نقل المسؤولية إلى ابنكم المراهق

يريد الأولاد ويتوجّب عليهم تحمّل المسؤولية أكثر كلما تعلموا ونموا. في الواقع، هذه مرحلة هامّة في نموّهم وتطوّرهم. قد تشعرون، أنتم الوالدين، أنه من الصعب عليكم نقل المسؤولية، لذا نقدم لكم أفكارا تساعدكم على العثور على التوازن الصحيح.

المراهقون والمسؤولية: ماذا عليكم أن تعرفوا

خلافا لمرحلة الرضاعة والطفولة، التي اتخذتم فيها القرارات عن ابنكم، وحددتم ما الذي يفعله ومتى، تتعزز حاجة ابنكم في سنوات المُراهَقة إلى أن يتحمل المسؤولية ويصبح مستقلا – هذه مرحلة هامة في مرحلة بلوغهم، وفي طريقهم ليصبحوا بالغين مسؤولين ومتعقّلين. لكي يصبح الشبّان مستقلين وذوي قدرة، عليهم أن يتعلموا كيف يتخذون قرارات أفضل وحدهم.

إحدى المهام الأساسية التي يواجهها الوالدون هي مساعدة أولادهم على أن يتحملوا المسؤولية ويتخذوا القرارات. لديكم كوالدين دور هامّ. فعليكم إرشاد ابنكم ودعمه، لكي يصبح مستعدا لتحمل مسؤولية أكثر. يعني هذا أن عليكم أن تخططوا متى وأين تسمحون لابنكم بالبدء باتخاذ القرارات.

بأية سرعة تنقلون المسؤولية إلى ابنكم المراهق؟ تعود الوتيرة التي تنقلون فيها المسؤولية إلى ابنكم إليكم وإلى عدة عوامل أخرى – إلى أي مدى تشعرون بارتياح للقيام بهذه الخطوة، التقاليد الثقافية الخاصة بكم وبعائلتكم، مدى نضوج ابنكم، وغيرها. الوضع المثالي هو أن تنقلوا المسؤولية عندما تشعرون جميعا بارتياح مع الانتقال ومع وتيرة سَير الأمور. قد يشعر كلا الجانبَين بالإنهاك إذا كان الانتقال سريعا وحادا. بالمقابل، قد يؤدّي الانتقال البطيء إلى أن يشعر ابنكم بنفاد الصبر ويرغب في التمرّد. اقرأوا المقال الاستقلالية لدى الشبّان الذي يتضمن نصائح عملية لتشجيع الاستقلالية.

الطريق نحو تحمل المسؤولية: تعزيز الاستقلاليّة

تبدأ استقلالية ابنكم بالنموّ عندما تختارون التوقف عن التحكّم في حياته بشكل فعّال. بدلا من ذلك، امنحوا ابنكم استقلالية ومسؤولية أكبر عن أعماله في مجالات معينة. قد لا تحبون كلّ اختياراته في البداية أو نتائجها، ولكنّ الاستقلالية والمسؤولية تساعدانه على تطوير مهارات حياتية هامة، لذا من المهم مساعدة ابنكم على خوض التجربة بنفسه، حتى إذا ارتكب أخطاء وتحمّل عواقبها.

عندما تحاولون أن تقرروا إذا كنتم تريدون أن تمنحوا ابنكم مسؤولية أكثر ويقرّر عن نفسه، أمامكم ثلاث إمكانيات – نعم، لا، وربما.

نعم

هذه الإمكانية ملائمة للمواضيع التي:

  • تثقون بأن ابنكم أصبح مستعدا ليتحمل مسؤوليتها
  • تتعلق بشؤون شخصية على ابنكم أن يتخذ قرارات حولها بنفسه

عندما تقررون أن تضعوا موضوعا في فئة “نعم”، تلتزمون بقبول قراراته، حتى إذا لم تكن الخيارات الأفضل بالنسبة لكم. إذا اتخذ ابنكم قرارا توافقون عليه، دعوه يعرف أنكم تقدرونه وتوافقون عليه. ولكن إذا لم تحبوا القرار، فكّروا قليلا وحاولوا ألا تتدخلوا. فهذه الفرصة تسمح لابنكم بالتعلم عبر التجربة.

