من الطبيعي أن تشعروا أنتم وابنكم بعدم ارتياح عند التحدث عن قضايا صعبة مثل، الطلاق، المرض، الموت، تبني الأطفال، الجنس، والاغتصاب
لماذا يستحسن التحدث عن مواضيع صعبة
الطلاق، المرض، الوفاة، تبني الأطفال، الجنس – كل هذه المواضيع هي جزء من حياتنا. عندما تتحدثون مع ابنكم عن مواضيع صعبة، فأنتم تساعدونه على التغلب على الصعوبات الحياتية. كذلك، إذا لم يفهم ابنكم الحقائق بالطريقة الملائمة لجيله، فقد يتخيلها أصعب من الحقيقة. إذا كنتم تشجعون تواصلا منفتحا فيما يتعلق بالمواضيع الصعبة، يتعلم ابنكم أنه يستطيع التحدث معكم دائما. عندها يدرك أنكم تهتمون به وتصغون إليه في حال كان هناك ما يقلقه. إذا عرف ابنكم هذا التوجه منذ صغره، فسيكون لديكم أساس للتواصل عندما يصبح في مرحلة المراهقة.
يتيح التحدث عن مواضيع صعبة مع ابنكم لكم أن توضحوا قيمكم ورأيكم فيما يتعلق بأمور تهم عائلتكم، وقد يكون ذا أهمية لخير ابنكم. مثلا، تشير الأبحاث إلى أن الأولاد الذين كانوا قادرين على التحدث عن أنهم أولاد تبناهم والدوهم كانوا ذوي تقييم ذاتي جيد وواجهوا صعوبات أقل مقارنة بالأولاد الذين لم يتحدثوا عن الموضوع. أحد التفسيرات لذلك هو أن الوالدين الذين تبنوا طفلا كانوا منفتحين أكثر للتحدث مع أولادهم عن عملية التبني، وبالتالي تعلم أولادهم الانفتاح أيضا.
قبل البدء بالتحدث
ربما تعتقدون أنكم إذا تحدثتم عن أمور مثل الجنس، الموت، أو الطلاق مع ابنكم فستصوغون شخصيته. في الحقيقة، من المرجح أن يفرح ابنكم في التخفيف عن نفسه. رغم ذلك، فإن الطريقة التي تعالجون فيها أمورا صعبة يجب أن تكون ملائمة لعمر ابنكم ومرحلة النمو التي يمر بها.
مثلا، إذا كان ابنكم في سن الروضة، فيستحسن أن تنتظروا حتى يطرح هذه المواضيع وحده. ولكن يجدر بكم أن تدركوا ما يدور في حياته. إذا أدركتم ما يسمعه أو يشاهده في الإطار التربوي، التلفزيون، الإنترنت، أو من إخوته الكبار، فستعرفون أفضل ما الذي قد يقلقه.
إذا كان ابنكم في مرحلة المدرسة، قد يسمع أمورا صعبة من أصدقائه في الصف. يمكن أن تختاروا التحدث مع ابنكم عن بعض المواضيع الصعبة قبل أن يسألكم عنها، لا سيما إذا طرأ تغيير ملحوظ في سلوكه أو إذا حدثت حالة معينة في المدرسة – مثلا، وفاة صديق من أصدقائه في الصف.
عندما يصبح ابنكم كبيرا ويبدأ الاهتمام بالوسائل الإعلانية، يبدأ بقراءة الأخبار، ويهتم بأحداث الساعة، بقضايا القيل والقيل حول المشاهير، والنقاشات المختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي.
حتى إن كنتم لا تهتمون بهذه المواضيع إلى حد كبير، يستحسن أن تعرفوا الأحداث الساخنة في وسائل الإعلام. هكذا تعرفون ما يسمعه ابنكم، وكل موضوع يرغب ابنكم في التعرف عليه لن “يفاجئكم”. إذا طرحتم جزءا من المواضيع، فيمكن أن توجهوا ابنكم في المواضيع الأكثر تعقيدا.
