اضطرابات طيف التوحد لدى الأولاد الكبار والشبان

يواجه الأولاد والشبان الذين يعانون من طيف التوحد صعوبات غالبا في مجاليَن أساسيَّين: الأول هو التواصل الاجتماعي، والثاني هو السلوكيات والاهتمامات القليلة والمتكررة.

علامات اضطرابات طيف التوحد

يظهر في المقال التالي جزء من العلامات السلوكية والأعراض المرتبطة بالتواصل الاجتماعي لدى الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد في المراهقة وما قبلها. يُشخَّص معظم الأطفال الذين لديهم طيف التوحد في سن مبكرة، ولكن هناك أطفال قد لا يكون الاختلاف الاجتماعي والعلامات المثيرة للشك بأنهم يعانون من التوحد بارزة لديهم في السنوات الأولى من حياتهم، ولكن مع ازدياد المتطلبات الاجتماعية في سن المراهقة، يصبح جزء من علامات التوحد بارزا أكثر، ويتم تشخيص الأطفال في سن متقدمة أكثر.

ربما تكتشفون أن جزءا من العلامات الوارد ذكرها هنا كخصائص لأطفال يعانون من التوحد يُذكّركم كثيرا بابنكم، بينما يبدو جزء آخر بعيدًا جدًّا عنه. في الواقع، قد يكتشف جميعنا صعوبات بدرجات متفاوتة في جزء من المجالات المذكورة، ولكن فقط وجود جزء كبير وواضح من هذه العلامات  قد يؤدي إلى تشخيص التوحد.

إذا كنتم قلقين بسبب وجود عدد كبير من السلوكيات، توجهوا إلى طبيب الأطفال، الذي يمكن أن يوجهكم إلى الاختصاصي الملائم.

العلامات المرتبطة بالتواصل الاجتماعي

يواجه الأطفال والشبّان الذين يعانون من التوحد بشكلٍ عامّ صعوبات في التواصل الكلامي وغير الكلامي لأهداف اجتماعية.

التواصل الكلامي

قد يعاني الطفل أو الشاب المتوحّد من:

  • صعوبة في المشاركة في المحادثات والانتظار حتى يأتي دوره – مثلا: أن يكون المتحدث الوحيد، عن موضوع لا يهم الآخرين، دون توقف، أو قد تصعب عليه الإجابة عن أسئلة تتعلق به، بتجاربه، أو مشاعره
  • التحدث كثيرا عن موضوع مفضّل لديه، ولكن يصعب عليه التحدث عن مواضيع مختلفة
  • عدم فهم معنى الكلمات والتطرق إلى الأقوال بشكل حرفي – مثلا: عدم فهم التعبير “اتعب قدامك ولا تتعب لسانك”، أو صعوبة فهم التهكّم أو الفكاهة
  • استخدام نبرة كلام غير عادية، أو استخدام الكلام بشكل استثنائي – مثلا: التحدث بنبرة رتيبة أو بلهجة غريبة
  • استخدام ثروة لغوية جيدة بشكل استثنائي وغير ملائم لمستوى حديثه أو عمره، أو التحدث بشكل رسمي وقديم الطراز

التواصل غير الكلامي

قد يعاني الطفل أو الشاب المتوحّد من:

  • صعوبة في قراءة الإشارات غير الكلامية، مثلا: لغة الجسد أو نبرة الكلام، لفهم كيف يشعر الآخر – مثلا: لا يفهم أن البالغ غاضب من نبرة كلامه، أو لا ينتبه عندما يستخدم الآخرون التهكّم لإغاظته
  • استخدام التواصل البصري بطريقة استثنائية – مثلا: استخدام التواصل البصري أقل من الآخرين، أو عدم التواصل بصريًّا عندما يتحدث إليه الآخرون، أو النظر بطريقة غير لطيفة
  • التعبير أقل عن مشاعره باستخدام تعابير وجهه، أو عدم النجاح في قراءة تعابير وجه الآخرين – مثلا: لا يعرف إذا كان الآخرون يحبونه
  • استخدام القليل جدًّا من الإشارات عند التعبير عن نفسه.
  • عدم النجاح في الدمج بين كل من العوامل التالية – لا تكون تعابير الوجه، لغة الجسد، والتواصل البصري ملائمة للموضوع الذي يتحدث عنه (مثلا: يتحدث عن حالة مثيرة للغضب ولكنه يبتسم)

