إذا كنتم تشعرون بأنكم مستعدون للتحدث عن الموضوع، تحدثوا مع أفراد العائلة والأصدقاء عن احتياجات ابنكم الخاصة، لمساعدتهم على فهم حالته وحالة العائلة.تذكروا أن اختيار موضوع المحادثة، مضمونها، ومن يشارك فيها يعود إليكم.
لماذا يُستحسن التحدث عن احتياجات ابنكم الخاصة
ابنكم هو جزء لا يتجزأ من حياتكم، ويقدر الأشخاص القريبون منكم إذا شاركتموهم بمشاعركم بشأن تشخيص ابنكم. كلما تفهم أفراد العائلة والأصدقاء حالة ابنكم وحالتكم أفضل، يمكنهم أن يدعموكم أكثر. كذلك، قد تساعدكم المحادثة مع العائلة والأصدقاء عل أن تتقبلوا التشخيص وتشعروا بأنه حقيقي.
إذا كان لديكم رفيق زواج، تحدثوا عن كيفية دعم واحدكم الآخر في الأوقات الصعبة وتعزيز علاقاتكم. إذا كان لديكم أولاد آخرون، أصغوا إليهم وتحدثوا معهم عن مشاعرهم، لكي تستطيعوا أن تدعموهم أيضا.
التحدث عن احتياجات ابنكم الخاصة: متى، مع مَن، وماذا
أنتم تقررون متى تبدأون بالتحدث عن احتياجات ابنكم الخاصة، مع مَن، وكم.
متى
يُستحسن أن تنتظروا قليلا لكي تتقبلوا التشخيص وحدكم – إذا شعرتم أنه من الصعب عليكم التحدث الآن، فلا أحد مضطر إلى أن يعرف فورا. عندما تبدأون بالتحدث عن الموضوع مع الآخرين، أنتم تحددون الوتيرة. مثلا، إذا كان من الصعب عليكم التحدث مع شخص ما عن احتياجات ابنكم الخاصة، يمكن أن تقولوا: “شكرا على الاهتمام، ولكن لا أستطيع التحدث عن ذلك الآن”، أو “أفضّل التحدث عن الموضوع في مرحلة لاحقة”.
مع مَن
في مرحلة معينة، عليكم التحدث مع الآخرين عن احتياجات ابنكم الخاصة. على مَن يعالج ابنك وعلى معلميه أن يعرفوا، لكي يعرفوا كيف يساعدونه بأفضل شكل. لا شك أن الأقرباء والأصدقاء يرغبون في معرفة ماذا يمكنهم القيام به بهدف المساعدة.
رغم ذلك، أنتم الذين تقررون مَن هم الأشخاص الآخرون الذين تخبرونهم، استنادا إلى مدى قربهم منكم، وإلى أي مدى يمكنهم دعمكم حسب رأيكم.
ماذا
لا يتعين عليكم أن تخبروا كل التفاصيل للجميع.أخبِروا الآخرين بكمية المعلومات التي تريحكم. مثلا، إذا كان يجري الحديث عن شخص لا يُتوقع أن تلتقوا به سوى بضع مرات، يمكن أن تختاروا أن تشاركوه بالمعلومات الأساسية فقط.
خططوا مسبقًا ما ستقولونه للآخرين. يمكن أن تتدربوا على ما تريدون قوله بصوت عالٍ وحدكم، مع رفيق زواجكم، أو مع بالغ آخر. يُستحسن أن تتحملوا أنتم وشركاء حياتكم مسؤولية إجراء المحادثة مع أشخاص آخرين.
ما تقولونه عن ابنكم قد يؤثر في الطريقة الأخرى التي ينظر فيها الآخرون إليه وفي طريقة تكلّمهم عنه. إذا تحدثتم عن نقاط قوته أولا، وبعد ذلك عن احتياجاته الخاصة، تشجعون الآخرون على النظر إليه كإنسان كامل، وليس كشخص ذي إعاقة أو حالة طبية خاصة. يمكنكم أن تقولوا مثلا: “نحن مسرورون جدا لأن هشام بدأ يتحدث قليلا. سوف نعلمه قريبا كيف يلفظ كلمتَين معا”.
