الطريقة الأفضل لتعزيز السلوك المرغوب فيه لدى ابنكم هي الاهتمام به كثيرا عندما يتصرف تصرفا جيدا. وهكذا يمكنكم استخدام الاهتمام به لتحسين سلوكيّاته.
الحضور والاهتمام
الحضور يعني أنكم تنتبهون حقا لكل ما يقوله ابنكم ويعمله في اللحظة الحقيقية. يُستحسن استخدام التواصل البصري ولغة الجسد المنفتحة كجزء من هذا الحضور ليتيح لابنكم معرفة أنه يحظى بكل اهتمامكم. الحضور هو طريقة لتعزيز العلاقة بينكم وبين ابنكم، إضافة إلى الإصغاء الفعّال والمدح
كيف يؤثر اهتمامكم؟
يُظهر اهتمامكم بابنكم له أنه مصدر اهتمامكم وكذلك الاهتمام بالأمور التي يحبها. إنه يبني ثقته بنفسه، ويتيح له الكشف عن أفكار ومجالات اهتمام جديدة. كذلك، يُظهر الاهتمام للأولاد أنه عندما يتصرفون كما ينبغي، يحظون باهتمام إيجابي. أي أنه يمكن استخدام الاهتمام الإيجابي لتعزيز سلوك ابنكم المرغوب فيه – مثلا، مدحه عندما يتصرف بآداب أثناء تناول الوجبات.
يشمل الاهتمام الإيجابي:
- المديح – مثلا، “كل الاحترام يا نرجس لأنك شاركتِ الآخرين في الألعاب”.
- التعزيز – مثلا، “كل الاحترام، استمر بالمحاولة يا شريف”.
- إبداء محبة جسدية – مثلا، المعانقة، والاحتضان.
يوفر لكم الاهتمام الإيجابي التمتع بقضاء الوقت معا، وهو أفضل من معالجة سلوكيات صعبة أو تحدية. عندما تبدأون في هذا الأسلوب، ستتفاجأون من ملاحظة أن ابنكم يتصرف تصرفا جيدا. يمكن أيضا في الأيام المليئة بالمهام جدا، إيجاد فرص كثيرة للاهتمام بما يفعله ابنكم ويقوله. هكذا يمكنكم زيادة ثقته بنفسه وتعزيز علاقتكم معه في الوقت ذاته.
إصغاؤكم الفعّال لابنكم هو الإصغاء الذي يُظهر له أنكم تهتمون بما يقوله. عندما يتحدث ابنكم معكم، حاولوا أن تكونوا هادئين وأن تعبّروا عن اهتمامكم، وعبّروا عنه بالكلمات ولغة الجسد الملائمة. أصغوا لأقواله بينما تنظرون إليه (ولا تنظروا إلى الجهاز المحمول، أو تنظروا من وراء ظهره عندما تحاولون رؤية قدر الطهي وهو على الغاز أو عندما تنظرون إلى أخيه الصغير وهو يلعب)، واستخدموا لغة الجسد الملائمة، مثل هزة الرأس، تغيير تعابير الوجه في الوقت المناسب (ارفعوا حواجبكم عندما تتفاجأون، ابتسموا أو اضحكوا عندما تواجهون موقفا مضحكا وغير ذلك…). اطرحوا أسئلة للتوضيح، أو استجيبوا بشكل ملائم لما يقوله ابنكم، هكذا يشعر أنكم شركاؤه في الحديث.
منح الاهتمام لتحسين السلوكيّات: خمس خطوات
1. سيروا في طريق ابنكم
إذا وفرتم لابنكم فرصة اختيار اللعبة أو النشاط عندما يكون الأمر ممكنا، قد تحدث بعض الأمور الهامة جدا. يكتشف ابنكم أنكم تتمتعون عندما تكونون على مقربة منه، وهكذا تزداد ثقته بنفسه لأنه يشعر أن مجالات اهتمامه ذات أهمية. كذلك، يتعلم عندما يحاول التعرّف على العالم من حوله، أنه عندما يحتاج إلى مساعدتكم فأنتم قادرون على توفيرها.