تطوير العلاقات

قد يعاني الطفل أو الشاب المتوحّد من:

  • تفضيل قضاء الوقت وحده بدلا من أن يقضيه مع أصدقائه
  • الرغبة في أن يلعب الأطفال الآخرون معه وفق قوانينه الخاصة
  • صعوبة فهم القوانين الاجتماعية الخاصة بالصداقات
  • التواصل مع القليل من الأطفال، وبشكل عامّ مع الأطفال الذين لديهم صعوبات اجتماعية
  • صعوبة التواصل مع الأطفال في سنه، وتفضيل اللعب مع أطفال أصغر أو أكبر منه سنا
  • صعوبة ملاءَمة سلوكياته مع حالات اجتماعية مختلفة. مثلا، لا يشعر إطلاقًا بالخجل في مكان جديد
  • خرق الحيز الشخصي والتقرب أكثر من اللازم من الآخرين.

العلامات السلوكية

هناك علامات سلوكية مختلفة تظهر أحيانا لدى الطفل أو الشاب المتوحّد.

السلوكيات ومجالات الاهتمام المتكررة

قد يعاني الطفل أو الشاب المتوحّد من:

  • الاهتمام أو الوسواس الاستثنائي – مثلا، الاهتمام بشكل استثنائي بمجال معيّن، جمع أغراض معيّنة بشكل مفرط، أو الاهتمام بإحصائيات في مباراة كرة السلة دون الاهتمام بالمباراة ذاتها
  • التصرف بشكل مُزعِج – مثلا: ترتيب أغراض في صف أو الشعور أن عليه إغلاق كل الأبواب في المنزل
  • التعلق بشكل استثنائي بالأغراض – مثلا: أن يحمل الطفل معه ألعابا حتى عندما يكون مراهقا، أو أن يجمع أغراضا غير عادية مثل أكياس النقارش أو أربطة الأحذية
  • القلق بسهولة عند حدوث تغييرات وتفضيل الروتين – مثلا: أن يرغب في الجلوس في المقعد ذاته دائما أثناء تناول الوجبات أو الحفاظ على نظام ثابت جدا في الصباح
  • تكرار حركات الجسم أو التحرك بشكل غير اعتيادي، مثلا: التصفيق أو هز الجسم

الحساسيات الشعورية

قد يعاني الطفل أو الشاب المتوحّد من:

  • حساسية شديدة للتجارب الحسية – مثلا: ينزعج بسرعة من الضجة، بينما يعتقد الآخرون أنها مزعجة قليلا أو يتناول أطعمة ذات ملمس خاص فقط

علامات إضافية

يواجه الأطفال والشبّان الذين يعانون من التوحد من صعوبات إضافية، مثلا:

  • مشاكل في النوم – مثلا: صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ باكرا وعدم القدرة على النوم ثانية
  • قلق أو جيَشان المشاعر – مثلا: الخوف من زيارة مكان جديد أو صعوبة المشاركة في مناسبات اجتماعية
  • الاكتئاب – بشكلٍ عامّ، يعرف الأطفال والشبان الذين يشعرون باختلافهم عن الآخرين الطريقة التي يراهم فيها الآخرون، ويشعرون بالعزلة. تزداد حدة هذه المشاعر بسبب مستويات الهرمونات المتغيّرة خلال سن المراهقة
  • السلوك العدواني – قد تؤدي الحساسية الشعورية إلى سلوكيات عدائية فجائية. فقد يصعب على الأطفال فهم ما يحدث حولهم، ما يؤدي إلى مشاعر الإحباط والغضب
  • صعوبة في المهارات التنظيمية – مثلا: صعوبة في مواجهة المشاكل المتزايدة لدى الانتقال إلى المدرسة الإعدادية – مع كثرة مجالات التعلم، الانتقال بين الصفوف التعليمية المختلفة، التوزيع إلى مجموعات مختلفة في كلّ درس، وغيرها.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة – الشعور بفيض المشاعر أو الارتباك في المدرسة.

قد يكون ظهور هذه العلامات نقطة بداية لتشخيص التوحد في سن متأخرة. قد تتفاجأون عند تشخيص ابنكم بأنه يعاني من التوحد، أو قد تشعرون بالارتياح لأنكم وجدتم أخيرا ردا وتفسيرا للصعوبات والسلوكيات الاستثنائية التي يعاني منها ابنكم. التشخيص هو المرحلة الأولى في تقديم العلاج لابنكم، ما يساعده على التقدم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.