الكذب: لماذا يكذب الأولاد وما الذي يجب القيام به

يكذب معظم الأولاد في مرحلة معينة، ولكن قد تفاجئكم المرة الأولى التي تعرفون فيها أن ابنكم يكذب. يتعلم الأولاد الكذب كجزء من نموّهم - ولكنهم يتعلمون قول الحقيقة أيضا. هكذا تنقلون لابنكم رسالة أن عليه أن يكون صادقا.

لماذا يكذب الأولاد؟

قد يكذب ابنكم كي:

  •  يحمي شخصا ما لتجنب تورطه.
  •  يدرك كيف يكون رد فعلكم كوالدين عندما تسمعونه يكذب.
  •  يزيد من أهمية حدث ما ويجعله يبدو أفضل.
  •  يحظى باهتمامكم، حتى إن كان يعرف أنكم تعرفون الحقيقة.
  •  يحصل على شيء يرغب فيه – مثلا، أن يقول لجدته: “أمي تسمح لي بتناول الحلويات قبل وجبة العشاء”.

متى يبدأ الأولاد بالكذب؟

يتعلم الأولاد الكذب منذ سن صغيرة، في عمر ثلاث سنوات تقريبا. عندها يبدأ ابنكم بفهم أنكم لا تقرأون أفكاره، ولذلك يستطيع أن يقول غير الحقّ دون أن تكتشفوا ذلك.

يكذب الأولاد أكثر في جيل أربع حتى ست سنوات. يبدأ ابنكم بالتحسن في الكذب عندما ينجح في الملاءمة بين تعابير وجهه ونبرة صوته وما يقوله. ولكن إذا طلبتم منه أن يوضح أقواله، يعترف غالبا بالحقيقة.

عندما يصبح الأولاد في سن المدرسة، قد يكذبون أحيانا، وربما يطورون مهارات الكذب. تصبح الأكاذيب متطورة أكثر، لأن الثروة اللغوية لدى ابنكم تصبح أكبر، وهكذا يفهم بشكل أفضل كيف يفكر الأخرون.

في عمر ثماني سنوات، يستطيع الأولاد النجاح في الكذب على الآخرين.

تشجيع الأولاد على قول الحقيقة

عندما يكبر الأولاد كفاية ويفهمون الفرق بين الكذب والحقيقة، من المفضل تشجيعهم على قول الحقيقة ودعمهم. بهدف القيام بذلك، شددوا على أهمية الصدق في العائلة وامدحوا ابنكم عندما يتصرف بصدق – حتى إن استغرق اذكر الحقيقة وقتا. كذلك، يمكن أن تقولوا له إنكم لا تحبون الكذب. مثلا، قولوا: “عندما لا تقول الحقيقة، أشعر بحزن وتوتر”.

نصائح لتشجيع قول الحقيقة

إليكم بضع نصائح تساعدكم على تشجيع ابنكم على أن يكون صادقا ويقول الحقيقة:

  •  إذا اخترع ابنكم قصة ما، فقولوا له: “هذه قصة رائعة، يمكن أن نكتب كتابا!”. هكذا تشجعونه على استخدام خياله دون أن يكذب.
  •  ساعدوه على تجنب الحالات التي يضطر فيها إلى الكذب. مثلا، إذا سكب حليبا وسألتموه إذا كان قد سكب الحليب، قد يحاول الكذب. لتجنب الة هذه، قولوا له: “أرى أنه قد حدث حادث صغير مع الحليب. تعال ننظفه”.
  •  إن القصص الكبيرة والمبالغ فيها هي طريقة لكسب احترام الآخرين. إذا كان يحدث ذلك في أحيان كثيرة، فحاولوا أن تمدحوا ابنكم أكثر – مثلا، عندما يحاول تعلم شيء جديد. هكذا تساعدون ابنكم على تحسين تقديره الذاتي.
  •  تأكدوا من وجود قواعد ونتائج واضحة للتصرف المرغوب فيه في عائلتكم.
  •  عندما يعترف ابنكم أنه ارتكب عملا غير لائق، امدحوه على صراحته. قولوا له مثلا: “أنا فرحة جدا لأنكَ قلتَ الحقيقة”. هكذا تنقلون إليه رسالة أنكم لستم غاضبين عندما يقول الحقيقة.
  •  حاولوا أن تقرأوا قصصا تتناول أهمية الصراحة. مثلا، قصة الولد الكذاب الذي صرخ “أنجدوني، ساعدوني، هجم الذئب على القطيع” توضّح جيدا كيف أن الكذب قد يلحق بنا ضررا.

