في وقت لاحق.
السفر بالسيّارة
- فكروا في اختيار ملائم للمقاعد في السيارة، لمنع حدوث المشاكل منذ البداية.
- توقفوا جانبا دائما عندما ترغبون في إيقاف نزاع وأنتم تسافرون بالسيّارة. لا توجهوا رأسكم نحو الخلف وتبدأوا بالتحدث مع الأولاد، لمنع انحراف السيارة عن الطريق.
- إذا كان هناك مقعد فارغ، فاجلسوا الأولاد من كلا جانبيه. وإذا لم يكن مقعد فارغ، فاجلسوا الولد الأكبر في المقعد الأمامي. رغم ذلك، تذكروا أنه لا يوصى بإجلاس الأولاد الذين أعمارهم أقل من ثماني سنوات (ولا يسمح القانون بإجلاس الأولاد الذين أعمارهم أقل من أربع سنوات) في المقعد الأمامي.
- اطلبوا من أحد الأولاد أن يجلس في مقعد بالغ آخر.
عند زيارة أشخاص آخرين
- اطلبوا إذنا وخذوا الولدين إلى مكان بعيد عن المجموعة. احنوا ركبتيكم لتصلوا إلى مستوى جسم الأولاد، وذكروهم ما هو السلوك المرغوب فيه.
- إذا كان أولادكم يحتاجون إلى وقت للتفكير أو أخذ استراحة، فاسألوا الصديق أو قريب العائلة إذا ما كان يمكن للولد أن يبقى في مكان آمن.
دعوا الأولاد يحلون المشاكل وحدهم أحيانا
عندما تتيحون للأولاد حل الخلافات بأنفسهم، فأنتم تساعدونهم على تطوير مهارات حل المشاكل. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم على توجيه تجارب المفاوضات الخاصة بأولادكم.
- دعوهم يجربون محاولة حلّ المشكلة. الكلام، المناقشات، وحتى الجدالات – يشهد كل هذه الإشارات على أن الأولاد يحاولون العمل على حل المشكلة. عبروا لهم عن تغذية مرتدة متحمسة حول طريقة التواصل فيما بينهم. مثلا، قولوا: “إياد، أنا فخورة بك جدا، لأنك نجحت في حل المشكلة وحدك”.
- راقبوا ما يحدث. هذا هو الحل الأفضل لمنع حدوث خلافات على مستوى أكبر.
- أعطوا نصائح للأولاد . يُحتمَل أن كل ما يحتاجه الأولاد هو بعض النصائح في الوقت الصحيح. مثلا: “حاولوا التفكير كيف يمكن أن يستخدم جميعكم الحاسوب عندما تحتاجون إليه”، أو “تذكروا أن تكونوا عادلين وأن تلعبوا عندما يأتي دوركم. من سيلعب الآن وفق دوره؟”
- وجهوا اهتمامهم نحو شيء جديد. اقترحوا عليهم اللعب بألعاب جديدة، انضموا أنتم إلى اللعبة أيضا، واطلبوا منهم أن يفكروا معا ماذا يريدون القيام به لاحقا.
- ذكروهم ببعض التذكيرات الودية حول القواعد العائلية، ما تتوقعونه منه، وماذا سيحدث إذا حدث خلاف. مثلا: “هل تتذكرون أننا نتحدث بتهذيب جميعا، ومن دون ذكر أسماء؟”، أو “هل يتجنب الكل استخدام اليدين والقدمين عند حل المشكلة؟”.
- غيّروا البيئة لإبقاء مسافة بين الأولاد. اخرجوا خارجا للعب، أو اقرأوا قصة، وأجلسوا ولدا في كل جانب. خططوا لإجراء نشاطات مفضّلة، وأجلسوا الأولاد من كلا جانبي الطاولة. يمكن أن يجلس الأولاد على كراسي بعيدة أو في كلا جانبي الغرفة لبضع دقائق.
يبدو أحيانا أن الجدالات للعب بالحاسوب أو بلعبة محبوبة تصبح مباشرة مصدر شتائم، وحتى أسوأ من ذلك. إذا كانت هذه الحالة معروفة لكم، يُستحسن البدء بتذكير الأولاد وإرشادهم قبل تشغيل الحاسوب أو قبل إخراج لعبة معينة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network