مع مرور الوقت، ستشعرون أن الحديث عن احتياجات ابنكم الخاصة يصبح أسهل. يمكن أن تقرروا مع مَن تتحدثون، ماذا تقولون، وكيف.
التحدث مع أشخاص مختلفين عن احتياجات ابنكم الخاصة
رفيق زواجكم
قد تنظرون أنتم وشركاء حياتكم إلى احتياجات أولادكم الخاصة بشكل مختلف، وهذا طبيعي. اقبلوا الفوارق بينكم لتقوية علاقتكم. الأشخاص الذين يشعرون أنه يتم قبولهم كما هم يكونون مستعدين أكثر للإصغاء وقبول الاقتراحات والنصائح. هكذا يكون من الأسهل عليكم أن تنظروا إلى الجوانب الإيجابية، تتفاهموا حول الاختلاف في الآراء بينكم، وتشعروا بحميمية أكثر ورغبة في علاقات جيدة بينكم.
عندما تتقبلون بعضكم، ينخفض مستوى التوتر وتقلّ التحديات التي تواجهونها أثناء تربية أطفالكم معا، ما يساعدكم أنتم وشركاء حياتكم على التأقلم مع التغييرات التي قد تطرأ بينما تعتنون بطفل لديه احتياجات خاصة.
تحدثوا معا عن مشاعركم لكي تفهموا بعضكم بشكل أفضل. يساعد التفهّم الأفضل على أن تصبح العلاقات أفضل. يمكن أن تساعد الجُمَل التي تبدأ بكلمة “أنا” – مثل “أنا أشعر باكتئاب قليل هذا الأسبوع لأنّ … “، أو “تساءلتُ إذا كان يتعين علينا أن نقوم بذلك بشكل آخر”.
أصغوا إلى بعضكم دون أن تحكموا على بعضكم، بهدف دعم الآخر عاطفيا. خلال حديثكم عن أمور صعبة، بينوا أنكم تصغون وقولوا مثلا”: “أفهم ما الذي تقصده”، أو “لم أفهم أن هذا ما تشعر به”.
الأولاد ذوو النموّ السليم
يُرجَّح أن تكون هناك أسئلة، قلق، ومشاعر فيما يتعلق بابنكم لدى إخوة ابنكم وأخواته دون علاقة بعمرهم. قد يسأل ابنكم أسئلة مثل: “هل أنا المذنب؟” و”هل سوف تزول هذه الحالة؟”، أو “هل يمكن أن أُصاب بعدوى؟”. خففوا من قلقه، وأجيبوا عن أسئلته بصراحة قدر المستطاع وبلغة ملائمة لسنّه. تحدثوا بشكل إيجابي وواقعي عما سيحدث للأخ الذي يواجه احتياجات خاصة.
شجعوا ابنكم على أن يخبركم بأفكاره ومشاعره، وأصغوا إليه دون الحكم على الأمور أو اتهامه، لكي يعرف أنه يجوز له أن يشعر بأي شيء. قولوا له مثلا: “أفهم أنك غاضب عندما تشد نيللي بشعرك”. شاركوه بجزء من مشاعركم، مثل الحزن والإحباط اللذَين تشعرون بهما، وكذلك الفخر والسعادة.
تحدثوا معه عن الطريقة التي قد تؤثر بها الاحتياجات الخاصة في حياة العائلة اليومية – مثلا: “عليك أن تكون صبورا عندما تلعب مع مُهند. عليه أن يتدرب على اللعب بالدور”.
العائلة والأصدقاء
أخبروا الأصدقاء المقربين والعائلة بما يحدث، لكييكونوا مصدر دعم عاطفي وعملي لكم. يساعدهم نيل معلومات عن احتياجات ابنكم الخاصة على أن يفهموا وينموا علاقة أفضل به، ويساعدكم فهمهم على أن تشعروا بدعمهم.
يُرجَّح أن لا تكون للأصدقاء والأقرباء خبرة في التعامل مع الحاجات الخاصة، وقد لا يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا. حتى إذا كنتم تشعرون أنتم أيضا أن تجربتكم قليلة، أخبروا الجميع أنكم ما زلتم تتعلمون. بهدف مساعدتكم على فهم الموضوع أفضل، يُستحسن أن توضحوا ما الذي تعرفونه، تذكروا الأمور التي لا تفهمونها، وتقولوا لهم ما الذي يساعدكم.