يحب الأولاد اختراع القصص، ويبالغون لزيادة أهمية القصة. إن التظاهر والخيال هامان في نموّ ابنكم، ويستحسن أن تشجعوه على نوع كهذا من اللعب. لا تنظروا إلى “الاختراعات” على أنها كذب، لا سيما لدى الأولاد الذين أعمارهم أقل من أربع سنوات.

كيف يمكن معالجة الكذب والكذب المقصود

إذا كان ابنكم يكذب عن قصد، فالخطوة الأولى التي يجب القيام بها هي أن توضحوا له أنه ليس مقبولا بالنسبة لكم. أوضحوا له لماذا تعارضون الكذب واشرحوا له أنه ربما لن تستطيعوا الاعتماد عليه في المستقبل. الخطوة القادمة هي أن يكون رد فعلكم وفق الحالات التي تواجهونها. مثلا، إذا رسم ابنكم على الحائط ولكن كذب عندما سألتموه عن الحقيقة، فدعوه يساعدكم على تنظيفه.

من المهم معالجة الكذب والسلوك الذي أدى إلى ذلك على حدة. إذا كان ابنكم يكذب ليحصل على اهتمامكم، فكروا كيف يمكن أن تمنحوه اهتماما بطرق إيجابية أكثر. إذا كذب ابنكم ليحصل على شيء ما، مثل كتاب جديد، فحاولوا أن تفكروا بطريقة تكافئونه فيها بهدف أن “يكسب” الكتاب.

ربما يتعين عليكم تغيير بيئة ابنكم لمساعدته على تجنب الحالات التي يضطر فيها أن يكذب.

كيف يمكن معالجة الكذب والتصريح به

  • حاولوا أن تقولوا نكتة، أو أن تعظموا من كذب ابنكم. مثلا، إذا شرح ابنكم الصغير لماذا انكسرت اللعبة وقال “لقد كسرها الدبدوب الخاص بي”، فقولوا شيئا بسيطا مثلا، “من المثير للاهتمام لماذا قام الدبدوب بذلك؟” تابعوا هذا التوجه حتى يعترف ابنكم بالحقيقة. هكذا يمكن أن تكشفوا الكذب وتعلموا ابنكم أن عليه قول الحقيقة دون استخدام طرق للحفاظ على الانضباط أو بدء صراع بينكم وبين ابنكم.
  •  إذا تمسك ابنكم بالكذبة التي اخترعها، فاستخدموا طريقة الانضباط الملائمة لتعزيز الفكرة أنكم لا تقبلون الكذب. يمكن أن تقرأوا عن طرق الانضباط المختلفة في المقال تعلّم كيفية التصرُّف: حول الانضباط والأولاد.
  •  لا تقولوا لابنكم إنه “كذاب”. قد تلحق هذه الوصمة ضررا بتقييمه الذاتي، وتؤدي إلى كذب إضافي. أي إذا كان ابنكم يؤمن أنه كذاب، فيستحسن أن يتابع الكذب. يستحسن التحدث عن سلوكه ووصمه (“الأقوال التي قلتها الآن ليست صحيحة”) وليس عن ابنكم ذاته (“كذاب”).

ما الذي يجب القيام به عندما يكذب الأولاد الأكبر سنا

كلما كبُر الأولاد يكذبون أكثر. إذا كان ابنكم يكذب في أحيان كثيرة، فيستحسن التحدث معه حول الموضوع بهدوء. خصصوا وقتا للمحادثة، وأوضحوا لابنكم كيف يؤثر الكذب فيكم، وفي علاقتكم معه، وماذا سيحدث إذا لم يعد أفراد العائلة والأصدقاء يثقون به.

عندما تعرفون بالتأكيد أنه لا يقول الحقيقة، اوضحوا له ذلك. على الأولاد أن يعرفوا أن صفات كالصراحة والصدق تهمكم. مع ذلك، لا تسألوه كل الوقت إذا كان يقول الحقيقة.

يبدو أحيانا أن ابنكم يتابع الكذب، دون علاقة بما تقومون به. ولكن إذا تابعتكم مدحه لأنه يقول الحقيقة، وتعاملتم تدريجيا مع الكذب، فمن المرجح أن ابنكم سيكذب أقل كلما كبُر. قد تستمر هذه الفترة حتى جيل سبع سنوات أو أكثر. يستحسن معرفة أن الأولاد في كل الأعمار يتمتعون بالعلاقات الجيدة مع والديهم ويشاركونهم بأعمالهم، ويميلون أقل إلى اتباع طرق غير مقبولة اجتماعيا.