لا

يمكن أن تقولوا لابنكم “لا” حول قرارات ذات صلة بنشاطات قد يكمن فيها خطر. أمثلة على ذلك هي قرارات تتعلق بأعمال يحظر القانون على الشبّان القيام بها، مثل استهلاك الكحول، أو أعمال ذات تأثيرات سلبية على العائلة – مثلا، إذا كان قراره يكلّف الكثير من المال.

بهدف أن تؤدي إمكانية “لا” عملها، هناك حاجة إلى تواصل جيّد وتحديد حدود وسلوكيات واضحة. كما أنّ للطريقة التي تقولون فيها “لا” تأثيرها أيضا. فبدلا من أن تعارضوا وتحظروا كليا، يُفضَّل أن تقولوا مثلا: “لستُ مستعدا للموافقة على ذلك الآن، لأن…”.

ربّما

هذه منطقة وسطى، يمكن أن تُجروا فيها مفاوضات لتحويل “ربما” إلى “لا” أو “نعم” وفق الظروف. تشكل المفاوضات جزءا من مرحلة النموّ. فخلال عملية تحويل “لا” أو “ربما” إلى “نعم”، يحصل ابنكم على فُرَص يعرض فيها عليكم أنه مستعد لتحمل المسؤولية أكثر.

اتخاذ قرار متى تكونون أنتم وابنكم مستعدين لنقل المسؤولية

كل ولد أو شاب يختلف عن غيره. وقد تحتاجون إلى خوض تجربة لمعرفة ما هي المجالات التي أصبح ابنكم مستعدا لتحمل مسؤولية أكبر فيها. استخدِموا اللقاءات العائلية لكي تُتيحوا لابنكم أن يعبّر عن رأيه فيما يتعلق بالقرارات الهامة وتساعدوه على أن يشعر باحترام. تعرفّكم المشاركة في اللقاءات العائلية بمدى نضج ابنكم وبالطريقة التي يواجه فيها الخيارات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تعزّز هذه اللقاءات قدرته على التعبير عن رأيه، وهذه خطوة هامة بحد ذاتها. إليكم بعض الأمور التي عليكم أخذها بالحسبان:

مستوى النضج

هناك تفاوت في مدى نضج الشباب، وقدرتهم على التصرّف بمسؤولية تتفاوت بين حالة وحالة. عندما تحاولون اتخاذ قرار إذا كان ابنكم مستعدا لتحمل المسؤولية، فكروا في قدراته. مثلا، يمكن أن يخرج المراهق الذي يطلب زيارة مدينة معينة مع أصدقائه إذا أعرب عن مسؤوليته عندما خرج مع أصدقائه في الماضي.

التعلم من التجربة

من المهم أن تتاح الفرصة أمام الشبّان لكي يفهموا الأمور بأنفسهم. وفي حال عدم وجود خطر فوري، قد تكون الحياة ذاتها معلّما جيّدا. تسمح هذه النظرة لكم كوالدين بأن تديروا حياتكم وفق رغبتكم وتتمتعوا بالحياة، وبأن يحصل ابنكم على فرصة أن يظهر لكم أنه قادر على تحمل المسؤولية.

الشؤون القانونية

مثلا، عندما يجري الحديث عن استهلاك الكحول، التدخين، التربية، والعمل، يجب أن تُؤخَذ في الحسبان الجوانب القانونية، إضافة إلى صحة ابنكم وخيره.

  • وفق القانون، يُسمح بشُرب الكحول في إسرائيل بدءا من سن 18 عاما. يوصى بألّا يُتاح للأولاد دون سنّ 15 أن يشربوا الكحول إطلاقًا، فيما يوصي خبراء في مجال الصحة بالانتظار حتى سن 18 عاما.
  • وفق قانون التعليم الإلزامي (1949) على كل ولد في إسرائيل أن يتعلم حتى الصف الثاني عشر.
  • يحظر القانون على الأولاد الذين عمرهم أقل من 18 عاما شراء السجائر أو منتجات التبغ.
  • لا يجوز للأولاد الذين عمرهم أقل من 16 سنة وتسعة أشهر قيادة سيّارة، وتُمنَع القيادة تحت تأثير المشروبات الكحولية

يجب أن تبقى كل هذه الأمور ضمن فئة “لا”، بغض النظر عمّا يفعله مراهقون آخرون أو ما يسمح لهم به والدوهم.