المواضيع التي يصعب عليكم التحدث عنها
ربما هناك مواضيع يصعب عليكم جدا التحدث عنها، سواء كان بسبب الخلفية، المجتمع، أو القيم الدينية الخاصة بكم. هذا جيد أيضا. إذا كان الأمر كذلك، فيستحسن التحدث مع شريك أو شريكة الحياة لماذا من الصعب عليكم التحدث عن هذه المواضيع.
نصائح لإدارة صحيحة لموضوع صعب
يستحسن أن تفكروا ببضعة مواضيع يصعب عليكم التحدث عنها قبل أن يسألكم ابنكم أسئلة حولها. هكذا تكونون مستعدين عندما يُثار أي منها. إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على إدارة المحادثة:
- إذا حدثت حادثة محزنة أو مخيفة في عائلتكم (مرض، وفاة، طلاق)، يجب أن يسمع ابنكم عنها منكم أولا. هكذا هي الحال أيضا في الحالات التي قد تؤثر فيه جدا – مثلا: حرب، عمليات إرهابية، أو كوارث عالمية كهزة أرضية أو تسونامي. كرسوا وقتا من أجل ابنكم للتحدث عن هذه المواضيع بأفضل طريقة من أجله.
- عندما تبادرون إلى طرح المواضيع الصعبة، يمكن أن تختاروا وقتا تكونون فيه أنتم وابنكم هادئين. كذلك، يمكن أن تختاروا مكانا خاصا، تعرفون أن ابنكم يشعر فيه بارتياح.
- أوضحوا الموضوع ببساطة وخذوا بعين الاعتبار عمر ابنكم عندما تتحدثون عن مواضيع صعبة مثل الموت. مثلا، يمكن أن تقولوا لطفل عمره سنتان: “توفيت جدتك ولن نراها بعد. أنا حزينة جدا”. يمكن أن تقولوا لطفل أكبر قليلا معلومات أكثر. مثلا: “معنى الوفاة أن الكائن الحي لا يعيش بعد، مثلا عندما تموت النباتات ولا تنمو مجددا. أو عندما يموت الكلب، ويتوقف عن الأكل أو اللعب. تموت كل الكائنات الحية في لحظة معينة”. عند خسارة أحد الوالدين، يشكل توفر وإمكانية الوصول إلى الوالد الآخر، وكذلك القدرة على التحدث عن الوالد المتوفي دعما صحيحا لاجتياز عملية الحزن لدى الولد.
- كونوا صادقين وتحدثوا مع ابنكم بشكل دقيق وصادق قدر الإمكان. مثلا، قولوا: “عندما يتطلق زوجان فهما لا يسكنان معا أكثر. فهذا لا يعني أنهما لا يحبانك أكثر”.
- تحدثوا عن الموضوع في وقت لاحق. يحتاج ابنكم إلى وقت ليفهم الأمور. اوضحوا له أنه يستطيع أن يسألكم أسئلة. يستحسن أن تطرحوا الموضوع بعد مرور أسبوع إذا لم يطرحه ابنكم.
- أنصتوا. بعد أن تبدأوا المحادثة، أصغوا إلى ابنكم بصدق. تواصلوا معه عبر النظر وتعاملوا معه وفق عمره. يستحسن أن تعبّروا أمامه عن مشاعركم ليدرك أنكم تصغون إليه، ويستحسن أن تفحصوا أنه فهم أقوالكم. تختلف ردة فعل الأولاد. ليست هناك ردة فعل صحيحة أو غير صحيحة. يُحتمَل أن ابنكم لن يعبّر عن ردة فعله فورا، ولكن قد يحتاج إلى وقت حتى ينجح في ذلك.
- ابقَوا هادئين. من المتوقع أن يقلد ابنكم ردة فعلكم على المواضيع المحزنة أو الصعبة، لذلك يستحسن أن تكونوا هادئين. مع ذلك، لا بأس أن تعبّروا عن مشاعركم أمام ابنكم.
يمكن أن تستعينوا بكتب لبدء محادثة مع ابنكم في كل الأعمار. للحصول على أفكار حول كتب، تحدثوا مع أمينة المكتبة المحلية، سكرتيرة المدرسة، أو المربية. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تبحثوا عن أمثلة في الإنترنت.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network