قد يكذب جزء من الأولاد، لا سيما الأولاد في عمر سبع سنوات، بوتيرة عالية كجزء من نمط واسع أكثر من سلوك غير لائق، سلبي، أو حتى غير قانوني مثل السرقة والإضرار بالحيوانات. إذا كان ابنكم يتصرف على هذا النحو، فيستحسن أن تطلبوا المساعدة المهنية من المستشارة في المدرسة، أخصائي نفسي، أو طبيب نفسي.

الكذب فيما يتعلق بالعنف والأمور الخطيرة الأخرى

يكذب الأولاد أحيانا حفاظا على سر الآخرين أو لحماية شخص آخر. مثلا، قد يكذب ولد تعرض لعنف من قبل بالغ لحمايته. في أحيان كثيرة يخاف الولد من العقاب إذا قال الحقيقة. إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يكذب لسبب آخر خطير أكثر:

  •  أكدوا له مرارا وتكرارا أنكم ستحمونه إذا قال الحقيقة.
  •  حاولوا قدر المستطاع إقناعه أنكم ستعملون على تحسين الوضع.

إذا كنتم قلقين فيما يتعلق بأمان ابنكم أو خيره، فتوجهوا للحصول على مساعدة مهنية بسرعة. يستطيع طبيب العائلة أو مستشار المدرسة تقديم النصيحة لكم إلى أين يمكنكم التوجه.

تحدثوا مع ابنكم حول “الأسرار الجيدة” (التحضير لحفلة فجائية لشخص معين)، مقارنة بـ “الأسرار السيئة” (ذات الصلة بإلحاق الضرر بشخص معين) – والتي تتطلب مشاركة شخص بالغ مسؤول، ويستحسن أن يكون أحد الوالدين.

الكذب الأبيض

“الكذب الأبيض” هو كذب لا يلحق ضررا ويقال عن نية طيبة، وغالبا بهدف الحفاظ على مشاعر الآخرين. مثلا، قبل أن يحصل ابنكم على هدية، ربما تشجعونه أن يقول إنه يحبها. في مثل هذه الحال، ما زال جزء من الأولاد يقول الحقيقة (“لا أحب هذه الهدية!”) لأنه ما زال في مرحلة تطورية لا يستطيع أن يفهم أنه قد يلحق ضررا بالآخرين من خلال أقواله، عندما يقول الحقيقة.

عندما يصبح الأولاد في سن المدرسة الابتدائية، تتحسن قدرتهم على الكذب الأبيض. حتى سن المراهقة، يقول الأولاد كذبا أبيض بشكل ثابت حفاظا على مشاعر أصدقائهم.

عندما يكذب الوالدون كذبا أبيض

أحيانا، لا يلحق الكذب الأبيض ضررا بأولادكم. يهدف جزء من الكذب الأبيض إلى الحفاظ على سذاجة ابنكم، تشجيعه على النمو الإبداعي، أو تعليمه مهارات اجتماعية هامة. مثلا، قد تقولون لابنكم إنّ المعانقة ذات قوة خارقة تعالجه عندما يلحق ضررا بنفسه. يحب بعض الوالدين اللعب بألعاب مثل العثور على جنيات في الحديقة.

رغم أن الكذب الأبيض ليس ضارا، لا يُستحسن استخدامه في أحيان كثيرة. الفرق بين الكذب الأبيض والكذب الحقيقي هو أن الكذب الحقيقي يهدف إلى تجنب العقاب. قد لا يكون هذا واضحا تماما للأولاد. من المتوقع أن يكذب الأولاد الذين يسمعون الكذب أكثر. غالبا يستحسن الامتناع عن الكذب. إذا عرض عليكم ابنكم رسمة، فأنتم لستم مجبرين على الكذب، يمكن أن تقولوا، “أحب الألوان التي اخترتها”، “أرى أنك بذلت جهدا كبيرا في…”. أو “دعني أرى كيف قمت بهذا الإبداع، إنه مثير للدهشة”.

في أحيان كثيرة، نميل إلى أن نقول كذبا أبيض لأولادنا لإدارة تصرفهم. مثلا، يمكن أن تقولوا “لا أستطيع أن أشتري لك هذه الحلويات، لأنه ليس معي مال الآن”. قد تنجحون في ذلك مرة واحدة، ولكن قد تحصلون على نتيجة عكسية إذا لاحظ ابنكم (مثلا، عندما تكون حقيبتكم مليئة بالمال)، أو تتسببون بجدال أو عدم ثقة بينكم وبين ابنكم. يُستحسن معالجة سلوك ابنكم بصراحة وطرق فعالة. للحصول على معلومات ونصائح أخرى، اقرأوا المقال: 15 نصيحة لتشيجع السلوك الحسن.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network