مستوى الخطر

لا يفكر الشباب دائما بتأثيرات أفعالهم على الأمد البعيد، ويريدون أحيانا القيام بأعمال تعرّض خيرهم للخطر. يمكن أن تقرروا مثلا أنّ المشاركة في حفلة تمتد كل الليل ضررها أكثر من فائدتها، فيما لا بأس في مشاهدة فيلم في السينما حتى منتصف الليل.

التأثير على الآخرين

إذا لم تكن قرارات ابنكم مقبولة أو ألحقت ضررا بالآخرين، يمكن أن تقرروا الحفاظ على السيطرة. مثلا، إذا اختار ابنكم سماع الموسيقى بصوت عالٍ في غرفته في ساعات الليل المتأخرة، يمكن أن تمنعوه من اتخاذ قرارات تزعج أفراد العائلة الآخرين. تساعد القواعد الأساسية مثل “خفض صوت الموسيقى بعد الساعة التاسعة مساء” ابنكم حين يتّخذ قرارات تؤثر في الآخرين.

الاهتمام بأنفسكم
يجوز للوالدين أن يضعوا حدودا حفاظا على حقوقهم وحاجاتهم. فيمكن أن ترفضوا عندما يطلب منكم طلبا غير منطقيا أو يجعلكم تتحملون عبئا غير مقبول – مثلا، نقل الأولاد في السيارة كل النهار من مكان إلى آخر في حال شعرتم أن هذا العمل عبء عليكم، أو الدفع مقابل معدات كثيرة وباهظة الثمن.

في نهاية الأمر، هدفكم هو منح ابنكم الاستقلالية في مجالات أهم، مثل الخروج من المنزل دون مراقبة أو اتخاذ قرارات حول دراسته أو عمله في المستقبل.

مشاكل مُحتمَلة أثناء نقل المسؤولية

أقلّ من اللازم

إذا لم تنقلوا لابنكم أية مسؤولية، فلا مفر أمامه سوى أن يضطر إلى التعلم من تجربته القليلة بطريقة صعبة.

أكثر من اللازم

عندما يتحمل المراهقون المسؤولية سريعا جدا، قد يتخذون قرارات سيئة ويعانون من تزعزع الثقة بأنفسهم، لأنهم يقومون بخطوات ليسوا مستعدين للقيام بها بعد. إذا كنتم أنتم وابنكم المراهق غير واثقين فيما يتعلق بمجال المسؤولية الجديد، استخدموا مُرشدًا لحلّ المشاكل لمعرفة إذا كنتم مستعدين.

ما الذي يجب القيام به عند خرق القواعد

الطريقة الأفضل للتأكّد من احترام القواعد التي اتفقتم عليها هي الحفاظ على تواصل مع ابنكم. رغم ذلك، يتحدى معظم المراهقين القواعد في مرحلة معينة. وهذه الخطوة هي جزء ممّا يفعله المراهقون كجزء من فحص الحدود. يُستحسَن التفكير واتخاذ قرار حول عواقب خرق القواعد.

ماذا عليكم أن تفعلوا عندما لا تكون نتيجة القرارات جيدة

يشكل اتخاذ القرارات تجربة يتعلّم منها ابنكم. لن تكون كل قراراته جيدة. اعملوا مع ابنكم على حل المشاكل لكي يتعلم كيف يتخذ قرارات أفضل ويتعلم من الأخطاء، وتحدثوا عما يمكن أن يفعله بشكل مختلف في المرة القادمة. يمكن أيضا أن تحدّثوا القواعد أحيانا وتغيّروها وفق الاحتياجات المتغيرة مع تقدم ابنكم في العمر.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.