2. خذوا وقتًا كافيًا
حاولوا التغلب على الشعور المتواصل أنكم بحاجة إلى القيام بالأعمال طيلة الوقت. هكذا يمكنكم التعرّف على العديد من اللحظات المضحكة والممتعة وأنتم مع ابنكم، والتمتع بها أيضا. عندما تتوقفون للحظة وتنتبهون إلى الأمور التي تثير اهتمامه، مثلا، أغصان وردة، نمل يجتاز الرصيف، زجاجات الصلصة في السوبرماركت – بدلا من التسرع للقيام بالعمل القادم، هكذا تُبدون له مدى تقديركم له.
3. كونوا قريبين من ابنكم
يمكنكم الجلوس على الأرض، الركوع على النجيل أو الجلوس وأنتم منحنيون بالقرب من الكرسي الذي يجلس عليه ابنكم. انظروا إليه واجلسوا إلى جانبه بدلا من التحدث معه بينما تكونون بعيدين عنه في الغرفة. انظروا إلى عينيه، ضعوا أذرعكم إلى جانب جسمه، ومن ثم ابتسموا، ابتسموا، وابتسموا كل الوقت. تُظهر كافة هذه التصرفات أنكم تتمتعون باللحظات التي تقضونها معه وتهتمون حقا بما يفعله، وهكذا تعززون ثقته بنفسه وثقته بكم.
4. انظروا إلى ابنكم بتمعنٍ
إذا أتحتم الفرصة لأقوال ابنكم وأعماله أن توجهكم، فستلاحظون كيف يبدأ الكشف عن مجالات اهتمام ومهارات جديدة. هذه فرصة رائعة لبناء الثقة الذاتية لدى ابنكم ومساعدته على التعرّف على العالم.
5. تحدثوا عن الأعمال التي أنجزها ابنكم
تحدثوا عن الأعمال التي ينجزها ابنكم – مثلا، “أرى أنك تحب هذه الشاحنة الحمراء”، “كم مثيرة للاهتمام هذه الحشرة التي تنظر إليها!” عندما توصفون لابنكم أعماله، أنتم تعبّرون له إلى أية درجة أنتم تنتبهون وتهتمون به. ليست هناك حاجة لطرح الأسئلة، ولكن يمكن الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها ابنكم. هذا الوقت معد له. يعزز الاهتمام العلاقات بينكم وبين ابنكم ويعزز ثقته بنفسه واطمئنانه – ادعموه ببساطة، وانتبهوا إلى أعماله وأثنوا عليها.
التلميحات تساعد على إبداء الاهتمام
- لحظات قليلة من الاهتمام: اهتموا بابنكم حتى ولو للحظة أو لحظتين، على فترات قريبة بدلا من تهتمون به على فترات بعيدة فقط. من السهل إبداء الاهتمام حتى عندما نكون مشغولين.
- يمكن إبداء الاهتمام في كل مكان: طوال اليوم، هناك الكثير من الفرص للاهتمام بما يعمله ويقوله ابنكم. يمكن تجربة هذا في السوبرماركت، أثناء تناول الوجبة، عندما تشطفون الأواني، في الطريق إلى المدرسة، أو أثناء السفر في الحافلة. ليست هناك أهمية لمكان وجودكم، المهم أنكم تقضون وقتا معا.
- انظروا من وجهة نظر ابنكم: عندما تحاولون رؤية العالم عبر عينيه، يمكن أن تشعروا كيف يشعر ابنكم. قد تقلص وجهة النظر هذه عدم التفاهم فيما يتعلق بتصرفاته. قد يبدو التصرف الذي ترونه غير ملائم، جزءا من نظرته إلى العالم!
- احذروا من فخ لفت الانتباه: إذا كرستم اهتماما أكثر من الضروري لسلوك تحدي، قد تقعون في فخ لفت الانتباه. قد يعبّر ابنكم عن اهتمام سلبي عن طريق الصراخ أو الشهيق اللذين قد يزيدان من حدة قوته. هذا التصرف هو لفت انتباه فوري، مركّز وشخصي.
أهم ما عليكم القيام به هو الانتباه إلى التصرف المرغوب فيه وليس إلى التصرف غير المرغوب فيه. لمزيد من المعلومات حول طرق منه الوقوع في فخ لفت الانتباه، اقرأوا المقال التجاهل المنهجي
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network