بهدف تربية أولاد مع صحة جنسية سليمة، يُستحسن ألا تكتفوا "بمحادثة طويلة" واحدة عندما يصبحون في سن المراهقة. في الحقيقة، يبدأ دوركم كمربين عندما يكون أولادكم في سن صغيرة جدا.
الجنسانية على مدى السنوات
عندما يُصبح ابنكم في عمر سنتين، يمكن أن تعلموه أسماء أعضاء الجسم الصحيحة.
في عمر ثلاث أو أربع سنوات، يُبدي الكثير من الأولاد اهتماما بالجنس – قد يلمسون أعضاءهم التناسلية، يلعبون لعبة “الطبيب والمريض” مع الأولاد في الروضة، ويسألون والديهم كيف يُولد الأطفال.
حتى عمر ثماني سنوات تقريبا، يمكن أن تبدأوا بتحضير ابنكم للتغييرات التي قد يمر جسمه بها في بداية مرحلة البلوغ الجنسي، وأن تتأكدوا من أنه يفهم الحقائق الأساسية ذات الصلة بالجنس والتكاثر. كذلك، تحتاجون إلى مساعدته على فهم الكثير من المعلومات ذات الصلة بالجنس التي يحصل عليها من العالم حوله.
قُبيل نهاية المدرسة الابتدائية، وحتى بدء المدرسة الثانوية، يحتاج المراهقون الصغار إلى الحصول على مساعدة لمواجهة الضغط الاجتماعي، النظرة الذاتية، والمشاعر الجنسية.
خلال سنوات المراهقة، يحتاج ابنكم إلى إرشادكم كي يتخذ قرارات صحيحة فيما يتعلق بالعلاقات، نقل الرسائل حول الحدود الجنسية، والدفاع عن نفسه من حالات غير آمنة.
الجنسانية: القيم العائلية واللحظات التي يمكن التعلم فيها
كل الوقت، أهم ما يمكنكم القيام به هو مشاركة أولادكم بالقيم الخاصة بعائلتكم.
يتلقى الأولاد جزء هاما من التربية الجنسية من دروس البيولوجيا أو الصحة في المدرسة، التلفاز، مواقع الإنترنت، وكتب مختلفة. ولكن أنتم القادرون فقط على تمرير القيم العائلية الخاصة بكم حول مجموعة من المواضيع الجنسية، ومنها الوظائف الجندرية، الميول الجنسية، التعفف، القواعد العائلية، الصورة الذاتية، والصداقات. ولا تُمرَر هذه القيم مرة واحدة عبر “محادثة” عند الدخول في سن المراهقة، بل كل الوقت، من خلال التعلّم الهام حول السياقات المختلفة على مدى السنوات.
عندما تُفكّرون كيف تشاركون أولادكم في القيم الأساسية، حاولوا البحث عن فرص عشوائية للتعلّم – يدور الحديث عن اللحظات التي يمكن فيها طرح المواضيع الهامة بسهولة ومشاركة الأولاد بأفكاركم. يكون التعلّم التلقائي وفقا للتأثيرات الخارجية، أعلى ويُحتفظ به على فترة أطول، مقارنة بالتعلّم الموجه، الذي تحددون فيه “محادثة” مع ابنكم حول موضوع معيّن.
مثلا، عندما تساعدون ابنكم في سن الروضة على الاستحمام أو تبدلون حفاظات رضيعكم، يمكن أن تذكروا أسماء الأعضاء التناسلية وتخبروه كم جسمه رائع. إذا كنتم تشاهدون التلفاز مع ابنكم في سن المدرسة الابتدائية، ولاحظتم أن الزوجَين أثناء المسلسل يدخلان إلى غرفة النوم – يمكن أن تتحدثوا عن قيمكم فيما يتعلق بالعلاقات الحميمة. إذا كنتم تسافرون مع ابنكم البالغ 11 عاما، وسمعتم في نشرة الأخبار عن حادثة إجهاض، يمكن أن تستغلوا الفرصة لمشاركة آرائكم فيما يتعلق بالحمل غير المرغوب فيه.
عندما تستغلون فرصا للتعلّم، تستطيعون أن توفروا لأولادكم بعض المعلومات الصغيرة وسهلة الاستيعاب، وأن توضحوا لهم أنكم عائلة لا تخجل في التحدّث عن الجنس.
كيف يمكن التحدّث عن الجنس
لا يشعر الوالدون دائما أن التحدّث مع أولادهم عن الجنس سهل، ولكن يمكن الاستعانة بعملية ذات ثلاث مراحل تساعد الكل على الشعور بارتياح، وتلائم كل الأجيال.
- أولا، افحصوا ما الذي يعرفه ابنكم – مثلا: “كيف تعتقد أن الطفل يولد؟”.
- ثانيا، صححوا المعلومات الخاطئة وأوضحوا لابنكم الحقائق الصحيحة – مثلا: “لا يا عزيزي، يكبر الأولاد في رحم أمهاتهم. يكبرون في مكان خاص في جسم الأم يُدعى رحما”.
- ثالثا، استخدموا المحادثة كفرصة لنقل قيمكم – مثلا: “عندما يكون الوالدون مستعدين للاهتمام بالطفل، يكون الحمل رائعا”.
تعمل مرحلة الخطوات الثلاث على الشبّان أيضا. مثلا، إذا كنتم تسافرون مع ابنكم الشاب أو ابنتكم الشابة في السيارة وسمعتم ملاحظة حمقاء عن ممارسة العادة السرية في برنامج إذاعي، يمكنكم القول، “هل سمعت عن العادة السرية؟” أو “هل تتحدثون عن العادة السرية في درس التربية في المدرسة؟ ماذا تقولون؟”
استمعوا بهدوء إلى أقوال ابنكم أو ابنتكم وصححوا المعلومات الخاطئة: “يمارس بعض الأشخاص العادة السرية وأما البعض الآخر فلا” (من المهم أن تذكروا هذا أحيانا، يتساءل الشبّان أحيانا إذا كانت عاداتهم “شاذة” أو “طبيعية”). بعد ذلك، عبّروا عن رأيكم بشكل موضوعي، مثلا: “غالبا، يمارس الأشخاص العادة السرية بهدف المتعة الجنسية. في الحقيقة، أعتقد أن هذه طريقة تتيح للشبان مواجهة مشاعرهم الجنسية، شريطة أن يمارسوها في مكان ووقت ملائمَين”. حاولوا الحفاظ على الانفتاح والهدوء، وأتيحوا فرصة التحدّث وطرح الأسئلة أمام ابنكم. من المهم الإصغاء جيدا.
عندما تتدرّبون على استخدام الخطوة ذات المراحل الثلاث هذه لتربية ابنكم حول مواضيع هامة، من السهل العثور على لحظات كثيرة يمكن أن تعلموا فيها أولادكم بشكل طبيعي وبارتياح.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network