قولوا مثلا: “منال تعاني من شلل دماغي. هذا يعني أنها ليست قادرة على السيطرة على عضلاتها جيدا. وهي تعمل على تحسين حركتها مع خبيرة العلاج الطبيعي كل أسبوع”. أوضحوا لهم كيف يتواصلون مع ابنكم. مثلا: “فقط العبوا مع منال وتمتعوا. إنها تحب الكتب كثيرا. لذا من الجيد أن تقرأوا قصة لها”.
سوف تندهشون عندما تلاحظون أن معظم الأشخاص يستجيبون بشكل داعم، حساس، وناجع. رغم ذلك، يكون سلوك الآخرين مؤذيا وجارحا أحيانا. قد تكون الأمر صعبا بشكل خاص إذا حدث من جهة العائلة والأصدقاء، وقد يؤدي إلى مشكلة. في مثل هذه الحال، يُستحسن أن تشاركوا الآخرين بهذه المشاعر الصعبة. شاركوا الأشخاص القريبين منكم أو توجهوا إلى اختصاصي للحصول على مساعدة.
والدون آخرون لأولاد ذوي احتياجات خاصة
في كثيرِ من الأحيان، يمكنكم أن تستعينوا بدعم ومعلومات من والدين لأولاد آخرين لديهم الإعاقة ذاتها، سواء التقيتم بهم ضمن مجموعات دعم، أو تعرفتم إليهم في منتديات عبر الإنترنت. أصغوا إلى التقلبات التي مروا بها، واكتشفوا كيف واجهوا ردود الفعل السلبية من جهة الآخرين.
يمكن أن تؤدي مشاركة مشاعركم العميقة والمتناقضة مع الآخرين الذين لديهم مشاعر شبيهة إلى بناء علاقات قوية وإلى مساعدتكم على التأقلم مع الوضع.
ابنكم في الروضة أو المدرسة
يُتوقَّع أن يتعامل الأولاد والوالدون الآخرون مع ابنكم وفق رد فعل معلميه. يعني ذلك أن على المعلمين أن يحصلوا منكم على معلومات صحيحة ودقيقة فيما يتعلق بالولد. يُرجَّح أن تحتاجوا إلى إجراء محادثات ثابتة معهم. يمكن أن تطلبوا من العاملة الاجتماعية التي ترافقكم أن تتحدث مع المعلمين عن تشخيص ابنكم، علاجاته، روتين عائلتكم، نقاط القوة والاحتياجات التعليمية لدى ابنكم، أو أن تهيئكم للتحدث عن هذه النقاط.
يمكن أن تُجروا محادثة مع كل الأولاد في الإطار التربوي وتخبروهم ما الذي يحب ابنكم فعله. قولوا لهم مثلا: “تحب إيناس كثيرا بناء برج بالليغو. وهي تبني أبراجا رائعة. يسرها أن تقولوا لها صباح الخير عندما ترونها في الصباح وأن تلعبوا معها بالليغو”.
لماذا من الصعب أحيانا التحدث مع الآخرين
من الصعب أحيانا التحدث مع أشخاص آخرين عن احتياجات ابنكم الخاصة. هذا طبيعي، وقد تكون هناك أسباب كثيرة لذلك:
- أنتم ما زلتم تتعلمون كيف تتقبلون التشخيص، وما زالت مشاعركم في أوجها.
- لستم مستعدين للتحدث عن الموضوع بعد. ربّما تحاولون أن تفهموا التشخيص أولا.
- تريدون أن تكونوا إيجابيين، ولكن يصعب عليكم القيام بهذه الخطوة.
- تخشون من أن تتصرفوا بشكل عاطفي.
- هناك أشخاص لا ترغبون في مشاركتهم بالتشخيص ويسألونكم أسئلة عنه.
- أنتم قلقون من ردود فعل الآخرين.
- تخشون من التعرض للضغط لذكر معلومات أكثر مما تريدون.
تذكّروا: أنتم تقررون متى تبدأون بالتحدث عن احتياجات ابنكم الخاصة، مع مَن، وكم. لا يتعين عليكم أن تقولوا أية معلومات لا ترغبون في ذكرها. يجوز لكم أن تقولوا إنكم لستم مستعدين للتحدث الآن، أو أن تغيّروا الموضوع.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.